علّق دكتور يوسف زيدان على أحداث الشغب التي شهدتها منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة صباح أمس ونتج عنها وفاة شاب مسيحي وعشرات المصابين بين صفوف الأمن المصري والمسيحيين ، بأنها أمر مؤسف وسيتكرر كثيرا ، ونتج عن تصور البعض الخاطيء بأن مصر بلدهم وحدهم وأنهم فوق القانون .
جاء ذلك في حلقة برنامج "الحياة والناس" لمقدمته الإعلامية رولا خرسا، والتي تطرقت لقضايا الساعة وأحدث روايات يوسف زيدان بعنوان "النبطي".
ووقعت مصادمات المسيحيين والأمن بعد رفض محافظ الجيزة تحويل مبنى خدمي إلى كنيسة بمنطقة العمرانية، واعتراضه على البدء في إنشائها بدون ترخيص .
وقال د. زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية أن الشاب المسيحي قتله الغوغاء الذين تظاهروا باسم الصليب، وشبههم بمن قتلوا الفيلسوفة هيباتيا منذ أكثر من 1500 عام وهو ما عبرت عنه رواية "عزازيل" الشهيرة، وهؤلاء يعتقدون أنهم ينطقون باسم الإله ويقنعون جموع البسطاء بذلك ، وهم يرددون مزاعمهم بأن المسلمين ضيوف عليهم في مصر .
وأشار زيدان إلى أن المسيحيين الذين قاموا بهذه الأفعال لا ينتمون لروح الديانة التي تقول بالمحبة حتى محبة الأعداء.
كما أعرب زيدان عن احترامه لدعوى رئيس الجمهورية بالالتزام بعدم إثارة الفتنة الطائفية، منتقدا المعالجة الحكومية للمسألة القبطية التي تقوم على فحص الحالة الجزئية دون النظر للمدى البعيد.
يندهش زيدان من التظاهر لبناء كنيسة، وضرب المثل بـ"دير الست دميانة" بالبراري حيث أن مساحته أكبر من كل مساجد مصر، وفي وادي النطرون منطقة أديرة لا توجد في العالم نظيرة لها في مساحتها.
تطرقت رولا خرسا إلى رواية "النبطي" أحدث روايات زيدان، والتي تتحدث عن العشرين سنة قبل فتح مصر، وتشير إلى أن المصريين رحبوا بالفاتحين المسلمين، وقال المؤلف أن عدم قراءة التاريخ هو من يفتح الباب للتلاعب بالعقول، وإلا كيف فتح عمرو بن العاص مصر بجنود لا يتجاوزون 3500 شخص، في حين أن الحامية البيزنطية بمصر يبلغ عددها بأقل التقديرات 30 ألفا .
كما تحدث صاحب "عزازيل" بشئ من التفصيل عن التركيبة السكانية لمصر قبل الفتح الإسلامي، مشيرا إلى أنها تتكون من العرب في شرق الدلتا وشرق الصعيد، وفي سيناء كانت هناك القبائل العربية من قبل الفتح بمئات السنين أيضا، ويقول المؤرخون أنه أثناء فتح مصر لم يتجاوز مجموع شهداء المسلمين 21 شخصا، نافيا أن يكون عمرو بن العاص حاصر الإسكندرية التي كانت تحصيناتها هائلة فضلا عن أن العرب كانوا يخشون المياه فكيف سيحاصرها؟.
وعن شكل العلاقة بين المسلمين الفاتحين وسكان مصر بعد الفتح، أعرب زيدان أنها كانت تتسم بالود، ولم يكن الجنود العرب يحتكون بالناس أو يعاملونهم معاملات تجارية في البداية، فدخول المصريين في الإسلام كان في الزمن الفاطمي عام 358 هـ، لأن الحكام الفاطميين كانوا معنيين بالناس وأحوالهم وبنشر المذهب .
قائلا أن ما أخذه المسلمون من جزية من المسيحيين كان أقل مما يحصل عليه الروم الأرثوذوكس من المصريين، فلا يجب أن ننظر للأحداث الكبرى بتلك السطحية والبساطة، بل أن نفكك عناصر الظاهرة وندرسها ونعيد تركيبها من جديد.
وفي نهاية الحلقة ناقش زيدان عددا من مقالاته الاخيرة المنشورة بصحيفة "المصري اليوم"، وفي واحدة منها يشكك في الرسائل المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخاطب بها الملوك، ودلل على ذلك باختلاف الأختام، ومضمونها الذي يشير إلى أنها كتبت بعد الانتصارات والفتوحات، مؤكدا أن لا أحد يحمل الحقيقة التاريخية كاملة . وأن الكاتب تقع عليه مسئولية تربية الوعي النقدي لدى القراء إعمالا لما قاله بن خلدون "ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر" وخاصة أننا في عصر التدفق المعلوماتي.
ورفض زيدان مقولة فصل الدين عن السياسة أو المجتمع، متسائلا : ألم تؤثر أحداث كنيسة العمرانية على حركة المرور؟.
عرب نت 5
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق