الجمعة، يونيو 12، 2015

أؤثث الظهيرة بمائدة لشخصين. أسامة جاد



أؤثث الظهيرة بمائدة لشخصين
عندما تنهَضُ أغنيَة
وتَضحَكُ في ثيابي
ويُفعَمُ جِلْدي باحتمالِك
لا أسكُنُ يَومًا مرَّتيْن
ولكنني أؤثِّثُ الظهيرَةَ بمائِدَةٍ لشخصيْنِ غالبًا
والأمسيَاتِ بمقاعِدَ للصالون
أو طاوِلَةٍ صغيرَةٍ للكتابَة
والأَصبِحَةُ تصلحُ غالبًا للحبّ
هذا الطِّينُ الذي انجَبَلَتْ منهُ الخلائقُ
جسدٌ مختمِرٌ في لَحظةِ خلْقٍ جديدة
وِهادُكِ شاسِعَةٌ بروحِ الطَّلعِ وحبوبِ اللقاح
ووجهي قريب
والمسافةُ بينَ جبالِكِ مسقَطُ ظِلّ
ومضربٌ للهواء
يزاورُ القيظُ عنه
شرقًا وغربًا
أنفي نائِمٌ في السفح
والملاسَةُ في صخورِكِ بهجةُ المتسلِّقين
وكُلَّما عَنَّ لي جبلٌ قامَ نهرٌ وجرَّهُ مِن طريقي 
أوْ صَعَدتُهُ مُضطَرًّا حينَ أفقدُ ظِلّي
الجبالُ التي حَفَرَتْ تضاريسَها في داخِلي
والجبالُ التي كابَدْتُها في الطريق
ذاقَتْ لونَ دَمي
وبكاءَ قَدَميّ
ولكنَّ الأنهارَ تضحَكُ مِثلك
ليكُنْ؛
سأعبُرُ التيهَ بعدَ قليتٍ بلا بوصَلَة
وأرضَ الأشباح، ومواطنَ البراكينِ والزلزلة
وبَحرَ الرمالِ ربَّما
قبْلَ أن أبلغ أرضًا لينة
أغرسَ وتدًا في طينِها
وأبدأ الحَفر
"الجميلة سوف تأتي"

ليست هناك تعليقات: