اعتبر المفكـّر والكاتبُ الإسلاميُّ احمد كمال أبو المجد واحدٌ من قلـّةٍ قليلةٍ في العالمين العربي والإسلامي يجمعُ بينَ رحابة العلمِ وجديتِهِ واستنارة الدينِ وثباته، وتقلـّدَ عدداً من المناصبِ والوزاراتِ فكانَ وزيرا للشبابِ ثمَّ وزيراً للإعلامِ في عهدِ الرئيسِ السادات. ويرجِعُ لهُ الفضلُ في إنشاءِ أقوى تنظيم ٍ شبابيّ ٍ سياسيٍّ عرفـَتـْهُ مصرُ في الستينات وأوائلِ السبعيناتِ عندما قادَ منظمة َالشبابِ وعلى يديهِ تشكـَّلَ التنظيمُ الطليعيُّ الذي قدَّمَ لمصرَ كوادرَ سياسية بارزة.
وكان أبو المجد متفوّقاً في مراحلِ دراساتِهِ المتعددة كافةً حيثُ أجيز في الحقوقِ 1950 ثمّ نال الدكتوراه عام 1958 وحصل على عدد من الدبلومات في القانونِ العام والشريعة الإسلامية وماجستير القانون المقارنِ في الولاياتِ المتحدة.
وأبو المجد الذي اشتـُهِرَ بمقولة ِ"السلطة ُالمطلقة ُمفسدة ٌمطلقة ٌ" لم ينشغل بالمناصب أو الوزارات ولكن ما كانَ يضيقُ به هو أسلوب استبعاد أي مسؤول من الوزارت أو المناصب وهو ما حدث معهُ أكثر من مرّة كان آخرها عندما علم من الصِحافة بخبر استبعاده من المجلسِ القوميِّ لحقوقِ الإنسان.
واستحوذَتْ قضايا الأمّه والوطن وقضايا الثقافة الإسلامية والشباب المسلمِ والخطاب الديني وحوار الحضارات على الجزءِ الأكبر من فكرِه فضلاً عن دراستِهِ القانونية والإدارية.
وفي كتابِهِ "حوار لا مواجهة" يضعُ أبو المجد شروطاً أساسية للحوارِ مع الآخر والمتمثلة في ضرورة الاعتراف بوجود الآخر والإيمانِ بالتعددية، وهو يؤمن بضرورة تطوير الفكر والخطابِ لمواجهة التطرّف وضرورة ِالقيام بثورة ثقافية إسلاميٍة لخروجِ الأمّة من أزمتِها وأمراضِها وتحقيقِ النهضة الشاملة حيثُ يرى أبو المجد أنَّ هناكَ أفكاراً خاطئة في الثقافة الإسلامية والعربية الحالية.
ويقول في هذا الصدد: "لا توجد محاولات للتعمق في فهم الآخر، والتواصل بين الحضارات بقي لمدة طويلة منقطعا، ونتيجة اختلاف الرؤيا حصل التصادم، ونحن حضارات مؤمنة، وقضايا تكريم الإنسان مشتركة بين تلك الحضارات، وكارثنتا أسوأ من الكفر في عدم القراءة، وفي حوارنا مع الآخرين يجب أن نعمل بوحي الآية الكريمة (ولقد كرمنا بني آدم)، وآيات القتال لها شروط وضوابط محددة".
ويؤمن أبو المجد بضرورة تطويرِ الفكرِ والخطابِ لمواجهةِ التطرّف وضرورة القيام بثورة ثقافية إسلامية لخروجِ الأمّة من أزمتِها وأمراضِها وتحقيقِ النهضة ِالشاملة حيثُ يرى أنَّ هناكَ أفكاراً خاطئة في الثقافة الإسلامية والعربية الحالية، موضحا: "التشدد الذي دخل على مجتمعنا يجعلنا بحاجة للعودة إلى الوسطية الإسلامية الحقيقية وتلك الحركات المتشددة لم تحسم قضية الاندماج في حركة إصلاح المجتمع".
ونادى أبو المجد بإنشاءِ مجلس أعلى لتجديد الخِطاب الديني تكون مهمتـُه الأولى تطوير المهارات الدعوية والذاتية الفكرية والثقافية للدعاة، واستخدام الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله في الخارجِ والداخل.
ويعشق الدكتور أبو المجد سماعَ الموسيقى وخاصةً أغاني عبد الوهاب القديمةِ ووسط مشاغله العديدة وأسفاره وانشغاله بالعمل العام وعمله في مجالِ القانون يحرصُ أبو المجد كلَّ الحرصِ على حياته العائلية وقضاءِ وقت مع الأبناء والاستماع إلى الأحفاد
عن موقع العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق