أكلم المرآة
مالكِ والشروق
هل تهذين ، أم تمزحين مزاحا ثقيلا
شروق ماذا
يا ربيبة الأماسى
يا مسكونة بمصابيح الشوارع الجانبية التى تفضى إلى البحر
أرأيتِ إذ وجدوك – مرة- عالقة بعبق مقهى شعبى قديم، تهوّمين فيه بين أنفاس الساهرين
و متسكعة – فى أول الليل- على أرصفة تاريخ الإسكندرية
تذرعين طريق الكورنيش ،بحثا عن "جوستين"
"جوستين" رائدة فنون الغواية فى العصر الحديث
"جوستين" تذوق من كل فاكهة
"جوستين" لها شال مغزول من مباهج قرمزية وعطور غامضة
"جوستين" لا تبخل بشالها على النجيبات من نديماتها
"جوستين" إعتادت الجلوس فى ردهة فندق"سيسل"
أرأيتِ إذ لمحوك بردهة الفندق ، ترفلين فى شال قرمزى
يومئذ فررت الى ميدان "عبد المنعم رياض"
الإسكندر عال
الإسكندر كتفاه فارهان
أنت مأخوذة بكتفي الإسكندر
عينا الإسكندر باردتان كعيني تمثال
أنتِ تُلقين على الإسكندر شال جوستين فيرتد بصيرا
الإسكندر ينبذ قاعدة التمثال ويرفعك اليه وتطيران الى مقهى " إيليت" لتكملا معا فتوحاته التى لم تتم.
وفى ساعة متأخرة من الليل ، مقهى "إيليت" مغلق للإصلاحات.
فتعودين ممتطية خيبتك الواعدة.
البيوت أمور إجرائية لا تقدم ولا تؤخر
البيوت ضوؤها خفيض كمرض الصفراء، يسمح فقط بتذكر المرارات
حوائط غرفة النوم ،لا تغفر اللمم القديم
تحتسبه آثاما عرضها السموات والأرض
ودولاب الملابس يفتح على وجع ثقيل كرؤوس الآباء
تلك غصة رابضة
تخلع قفازاتها أمام حلوق الساهرين
فتحرمهم الإفاقة وتحرمهم الرقاد
وأنت لاتبكين ولا تبكين ولا تبكين
إلى أن تحين ساعة إحتضارك قبيل الفجروتأوين الى فراش لا يزيدك إلا رهقا.
تبتهلين اليه وحده:
أن إعفنى من نصل سيصوبه نحو رأسى- عما قليل- صوتٌ مفتونُ بطبقاته العليا
أظنك عاجنا طينه بماء تأنيب و تبكيت على النوم ووعيد ووعيد. .
أن اقبضنى إليك
خذنى من هذاالصوت الى مكان آخر
ولأنه صديقك الوحيد
ولأنه العالم بدقائق هذه الرأس ،مُدّبج خلاياها ومرصّع جينات عذاباتها
والعارف بقوسيتها وجنونها المطبق.
يقبضك اليه- بنعومة تليق برحمته – فيما يشبه برزخا خارج الأقطار، بعيدا.
تلك عوالم درية
يفتح لك فيها صناديقَه المحفوظة ، ويذيقك قبلهم جميعا من لذائذ المعرفة
وفيما ترى النائمة
تُقبِلين فى قميص سماوي
وعلى مقامات موسيقي لا شرقية ولا غربية
تُلقين قولا بدرجات اللون الأبيض
تقولين كثيرا
ويصفق الملأ طويلا
و تسكرين فى وحيه وفى جلاله
وعلى يدك نقوش تقول :
أنا الحقيقة الأولى
اتبعونى أيها الغاوون
هنا يريكِ نفسَه نفسَه
وهنا تُبعثين على صوت آخر
فتخرجين وتتسكعين وتذرعين طريق الكورنيش
وتعودين ولا تبكين ولا تبكين ولا تبكين وتبتهلين وتُقبَضين وتُبعثين و.....
وتحافظين عل الصلاة الوسطى
ومشهد الشروق ليس لك يا قوسية.
شهدان الغرباوى
يونيو 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق