كتب محمد محمد مستجاب في رثاء أبيه القامة الأدبية الشهيرة ما نصه :-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ أن خرجت من غيطان قريتك " ديروط الشريف" الممتلئة بالجوع
وأنت تسير ...يصاحبك اليأس والألم
فسخرت منهما.. كما سخرت من فقرك وايامك
هكذا علمتنا أن " الحزن يميل للممازحة"..احيانا كثيرة في تلك الحياة
....
بطلك الوغد " نعمان عبد الحافظ" وتاريخه السري
ما يزال يتجولان على جبال الفقر العظيمة
ونصب نفسه قاطع طريق
كما كنت قاطع كلمات
فهل أنت هو؟
أم انك تركته في كهوف الجبال
دون عصبه .. ودون أن يعرف تاريخه ومصيره.. التافة
.....
ظللت تقاتل الزمن انت واسمك... كشخص عدمي
يحب ان يرتدي جلبابه.. ويحارب بقلمه
طواحين الفقر.. وطواحين الجوع
انت االساخر الفذ
الذي طوع كل طرقات السكك الحديدية
لتصب في قلبه الكبير.. الذي به كل اشجان العالم..وبؤسه ايضا
...
كجرم..تسير ممتطيئا عصاك الفقيرة..لتحارب ابو رجل مسلوخة
وكل الذين صنعوا الحفر في طريقك
فكتبت سيرتهم التى هي سيرتك
ففي قانون الفقر..لا فرق بين سيد وعبد
....
في واحة العربي.. كنا ننتظرك مطلع كل شهر
كقمر يتعلق في شجرة توت قديمة.. قبل ان تخطفه بنات الحور
وتلقي به في جب الحكايات.. التى تكشف حقيقتنا
حكايات " حرق الدم"
الذي كان ينزف منك في جميع الابار.. محملا بكل اشكال الفقر الجديدة
.....
كل هذا البهاء في اسمك المتفرد.. وغضبك المستمر.. وصوتك الرافض للخداع
وصدرك الذي اهلكه العمل في السد العالي..وجلبابك الازرق
جعل منك بركان حكايات..يسير على الأرض
يتفجر..كلما صعدت شمس للسماء..أو طل قمر من خلف جبل
****************************محمد محمد مستجاب
ولد الأديب الراحل محمد مستجاب عام (1938 ـ 26 يونيو 2005) أديب مصري معاصر، كتب القصة القصيرة والرواية والمقال الأدبي، تميزت أعماله بالاستخدام الراقى لمفردات اللغة وصياغة ابداعاته في جو يختلط فيه الحلم مع الأسطورة مع واقعية ساخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق