إنها المدينة الإسبانية التي عانت من قصف الطائرات الألمانية والإيطالية أثناء الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1937م, مساعدين بذلك قوات القوميين الإسبان ضد الحكومة, وقد عبر المبدع بابلو_بيكاسو عن تلك الفاجعة في لوحتهُ التي طافت العالم لتخبرهُ عن مأساة الحروب الأهلية داعية إلى ضرورة السلام ولا عنف اللوحة بعنوان غيرنيكا, وهي تتبع الطريقة التكعيبية كما باقي لوحات بيكاسو1111
المجزرة حصلت في اسبانيا، بالطبع، والمستفيد المباشر منها كان الجنرال فرانكو الذي يخوض صراعاً عنيفاً ضد القوى اليسارية والديموقراطية الجمهورية، في خضم الحرب الأهلية الاسبانية التي كانت تشغل العالم كله في ذلك الحين. ولئن كان الناس تحدثوا عن فرانكوا يوم المجزرة، فإن الحديث سرعان ما تحول في اليوم التالي، الى هتلر، الذي صار، فجأة، جزءاً أساسياً من الحرب الاسبانية، وجزءاً كئيباً ولئيماً منها. من هنا فإن يوم المجزرة كان انعطافياً في تاريخ الحرب الاسبانية، لكن اليوم التالي لها سيكون انعطافياً في تاريخ أوروبا كلها.
والسبب في ذلك واضح ينطلق من السؤال القائل: ان مدينة غيرنيكا، العاصمة الثقافية والروحية لأقليم الباسك الاسباني، ضربت على تلك الشاكلة الوحشية، ولكن من دون ان تكون هناك مبررات استراتيجية لذلك. صحيح ان المدينة، قال السؤال، تضم مركزاً مهماً للاتصالات، وفيها مصنع للذخيرة، لكن وجود هذين لا يفسر ابداً الشراسة التي ضربت المدينة بها. فلماذا اغارت طائرات هتلر عليها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق