الحياة
تصطفينى من بين ستةٍ وثلاثين تلميذًا/ فى الصف الابتدائى/ ترسل لهم نداهاتهم كبارًا/ فيردونهم راضين/ بينما صغيرًا كنت/ جذبتنى كدرويش فى حضرة/ فجريت وراءها فى الحقول/ ولما اطمأنت إلى ورطتى/ أشارتْ إلى النخيل/ فصار أعمدةَ إنارةٍ مُطفأةٍ/ وطوت السماء/ وحوّلتها إلى ورق حائطٍ/ بنجومٍ معتمة/ ولما غافلتُها وعدت إلى الصف/ لم أجد أحدًا/ ورجعتُ إليها طائعًا/ فاستقبلتنى مبتسمة:/ "تعال أيها الغريب"/ فنمت فى حجرها/ وأمسكت بطرف جلبابها/ خشية أن تتركنى/ فأبقى وحيدًا/ ومن يومها/ ظل القلبُ حافيًا/ كل هذا العمر/ فهل هذه سُنَّة الحياة؟
............................................................................................................
من ديوان "لا تخجل من فضيحة بيضاء"
صدر حديثا عن دار النسيم للنشر والتوزيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق