الجمعة، يناير 21، 2011

شوارع نص مفتوحة وفكرة الخروج....قراءة الشاعر محمد حسني ابراهيم








الشاع / سعيد عبد المقصود
الشاعر/ محمد حسني ابراهيم
فى ديوانه الاول شوارع نص مفتوحه يخرج علينا سعيد عبد المقصود بكتابة تؤكد على اختلافها من البداية ورؤية مغايرة لكل الواقع برمته فهو منذ العنوان وهو يقوم بعمل احالة فورية على المد والجزر والجذب والتنافر بينه وبين كل ماهو حوله من عالم معاش ومن ثقافة ومن تراث انسانى يتكأ عليه ويجعل منه باب للخروج الى كل المتناقضات ويبدأ بنفس قصيدة العنوان شوارع نص مفتوحه ليؤكد كل ماسبق ويبدأ سرد تفاصيل تخصه بشكل خاص ويخرج منها للعام الذى يتماس فى كثير الاحيان مع كل الحالات الانسانية ويجعلها تتعايش معه وتسكنه

فى البداية يعطى لنا مفاتيح للدخول

ماكانش هو الشارع

ولا هما كانوا الناس

ولا حتى العيال اللى اتحدفت م السما ع الأرض قادتها

يلفت هنا انتباه القارىء انه ليس الشارع المعتاد ان تمشى فيه كل صباح ومساء لكنه هنا شارع مختلف واناس مختلفون وقد وضع الشاعر فى بداية القصائد إيضاح كبير لخلق الجدل منذ البداية وهو عنوانه الجانبى قبل القصائد( الشارع مليان بالناس والناس مليانه شوارع مين اللى سمى التانى فيهم) مقدمة تجعلك تفكر كثيرا فى كل نصوص الديوان وكل مرة تعود وتقرأ تشعر بتوالد داخل النص واعطاء ملمح جديد كان غائب فى المرة السابقة

حالة الجدل هذة هى التى تخلق الروح داخل النصوص فى الديوان لتشعر بها وتعيشها ونعود مرة اخرى للنص الاول لنجده يقول



كنت اللى عادى كده

مين وقعك جواك

وقال لك اطلعلى

بلحن بره النوت

وحادفنى جوايا

ف حته ما اعرفهاش

هنا نجد الشاعر فى موقف سؤال ذاتى جدا مع روحه الشاعرة التى جعلته يشعر بكل ماحوله ويعيش بلحن مختلف عن كل النوت الموسيقية المكتوبة كى نعزفها بشكل تلقائى كما هى مكتوبة لكل عازف وهنا النوت هى الحياة والعزف هى مانقوم به نحن من فعل العيش داخلها وخروجنا عن النوت المكتوبة يعنى تمردا ما يصنعه كل واحد منا وفق معاييره هو كى نخرج بحواديت مختلفة وعبرة عن ذواتنا ويبقى فى موقف التساؤل الجاد لذاته

مين سهى حواديتك

هربها من الدفتر

ونشرها فى الجرنال

عمل لها نهايات

مش زى بدايتها

واتهزى يامراجيح

كم هو موجع كثيرا اسئلة كبيرة يطرحها بكل بساطة على نفسه ويشعر بها ويتماس معها القارىء بشكل صريح وواضح وموقف السؤال له حيرته الدلاليه هل هو مع كل ماحدث او ضد وهل الحواديت التى هربت من الدفتر لتطل على العالم من خلال الجرنال كان لها نهايه مختلفة عن ماكن سوف يحدث لو لم تنشر ويتم تغير النهاية عن البداية ويستمر لنجده وبكل بساطة يجعلنا اما الحياة بشكل مختلف مرة اخرى وهنا صور الحياة بالمراجيح ويعود بلفظة مراجيح لكى يدخل بنا الى المغنى الشعبى داخلة ويقوم بالارتكاز على موروثة الشعبى الضخم ولكن بشكل مختلف ايضا سوق الحلاوة جبر واتمرجحوا الراكبين ولها اصول متعددة مثل سوق الحلاوة جبر واتدلعوا الوحشين وغيرها كثير لكن الولوج هنا للراكبين كى يشعرنا نحن بالمراجيح الحياة والركاب عايشين مرة فوق ومرة تحت وفعل الهز السابق للصورة الشعرية البديعة انهزى يامراجيح ويدخل ايضا بمعنى اشمل عن الانسانية التى ورثها أول طلقة رصاص فى موشحة اندلسى لآخر قنبلة فى المواليا العراقية وانهدى يامراجيح هنا تنتهى قصة الحياة العربية بشكل واضح وصريح ليعود بنا الى حالة الحياة التى تشبه لحد بعيد حلقة ذكر والكل فيها لايقول غير الله رغم ان قولة الله فى حلقة الذكر تختلف من واحد الى اخر لكن كونه يؤكد على ان الرفاعية لم يشتكوا من كتر التعابين ومالها من دلالة تعنى الكثير فهى أذكار ايضا لن تمل من المريدين ومدد ليأتى المدد المنتظر لكنه فى الهواء كما يقول مدد يامراجيح الهوا وفى حالة من اليقظة عندما يصله الهوا ببراعة وبكل تلقائية يصدم سعيد عبد المقصود القارىء

ماكانتش حواديتى

عن خلق ما اعرفهمش

كانت أنا000 هما

يستفيق ويفيق قارئة بصدمة ووعى كبير كى يخرج من الخاص للعام ويجعلك تشعر انه يتحدث عنك انت نعم او عنى او عن كل من ضل طريقه بعيدا عن النوت المكتوبة ويستمر فى الايقاظ

أمى اللى عمرها ماحطتنى

ف اى حكاية قبل النوم

ولاخوفتنى م العفاريت

استاذنا اللى هرانا اسئلة تاريخ

ف حصة العربى

إشكالية جديدة يطرحها سعيد عبد المقصود ايضا بينه وبين التاريخ الذى يعيشة ويتوارثة هو وكل من معه فى المراجيح كى ننتبه ونعى دروس التاريخ بشكل مفيد وهو ايضا يؤكد على ان كل مايحدث ماهو الا ضرب فى الميت الحى الذى لو قام وفتح السكاكين سوف يطلق عليكم الشوارع بكل ناسها عليكم لتهتز البيوت وتخرج لنا وبعدها تسك على المفتاح كما يقول وفى سؤال عن الساعة يحيلك الى صوت صديق المنشاوى بصورة بديعة لسه متشعلق ف حيطان المسجد الأموى والواد اللى انطرد من كل تاريخ ميلادى هنا يشير الى الميلاد لا للتاريخ الميلاد بحالته التى يسبقها مخاض كبير كى تنتج المراجيح ولد بيحب بنت لاتشبه الا الاسكندرية فى نص الليل ومالها من صورة جميلة لكل من مشى فى شوارع الاسكندرية واكتشاف سرها العنبرى ويعود مرة اخرى لموروثة بسؤال لروحة مباشرا جدا

ايه اللى هيج الواو الصعيدى

جوا منك

الساعه دى بالذات

ومدد

يقف هنا الشاعر فى مواجهة مع نفسه لينهى حالة الانتظار لأ مامددش يامراجيح ويسرد لنا كل ماهو سبق من حالات عشق وحياة داخل الشوارع التى تخرج له ويخرج لها ويخطف مشواره كما قول فى نص خطوة ليعود بنا لها هيه الشوارع اللى نصها مفتوح على كل الحواديت وهما هما العيال اللى اتحدفوا ع السكك وبيحدفوا طوب وبفعل الحدف يقوموا برسم مستقبلهم مع رسمهم على حيطانها ايضا ويفرو البلي ويزودوا الحواديت عنها ويحكوا بكل روحها ويعيشوها نص بديع لشاعر له صوته الخاص المتميز

ليست هناك تعليقات: