الفــوز والخسارة ليسا هما السبب الاساسى فيما ذهبت إليه
خلف : فقط اعترضت علي مسألة التصويــــــــــــــت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكي يكتمل المشهد وللموضوعية والأمانة والمهنية أنقل هنا نص ما أدلي به الشاعر حسن خلف بشأن أزمة مسابقة عماد علي قطري خلال حديث المدونة مع الشاعر حسن خلف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب فى سطور
حسن خلف عبدالحميد محمد
من مواليد البلينا محافظة سوهاج فى 19/6/1971
ومقيم بمحافظة قنا
محاضر مركزى باقليم جنوب ووسط الصعيد الثقافى
عضو مجلس ادارة نادى الادب وسكرتير النادى فى دورته 2008/ 2009
عضو مجلس ادارة المنتدى الثقافى ومنسق لجنة القصة بالمنتدى
شارك فى العديد من المؤتمرات الادبية المصرية ومنها مؤتمر ادباء مصر
سوهاج 2006 / الغردقة 2007 / مؤتمر ادباء اقليم جنوب ووسط الصعيد
اسوان 2009
صدرت لى مجموعة شعرية بعنوان ( مفتتح لشجر البدايات ) عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة 2007
ولى مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان "الموت يليق بك" عن سلسلة حروف بالهيئة المصرية العامة للكتاب
نشرت اعمالى فى العديد من الدوريات الادبية المصرية
منها - مجلة الشعر - الثقافة الجديدة - اخبار الادب - الحوار- الاخبار الجمهورية – المساء - العربى الناصرى - الخط الساخن - منبر التحرير ..... الخ
حاصل على العديد من الجوائز المحلية على مستوى محافظة قنا منها : المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة ( محمود مهدى ) الادبية 2004
المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة الاتحاد الرياضى 2005
المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة ( جمال ابو دقة ) الادبية 2005
المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة القصير للابداع الادبى 2009
وخلف يطرح للمدونة وجهة نظره إزاء الأزمة التي جرت عقب اعتراضه علي التحكيم
فقط انا اعترضت على بعض سلبيات المسابقة وتساءلت اذا كان من حق لجان التحكيم او امانة المركز او امينه العام التوصية بنشر كتاب او اكثر افلا يكون من الاليق ان يحدث ذلك بعد الانتهاء تماما من المسابقة درأ لاية شبهات
لماذا اعترضت وما هي السلبيات؟
كما تساءلت ان المركز يعدم مبدعين او نقادا من خارج دائرة العاملين به لنفس السبب
ما تقدم هو اعتراضاتى فهل ترى فيما تقدم أى مساس بشخص الأستاذ عماد ؟
هل أنتقدت المؤسسة أم الشخص ؟
آلاف المرات أوكد أننى أنتقد المؤسسة وأكدت أكثر من مرة إحترامى للأستاذ عماد
وتحملت وما زلت اتحمل الكثير من الشتائم المهينة بسبب اعتراضى هذا
هل كنت متسابقا ولم تفز ؟
نعم
وهل خسرت ؟
نعم ولكن دعنى أخبرك أننى تحدثت منذ بداية المسابقة عن بعض السلبيات
حدث هذا مع عدد من الاصدقاء
هل انت الوحيد الخاسر في هذه المسابقة ؟
يعنى أن الفوز والخسارة ليسا هما السبب الاساسى فيما ذهبت اليه
هل لو كنت فائزا كنت ستعترض علي نتيجة التحكيم؟
قلت سابقا اننى اعترضت على مسالة التصويت منذ بداية المسابقة ما يعنى ان الفوز والخسارة ليسا دافعا لما ابديته من اعتراض
فلماذا اشتركت طالما اعترضت منذ البداية ؟
ظهرت مسالة التصويت بعدما اشتركت بالفعل
اشتركت بمجموعة قصصية انتقي منها هذه القصة للمدونة
مدخل
ربما يبدو هذا النص تقريريا ومباشرا، بل ربما يبدو رديئا او ركيكا! وعلى أن أعترف – أنا مؤلف هذا النص – أننى عن وعى أو ربما بغير وعى قصدت إلى هذا فكما لابد أنكم تعرفون إن عصور الانحطاط تفرز أسوأ ما فيها، وكل ما عليكم هو ان تلقوا بهذا النص – بعد الانتهاء أو ربما قبل البدء فى قرائته فى أقرب ) صفيحة زبالة ( إذ يبدوا لى أن سلة المهملات حتى فى شكل كتابتها أكثر نظافة من نص كهذا. كنت أود أن أقول إنه نص يليق بكم لكنى مضطر ان أنافقكم حتى أصل بكم الى كلمة النهاية يا أغبياء! أوووووووووووه ، يبدو أننى أنا الذى لا أزال متمسكا بغبائى القديم ، ذلك الغباء الذى جعل أبى يصفعنى صفعة قوية ترنحت على أثرها وتطاير الشرر من عينىَ لكن أكثر ما أوجعنى ان أبى مزق الكتاب الذى كنت أقرؤه يومها لاعنا الشعر والكلام الفارغ الذى اضيع وقتى ومستقبلى بسببه لكنه لما هدأت ثورته جاء يهدينى بعض حكمته ، قال أبى يا ولدى، تلك الكتب سوف تودى بك الى طريقين لا ثالث لهما ، إما الى مثالية خائبة أو خروج عن الطريق المستقيم . صدقت يا أبى
هامش وحيد
حملت خيبتى وغادرت مقر اللجنة التى تم اسبعادى منها لتطاولى على رئيسها الهادىء الوقور الذى تعلو جبهته سجدة أبدية ، كانت عيون كثيرة تخترق ظهرى وأنا أعبر الممر المؤدى إلى باب الخروج من مدرسة التحرير الابتدائية، عيون متطفلة متسائلة مشفقة أو شامتة ، لكن عينيها هى كانتا تلسعان روحى كسياط من نار ، إنها العانس الجميلة التى تطفح منها رائحة دماء الحيض ، محجبة تحمل توكيلا خاصا من مرشح الحزب، تأكل بشراهة وتدافع عن النقاب فلما سألتها لماذا لا ترتدينه ما دمت مقتنعة قالت إنها بعد الزواج سوف ترتديه، رد أمين اللجنة الأسمر الوسيم سوف ترتدينه قريبا اذن، قالت وعينيها تتوسلانه
- بمشيئة الله
لاح فى عينيه حنين لأنثى بعيدة وعبثت أصابعه بخاتم زواج يبدوا حديثا فاستدركت
- خطوبتى الخميس الجاى
مشيئة الله ، كلهم يتعلقون بمشيئة الله ، المرشحون الذين يسعون الى مصالح شخصية لا علاقة لها بالله، الأتباع الذين يوزعون علب الطعام ومعها ) قروش)
الحشيش و) فصوص ) الأفيون، الموظفون الذين صلى أغلبهم الفروض جماعات ووحدانا ثم التفوا حول أكواب الشاى الأسود والنراجيل التى تنبعث منها رائحة البهجة المصطنعة ، إنطلقت النكات والتعليقات ،ساخنة ساخرة ، لاذعة ، سياسية وجنسية فى أغلبها، إختنقت سماء المدرسة بالدخان الازرق الكثيف الذى تسلل الى رأسى أيضا فشعرت بدوار خفيف ورغبة فى الضحك ، لكننى كنت أضحك بالفعل ، آآآه علىَ أن أنسحب الآن قبل ان أتحول إلى فضيحة ، النوم أفضل فى كل الأحوال ولكن كيف يأتى النوم وليس تحتك سوى تلك المرتبة الإسفنجية المهترئة وليس فوقك سوى بطانية خفيفة تفوح برائحة العطن وجيوش البعوض لا تكف عن مهاجمة جسدك النحيل المرهق وهذا التوتر المشحون، اللعبة هذه المرة أكبر من مقاومتك ولا يمكن ان يدفع عمر وعليا ثمن بطولتك، نم إذن او مت
إن استطعت
( سيصير هامشا بعد دقيقتين )متن
للنص أبواب سبعة وشوارع ضيقة متعرجة يحيرنى منظرها فلا أستطيع أن أحدد إن كانت راقدة تتلقى بوجوهها الأحذية والحوافر أم أنها منبطحة كأحلام العاديين أمثالى تتلقى الدهس من خلف، إنها مهانة على أية حالة وربما تتمرد يوما فتقرر الهجرة أو الاختفاء فى أقصى أركان الأرض بعدا وانزواء، لنصحو ذات صباح على نصوص بلا شوارع، كيف يبدوا شكل الحياة آنئذ؟! الشوارع تحتضن عددا من البيوت الواطئة التى يتساند بعضها إلى بعض كأوراق الدومينو وعدة حوانيت ومقاه ومخبز ووحدة صحية وبعض المدارس وشريط سكة حديدية يشق النص إلى نصفين فى أحدهما تقع مدرسة التحرير التى تضم بين جنباتها خمسة وعشرين لجنة انتخابية، فى إحداها تلوب ) هى ( كلبؤة، طويلة بيضاء دسمة كبعض الأطعمة الشعبية، تدور بين الجميع تهمس، تعد، وتضحك ضحكة طويلة مجلجلة تنتهى بشهيق فاجر، يدور الجميع فى فلكها، رئيس اللجنة، الأتباع، والضابط المكلف بتأمين اللجان، كان منظره يثير الدهشة بكرشه وصلعته ولغده المتدلى وعينيه الزجاجيتين كعينى دبدوب عليا، وهو يكاد يذوب رقة وحنانا، بينما تلتصق هى به، تفح فى أذنه نارا بدا أوارها فى احمرار وجهه الأبيض المستدير، تمت الصفقة اذن، إحتضن حنانه ودار به على رؤساء اللجان، اعتذر عما بدر منه فى أول النهار وقال إن الواجب كان يحتم عليه حسم الامور، كان شرسا بالفعل آنئذ وهو يصرخ فيهم
- اى رئيس لجنة هيتلاعب فى الاوراق او الصناديق هقطع رقبته، التعليمات هتاخدوها منى شخصيا
فى مهاتفة مع أحد الزملاء أخبرنى أن المرشح المستقل يحصد أغلب الاصوات، فهمت سر غضبة الرجل، استخفهم إعتذاره فتطايرت التعليقات، طيبة ، مرحة، الشعب الآن مهيأ لخدمة الحكومة، فليطلب سيادته ما يشاء .
بعد خطبة عصماء عن إنجازات الحزب والحكومة وخطورة المرحلة القادمة وأهمية أن يتولى رئاسة اللجان رجال شرفاء يعملون من اجل مصلحة الوطن أصدر سيادته أمرا واحدا جازما لا يقبل النقاش
- انا عاوز 800 صوت- على الاقل- فى كل صندوق
اشتعل الحماس بين الجميع، تسابقت الأيدى والأقلام لتنفيذ إرادة معاليه، رغم ذلك امتنع البعض عن أداء الدور المهين وماطل آخرون طمعا فى حفنة جنيهات، ومنع هو الناس من الدخول الى اللجان والادلاء بأصواتهم، غضب هادر وصوت سارينة سيارة الشرطة ارتفع بالخارج، انقسم الأذناب الى ثلاثة فرق، تولى أحدها المساومات، بينما مارس آخرون الضغط وحتى التهديد، أما فريق الحكماء او مدعوا الحكمة فقد تحملوا عبء تهدئة الأجواء، بدا رئيس اللجنة وهو يوزع علينا الأوراق ( لتسويدها ) متحمسا كأنما ينفذ أمرا إلهيا، وكانت هى واقفة بالباب تراقب التحركات خارج اللجنة، كيف احتل وجه ابى مؤخر رأسها؟
مثالية خائبة او خروج.....!
عيناه حزينتان وصوته مختنق بالدموع، جسدى يرتعد، ويد الرئيس ممدودة بالأوراق، عمر وعليا يتقافزان حولى كعصفورين، لزقزقتهما وقع سنابك الخيل بقلبى، رأسى يمور كشلال، مددت يدى، أخذت الأوراق، القيتها فى وجهه، عم ذهول، فى لحظات كان الضابط أمامى، تكالب الجميع لاخراجى، لم أقاوم .
هامش اخير
بعد ثلاثة أيام كان عبدالمولى راجعا من غيطه، جسده يرتعد من شدة البرد، وبيده عصاه التى يهش بها الكلاب كلما أجبره العمل للبقاء فى الغيط لما بعد الغروب ، كان يهم بوخز حمارته فى جنبها لتسرع فى السير حين اقتحمت أنفه رائحة عفنة، حملق فى الظلام بحثا عن مصدرها فوجد عددا من الكلاب تنهش الارض باظافرها، ربما أنها جثة حمار، هكذا فكر عبدالمولى لكن الفكرة لم توقف زحف القلق الذى بدأ يتسرب الى نفسه، فجثث الحمير تلقى عادة فى الترعة، نزل عن حمارته، غطى أنفه بطرف جلبابه، اقترب بحذر، كانت الكلاب مشغولة بوليمتها فلم تنتبه عاجلها بعصاه فجرت وهى تعوى، رفع فأسه ونبش التراب برفق، أصابته المفاجأة بالشلل لدقائق، كانت الجثة لآدمى، ياللمصيبة، ما الذى أوقعت نفسك فيه يا عبدالمولى، هل رآك أحد؟ ربما اتهموك بقتله، ما العمل الآن؟ ركب حمارته، ضربها بقسوة فانطلقت تنهب الأرض كأنما ركبها عفريت ولم تتوقف إلا أمام بيت عبدالمولى الملاصق لقسم الشرطة، استمرت التحقيقات لشهور واصابت عبدالمولى حالة غريبة ظلت ملازمة له حتى وجدوا جثته ممزقة بجوار السور الغربى لمدرسة التحرير الإبتدائية، فكان يدور فى شوارع البلدة عاريا إلا من لباسه وبيده عصاه يهش بها الكلاب، ولم يعرف أحد حتى هذه اللحظة ما الذى دفع عبدالمولى إلى دخول قسم الشرطة والابلاغ عما رأى! انتهت التحقيقات على أية حالة ولم تسفر عن شىء فقيد الحادث ضد مجهول، لكن بما اننا فى بلد يتسم بالشفافية فقد سمح النائب العام بنشر النص الذى وجدوه مكتوبا على خلفية احدى أوراق التصويت بجيب جثة المواطن سعيد سعيد المصرى
خلف : فقط اعترضت علي مسألة التصويــــــــــــــت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكي يكتمل المشهد وللموضوعية والأمانة والمهنية أنقل هنا نص ما أدلي به الشاعر حسن خلف بشأن أزمة مسابقة عماد علي قطري خلال حديث المدونة مع الشاعر حسن خلف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب فى سطور
حسن خلف عبدالحميد محمد
من مواليد البلينا محافظة سوهاج فى 19/6/1971
ومقيم بمحافظة قنا
محاضر مركزى باقليم جنوب ووسط الصعيد الثقافى
عضو مجلس ادارة نادى الادب وسكرتير النادى فى دورته 2008/ 2009
عضو مجلس ادارة المنتدى الثقافى ومنسق لجنة القصة بالمنتدى
شارك فى العديد من المؤتمرات الادبية المصرية ومنها مؤتمر ادباء مصر
سوهاج 2006 / الغردقة 2007 / مؤتمر ادباء اقليم جنوب ووسط الصعيد
اسوان 2009
صدرت لى مجموعة شعرية بعنوان ( مفتتح لشجر البدايات ) عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة 2007
ولى مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان "الموت يليق بك" عن سلسلة حروف بالهيئة المصرية العامة للكتاب
نشرت اعمالى فى العديد من الدوريات الادبية المصرية
منها - مجلة الشعر - الثقافة الجديدة - اخبار الادب - الحوار- الاخبار الجمهورية – المساء - العربى الناصرى - الخط الساخن - منبر التحرير ..... الخ
حاصل على العديد من الجوائز المحلية على مستوى محافظة قنا منها : المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة ( محمود مهدى ) الادبية 2004
المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة الاتحاد الرياضى 2005
المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة ( جمال ابو دقة ) الادبية 2005
المركز الاول فى شعر الفصحى فى مسابقة القصير للابداع الادبى 2009
وخلف يطرح للمدونة وجهة نظره إزاء الأزمة التي جرت عقب اعتراضه علي التحكيم
فقط انا اعترضت على بعض سلبيات المسابقة وتساءلت اذا كان من حق لجان التحكيم او امانة المركز او امينه العام التوصية بنشر كتاب او اكثر افلا يكون من الاليق ان يحدث ذلك بعد الانتهاء تماما من المسابقة درأ لاية شبهات
لماذا اعترضت وما هي السلبيات؟
كما تساءلت ان المركز يعدم مبدعين او نقادا من خارج دائرة العاملين به لنفس السبب
ما تقدم هو اعتراضاتى فهل ترى فيما تقدم أى مساس بشخص الأستاذ عماد ؟
هل أنتقدت المؤسسة أم الشخص ؟
آلاف المرات أوكد أننى أنتقد المؤسسة وأكدت أكثر من مرة إحترامى للأستاذ عماد
وتحملت وما زلت اتحمل الكثير من الشتائم المهينة بسبب اعتراضى هذا
هل كنت متسابقا ولم تفز ؟
نعم
وهل خسرت ؟
نعم ولكن دعنى أخبرك أننى تحدثت منذ بداية المسابقة عن بعض السلبيات
حدث هذا مع عدد من الاصدقاء
هل انت الوحيد الخاسر في هذه المسابقة ؟
يعنى أن الفوز والخسارة ليسا هما السبب الاساسى فيما ذهبت اليه
هل لو كنت فائزا كنت ستعترض علي نتيجة التحكيم؟
قلت سابقا اننى اعترضت على مسالة التصويت منذ بداية المسابقة ما يعنى ان الفوز والخسارة ليسا دافعا لما ابديته من اعتراض
فلماذا اشتركت طالما اعترضت منذ البداية ؟
ظهرت مسالة التصويت بعدما اشتركت بالفعل
اشتركت بمجموعة قصصية انتقي منها هذه القصة للمدونة
من كتاب الهوامش
مدخل
ربما يبدو هذا النص تقريريا ومباشرا، بل ربما يبدو رديئا او ركيكا! وعلى أن أعترف – أنا مؤلف هذا النص – أننى عن وعى أو ربما بغير وعى قصدت إلى هذا فكما لابد أنكم تعرفون إن عصور الانحطاط تفرز أسوأ ما فيها، وكل ما عليكم هو ان تلقوا بهذا النص – بعد الانتهاء أو ربما قبل البدء فى قرائته فى أقرب ) صفيحة زبالة ( إذ يبدوا لى أن سلة المهملات حتى فى شكل كتابتها أكثر نظافة من نص كهذا. كنت أود أن أقول إنه نص يليق بكم لكنى مضطر ان أنافقكم حتى أصل بكم الى كلمة النهاية يا أغبياء! أوووووووووووه ، يبدو أننى أنا الذى لا أزال متمسكا بغبائى القديم ، ذلك الغباء الذى جعل أبى يصفعنى صفعة قوية ترنحت على أثرها وتطاير الشرر من عينىَ لكن أكثر ما أوجعنى ان أبى مزق الكتاب الذى كنت أقرؤه يومها لاعنا الشعر والكلام الفارغ الذى اضيع وقتى ومستقبلى بسببه لكنه لما هدأت ثورته جاء يهدينى بعض حكمته ، قال أبى يا ولدى، تلك الكتب سوف تودى بك الى طريقين لا ثالث لهما ، إما الى مثالية خائبة أو خروج عن الطريق المستقيم . صدقت يا أبى
هامش وحيد
حملت خيبتى وغادرت مقر اللجنة التى تم اسبعادى منها لتطاولى على رئيسها الهادىء الوقور الذى تعلو جبهته سجدة أبدية ، كانت عيون كثيرة تخترق ظهرى وأنا أعبر الممر المؤدى إلى باب الخروج من مدرسة التحرير الابتدائية، عيون متطفلة متسائلة مشفقة أو شامتة ، لكن عينيها هى كانتا تلسعان روحى كسياط من نار ، إنها العانس الجميلة التى تطفح منها رائحة دماء الحيض ، محجبة تحمل توكيلا خاصا من مرشح الحزب، تأكل بشراهة وتدافع عن النقاب فلما سألتها لماذا لا ترتدينه ما دمت مقتنعة قالت إنها بعد الزواج سوف ترتديه، رد أمين اللجنة الأسمر الوسيم سوف ترتدينه قريبا اذن، قالت وعينيها تتوسلانه
- بمشيئة الله
لاح فى عينيه حنين لأنثى بعيدة وعبثت أصابعه بخاتم زواج يبدوا حديثا فاستدركت
- خطوبتى الخميس الجاى
مشيئة الله ، كلهم يتعلقون بمشيئة الله ، المرشحون الذين يسعون الى مصالح شخصية لا علاقة لها بالله، الأتباع الذين يوزعون علب الطعام ومعها ) قروش)
الحشيش و) فصوص ) الأفيون، الموظفون الذين صلى أغلبهم الفروض جماعات ووحدانا ثم التفوا حول أكواب الشاى الأسود والنراجيل التى تنبعث منها رائحة البهجة المصطنعة ، إنطلقت النكات والتعليقات ،ساخنة ساخرة ، لاذعة ، سياسية وجنسية فى أغلبها، إختنقت سماء المدرسة بالدخان الازرق الكثيف الذى تسلل الى رأسى أيضا فشعرت بدوار خفيف ورغبة فى الضحك ، لكننى كنت أضحك بالفعل ، آآآه علىَ أن أنسحب الآن قبل ان أتحول إلى فضيحة ، النوم أفضل فى كل الأحوال ولكن كيف يأتى النوم وليس تحتك سوى تلك المرتبة الإسفنجية المهترئة وليس فوقك سوى بطانية خفيفة تفوح برائحة العطن وجيوش البعوض لا تكف عن مهاجمة جسدك النحيل المرهق وهذا التوتر المشحون، اللعبة هذه المرة أكبر من مقاومتك ولا يمكن ان يدفع عمر وعليا ثمن بطولتك، نم إذن او مت
إن استطعت
( سيصير هامشا بعد دقيقتين )متن
للنص أبواب سبعة وشوارع ضيقة متعرجة يحيرنى منظرها فلا أستطيع أن أحدد إن كانت راقدة تتلقى بوجوهها الأحذية والحوافر أم أنها منبطحة كأحلام العاديين أمثالى تتلقى الدهس من خلف، إنها مهانة على أية حالة وربما تتمرد يوما فتقرر الهجرة أو الاختفاء فى أقصى أركان الأرض بعدا وانزواء، لنصحو ذات صباح على نصوص بلا شوارع، كيف يبدوا شكل الحياة آنئذ؟! الشوارع تحتضن عددا من البيوت الواطئة التى يتساند بعضها إلى بعض كأوراق الدومينو وعدة حوانيت ومقاه ومخبز ووحدة صحية وبعض المدارس وشريط سكة حديدية يشق النص إلى نصفين فى أحدهما تقع مدرسة التحرير التى تضم بين جنباتها خمسة وعشرين لجنة انتخابية، فى إحداها تلوب ) هى ( كلبؤة، طويلة بيضاء دسمة كبعض الأطعمة الشعبية، تدور بين الجميع تهمس، تعد، وتضحك ضحكة طويلة مجلجلة تنتهى بشهيق فاجر، يدور الجميع فى فلكها، رئيس اللجنة، الأتباع، والضابط المكلف بتأمين اللجان، كان منظره يثير الدهشة بكرشه وصلعته ولغده المتدلى وعينيه الزجاجيتين كعينى دبدوب عليا، وهو يكاد يذوب رقة وحنانا، بينما تلتصق هى به، تفح فى أذنه نارا بدا أوارها فى احمرار وجهه الأبيض المستدير، تمت الصفقة اذن، إحتضن حنانه ودار به على رؤساء اللجان، اعتذر عما بدر منه فى أول النهار وقال إن الواجب كان يحتم عليه حسم الامور، كان شرسا بالفعل آنئذ وهو يصرخ فيهم
- اى رئيس لجنة هيتلاعب فى الاوراق او الصناديق هقطع رقبته، التعليمات هتاخدوها منى شخصيا
فى مهاتفة مع أحد الزملاء أخبرنى أن المرشح المستقل يحصد أغلب الاصوات، فهمت سر غضبة الرجل، استخفهم إعتذاره فتطايرت التعليقات، طيبة ، مرحة، الشعب الآن مهيأ لخدمة الحكومة، فليطلب سيادته ما يشاء .
بعد خطبة عصماء عن إنجازات الحزب والحكومة وخطورة المرحلة القادمة وأهمية أن يتولى رئاسة اللجان رجال شرفاء يعملون من اجل مصلحة الوطن أصدر سيادته أمرا واحدا جازما لا يقبل النقاش
- انا عاوز 800 صوت- على الاقل- فى كل صندوق
اشتعل الحماس بين الجميع، تسابقت الأيدى والأقلام لتنفيذ إرادة معاليه، رغم ذلك امتنع البعض عن أداء الدور المهين وماطل آخرون طمعا فى حفنة جنيهات، ومنع هو الناس من الدخول الى اللجان والادلاء بأصواتهم، غضب هادر وصوت سارينة سيارة الشرطة ارتفع بالخارج، انقسم الأذناب الى ثلاثة فرق، تولى أحدها المساومات، بينما مارس آخرون الضغط وحتى التهديد، أما فريق الحكماء او مدعوا الحكمة فقد تحملوا عبء تهدئة الأجواء، بدا رئيس اللجنة وهو يوزع علينا الأوراق ( لتسويدها ) متحمسا كأنما ينفذ أمرا إلهيا، وكانت هى واقفة بالباب تراقب التحركات خارج اللجنة، كيف احتل وجه ابى مؤخر رأسها؟
مثالية خائبة او خروج.....!
عيناه حزينتان وصوته مختنق بالدموع، جسدى يرتعد، ويد الرئيس ممدودة بالأوراق، عمر وعليا يتقافزان حولى كعصفورين، لزقزقتهما وقع سنابك الخيل بقلبى، رأسى يمور كشلال، مددت يدى، أخذت الأوراق، القيتها فى وجهه، عم ذهول، فى لحظات كان الضابط أمامى، تكالب الجميع لاخراجى، لم أقاوم .
هامش اخير
بعد ثلاثة أيام كان عبدالمولى راجعا من غيطه، جسده يرتعد من شدة البرد، وبيده عصاه التى يهش بها الكلاب كلما أجبره العمل للبقاء فى الغيط لما بعد الغروب ، كان يهم بوخز حمارته فى جنبها لتسرع فى السير حين اقتحمت أنفه رائحة عفنة، حملق فى الظلام بحثا عن مصدرها فوجد عددا من الكلاب تنهش الارض باظافرها، ربما أنها جثة حمار، هكذا فكر عبدالمولى لكن الفكرة لم توقف زحف القلق الذى بدأ يتسرب الى نفسه، فجثث الحمير تلقى عادة فى الترعة، نزل عن حمارته، غطى أنفه بطرف جلبابه، اقترب بحذر، كانت الكلاب مشغولة بوليمتها فلم تنتبه عاجلها بعصاه فجرت وهى تعوى، رفع فأسه ونبش التراب برفق، أصابته المفاجأة بالشلل لدقائق، كانت الجثة لآدمى، ياللمصيبة، ما الذى أوقعت نفسك فيه يا عبدالمولى، هل رآك أحد؟ ربما اتهموك بقتله، ما العمل الآن؟ ركب حمارته، ضربها بقسوة فانطلقت تنهب الأرض كأنما ركبها عفريت ولم تتوقف إلا أمام بيت عبدالمولى الملاصق لقسم الشرطة، استمرت التحقيقات لشهور واصابت عبدالمولى حالة غريبة ظلت ملازمة له حتى وجدوا جثته ممزقة بجوار السور الغربى لمدرسة التحرير الإبتدائية، فكان يدور فى شوارع البلدة عاريا إلا من لباسه وبيده عصاه يهش بها الكلاب، ولم يعرف أحد حتى هذه اللحظة ما الذى دفع عبدالمولى إلى دخول قسم الشرطة والابلاغ عما رأى! انتهت التحقيقات على أية حالة ولم تسفر عن شىء فقيد الحادث ضد مجهول، لكن بما اننا فى بلد يتسم بالشفافية فقد سمح النائب العام بنشر النص الذى وجدوه مكتوبا على خلفية احدى أوراق التصويت بجيب جثة المواطن سعيد سعيد المصرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق