الذين راهنوا على الحياة
كانوا قبل رهانهم ينقّبون عن الضوء
بعد ان توارى خلف غلاظة التاريخ
وأورثَ كل هذا الظلام .
طوقٌ على اعناقهم من أثرِ الاختناق
يتابعون السيرَ باتجاه الطرف البعيد.
الخطى المعدودة ُ لهم يستنزفونها بمحاولةِ
الثأر من يدٍ كانت تشدّ الحبالَ بانفعالٍ مريض
غافلين رأسهم القريب
غير مصدقين أن اليدَ المطلوبةَ دون رأس .
الذين راهنوا على الحياة لا يزالون غيرَ قانعين بها
ويبحثون عن حيواتٍ متخيلة ...
عن إشباع رغبةِ الخلود في أرقِ الليل
عن إيقاظ الوعي في أسرّة الموت
عن فصل الأطفال القصَّرِ قبل مباشرة التطبيع
عن تغييرٍ ضمني في فسلجة الانثى
واقصاء التعذيب الشهري
عن تعميم الشبع بكسر خزانات الافقار
عن إقناع الكره بأن ممارسة الحب مشاعٌ كوني
عن خلق سلاح من كل الأشجار المقطوعة
في غابات الارض
وطعن العجلة الهائلة التي تسيّر الوجود ....
......
الذين راهنوا على الموت كسبوا حياة
والذين راهنوا على الحياة ، ما الذي كسبوه منها !؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق