إيقاعُ
الوريد
عاصم عوض
الفيوم
اللامُضيئة قالتِ
الصحراءُ : بالظامِئينَ
أيستغيثُ الماءُ ؟
لا يزرعون الغيمَ إلا
جفوةً لتجِفَّ مِنْ
إنباتِها الأنواءُ
عينٌ تُقلِّبها
الطبيعةُ لا ترى غير الهوى تلهو به حسناءُ
كان اليساريُّون أوفى
خُلَّةً لمدينة ٍ أبوابُها يَمناءُ
هذانِ خَصمانِ استباحا
ربَّها فتخطَّفَتْ
نَبضَيهما العنقاءُ
ومقلِّباً كفَّيهِ
أصبحَ قلَّما مِن بعد هجرتهم يكون لقاءُ
فتراه موجوعَ التذكُّر
كلَّما بلَّ الثرى بصدى الحنينِ بكاءُ
المُشتَكُون إلى
الضياءِ ضياءَه مازال ظُلمَتَهم ينيرُ ضياءُ
ما بالُهُم لو خّضَّبوا
قنديلَهُ حتى
يُفارِقَهُم - دواءً - داءُ
فلعلَّ باخِعُ نفسه
آثارَهم قلبا تملَّكَ والضلوعَ وفاءُ
فبِحَسْبِهم أنَّ
الجفاءَ براءُ وبحسْبِهم أنَّ الوصالَ ولاءُ
ما أسلفوا فى الدهر
قَيْدٌ غائرٌ بالبائسينَ هواً عليه دِماءُ
هل يذكرون أسيرَ طَيف ٍ
شارِداً ؟ أوحَى له حتى
يَضلَّ حِراءُ
قَمَرٌ يبرِّئُ
مَشرِقَيكَ مُرصَّعاً بالدمع ِ فخراً لا إليكَ عزاءُ
أنتَ المُحَلِّقُ فى
الضلوع ِ مُرَتِّلٌ أبياتَهُ فيسبِّح الشعراءُ
أتْبعْتَهم سبباً
وأتبعَكَ الهوى سبباً وما اتَّبعوكَ حيثُ تشاءُ
مِن راحتيك لراحتيهِ
تشوقاً يحلو لك المعراجُ والإسراءُ
فالليلُ أول زائرٍ
والمُنتهَى جَمرٌ يؤجج
قَبضَتَيهِ هواءُ
قد غادرَ العدمُ
المُرابطُ عقلَهُ فتشبَّثَتْ بأصولِهِ الأعضاءُ
إنَّ الذين يُمجِّدون
به الثرى مِنْ رَيبِهم بسُموِّهِ جُهلاءُ
غاوونَ مَنفيُّون فى
أعماقهم يدعونها كى تصعدَ البغضاءُ
قالتْ له الجدرانُ حين
هويِّها: بالموت تُنتَزَعُ الرؤى العمياءُ
فى مَشرقَيكَ تُسبِّح
العلياءُ وتُجارُ من ظلمائها الظلماءُ
ويعود وجهُ الصبح فى
وَجَنَاتِهِ قلباً تُطبِّبه يدٌ بيضاءُ
تعدو لكَ الأنهارُ تقفو
نَبعَها ويفرُّ مِن ظمأٍ إليكَ الماءُ
تأتى إليك الأرضُ وهْى
خفيضةٌ فتُعيدها يُمناكَ وهْى سَماءُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق