الخميس، نوفمبر 11، 2010

مصادرة ديوان الشاعر حازم المرسي من مكتبات التربية والتعليم بسيناء

الشاعر / حازم المرسي


صادرت مكتبات التربية والتعليم بمحافظة سيناء ديوانا للشاعر حازم المرسي معتبرة ان الديوان مخالف للقيم الدينية والعلمية والاعراف السائدة بعد فحصه بمعرفة لجنة غير مختصة كما يدعي الشاعر
واليكم نص الرسالة التي ارسلها المرسي في شكواه بعد مصادرة ديوانه_ تايه ف عالم النقط -:
انا شاعر من شعراء مصر وعضو امانة ادباء مصر الدورة الحالية وقد قامت الهيئة العامه لقصور الثقافة بنشر ديوان لي يحمل اسم ( تايه ف عالم النقط ) عام 2006 وقد قررت الهيئة إهداء مجموعة من الكتب إلي مكتبات المدارس من بينها ديواني المذكور وذلك في بداية العام الدراسي الحالي, وقد استلمت مديرية التربيةوالتعليم هذه الكتب المهداة من قصر ثقافة جنوب سيناء وتوزيعها علي المدارس بدون عمل اي لجان للفحص من قبل توجيه المكتبات ولكن حينما نم إلي علم السيد موجه اول المكتبات / ابتسام محمد كمال
أن من بين هذه الكتب ديواني المذكور عاليه ( تايه ف عالم النقط ) قامت بعمل لجنه لفحص الكتب وتوصلت السيده الموقره هي ولجنة الفحص ( من غير المختصين بالأدب وتطوراته والآفاق الأدبية الجديدة) أن ديواني مخالف للقيم الدينية والعلمية والأعراف السائدة في المجتمع.
وأرسلت خطابا يحمل خاتم شعار الجمهورية إلي جميع الادارات التعليمية بالمحافظة ( جنوب سيناء ) بعدم تداول هذا الكتاب ( مرفق صوره من الخطاب الصادر من توجيه المكتبات إلي الإدارات التعليمية ) مما يؤدي إلي التشهير بي وسبي وقصفي حيث أنني صاحب هذا الديوان ومادته الأدبية
حازم المرسي


خطاب توجيه المكتبات بمنع كتاب المرسي

هذا وقد حصلت المدونة علي قراءة للشاعر والباحث مسعود شومان في ديوان المرسي _ تايه ف عالم النقط والقراءة بعنوان (هيمنة الرؤي الموضوعية في خمس دواوين بالعامية ) وكانت الدراسة ضمن كتاب الابحاث الخاص بمؤتمر اقليم القناة وسيناء الثقافي المنعقد في السويس عام 2007 واليكم الدراسة للشاعر مسعود شومان:
هيمنة الرؤي المضمونية في خمسة دواوين بالعامية*
مسعود شومان
تايه ف عالم النقط               حازم المرسي
يضعنا عنوان الديوان بداية فيموضع التساؤل أي عالم تتوجه إليه القصائد واي نقط ويبدو من خلال قراءة الديوان ان الشاعر رغم حداثة عهده بالشعر كان مدركا لمشكلاته أو بالأحري يضعنا امام معني التوهه الوجودي والفني في آن واحد والديوان يستمد اسمه من عنوان قصيدة داخلها لكن مفردة نقط قد جاءت مزيدة بألف ولام التعريف , نعم هناك سيطرة للحروف المنقوطة في عناوين القصائد وبعضها قد جاء في شكل حرف واحد ( نون – قاف – طاه –سين ) لكن الأمر لا يقف عند هذه الدلالة الأحادية المتعلقة باللغة لكن الذوات التي تتحرك في الديوان تشعر بهذه التوهه في عالم تحدده النقط من مكان إلي مكان بوصف النقطة هي النواة الاولي لتكوين الوجود
صوت الخطاوي المنهكة
عامل تمام
زي الموسيقي التصويرية
واقع حزين
صبرك دفين
هوا انت فين ؟
كما تتبدي التوهه الكتابية في شكل الصفحة المكتوبة , فمرة نجد محاذاة السطور يمينا , وأخري يسارا ومرات يتم توسيطها في الصفحة , ولا اجد أي مبررات جمالية لهذه المغايرة المربكة التي ربما عكست معني جديد للتوهة في عالم الحروف التي تكونها النقط فكتابة النص علي فراغ الصفحة له جمالياته , في التعامل مع الكتلة والفراغ وحجم الخط ونوعه , لاحظ ذلك علي مدار الديوان , وانظر علي وجه التحديد أولي القصائد التي تبدأ بمقطع يتوسط الصفحة , يليه آخر يمين الصفحة ثم ثالث يتوسطها لتتنتهي بمقطع يسار الصفحة , وربما يعكس ذلك رغبة في التمرد علي الشكل التقليدي الذي نراه في كتابة القصائد , لكن التمرد لابد أن يدعمه مبرر جمالي يعظم من شأن الدفقات الشعرية التي تعكس حسا شعريا متميزا في عدد من قصائد الديوان
انت الوحيدة
شاغله القلوب
وبيكتبوا عنك قصص
قالت لي عنك جدتي
انت اللي من دون الشجر
هنا تتجلي لعبة التقديم والتأخير محققة مفارقة  في نهاية المقطع الذي يشير إلي أهمية اللعب مع اللغة  , فالشعر ليس مضامين تتوجه صوب القاريء , دون لعب مع اللغة وإخضاعها لجماليات مختلفة  عن السائد والمألوف , متجاوزة أركام النصوص التي مازالت تمسك آلياتها بمعاصم عدد كبير من الشعراء .
إن حازم المرسي في ديوانه يقف عند مناطق شديدة الشعرية , لكنه يبرحه إلي مناطق عامة لا تخصه , ثم إلي صور كاريكاتيرية , وهو ما يشير إلي عدم إمساكه بصوته الشعري تماما فهو تايه , بين عدد من العوالم , لكنه نجاحه يكمن في انشغال قصيدته بالتفاصيل الانسانية الحميمية التي لم يكن يُعتني بها في الشعر :
بيقرقض ضوافره م القلق
وسيجارته من يأسه
ف إديه اتحطمت
لكنه عنه يختلف
قادر يطلع صرخته  ( قصيدة المحطات , ص 18 )
كما يراوح بين قصائد نهايتها مغلقة بما يشير إلي انتهائها , لكنه يكون أكثر نجاحا وشعرية في قصائد النهايات المفتوحه , التي تترك القاريء عند السؤال بل وتتسق مع عالم الديوان الذي يطمح إلي فضاء متسع , فتتحقق التوهه لكن هذه المره مع تعدد الدلاله , واقتناص نهايه يحددها القاري أو يتخيلها , كما يقدم لنا صورة جديدة مفارقة
يا حلم
من غير لخبطه
شارع وحيد
وسمك ملون
وغزاله ف العشب الندي سارحه
بتلاعب الفراشات     ( قصيدة الشبابيك ص 39 )
إن حازم المرسي شاعر جديد , ومختلف نعم قصائده مربكة لكنه يطمح أن يقدم شيئا غير مؤتلف مع السائد من الشعر , لذا فهو يمارس اللعب باللغة عبر الحروف التي تصيد معني جدي كالمزاوجه بين قالت وآلت
شفايفها قالت شيء وانا
آلت شفايفي للسكون والشاعر يملك ذكاء شعري , فيأتي بعدد من المفردات التي تشير إلي حاله أو شيء أو عمل , دون إشاره للشيء نفسه , وقد أتي بمفردات الجذمجي مستخدما إياها في تشكيل شعري دون أن تأتي سيرته , وهو ما يؤكد موهبة  الشاعر
من أنة الجلد ف إديك
من شكة المغراز
من فوتة الخيط الملان بالشمع
سبت الجميع مستنظرك
ومشيت                ( قصيدة الخواتيم ص 51 )
إن مظاهر التوهه في العالم الشعري واضحه , في هذا الديوان فالشاعر يراوح بين طريقتين في الكتابه الأولي مباشرة تركن لصيغات مستقرة في شعر العامية  بينما الثانية تنحو للمفارقة والتجديد والخروج بالصورة الشعرية عن المألوف عبر اللعب اللغوي فضلا عن مجموعة من الصور الشعرية التي تكتسب رصيدا شعريا , من اتصالها بالواقع والذات
كل الصور متكرره
والضلمه والدخان
صوت الرصاص
والنار حقيقي ف الشفايف والإدين       ( قصيدة معالم يوم من الخنقه ص 51)
إن ديوان تايه ف عالم النقط يضع شاعره علي بداية سلم الشعر بقوة ولو انتبه لمشكلات التدوين , فضلا عن المراوحات التي تلقي بقارئها في أكثر من منطقة شعرية , لتقدم إشارة علي إننا أمام شاعر موهوب لكنه لا يزال تائها في عالم النقط لم يستقر بعد لأنه لا يزال يبحث عن صوته , يجده مره هنا ومره هناك , ويتعثر في الإمساك به مرات لكنه يضعنا أمام السؤال
هل النقط هنا تعني نقط الحروف التي تميزها عن أقرانها ؟!! أم أنه يري العالم بأكمله في شكل نقط متراكبه , لا يقدر علي تحديدها رغبه في اكتشاف ذاته وبالتالي اكتشاف صوته الشعري .
مسعود شومان
* كتاب الأبحاث المؤتمرالحادي عشر لأدباء إقليم القناة وسيناء الثقافي السويس- ديسمبر 2007 ص 211-

ليست هناك تعليقات: