الأربعاء، فبراير 12، 2014

قراءة "نقضيّة" للعهد القديم... قصيدة للشاعر / حازم حسين


قراءة "نقضيّة" للعهد القديم


                               الشاعر / حازم حسين 
وفجأة
بتحسّ المشاعر داء
وصمتك ع اللقا
تصريح دخول للفراق
والعيد وعيد للشجن
والربّ
عبد غِنَاه

وفجأة بتحسّ إن المسافة
مش سفر في الذات
وإن البنت أوسع من حدود وجعك
وإن الصوت يا دوب عدّاد
بيحسب للحياة
فوز الممات


- تسمع موسيقى؟
الكمنجات دول بنات الله
آيات الموت
على لسان الحياة
لعب الغريزة بالتراب
وحصاد صبايا الندى
من فوق سرير النبات


- تسمع موسيقى؟
لو حبيبتي بترحم النغمات
ما كانش العازف اتغَسِّل
بدمع هواه!!

يا أيها اللحن المقيم
ف لساني من أول إيقاع الروح
ما فاتش عليك بدن عطشان؟!
ما فاتش عليك إيمان أرمل؟!
ما فاتش عليك نغم مدبوح؟!
إزاي سابوني في الغُنا وسكتوا؟!
وليه قطعوا طَرَف خيطهم
- وأنا مسكته -
وكل إله رَبَط مولاه؟!


- تسمع موسيقى؟
أنا جاي أموت - يا عيال - هنا
ما تغمّضوش
وتسيبوا جسمي في العرا
مطرود من السهر
من النوم مطمئنّ
ومن عيون الله
وحتى من العَمَى
أنا إللي ليّا في الغياب
أكتر كتير من الحضور
انا إللي ليّا في التراب
أكتر من إللي للسما عندي
أنا إللي ممكن يعلنوني إله
لو يوزنوني بالعطش والآه

مين إللي قال الآلهة
همّا إللي دايماً مبسوطين
وبيكتبوا النهايات وبس؟!
مين إللي قال إن الحياة
هيّا النَّفَس واليأس؟!

ما تغمّضوش يا عيال
أبوس إيدكم
أبوس الأجوبة ف عينكم
وبوسوا الأسئلة ف صدري
أنا لسّه جسد بيدوب
وما رسيتشي على قبري
ما تغمّضوش
يمكن يكون في البصر
لِيلي إللي نفسي ألقاه!!


- تسمع موسيقى؟
خايف النغمة النشاز
تشبك وريدي العجوز
ف قلبك الغضّ الصبي
خايف قوي
- من كتر ما خسرت الحاجات -
تضطرّي يوم للوجع
واضطرّ أكون ترياق
وأنا العُشب إللي كل إللي اشتروه ماتوا
وأنا الداء إللي ألوانه
مجاز في مجاز

قرّرت أجرّب كفري بالأشياء
وأصلّي - يا رِحالي - في مقام العراق
وأسكر بضلِّي وضلالي
في مقام الحجاز

خايف لأحبّك
والفؤاد عاجز
ومش عايز خضار روحك
يكون عُكّاز
خايف يِشِمِّك يكتشف معناه
خايف يروح لك
والسهام راصداه!!

أنا اليتيم
وانا الحبيب الصَّمَد
وأنا إللي أقرب أصدقائي
- من جنونهم الغبي
وحُبَّاً ف تطواف البَلَد -
استقربوا معادي
وسافروا للميعاد البعيد
من يومها قاعد في دَفَا القهوة
بحنِّن بالقصايد
قسوة البرد البغيض
قاعد بَسِبّ الدين
وببكي
والعشم في الله


- تسمع موسيقى؟
لو بتنفع
كان أكيد الناي قِدِر
يردم خروم جسمه
ويرتاح م البُكا السيّال
وكان عاش من مقام الصبا
أكتر شوية من حروف اسمه
وكانوا العازفين
- تحت التراب -
هزموا القدر
وأسِّسوا بموتهم حياة

لا معنى للصوت يا بَشَر
لو غابت الصورة
لا معنى للشئ نسمعه..
من غير ما حدّ يراه.

ليست هناك تعليقات: