تواصل المدونة ملف أديبات جنوبيات الذي بدأته مساء أمس واليوم نستكمل مع الشاعرة عزة شرقاوي من أديبات الأقصر ونبدأ بخبر منشور بجريدة البوابة نيوز
فوز الشاعرة الأقصرية عزة شرقاوي بجائزة بهاء طاهر باتحاد الكتاب
إيمان العماري
حصلت الكاتبة الأقصرية عزة شرقاوى في احتفالية اتحاد الكتاب التي أقيمت أمس الثلاثاء على جائزة بهاء طاهر لأدباء مدينة الأقصر، وقيمتها خمسة آلاف جنيه عن ديوانها "انشودة الكرنك".
جدير بالذكر أن الكاتبة عزة شرقاوي هي " شاعرة أقصرية وعضو بنادي أدباء الأقصر، واتحاد كتاب الصعيد وتعمل كموجهة صحافة مدرسية بإدارة الأقصر التعليمية ولها عدة دواوين أبرزها " أنشودة الكرنك".
كان اتحاد كتاب مصر قد أعلن أمس الثلاثاء عن جوائزه في احتفالية وزير الثقافة الدكتور محمد صابر العرب، والكاتب بهاء طاهر والسفير الروسي بالقاهرة سينجر كلبتشنجو ونخبة من الأدباء والمثقفين.
وأسفرت النتائج عن فوز الدكتور محمد على سلامة بجائزة التميز في النقد، ونبيل عبد الحميد رئيس نادي القصة بجائزة التميز في مجال الإبداع، وعمار على حسن بجائزة الرواية عن روايته "شجرة العابد" وجوائز أخرى.
ونلتقي مع إطلالة علي إبداعات الشاعرة في ديوانها
أنشودة الكرنك
عزة شرقاوي
إهداء
إلى من زرعوني في حقول الله المنبسطة
ولم ينفوني من ذاكرتهم.
إلى أجدادى الأحياء فى البر الشرقى والغربى
.....................................................
حين تغيب في أفق السماء الغربي فإنّ الأرضَ تُظلم كالموت
فينامون في حجراتِهم ،
ورؤوسهم ملفوفة
ومعاطسهم مسدودة
ولا يرى إنسان الآخر
فى حين أن أمتعتهم تُسرق وهى تحت رءوسِهم, ولا يشعرون بذلك
مقطع من نشيد اخناتون
1- مرثيةُ العصفور الحزين
عندما أواريكَ في التراب
أيّها العصفور الحزين
سآخذ حفنةً
من روحك الملهمة،
وأعلقَها على شرفتي..
ستمرُّ بالتأكيد عصافير أخرى حزينة
وفى أول الغسق
ستُرنِّمُ على روحك
نشيد الصباح الجديد.
على مقربةٍ منك,
سيدعو لى ديكُ الصبح
في آذانه
كي تزورَني روحُك
كلِّ فجرٍ
تحكي لي عن الآخرة، عذابِ الدنيا وعذابِ القبر، ونعيمه،
وعن شياطين ,وملائكة بأجنحة بيضاء.
وفى آخر الحُلم
ستمرُّ ذكرى حانية.
ما زالَ هناك
فجرٌ قد يولدُ
على شُرفةِ الذكريات.
2- وخزُ الابر
هُم ينادون النخيل
فى فضاءٍ بعيد
أقزامٌ على الأرض؛
يستجدون الرُطَب.
يا أرضُ امشقي قاماتِهم
ويا ريحُ أقبلي..
يأتون كزرعٍ أخرجَ شطأهُ
ثم يعودون بلا شذى؛
سبائك مطليةً بلون الذهب
لمْ ألحظْهُم اليومَ
وهم يسيرون في مهبِ الريح
يستجدون أمطاراً
بلا فرحة.
3-لغة كونية
حينما يشيخُ الغروبُ
ترقصُ الألوانُ فى مداها الواسع
ويُفصحُ المطرُ في سحاباته الغميقة
عن لغة الولوج
ربما..
تقشعرُّ الأبدانُ فجأةً
ونلمحُ لحظة الهدوءِ المنتظر.
الكونُ الصاخب
يُحاصرنا بألوانٍ ،
وأشباحٍ مرعبة
لانفلاتِ الصبح طيورٌ تعرف طريقَها للتسبيح
وديوكٌ تؤذن على مشارفِ
دجلةَ والفرات
قد يشتهى البحرُ في صبحٍ قريبٍ
غسيلَ ملاءاتِهم البيضاءَ المطرزة بالأرجوان،
وقد يُفصح النيلُ عن مكان أقحوانِهم المنفيّ.
هل تجرؤ شاراتُ الوصولِ على الانفلات من قيود أسراهم؟!
أو يخسرُ البحرُ زبدَهُ
من أجل سفنِهم القادمة؟!
ذاتَ ليلةٍ سيقّدمُ الليلُ أمتعتي للمدنِ البعيدة .
يمنحني فرصةً أكبر
لاستلام الحقائب، والوقوف فى مهب الرياح
لا تقفوا فرادى والمدُّ يعلنُ ثورتَه
ولتزرعوا ورداً جديداً
للمطر المنتظر.
4-يدٌ غائبة
الملاءاتُ باهتةٌ
وألوانُ الغرفةِ .........
حتّى الشمس التي تمر خائفة
تعكس منحنى باهتا.
لأنني غريبةٌ
أقبعُ في مصباحٍ قديم
لا أحد يمرُّ بالصدفة
كي يُخرجَ ثورتي
كوطنٍ ينتظرُ يدَ الغرباء
كي ترسُمَ ملامحَهُ الجديدةَ
أيُّ شيء يدعوكَ لاحتمال
الألم؟
ربّما.... أصابع طفلٍ يتعلم الحبو
على أرضٍ ملساء,
أطفالٌ كبار
يقفون خلفَ الأبواب المغلقة
ينتظرون قطع الشكولاته
وحباتِ اللوز
أو مسحةحانية
تمنح دفء الكون.
5- إنه الخوف
إنهُ الخوف
أو ربّما إحساسٌ متخاذلٌ بالوحدةِ
كانت فناجينُكَ
تقرأُُ نفسها
وتبشرني بأحلام العودة
إلى نفس الشرفةِ
المرمرية
كصراخِ الشارعِ اليومي
والليلِ المتجمد في صقيعٍ أزلي
هناك حلمٌ مؤجل بالراحة والتغريد.........
دُخانٌ متناثرٌ في كلِ الأمكنة
طفلٌ يحلم ببالون خالٍ من البارود
وفتاةٌ تجلس كمريم العذراء.........
خوفٌ يحملُ خوفي الأكبرَ من ذاكرتي المحدودة
عندما غادرتني لغةُ الضادِ، لغةُ الضدِ
لغةُ التوحد
انتظرتُكَ..
في اتساعِ الأمكنة.
براحٌ يخرجُ من براح
والعصافيرُ التي أطلقتُها
بعد سجنٍ أزليٍّ
هَجرتِ الأعشاشَ المظلمة.
حينما تنزل دموعي على صفحة وجهكَ ساخنة
تذكّرْ أنها الحياة؛
مالحة ملوحة البحر
جامدة وعنيدة.
6- تنويعات
النيلُ البحرُ
الطميُ الرملُ
امتزاجُ المخلوقاتِ
وامتطاءُ النخيلِ العليل
البحرٌ
حلمُ الإثارة/ تطويعُ السواكن
الهياجُ المستمرُّ
واكتمالُ الزبد
النيلُ بزرقتهِ المهادنةِ
فرعونيُّ الطلّةْ
ساكنٌ كسكونِ روحي
غائبٌ عن الوعي
عذبُ الملامح
رافضٌ للثورة
7-أحلام مبعثرة
أوهَمُونى بأن لى حلماً جميلاً ...
قلت لكم منذ البداية أن الأمطارَ الساخنةَ تعطل
نمو العصافير .........
يا لَهُ من دُخانٍ هذا المتناثر
فى صقيعِ الأرصفة
ولهيبِ رُوحى.......
لكننى سأؤجل فرضى الأخير
وأساوى بين الصدفين
إلى أنْ تكتشفَ الزهورُ
رحيقَ بداوتها
ويُدهش المارة
بابتسامة ٍخضراء
8-نزف الأرصفة
عامٌ يمر
ألفُ شمسٍ تغيب
وألفُ أغنيةٍ
تغادرُ لحنَها
سرادقاتٌ تلفُظ المعزين
دواماتٌ من ألق ,
وشرنقاتٌ من وجع............
جنين يرفضُ صراخَ الحياة..
وهذا الطعامُ الذي لم يَتَسنَه
يحاصرُ آكليه.
عامٌ يمر
دمٌ باردٌ
وصقيعٌ يحمل حصارا ًبغيضاً
أشكُركم يا منْ مَنحتُم روحي وقتًا إضافياً.
قليلٌ من الملح يَكفى حتى يجعلني
أكره معنى العطش
"أنا الطاعنُ والطعين"*
الدمُ والوردة
المحاصَرُ والمحاصِر
أنا مَنْ سفكوا دمهُ
ثم وصموهُ بالعار
بطلٌ من غبار
سليلُ الفراعنة..
وليلى يحملُ أقصى درجاتِ البكاء
فلماذا عظامِي تنِخُّ
وحنيني إلى الهواء
لا يقابلهُ نفسٌ طويل؟!
هامشٌ أخير
انتظرونِي قليلاً حتى أُسرِّحَ لطفلتِي شعرَها،
أُلبسَهاسترتَها البيضاءَ
وأطرِّزَ صدرها
بحُليّكُم، أملأَ فمُها بحلواكم،
أحكى لها قصصَ الملائكةِ ورياحينهم الخضراء
وأُذكُّرها بأنَّ الشياطينَ لا تعرف معنى الحياة.
* أنا الطاعن والطعين: من "شارل بودلير"
9- نعوشٌ قاتمة
هناكَ على مسافةٍ قريبةٍ من فراشي
أطفالٌ يغطّون في نُعاسٍ مرير
ورأسٌ منهكٌ يتخفّى خلف الوسائد
في غربةٍ
كانت وطنًا بلا سماء
فصارت سماءً
بلا وطن.
نجومٌ تزحف كضفادع مذعورة
شمسٌ بدونِ صباح
وقمرٌ يفتقد لحظةَ تمامِه.
10أول البوح
(1)
عامان.
ليلان
رصاصتان
وطنان منفيان,
ورقٌ قشٌ صدف.
فاعقد اللامَ على الألف...... لا تخف
الأرضُ خطوتها لن تقف
الأرضُ سنبلةٌ
ونبضٌ حزين.
(2)
حالة
عندما أرادت القابلةُ
أن تُخرجكَ عُنوةً من جسدي
كان الموت موازيا
لحجم الألم
وعندما خرجتَ
كنتَ جسدًا مكتملاً
وفى غمرةِ الإعياء
نظَرتَ إليّ بعينين ذابلتين
لمسَتْ كفي يدك الصغيرةَ الناعمة الباردة
كانت
أولَ وآخرَ نظرةٍ.
قالوا:
فلتذهبوا به إلى الحضانات؛
أسرعوا إلى غرفة التنفس الصناعيّ
وأنا في قمة إعيائي-
لم أتمالك نفسي حتى أُرضِعك؛
أُرضعكَ حليبَ الحياة.
(3)
حلم
ستنبتُ الأرضُ يومًا
سيأتي الربيعُ المرمري
ستخرجُ كلُّ أمٍ تُهدهدُ طفلَها
عن لحنِ القصيدة ِالعادي.
سينهضُ الأطفال
ليلقوا بعُلبِ الألبان المستوردة
ويتشبثوا بأثداءِ الأمهات
ستزغردُ البناتُ على شرفاتٍ
تناثرتْ حولها
أوراقُ الكافور المُهملة.
سيغلقُ الصبيةُ كلَّ المتصفحات
ومواقعَ الدردشةِ
ليخطوا سِفرَ البدايةِ على تراب الأرصفة.
(4)
غياب
عصراً تسّاقطُ أوراقُ الشجرِ البنفسجي
أغيبُ برهةً
لاكتشاف روحي
ولا أعود
عند النيل الممتلئ الجسد
أراقصُ الشجراتِ
الثكلى
فى حفلٍ جنائزيٍّ بهيج.
أطفالٌ يمرون
عند وقوفِ الجسد
على حافتي الأرجوانية
وعندما تفضحني أغنيةُ الليل
أصنعُ زاويةً
لروحي واختبئ.
(5)
نافورة
مُدّي النَدى والأيادِي الحانية
بلِِّليني في تداخلٍ دائريٍّ شفيف
رديني إلى التمردِ والازدهار.
10- غربةٌ بحجم الأمل
السحبُ الغميقة تكَره جلستَها السخيفة
تُنادى: يا ريحُ ,أقبلي
فقد مللتُ انتظارَ المطر
منذُ أن حلَّ هذا الشتاءُ الباردُ الطويل.
الأشجارُ الكثيفة
تكرهُ وقفتَها السخيفة
وتُنادى: يا ريح ,اشتدي
حتى يستدفىءَ هذا الفلاحُ المريضُ
من أغصاني
في شتاءٍ باردٍ طويل.
النخيلُ
كرِه وقفتَهُ السخيفة
ونادى:
يا ريحُ هُزّي جذوعَ النخل
تساقط الرُطَب
ويكتملُ نفاسُ الوطن
فى شتاءٍ قارصٍ طويل.
11- الخروج الآمن
اخرجوا جميعاً
من ْتحت ٍأظافرنا
من خصلاتِ شعرنا المخضبة
بلون ِالكستناء
اصنعوا من أجسادنِا سفناً تائهة
ومن أرواحِنا
غرفاً للتنفسِ الصناعيّ.
12- ماذا بعد؟
ماذا بعدُ أيّها الفرجِ القريب؟
انتظرناك ثلاثين عاماً وعاما
تجمّزنا بالجميز حتى أنَّت البطون
ولمّا أتَانا التين
كان ثماراً بلا شَجر!!
13- مكَاشفة
هذا الفِرعون الّذي
ظل مُمددًا فى تابوتِه الخَشبيِّ
سنة تلو سنة
-كسفينةٍ تهوي في
نهرِ الروح-
غادرَ ذاكرتَه فجأة؛
ليترُكَ يَدَ المُحنِطين
تُرمِّمُ أجزاءَ الخيبةِ في جسدِه
فجأةً ...........هربَ
من بهوِ الذكريات
وأغْلَقَ فمَه..
ابتلَع كلَّ ماء البحيرةِ المقدسةِ
في المسافةِ ما بين حاجبيه
كنشيجٍ يوميٍّ مستمر
لم يملُك إلا
أن تُسرقَ أحشاؤهُ
ثمّ ينام........!!
14 دموعُ الجنوبيين
تعويذه
بأزمنة ٍبعيدة
ألوذٌُ من غربتى
وبوجهِ أخناتون..........
شاحباً يأتينى
يحاصرُ الكهنة
ويكشف أسرار َالجنوبيين
.....................................
