انشقاق الكبير
الشاعر محمد آدمآن الأوانُ لأن نقوم بحركة انشقاق كبرى في الشعرية المصرية ، هذه الحركة ليست رفضا لكل ما سبق من إنجاز ، و ليست بالمثل قبولا لكل ما سبق من إنجاز ، ولكنها تريد أن تعلن بوضوح كامل عن الاختلاف والانشقاق في رؤية الكتابة الشعرية وآنيتها ، هذه اللحظة التي تجمع محاولات ظلت في طي التهميش أحيانا والاستبعاد أحيانا أخرى والتآمر العمدي تارة ثالثة ، هذه اللحظة الخلاقة هي لحظة قصيدة النثر التي بدأت محاولاتها الباكرة منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي ولا نزال - أنا والأجيال المؤمنة بقصيدة النثر كافة – نؤمن بهذا النوع الأدبي الشعري الذي يخرج عن إطار الواحد إلى المتعدد مما يسمح لكل شاعر حقيقي وموهوب بأن يؤسس لقصيدته الخاصة ولمنجزه الشعري الخاص ، بلا سطوة سابقة للغة أو الشعر / النص الذي لا يخضع لنموذج سابق عليه بقدر ما يكون مؤسسا لنموذج مغاير ومختلف ، شعراء هذه الأجيال ( جيل الثمانينات وجيل التسعينيات ) الذين يحاولون بدأب عظيم وكبرياء هائلة الدخول إلى أرض الشعر الحقيقية بعد أن نضبت أو كادت تجف ينابيع الشعر التفعيلي على أيدي رواده ولاحقيه ،لأنهم استنزفوا البئر حتى الثمالة بحيث لم يعد فيها ثمة ماء ، وأصبح الشاعر التفعيلي إما مقلدا لذاته أو لذوات الآخرين في نصه ، ففقدت القصيدة العربية التفعيلية بكارتها و طزاجتها و فقدت العنصر الأهم وهو الإبداع لدرجة أن معظم القراء عزفوا عن تلقي الشعر واقتنائه ، بسبب هذا النموذج التفعيلي المكرور ، وظلت قصيدة النثر تكتب على الأرصفة وفي الشوارع و يتداولها جيل موهوب من الشعراء ترفضهم المؤسسة تارة ويرفضهم الواقع الثقافي تارة أخرى رغم أنهم – وفي الحقيقة يمثلون المتن الأمهر في متن الكتابة الشعرية الحقيقية حتى لقد انطلقت معهم الكتابة الشعرية من محليتها المقيتة إلى التجذر في أرض الشعرية العالمية بامتياز ، لأنهم تحرروا من وهم الآباء وسلطتهم الفجة وأرادوا الكتابة وكأنما بدءوا الشعر من درجة الصفر ، وقد كان انتماء هؤلاء الشعراء لحركة الحداثة المصرية الهائلة والمنجزة في أربعينيات القرن المنصرم على يد جماعة الفن والحرية ( جورج حنين ،جويس منصور على سبيل المثال ) وكان هؤلاء الشعراء بمثابة الآباء الشرعيين لهم أكثر مما كان يمثله حجازي والسياب وبلند الحيدري والبياتي ، وكل ما حاولت السلطة الرسمية العربية بنقادها المزيفين أن تصدره لنا نحن الأجيال الجديدة باعتبار أن هذا هو الشعر ، وأن هذه هي الشعرية بدا لنا بعد ما يقرب من نصف قرن من القراءة وإعادة القراءة منجزا خاويا وهشا للغاية ، وأنه مجرد ثرثرة فارغة لا تفضي إلى شيء ، ولم تصنع نصا واحدا يمكن أن يقف مع النصوص العالمية ويصبح إرثا للثقافة الإنسانية عامة ، لأنه اتكأ في المحصلة النهائية على نفس البلاغة القديمة – تلك البلاغة التي أصابت الشعرية العربية بالعجز و الدوان حول نفسها طوال الوقت . كان علينا أن نعلن تنصلنا الكامل من كل الشعرية العربية المنجزة على النمطية وأحادية الرؤية والإنشادية اللعينة .
إننا الآن نبدأ تأسيسا كتابيا مغايرا أو نحاول أن يكون مغايرا ومختلفا لنؤسس لشعرية المعنى بدلا من شعرية الاستلاب ولشعرية الرؤية بدلا من شعرية الغيبوبة ، وإننا بهذا البيان لا ندعي أننا أنجزنا ما لم يسبقنا إليه أحد ولكن فقط نحاول أن نعلن وبصوت صارخ رفضنا لكل النماذج المقولبة وجاهزة التصنيع ، لنبدأ حركة كتابة مغايرة تزعم لنفسها أنها تشق طريق المغايرة في الكتابة العربية ولا يفوتني أن أثبت وجهة نظري الخاصة في الأمور التالية :
لقد آن الأوان لأن يكون المجلس الأعلى للثقافة جهازا موازيا لحركة الإبداع لا مجرد مؤسسة بالية مكبلة باللوائح التي تضاد رسالة المجلس نفسه . 4/8/2010 م 1 – أن لجنة الشعر هذه قد أهدرت القيمة الحقيقية للشعر بتبنيها مفاهيم زائفة. 2 – أنها لجنة قد بالغت ومنحت نفسها يقين الأنبياء في فن يخضع دائما لحالة من التشكل الخلاق الدائم ولا يركن للجمود . 3 – أنه قد تم حذف مصر وتزييفها واستبعادها من خريطة الشعر العربية لصالح مجموعة من الأفراد ذوي المصالح الشخصية. 4 – ولا يفوتني شهادتي عن مجلة إبداع التي لم تقدم مشروعا إبداعيا راسخا منذ التسعينيات ، في حين أنها قدمت في عهد الدكتور عبد القادر القط أعظم إنجاز ملموس لمجلة وكشفت في عهده عن جيل راسخ الشعرية لأنها لم تتعمد إلا على النص الفارق والنص وحده . 5 – و بالنسبة لجوائز الدولة فقد تحولت لمجموعة من الهبات تمنح لمجموعة من أذناب السلطة وأدعو في بياني هذا إلى استبعاد موظفي وزارة الثقافة من التصويت على الجوائز ولجعل الأمر موكلا للراسخين في الإبداع.
المثقفون المصريون الموقعون :
محمد آدم
إيهاب خليفة
أسامة الحداد
فتحي عبد الله
محمد عبد الهادي
عبد النبي فرج
عبد الله راغب
عادل العجيمي
هيثم الشواف
مختار عيسى
هشام الصباحي
صبري رضوان
محمد آدم
إيهاب خليفة
أسامة الحداد
فتحي عبد الله
محمد عبد الهادي
عبد النبي فرج
عبد الله راغب
عادل العجيمي
هيثم الشواف
مختار عيسى
هشام الصباحي
صبري رضوان
المثقفون العرب :
علاء الدين حسين البردوني
فتحي أبو النصر
مروان علي
محيي الدين جرمة
إدريس علوش
محسن العتيقي
أحمد السلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق