بلال فضل / اليوم السابع
على غير المتوقع، أشاد عدد من المثقفين المستقلين الموقعين على بيان "فلترحل منظومة الفساد" بوصف وزير الثقافة، فاروق حسنى، لهم بأنهم "ليسوا مثقفين"، مؤكدين على أنه منحهم شرفا كبيرا لأنه لم ينسبهم إلى منظومة الثقافة الأكثر فسادا على مدى ثلاثة عقود متتالية لم تشهدها مصر من قبل.
ورأى عدد من الموقعين على البيان أن لجوء وزير الثقافة إلى اتحاد الكتاب ومطالبته بتحديد صفة الموقعين على البيان ومعرفة إذا ما كانوا أعضاءً بالاتحاد أم لا؟ دليل على مدى جهل الوزير بالثقافة المصرية.
من جانبه، قال الكاتب والسيناريست بلال فضل، أحد الموقعين على البيان، لليوم السابع، "إنه لشرفٌ كبير لنا نحن الموقعون على البيان أننا لا نخضع للمواصفات الثقافية التى حددها وزير الثقافة فاروق حسنى للمثقفين صاحب أكبر عدد من الكوارث فى وزارة الثقافة"، مضيفًا "فبرأيى أن الناس وحدها هى التى يمكنها أن تحدد الإنسان المثقف من عدمه".
وحول موقف اتحاد الكتاب ورده على وزير الثقافة، أضاف فضل، "كان من المفترض أن ينتفض اتحاد الكتاب ولا يخضع للوزير، ويرفض التعامل مع المثقفين على أنهم أعضاء فى جمعية استهلاكية فى وزارة التموين وعلى الاتحاد أن يبحث عن المثقفين الحاملين لبطاقتهم الثقافية أم لا؟".
وأنهى فضل حديثه قائلاً، "المسألة كلها عك فى عك وأغلبها كلام لا يصلح للنشر وسأترك الأمر للقارئ الذى سيحكم على ما يحدث بنفسه".
وقال الشاعر رفعت سلَّام، أحد أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول، من المؤكد أن الموقعين على البيان لا يعنيهم رأى فاروق حسنى فيهم، فهو ليس حكمًا إلا فيما يتعلق بإفساد وتبديد مقدرات وزارة الثقافة المصرية، فما حدث من كوارث خلال وزارته لم يحدث منذ تأسيس وزارة الثقافة فى مصر على مدى ثلاثة عقود زمنية، مثل (محرقة بنى سويف، تبديد الآثار المصرية، مصادرة الكتب، سجن الكبار من مساعديه، هزيمة اليونسكو والإساءة للثقافة المصرية بالتنازلات التى قدمها لإسرائيل، وحريق المسرح القومى، وغيره من المواقع الثقافية وضياع ما يسمى خبيئة الغورى الفنية).
وأضاف سلاَّم، إن لجوء الوزير لاتحاد الكتاب يكشف لنا عن مدى جهله بالثقافة المصرية، ويؤكد على أنه ليس وزيرًا للثقافة، فحينما يصبح اسما بحجم د.عاصم الدسوقى وغيره من كبار المثقفين مجهولين بالنسبة لوزير الثقافة فلا شك أننا أمام كارثة كبيرة جدًا، والأخطر من ذلك هو أن يتحول اتحاد الكتاب على يد الكاتب محمد سلماوى الصديق الحميم للوزير إلى مجرد إدارة بيروقراطية تابعة للوزارة، فبعد أن كافح المثقفون والكتاب طويلاً للحصول على نقابة مستقلة لهم بعيدًا عن أجهزة الدولة يأتى الصديق الحميم للوزير ويشهر تبعيتها المباشرة لفاروق حسنى بلا أدنى أقنعة.
وتابع سلاَّم، حينما تحدث بيان اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول عن الوزير وبطانته فقد كان ذلك موجهًا فى الأساس إلى وزير الثقافة وأركان حظيرته التى أعلن عنها منذ بدء تسلمه الوزارة، مضيفًا، "فهو سيد الكوارث بلا منازع على مدى التاريخ الثقافى المصرى ولا بد له من الرحيل هو وحاشيته لصالح الثقافة المصرية، ولا أدرى سبب تشبثه وقتاله على الكرسى طوال هذه السنوات وتحميله مسئولية تلك الكوارث إلى مساعديه لينجو هو "بجلده" من المساءلة، وقد آن الأوان لوضع الأمور فى نصابها وتحميل المسئولية الكاملة عما جرى خلال هذه العقود الثلاثة لوزير الثقافة".
ومن ناحية أخرى، قالت الكاتبة سلوى بكر، "كنت أتمنى أن يعلن الوزير عن أسفه بأخطاء وزارة الثقافة المتكررة، واعترافه بتحمله ولو جزء بسيط من هذه الأخطاء، وربما كان اعترافه سيخفف من هجوم المثقفين عليه، ولكن للأسف هذا النظام يؤكد على أن وزراءه لا يأتيهم الباطل من بين يدهم ولا من خلفهم".
وأضافت بكر، "يفترض أن الاتحاد نقابة مستقلة ولا تخضع للوزارة وليس من مهمتها تحديد صفة المثقفين، وحتى ولو كان البيان من عامة الناس وليس المثقفين فكان من الأولى والصواب أن يحظى البيان بالاحترام وأن ينظر له ويناقش بجدية، ولكن تصريحات الوزير أكدت على مدى التخبط وسوء الإدارة فى المؤسسة الثقافية".
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول أصدرت يوم السبت الموافق 4 من سبتمبر الجارى بيانًا لها بعنوان "فلترحل منظومة الفساد"، طالب الموقعون عليه بإقالة وزير الثقافة ومحاكمة من أسماهم البيان بالفاسدين فى الوزارة، وكان من بين الموقعين على البيان ثلاثة أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب وهم د.علاء عبد الهادى رئيس لجنة الرعاية الطبية به، ود.صلاح السروى رئيس لجنة الحريات، ود.حامد أبو أحمد رئيس لجنة الجوائز بالاتحاد، إلا أن اتحاد الكتاب لم يذكر بحسب ما نشرته إحدى الصحف المصرية اليومية فى تقرير لها أسماء أعضاء مجلس إدارته واكتفى بالإشارة إلى خمسة أسماء فقط أعضاء به، فيما أشار الدكتور علاء عبد الهادى فى تصريحات صحفية إلى أن أكثر من 50 مثقفا من الموقعين على البيان هم أعضاء باتحاد الكتاب.
هناك تعليق واحد:
لست عضوا باتحاد الكتاب ولن اكون طالما لم يتخذ الاتتحاد موقفا ضد فساد المؤسسات الثقافية
إرسال تعليق