الجنوبيون يُجيدون نحتَ أحزانِهم الغائرة
على جدارياتٍ رُخامية
يُعبئونَ دموعَهم الحجرية
فى مسلاتٍ شاهقة
ويُغلقونها بإحكام
وحينَ يمُرحريق الشمس ِ
ناكئاً حروفَ الوجع
تَتَهاوى الدموع .........
أرجوكم عندما تزوروا أجسادَهم المحنطة
لا تفضحوا أحزانَهم.
و صلوا من أجل روح الكا
أنتِ أيتها الروح القاسيةالحنونة
تمرين من عليائك بيضاء كالثلج
و جمراً ملتهباً
مرةً كالحنظل ورطبةًً كتمر الجنة
مكدسةً بالرياحين ومخضبة ًبالحناء وطمى اليدين والوجه
حافية القدمين
تدميها أشواكُ القيامة
غجرية وعذرية
أحزانُها نيلٌ لا يمل صبره
غيثٌ........ وكبرياء
15الى ابتسامة أمنحوتب الرابع
طلةٌ ملكيةً
فى ألقٍ رُخامىٍِّ
تتباهى ٌبلون ِالحنطة الفرعونى
وضحكة ٌخافتة تمررُ أنفَاسها
فى وجه زمنٍ بعيد
أىُّ جيلٍ من هزيمة
هذا الذى يجتَثُُّ خبأً
يلوح مهادناَ فى ثنايا طلتك؟.........
كانت أعمدةُ الكرنك تقفز من بهوها مزهوةً
لتُلاحق قمحَ الابتسامة
وحصادَه الجديد
وأنتَ وحدك فى هذا العالم
جالساً تفتح شفتيك
للسماء ِمنتظراً
أحلام المطر ........علَّها تسَّاقط خلف الضبابِ المستميت)
هى شارةٌ من خجلٍ حضارى تطوفُ من بهو الكرنك الى حائط المبكى وعلى
مشارفِ دجلةَ والفرات
يغوث ويعوق ونسرا
طوافون......فى هذا البهاء الملكى الذى لا يناسب آلهةً مارقين
يا لصَفاء رُوحك المبتلى
وهو يمارس طقوساً صباحية
ويقدم القرابين
لآلهةٍ بليدة
16- أنشودة الكرنك
هذا الشامخ
قاهرُ الهُكسوس/ الكهنة الخوّنة
اللصوص، والمجوس.
فيضُ النبوءاتِ القديمة
سليلُ الأرضِ المقدسة
قاهرُ الأبالسة
ومحررُ الأرض المدنَّسة
حاملُ الكباش المهشمة والكباشِ الممسّوخةِ
والكباشِ الملفوفةِ بالرياحينِ والزعفران
حافظُ المومياوات والنبوءات
هذا البراحُ الواسع
كان يُشعلُ البهوَ
في ذاكرة ِالجالسين
ويكرِّرُ لغةَ الطيبين..
الناصحُ الأمين
سليلُ الصديقين
والقديسين
وحافظُ أسرار المَلِك.
هذا المعجونُ حنينًا
في ترابِ طيبة
أرضي الحبيبة؛
_كانت تأتي
تفسيرًا للرؤى في
سورة يُوسف-
حلمًا ناعمًا
يسري في صورة وطن
داراً وثرى وثراء
مسرى للعشاق
مئذنةً وأجراس كنيسة.
17- أولى إعدادي
لماذا لا أستطيعُ الاحتفاظَ بأي متشابهين فى غُرفتي؟
جوربٌ وحيد.. قفازٌ وحيد
وفردة ُحذاء ٍدائمةُ البحثِ عن وليفتِها!
تصرخ أمي دوماً:
"منتهى الفوضى".
بالأمس ذكرتْ لنا مُدرِّسةُ العلوم
أن القطبين المتشابهين يتنافران
والقطبين المختلفين يتجاذبان.
وفى حصةِ الدين
شرحتْ لنا المُعلِّمةُ قصةَ سيدنا نوح
وأنَّ سفينتَه كان فيها
من كلِّ زوجين اثنين.
وفى حصة الرسم
رسمتُ بنتًا بغمازتين
لها ضفائر طويلة مجدولة
بلون القمر.
18- أشياء عادية
أحواضٌ ممتلئة
أكوامٌ من الغسيل
وموادُ غريبةٌ
تتعاركُ
لكنها غير قابلة للاشتعال!
كلُّ هذا يا ربى،
وأنا يدٌ واحدة
لا تقّوى على التصفيق
إلاَّ على هذا الحائط المتهالك!؟
19- معنى الحياة
هناكَ
بعيداً جداً
في السماواتِ السبع
تتعانقُ نقطُ الضوءِ العالية
وفى الأراضين
ورودٌ ذابلة
تنتفض مسرعة
في صحراءِ الذكريات.
؛....
على هواتفِنا المحمولة
نحمِّل صوراً لبساتين
حقولَ قمحٍ
ومقطع فيديو وحيدًا
لطفلٍ يتلهفُ للحبو
ثم يتوقَّف فجاةً
عن النمو.
؛......
هناكَ.. على صفحاتِ الجرائد
حروفٌ ضائعة
فى كلماتٍ متقاطعة
نَفَسٌ يعلو ويقصر
ثم يترجرج
بينَ الضلوع
ونفوسٌ تبتغى الكمال
تتلذذُ بالمعصية
وهى تستدرج الروحَ لتوبةٍ
مؤكدة؛
يا الله.. كم تحمَّلتنا كثيراً..
؛.......
كلما
أغمضتُ عيني
أراكِ سراباً
ذراتُ مطرٍ على زجاج ِالنافذة
تحجبُ الرؤية
وصفاراتُ الإنذار التي تُرعب طفلي
في آخر الليل
فيقول (بوليس)
ثم ينام.
هي مُضغة إن حاصرتنا
هلَت علينا الدنيا بزخرفها وازّينت
ولأننا بشرٌ
نستسلم لخطايانا
ونمنطقها
نزرع الحقولَ
وننتظر هطول المطر
لا نُدرك أن لذراتِ الترب
أكثرَ من معنى.
20- من ذكريات الطفولة
كنتُ أتعلم كيفَ أتهجى اسمينا
على صفحاتِ الكراساتِ البيضاء
كان القلمُ مهيبًا
وأصابعي الطفلةُ تسكنُها
الرهبةُ والرغبة
كانت أحرفنا تجرى بين عروقي ممتزجة
فيتحيَّرُ ما بين أصابعي الحرف
وكلماتُك تسرى في جسدي
تُنبئُني باللوم
إلى متَى ستظلُّ حروفُكِ منكفئةً
تشربُ من بحرٍ؟
كان اسمُكِ من أغلفة الكراساتِ يطلُّ
حاولتُ كثيراً
وأخيراً أتممتُ الاسم.
21- مِنْ مُذّكرات اليُتم
لم يكنْ لى أبٌ
أدفىء خدى بشالِه الصوفى
فى برد الشتاء
ولا أخوة
ُيشاركِونَنى طعامى وسريرى
ولعبِى ويتمى
ولا بيت أجدُ ريحَه فيه
مرّ عمرٌ طويل............
وأنا أبحَثُ لى عن أب
فى أبجديات ِاللغة
فى صورةٍ تُزغرد على الحائط
وفى زركشاتِ الحناء على اليدين
فى يوم ِالعرس
فى حنينِ الشجرة الى الجذع .....
والجِذع الى الماء..........
والماء الى النبع.............
كُنت أجتّر الحزنَ على جرعات
كمرضٍ مزمن
كحبٍ.......... لا ميت ولا حى
22- أمل
أمل
هاتِ
الكرة
الكرة جَرت
خلفَ الحدائقِِ والحقول
الكرةُ دائريةُ الملامح
منزوعةُ الجذور
أمل خُذي الكرة
دعينا
نسبحُ بين جوانب
هذي العتمة
لا يا أمل
لنْ نلعب بالكرة
إلا لو كانت مُلتئمة.
23- وهن
العصافيُر,,,
,,,
,,
،
تحاول جاهدةً أن تُبرزَ دهشَتها
تُجهِّزُ أعشَاشها الواهيةَ وهي
على يقينٍ
بأنها من ورقٍ وقش.
كانت بالأمس
مزهوةً بألوانٍ زاهية
وزقزقةٍ
لا تؤدى إلى لحنٍ مُكتمل
حتى الحب الذي جمعته لأطفالها الصغار
ت ن ا ث ر
من مجرد
هبّة ريح.
24- بهو الأعمدة
لَمْ تَزل أحرفُكُم منقوشةً
ببراعةِ كائنٍ
يعرفُ كيف يُحبُّ الأرض؛
الفأسُ.. المعولُ.. أدواتُ التحنيط
وأجهزةُ التنفس الصناعي
محفوظةٌ في مُتحفٍ بعيد.
عمودٌ شامخ
تِلوَ عمود
عمودٌ يهوى تلوَ عمود
يا أبهى عرشٍ ملائكي
فلتخلَعْ خصلاتِ شَعرِ
رمسيس المخضبة
من نهرٍ إلى بحرٍ
إلى مسرح ِالملك البغيض.
25- كراكيب قديمة
كانت السيدةُ
تُلملمُ أحزانَها
في صناديق حُليٍّ صغيرةٍ
وبعضٍ من قنيناتِ العطر الفاخرة
لاحظتْ عندما حل الظلامُ
أنّ هناك أشياءَ عادية
وأشياءَ أخرى أكثر مهانة
السيدة ُالتي سَارَت طريقاً طويلاً
تُلملمُ جراحَها
اكتشفتْ أن الجراح غيرُ قابلةٍ للشفاء
وأنّ أُلفَتها مع الأشياء
مجردُ مطباتٍ صناعية
لمُرورِساعاتٍ باهتة
_ 25أنين اللحظة
هذا الى يتسرب من بين أصابعى كماء آسن..
لا أعرف له اسماً
عيناى معطلتان ..والبصيرةُ طفلٌ عاجز
ربما .....انزلق من بركان الذاكرة
الى أديمِ الأرض ليأكلَ من تفاحِها العطن
يتسلقُ أحياناً تعاريجَ الجسد النحيل على استحياء......
هو نفس السؤال الملح
والغبار المر
الذى تلفظه رئتا العالم كل مساء
صدى عالق
فتاتٌ من أجساد ,وفتات من أحلام
ملقاةٌ هنا وهناك
.
26- نبتةٌ على جدار
هي دفقةُ الحزنِ وزفرةُ الألم
هسهسةُ الجنين في ماء المشيمة
أسرابٌ من النمل
انتشرت فى فوضى من الأذينِ إلى البطين
هي كوةٌ بعيدةٌ
ومزمارُ الحي الذي يهدهد ساكنيه
سكينٌ باردٌِ
يناوشُ جرحاً لا يندمل
وأكفانٌ بيضاء
تنتظر الموتةَ الأولى
نورٌ يجرك من أسمالِ الثياب
تجُور ثم تَجأر
فتتجاور فتُجار
تلوذُ بحمى الجوار
هي جبلٌ من هزيمة
يحبو حثيثًا, ويمرر صوتَه في تسبيحٍ وتأويب
حصارُ الروح للروح
وخروجُ الروح من الروح
وحنينُ الروح إلى الروح
انقباض الرحم وانبساط الحلم
اخضرار..
فضاءٌ فسيح
وبكاءٌ يبعث بهجة
فى نبتةٍ لم تزل ..........
حنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق