الخميس، نوفمبر 04، 2010

الضبع: هناك انفصال بين أعمال جماعة «آدم» الأدبية وأفكارها



روز اليوسف / كتب رانيا هلال


"هم أشبه بحلقات طيور البطريق التي تتجمع إلي أن تمر العاصفة، ولكن ماذا بعد انتهاء العاصفة؟ وماذا يقدمون للمشهد الثقافي فيما بعد؟" بهذا الوصف والتساؤل بدأ الناقد الدكتور هيثم الحاج حديثه عن جماعة "آدم" الأدبية، التي استضافتها جمعية النقد الأدبي مساء الأحد الماضي، لمناقشتها في منجزها الفكري والإبداعي، منذ أن بدأت الجماعة وحتي الآن.

رأي الناقد سامي سليمان أن هذه الجماعة تمتلك مجموعة من الأفكار والمبادئ التي حرصوا علي إظهارها في صورة مرنة وذلك بعد تأكيد ما قدمته الأجيال السابقة من الأدباء والمفكرين، وقال: جاء اختيارهم لاسم الجماعة "آدم" لتأكيد إنسانية الإبداع ورده إلي مصدره الأول كما حاولوا علي مدار عمرهم الأدبي الوصول للمتلقي بطرق عديدة في مكانه دون التقيد بمكان ثابت، كعمل ندوات وأمسيات في نوادي الأدب وبعض التجمعات في الشارع.

ويري سليمان أن هؤلاء الشباب لا يزالون في حاجة للمزيد من التجارب والخبرات التي تنضج أفكارا عميقة مؤثرة في الواقع الادبي والثقافي، وعبّر الناقد محمود الضبع عن تيقنه من فكرة القطيعة بين الأجيال التي كانت سببا لخروج الجماعات الأدبية إلي النور.

ورغم إشادة الضبع بجرأتهم، لقيامهم بإصدار كتاب "تصورات حول الثقافة"، انتقد من خلال متابعته لمنجزهم الإبداعي، عدم مطابقة هذا المنجز لأفكارهم النظرية التي قدموها، وقال: إبداعهم ليست له هوية محددة يمكن نسبها لجماعة آدم، وكتابهم الذي يحمل عنوان تصورات حول الثقافة، لم يطرح جديدا، عما هو مطروح من الأفكار التراثية التي عهدناها".

وأضاف الضبع: اكتشفت أيضا، أنهم لا يعترفون بدور المؤسسة رغم أن تجمعهم في حد ذاته يشكل مؤسسة مستقلة، وبالتالي لا يصح طرح فكرة الجماعة مقابل المؤسسة".

أما عن أعمالهم الإبداعية فقال الضبع: قرأت ديوان الشاعر أيمن مسعود "للبيت رب"، هو لديه تمكن واضح من اللغة والعروض، ولكنه يستخدم بعض التراكيب اللغوية التي تخلو من أي سمة تميزها، وهو مازال في المرحلة الأولي من شعر التفعيلة، وكذلك تقف الشاعرة سماح ناجح في ديوانها "جلسة خاصة جدا" عند المرحلة الأولي من شعر التفعيلة، الذي لا يتميز بتفرد ما عن سابقه من الشعر ولكن يعيد إلينا موروثنا من شعر التفعيلة.

وتابع: ورد لي، في مجال القصة القصيرة، بعض الأعمال المفردة للقاصة إسراء فيصل، وبها قدر لا يحتمل من الأخطاء اللغوية والنحوية، كما أن بناءها الفني مزدحم، وسردها مباشر، أما القاصة هبة أحمد فلديها نصوص واعية متميزة، تمتلك أسلوبا فلسفيا حياتيا، جاء في جمل قصيرة مكثفة سرديا بشكل جيد، وهذا ما ظهر في قصتي "الحاجب" و"الجليس الثالث"، أما في مجال شعر العامية، فورد لي ديوانا الشاعرين سالم الشهباني وأحمد عبد الجواد، وأري أنهما امتلكا بالفعل القصيدة المدهشة كما أسميها، التي تعيد اكتشاف الأشياء بشكل مختلف، واعتقد أنهما عرفا طريقهما بالفعل.

ليست هناك تعليقات: