* * تيم * *
قصة قصيرة ...لـ ماجدة حسن________________________
إثرَ خلافٍ بينهما....أتاني يطلب وضعَ ابنهِ , ذي السنتين وجعاً في بيتي .جدّة الطفل ترقدُ في أحد مشافي العاصمة..تستأصلُ عقوق ثديٍ عن شفاه الحياة , يحلمُ بحلمةِ ضوء , لا تكبرُ أورامها في مقتبلِ الحزن.عمّة الطفل الحبلى..أنجبتْ ثاني أولادها ذاك النهار , بعملية قيصرية نُسبت لامبراطور نسيَ أن يختمَ بعد قرن , نزيفَ البشرية.ولادةٌ من الخاصرة كلّ دقيقة , ومازالَ الأطفالُ يتوافدون لهذا العالم نحوَ جرحٍ أكبر , بينما المباضع تتكاثر في سباقٍ مع الأرحام الضّحلة الأمل.حضنتُ * تيم الخائف بحنانٍ بدائيّ , غريزةٌ أزهرتْ للتوّ بسمةً على شفاههِ..كان قلبهُ الصغير -يتكتك -كمنقارٍ.. تعوّدتُ سماعهُ في المدخنة الملغيّة بالجدار ....كانَ عليّ أن آخذ دورَ الحنان والرجاء والوداد ( ليسَ صدفةً أن كانتْ نفس أسماء عمته وجدته وأمه ....! ) وكانَ عليهِ أن يبحثَ بين دموعه الضائعة , عن مأوى لطفولته الهاربة من سياط الكبار , وأن يفتشَ إحساسُ قزامتهِ بين الأرجل عن كومةِ عشب نديّة , ينامُ عليها برعمه الطريّ.شهران...وعيناهُ تغفوان بيننا..كم أغراهُ أحدنا قبلَ الآخر , بقطعة حلوى , لينام قربه ,كان صباح عينيهِ , أشبهُ بولادة ينبوع ضوءٍ صغير , على كتف الليل.. يلثغُ كلماته الأولى.كثيرَ ليالٍ أفاقَ وهو يصرخ ...لزاء لا ..لا تدلبيني ( رجاء لا ... لاتضربيني )..ذاكرة قلبي تكرّر المشهد طوالَ النهار , سرعان ما تحول شعور الشفقة لحبّ صارخ كـ كوابيسه .موعدُ عودته لبيت جدته المعافاة يقترب...جرحها رُتق ....بينما جرحي بدأ يشقّ طريقه من نفس المكان ...!عندما.. أتذكر شهقةَ روحي , خلف الباب الخشبيّ بعدما ودعتهُ...أقولُ لنفسي : كم قيصريّة تنجبُ غصّة بريئة... لا مشرط فيها سوى ...خدر الذاكرة الطفلة .9 \ 8 \ 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق