مسرحية....سفاري
سيد لطفي السيد
الفكرة والقصة :مجموعة من الأصدقاء خرجوا في رحلة سفاري وسمع احدهم أصوات استغاثات فقرروا التصويت فيما بينهم لتغيير مسار الرحلة ونجدة المستغيثات ولما انقطعوا عن العمران والاتصال بأي إنسان قرروا محاسبة أنفسهم واهمين أن الله سيكون معهم ويقبل توبتهم لكنهم ماتوا قبل وصول النجدة بدقائق بسيطة
تكنيك الأداء :
جمع بين الأداء التمثيلي الصامت والاستعراض التعبيري الأقرب إلى مدرسة البالية التعبيري الذي يقوم به الممثل
وبالنسبة للنص الارتجال السارد لسلبيات المجتمع القائم على الفكرة النصية والملتزم بها وبمحتواها
الموسيقى :
طبول ودفوف وطرمبيطة والات القرع النحاسية فقط
الديكور :
عبارة عن تشكيلات صخرية من الفل او الكارتون المقوى بالسيلك الرفيع وعلى يسار المسرح شجرتين جافتين احدهما يوحى بجسد امراءة بدون الصدر المكتمل يكون فى المقدمة وعلى اليمين كتلتين صخريتين يتم تحويلهما بالتدوير الثابت المحورى الى منصة قاض بكرسى واحد بنفس اللون وعليها ميزان العدل ف الخلفية اعلى القاض بنفس اللون ايضا
الاضاءة :
يراعى التركيز على الحالة النفسية لكل مشهد فهى متغيرة بحسب حالة الممثل التفاعلية على المسرح مبهرة دائما
الملابس :
عباءات مخططة ابيض فى اسود خطوط طولية ترمز الى حالة لصوصية حيث اننا نسرق حقوقنا المشروعة ونحتال لننالها فى حين اننا نستولى على حقوق الاخرين بنفس راضية مطمئنة ولها اجنحة بيضاء من القماش المدعم بالنشا او الكرتون المقوى او الجونيلات الورقية دليل على ان الاصل ف الانسان البراءة
الشخصيات :
حسن :
شاب كغيره من الاصدقاء ملتزم لكنه ضعيف امام ارادة الاخرين رغم عدم قناعته ورفضه لتصرفاتهم
مراد :
رجل اعمال استغلالي ثرى يقتات من عرق الناس ويمتص دماء العاملين معه الى اخر قطرة
شاكر :
انسان غير طموح ولا يفكر فى غده اطلاقا ولا يملك اى نوع من الاحلام
توفيق :
فقير شريف يملك افكار لمشاريع عملاقة ويبيعها بدون مقابل ويكتفى بالتقرب بها من الاخرين
محبوب :
مدلل وثرى ( ابن امه ) رومانسى يدعى العلم رغم جهله الواضح ولا يعرف سوى ان يقيم علاقة بامرأة جميلة
عصام :
رجل اعمال متسرع دائما في الحديث والقرارات ويكرر اخطائه باستمرار
متكى :
سائق الباص ليس صديقا للمجموعةدرويش يسمع ويطيع وتارك الامر لله ولا يقوم باى فعل فتحول الى متواكل
الطبيب : يوقع الكشف علي الاصدقاء الموتى فى نهاية العرض
الضابط : يخبر القيادة بهلاك افراد السفارى بكامله
ثلاثة من رجال الاسعاف
وثلاثة من رجال الشرطة
تصريح :
يصرح للمخرج اجراء اى تعديل فى النص بالحذف او الاضافة او التقديم او التاخير بما يتماشي والرؤية الاخراجية او الضرورة الرقابية او الحالة الابداعية شريطة الحفاظ على خط الدراما الرئيسى في العمل
المؤلف
سيد لطفى السيد
8/4/2013
المشهد الاول
الافتتاحية الموسيقية
( ايقاعات مارش جنائزي لمدة ثلاث دقائق لتهيئة الاسماع والعقول ينقل الجمهور الى حالة النص )
( يضاء المسرح على شاكر ومراد وهما على خشبة المسرح منهكين من التعب وعليهما علامات من اليأس والاحساس بالفشل وقد اسند كل منهم ظهره للاخر وبقية الممثلين بين الجمهور انتشروا بشكل متوازن قبل بداية العرض يبدأ العرض بحركة متكي بين الجمهور وهو يصرخ والجميع يرددون خلفه ويراعى الا يزيد بقائهم بين الجمهور لاكثر من دقيقتين )
متكي : ( يرفع يديه الى السماء ) يا رب
الجميع : يا رب
متكى : يا رحمن
الجميع : يا رحيم
متكي : يا مغيث
الجميع : يا قدير
متكى : يا فرج الكروب
الجميع : يا رب
متكي : يا رب
الجميع : يا رب
( يصعدون جميعهم الى خشبة المسرح تباعا وهم يرددون ما سبق وينتشرون جالسين على خشبة المسرح بشكل عبثي غير منتظم عدا شاكر ومراد )
توفيق : أيعقل هذا ؟...... نتوه فى أرضنا....... وعلى مقربة من دورنا ........انا لا اصدق.......... أبهذه السهولة يمكن للمرء ان يضيع داخل وطنه وبين ناسه ؟
شاكر : نفقد الطعام
مراد : والماء على وشك النفاذ
عصام : وشحن الهواتف نفذ
محبوب : ( بطفولية ) والرصيد أيضا نفذ ....وكل وسيلة اتصال بأي إنسان
شاكر : لمجرد أننا غيرنا مسار رحلتنا ......التي قومنا بها للتسرية عن النفس..... تتحول الى هذا الكابوس المخيف ؟
توفيق : كل هذا بسببك انت ( يقف ويتجه الى متكي سائق الباص )
.......انت من قادنا الى هذا المصير......... انت يا سائق الباص ...من قرر ان نخوض هذه المغامرة
متكي : ( يقف وهو يبتعد عنه ) انا ؟ .....لما ؟.......... انا سائق.......... فقط سائق ........طوع امركم...... يمين حاضر.......... يسار حاضر ...........ابطء حاضر ..........اسرع حاضر......... زود التكييف حاضر ........فإذا اردتم محاسبة احد..... فحاسبوا انفسكم انتم..... لانكم اتفقتم على التصويت على تغيير مسار الرحلة......... واجريتم عملية التصويت عليها ...........حاسبوا اذا صاحب الاقتراح........... او الناخبين اقصد المصوتين له ........اما انا ( يشير بيديه مبرارا لنفسه بخبث ومكر ) انا فقط سائق.......... سائق يا سادة
عصام : ( يقف ويحول بين توفيق ومتكى بشكل استعراضى ويراعى هذا الاداء فى جميع مساحات العرض ) نعم..... محبوب هو صاحب هذا الاقتراح .........حبه للنساء .......صور له ان مجموعة من النسوة يقمن بنفس رحلتنا............ وانهن فى خطر داهم......... وربما كن بحاجة الى المساعدة
حسن : ( يقف ) ولماذا وافقتموه ؟........... قلت لكم انه مريض بحب النساء منذ فترة .........وكان يجب ان نعرضه على الاخصائي النفسي قبل الرحلة ...........فأنزلتمونى على رأيكم بالاغلبية ........الاغلبية التى اتفقنا على تطبيقها واحترامها .............منذ اختلفنا اول مرة منذ سنين ...........واستهوتكم روح المغامرة ...........سعيتم وراء لذاتكم فما حصدتم الا السراب والموت........... يااااااه كم اكره الديموقراطية
شاكر : ( وهو جالس ) الموت ( ايقاع ثلاث ثوانى ) ريحه تزكم انفى منذ الصباح
حسن : ( يتجه اليه ) هون عليك يا اخى ..........فما نحن فيه لا علاقة له بالموت الذى اقصده .............فالموت لا يتصيد فرائسه........... انا فقط اعنى العزلة
شاكر : وانا ايضا اعنى العزلة ..........اطفالي تأكلني الوحشة عليهم
مراد : ( يقف ) اى عزلة ؟
توفيق : وهل بعد هذه الصحراء من عزلة ؟........ وهل بعد هذا الاغتراب من قيد ؟ ......اغراب فى ارضنا...... تائهون فى وطننا الحبيب .......أي غضب تصب علينا يا الله ...............ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي ...............غير ان عافيتك اوسع لنا
عصام : ( يتجه اليه ويحتضنه ويدورا معا ببطء ) والعمل ماذا سنفعل الان ؟.... مر يومان ونحن على حالنا .....نفذ الطعام والماء ايضا على وشك النفاذ..... كيف سنتدبر الامر ؟
مراد : اى امر ؟ ..........اننا يجب ان ننتظر الموت ليس الا ..........يومان ونحن فى هذه البقعة لم يمر علينا كلب او ضبع او قرد او اى شيئ يتحرك......... فماذا تعتقدون انتظروا الموت يا سادة............. انتظروا الهلاك
حسن : لا ......(يشبك يده بيد مراد وايقاع لمدة خمس ثوانى ) ..الهلاك ان تيأسوا..... او تفقدوا الامل فى النجاة ....او تفقدوا الرغبة فى الحياة ..... الله معنا ...ولن يضيعا مستحيل .....نحن لسنا اكثر معصية من غيرنا فلما نهلك بهذ الطريقة ........سننجو لا محالة
عصام : ( يتجه اليهما ويفصلهما ممسكل بحسن من كتفيه ) كيف ؟
الجميع : ( فى نفس واحد ويقوم من لم يقف مسبقا ) نعم ....كيف ؟
( ايقاع لمدة عشرين ثانية وهم يتسألون كيف وكل منهم يستفز الجمهور للتفكير فى حل المشكلة ومساحة ارتجالية للجميع )
حسن : تذكرون قصة الثلاثة الذين دخلوا المغارة..... فى ليلة ماطرة ؟
توفيق : ونزلت الصخرة عليهم فأغلقت عليهم مخرج المغارة ؟
حسن : ( بامل لتوفيق ) نعم
مراد : وماذا فعلوا ؟
الجميع : ( ايقاع خمس ثوانى وهم يدورون حول حسن وتوفيق فى حلقات متسعة بمعنى ان كل ممثل يدور فى مسار مستقل وبشكل دائرى حولهم ) نعم ماذا فعلوا ؟
حسن : تقربوا الى الله بصالح الاعمال ( مراد يعطي ظهره للجمهور ويتبعه عصام وحبوب اما شاكر ومتكي فيطئطئون الرأس خزيا عدا توفيق الذى ينظر الى حسن ولسان حاله يقول تعبيريا انه يملك صالح الاعمال )
شاكر : فإن لم يكن لدينا عمل صالح ؟ ( عصام ومراد وحبوب ينتبهون اليهم تباعا وكأنهم وجدوا ضالتهم وايقاع فى ثانيتين او ثلاث ثوانى )
حسن : فلنكفر عن خطايانا ( ايقاع ثانية ) ........نتعاهد ان نجانا الله ان نكفرعنها
الجميع : ( متهللين ) لكن كيف ؟ ( ايقاع ثانية )
حسن : نعقد محاكمة لانفسنا
توفيق : محاكمة ؟
حسن : نعم علينا ان نحاسب انفسنا ويذكر كل منا خطاياه امامنا جميعا حتى ان نجانا الله من هذه الصحراء المهلكة الزمناه على تصحيح اخطائه والتكفير عن خطاياه
توفيق : وندعو الله الغفران لحين عودتنا
متكى : نعم......... نعم.......... علينا محاسبة انفسنا جميعا... وانا معكم
حسن : ( لمتكى ) لا ...انت لا ذنب لك.... نحن من امرك ان تقودنا الى هنا .....وباصك المعطل لا ذنب لك فيه...... فنفاذ الوقود كان بسبب عدم احتياطنا ايضا
شاكر : تقصد اننا علينا محاسبة انفسنا .....لماذا نحن فى هذا الكرب
حسن : اجل
شاكر ( يشير الى محبوب ) بسببك انت.... انت يا عاشق النساء
محبوب : ( صارخا فى الجميع ) لا ( ايقاع ثانية )..... لا تلومونى ( ايقاع ثانية ) ....نعم ......فانا لا ذنب لي..... ولا خطيئة ( يظلم المسرح الا من بؤرة الضوء على محبوب ويتحول فى نفس الوقت الديكور على يمين المسرح ليضيئ ببؤرة ضوء على حسن وهو على منصة القاضى ومحبوب امامه والجميع يجلسون منصتين كجمهور الساحات القضائية وقاعاتها فى عمق المسرح فى مواجهة الجمهور بالصالة ) دللتنى امى بما فيه الكفاية..... فما طلبت شيئا الا وجدته ...المال والملبس والسيارة والهاتف ......حتى عندما اردت ان اتزوج زوجتنى امى بفتاة لا تعرف فى الحياة اكثر من ثلاثة اشياء..... المأكل والملبس والنوم .....فبحثت عن البهجة لأكسر هذه الحياة المملة الرتيبة ......سافرت الى الغرب اوروبا وامريكا ..........صاحبت النساء واقمت معهن العلاقات ( يتحول بالاداء الى مريض نفسي شبقي ) النساء هن انسي الوحيد ( يتجه الى الشجرة الجافة التى تشبه المرأة والمنوه عنها بالديكور) هن لذة الحياة ومتعتها ...........انا فى خدمتك يا سيدتى .........يا كحيلة العينين.......... يا رقيقة الاحساس....... يا رشيقة القد والقوام .........يا ست الحسن والجمال .....مالى تحت امرك ......ونفوذى وعلاقاتى .....وكل ما املك..... هاك رقم جوالى 0096650 نعم تفضلى راسلينى اذن وحدثينى ......فقط رنة .....وانا اطلبك على الفور .....فلنكن على اتصال ( يضحك ضحكة هستيرية ثم ينظر الى حسن فيعتدل ويخرج من حالة الاداء المرضى ويمكن ان يكون مع الضحكة ايقاع مصاحب ) ثم انكم تلوموننى الان ....ها..على ماذا ؟ سمعت اصوات استغاثات ......وسمعتموها معى ( صراخ نساء ان امكن ) اخبرتكم بتوقعاتى وتفسيرى لما سمعنا..... قلت انه ربما ....ربما كان هناك بعض النساء يقمن بنفس رحلتنا......... فى نفس توقيتنا وتعرضن لمكره ما .........فقررنا التصويت ...........هل ننجد نساء وطننا الحبيب من عدمه ؟ فقررتهم بمنتهى الديموقراطية نجدتهن......... وتم التصويت بالاغلبية ( يعود الى حالته المرضية فى الاداء ) انتم اخذتكم النخوة ..........او النشوة .........كلكم مرضى بحب الظهور.......... والالمعية .........كلكم يشعر بداخله ان الاعين عليه .......تلحظ فعله ........تراقبه فى كل صغيرة وكبيرة ........حتى وهو فى الحمام يشعر انه مراقب........ يتجمل فى غير موضع الجمال .........كلكم ممثلون بارعون .......حياتكم تمثيلية اما انا فلا........ انا لا اعرف الخجل .............لا اخجل .........انا احب النساء....... واعشار النساء وارافق النساء ..........ابوح لهن ويبحن لى ( يضحك هستيريا مرة اخرى )
حسن : ( يقرع المنصة بمطرقة القاض ثلاثا ) هيه انت هل انتهيت بعد ؟
محبوب : ها .....انتهيت ...مما ؟ ( ايقاع ثانية ) انا لا احصي سيئاتي.... ( ايقاع ثانية ) انا لا احاسب نفسي (ايقاع ثانية تصاعدي ) ....هل كانت حياتي جريمة الي هذا الحد ؟ ( ايقاع اعلى ثانيتين ومحبوب يثور جدا ويتكلم بمنتهي العصبية ) النساء زينة من زينة الحياة الدنيا... وانا الفتي العربي المدلل ......من يلومنى .......اوقفوا المحاكمة اذن اوقفوا هذه المهزلة فورا .......( ينظر الى حسن ويتأمل المكان بشكل عام فيهدأ ) هن صاحباتي فقط ابوح لهن ويبحن لي علاقتنا عفيفة ليست كما قلت لكم ولا كما تصورتم ايضا
متكى : ( يتحدث اليه من مكانه فى عمق المسرح وهو جالس وتنزل عليه بؤرة ضوء ) يا سيد محبوب........ هاتفك لم يكف عن الدق طيلة الرحلة .....ولم يغادر اذنك الا قليلا
توفيق : ( متهكما ) وعبارات الشوق والعشق والغزل ( يقطم على شفته السفلي ) اه
شاكر : وتذكر الايام الخوالي.... إيه... أنصف يا رجل
حسن : ( للجميع ) كفى ( ثم لمحبوب ) .........اكمل يا رجل.... ام انك انتهيت
محبوب : ( يصمت ويصاحب صمته ايقاع حزين لخمس ثوان ) انتهيت..... نعم انتهيت ( ويبكي منهارا ويجهش تصاعديا فى البكاء فيقوم توفيق يحتضنه ويواسيه ويضمه الي صدره )
حسن : ( يقرع المنصة ويتحدث الي توفيق ) اتركه وعد الي مكانك
( وينظر الي محبوب ) ......وانت .....ارفع رأسك وكف عن البكاء..... جفف الدمع .......فرحمة الله قريبة منا....... قل لي ما صنعتك ؟
محبوب : انا ؟
حسن : وهل امام المحكمة غيرك ؟ نعم انت
محبوب : ( وقد هدأ نوعا ما وتصحبه موسيقي الف ليلة وليلة ) ثري ....رومانسي.... عاطفي ....مثقف .....مفكر ....باحث.... عالم.... شاعر.... اديب ....روائي ....قاص .....سيناريست ......مؤلف...... ومخرج احيانا
حسن : حياك الله .....قل عاطل وانجز
محبوب : ها ....عاطل لا ...انا ...انا ...انا عاطل.. لا ...كلا يا سيدي
حسن : فما صنعتك ؟
محبوب : ( يتحول اداءه الي طفل صغير ) امي ثرية توفر لي كل ما اريد فلما اعمل... انا فقط
مراد : (متهكما ) اعشق النساء ( ويضحك دون ان يشاركه احد الضحك فيخجل وتنطفئ عيله بقعة الضوء )
حسن : ( حازما ) قلت كفي ( ويشير الي محبوب بيديه بمعنى استمر )
محبوب : ( بنفس اداء الطفل ) مات ابي وانا صغير..... وكفتني امي مذلة السؤال .....والسعي وراء لقمة العيش ......فلم اجد عملا سوى..... سوى ....( يتهلل فرحا وكأنه يعلن عن مفاجأة سارة ) ان انفق مال امي ( اصوات اطفال هيه هيه هيه )
حسن : لكن خذ من التل يختل يا اخي.... كما يقول المثل
محبوب : ( بنفس الاداء الطفولي ) امي مستثمرة بارعة.... اموالها فى ازدياد ....ورصيدها فى البنوك كشجرة الموز..... يكبر في اسرع وقت .....حتى انه يسبق عمره
حسن : هب انها ماتت.... فمن يحافظ على هذه الثروة .....ومن ينميها ؟
محبوب : ها..... ماتت ( ايقاع خمس ثواني ) ايمكن ان تموت امي .....( اصوات صراخ نساء وكأنها ماتت ) اتموت امي واصبح فقيرا فى يوم من الايام ....لا ( صرخة بلي باك لمحبوب وكأنه يمزق ذاته العابثة ويطوي صفحة ماضيه البغيض تتزامن مع حركة استعراضية وايقاعات لمدة خمسة عشر ثانية مفادها انه يخرج من ذاته منسلخا بعدها يعود لطبيعته ولرشده ) بل ستموت ....تخيل يا اخي انها يمكن ان تموت ....في اى لحظة .....وزوجتى تحتضن اولادى ....وتنام معهم كل ليلة .....ولا تأتينى الا عندما اطلبها..... وانا لا اطلبها...... يااااااااااه ....يا ويلي كم انا عبثي..... ضيعت سنى عمري هباء..... ضيعتها في لا شيئ
حسن : أرأيت كم هو رحيم بك ربك ؟.... لانك ما كنت لتعرف كل هذا لو لم تات بنا الى هنا
محبوب : افهم....... احسنت........ لكن ربما بعد فوات الوقت فهلاكنا اصبح امرا واقعا ( ايقاع خمس ثوانى )
حسن : ( مستنكرا ) لا .... الله بنا ارحم من هذا ( ويشير وهو يستدير الى الفضاء المكان من حوله مع ايقاعات متنوعة وسريعة ثلاث ثوان )
محبوب : لكنى لا اتحمل ما نحن فيه وحدي .........كلهم كانوا شركائي... ( ويشير الى الجميع على المسرح والى الجمهور ) مراد وعصام وشاكر
مراد : ( يقف من مكانه صارخا ومستنكرا وتظلم منصة القاض )
ايه انا ؟..... لا ......انا ماذا فعلت ؟ بل انت الابلة وزير النساء ( ويتجه الى محبوب ويقومان بمشهد تمثيلي صامت على غرار السينما الصامتة كبديل للاستعراض مع ايقاعات الطبول والدفوف المتنوعة ومفاد المشهد عتاب بين محبوب ومراد وكل منهم يستشهد بالاخرين وحسن بينهم ويتصاعد الجدل الى مشاجرة بالايد بين الاثنين تنفض بتدخل الباقيين والذين يأخذون محبوب الى مكانه ويتركون مراد وحده فتنطفئ الانوار الا من بؤرة ضوء على مراد وحسن يكون قد عاد الى منصة القاضى التى تضيئ فى نفس الوقت ) تلوموننى ....وانا اصلا لا وقت لدي للنساء ....اصلا لا وقت لدى لزوجتى واولادى ....فكيف ألهث خلف النساء ( يتلعثم ويرتبك ) ....قلتم ...أ...أ ....قلتم ...ان ..... انكم سمعتم اصوات نساء يستغثن... ( اصوات استغاثات نسائية ) فليكن (ناظرا الى حسن ومشيرا بيده الى اتجاه الصوت ) ....حٌقت لهن النجدة
حسن : لما ؟
مراد : بدافع النخوة العربية..... والشهامة العربية الاصيلة.... الجدعنة ..........كما يقول المصريون......... ثم اننا طبقنا الديموقراطية التى اتفقنا قديما عليها ............وقلنا نصوت على نجدتهم من عدمه............. وجاءت نتيجة التصويت بالموافقة وبالاغلبية على تغيير مسار الرحلة ...........لنجدة المستغيثات........... فقررنا نجدتهن .........ما العيب اذن ..........ضللنا الطريق .........نعم لا بأس....... فليكن هذا قدرنا جميعا ليس قدرى وحدى اما النساء ....أ...أ... فأنا اكره النساء
عصام : ( يتنحنح ) احم احم
مراد : أنا أتكلم عن الشريفات من النساء ولا أتكلم عن السواقط .....ثم يا سيد/ عصام ....من منا ليس له ماض مع إمراءة..... النساء مواعين السعادة
حسن : مواعين السعادة ؟
مراد : لا أقصد منابيع السعادة
حسن : منابيع أى منابيع ؟
مراد : لا لا أقصد منبع السعادة
حسن : أنت كغيرك من الرجال ......تتعاملون مع المرأة ....على أنها متعة مادية وليست بشراً مثلنا كيان مادي ليس الا
مراد : هن أعلى من البشر.....( يتجه الى الشجرة التى تشبه جسد المرأة والمشار اليها سلفا فى الديكورويتحسسه بلذة وشبق ).... هن كالرياحين ....خلقن ....لنشتم اريجهن..... وحسنهن ......وجمالهن .......وسحرهن.... وصبابتهن.... ( ثم يتذكر انه امام المحكمة فيعتدل ) لكن بما لا يخالف شرع الله .....والحنفية السمحة
حسن : ( يضحك سارخا ويتهكم ) بما لا يخالف شرع الله وهذه القائمة الطويلة علي هواتفكم ؟ ها ....لله الامر المهم ما صنعتك ؟
مراد : ( يرتبك ) انا ؟
حسن : وهل امام المنصة غيرك ؟
مراد : ( يتلفت حوله ) لا انا معاون الاشقاء
حسن : ماذا ؟
مراد : معاون الاشقاء
حسن : ( ساخرا ) سمعتهاااء..... لكنني لم افهمها بعد ....ما معني معاون الاشقاء..... وهل هذه صنعة ....ام صفة..... تكلم ؟
مراد : معاون للاشقاء العرب ..........بل وكل ابناء ادم عليه السلام ..........استقدمهم من كل حدب وصوب....... ليتكسبوا الرزق الحلال من خير وطننا الحبيب ..........وامنحهم التأشيرات والاقامات والسلامات هاهاها
حسن : اه تاجر رقيق تقصد ؟
مراد : لا انا ارفض هذا المسمى يا جناب القاضي
حسن : وهل بيع التأشيرات الحرة ومنحها لكل من هب ودب الا تجارة رق.......... فانت تاجر رقيق
مراد : لا .......لست كذلك
حسن : تأشيرات المؤسسات تكون محددة المهنة.......... تطلب خبراء وفنيين فى جميع المجالات........... أناس حسنى السمعة يستفيد منهم الوطن ونشرف باستضافتهم.........اما التأشيرات الحرة........ فهى تجلب على بلادنا اللصوص وقطاع الطرق وتجار المخدرات والافاقين والنصابيين وغيرهم انت لا يعنيك سوى البيع....... لمن .........لاى احد .........المهم ان تقبض الريالات
مراد : ( يرتبك ) انا .....لا....... انا..... لا......... لالالا ...........مستحيل ان اكون كذلك........ انا مواطن صالح .......ادفع الضرائب .........واصوم واصلي....... واديت فريضة الحج ايضا
حسن : ومسلط على رقاب العباد.............. تمتص اقواتهم .......وتضر بامن وطنك ...فتمنح حق الاقامة لكل من هب ودب..... دون ان يكون لديك حرص على سلامة شعبنا وناسنا ..........المهم عندك ان تستلم اول كل شهر المعلوم......... فتحولت الى حية تمتص دماء فريستها الى اخر قطرة
مراد : ( باصرار ) لكنني احافظ على الصلوات في وقتها .......ودروس الفقه والصيام والقيام
حسن : الدين المعاملة
توفيق : ( تسلط عليه بؤرة ضوء فيتكلم وهو جالس ثم تنطفئ) والدين حسن الخلق
مراد : هذه علاقتى بالله .............انا اقتات من حلال الكسب
حسن : كما تحب
متكي : ( تسلط عليه بؤرة ضوء يتكلم وهو جالس ثم تنطفئ ) والاثم ما حاك في صدرك........... وكرهت ان يطّلع عليه الناس
مراد : ( ينظر الى حسن وقد ارعبته كلمة متكى ) انا لا اكره ان يعرف الناس عنى ..........انى..... انى ...........رجل اعمال شريف ....
( يتم استكمال المحاكمة بطريقة الاداء التمثيلي الصامت مع ايقاعات لحنية لحالة المحاكمة ومفاد الاداء التمثيلى استكمال محاكمة مراد ودفاعه عن نفسه والقاء اللوم على الاخرين وانه لا يملك الا صوته وحده وان الباقيين صوتوا هم ايضا وينفعل ويبك فيقوم عصام واخرين للامساك به ومواساته وتنطفئ منصة القاضى فيشتبك مع عصام وينهره انه صوت بالموافقة على اقتراح محجوب فيمنعه الباقون ويعزلونهم عن بعضهم البعض وفيهم حسن الذى يعود للمنصة مرة اخرى وقد وقف عصام وحده امامها المشهد يستغرق خمس دقائق تقريبا او اقل )
عصام : ( يتكلم بايقاع سريع ودائما ينظر فى ساعة يده كأنه على موعد مهم ) انا رجل اعمال شريف .....ناجح.... اتحرى الرزق الحلال ....احافظ على فرائضي ...وشعائرها... وليس لى ذنب فيما حدث... فقط كنت مع الجماعة اقصد الاغلبية ....عندما رأيتهم يصوتون.... خاصة صديقى الذى غضب منى الان السيد مراد ....فقمت بالتصويت معهم ربما تسألني لما فعلت ذلك ....واجيبك باننى اعتقدت ان فيها مصلحة او كسر لملل السفارى الخاص بنا .....او ربما لاننى تأثرت بالسيد مراد صديقى الحميم لانه رجل سريع البديهة ودائما ما يعقد الصفقات الناجحة ......واعترف اننى كنت سببا فى هذه العزلة .....وهذا المكان القاتم الموحش وانا اتحمل المسؤلية كاملة امامكم وامام الله .....ومستعد لدفع التعويض المناسب واللازم .......ولكن بعد التفاوض مع المستشار القانوني الخاص بي .....وشكرا ( يشرع في الانصراف فيناديه حسن )
حسن : الى اين ؟
عصام : قلت ما لدي يا سيدي
حسن : لست هنا من اجل ان تقدم نفسك..... وان تتحمل المسؤلية وتنصرف .....إيه الخطايا ....الذنوب.... الاثام ......المعاصي
عصام : ( مستنكرا ) خطايا ؟ Are you stupid ؟ اى خطيئة ها .......يعلم الله اني بلا خطيئة
حسن : ( زاجرا ) ماذا قلت ؟
عصام : الله
حسن : جل شأنه ( ويشير بيديه مستفهما وطالبا منه التكرار )
عصام : ( مرتبكا ) يعلم
حسن : يعلم ماذا
عصام : اني بلا خطيئة
مراد : ( تنزل عليه بؤرة ضوء ويقول ساخرا ) تقصد انك بلا خطئية منذ بداية الرحلة .............اشهد على هذا صدقت يا رجل ( تنطفئ بقعة الضوء )
عصام : ( يتكلم كإنسان فى مصحة نفسية ويبوح بمنتهى الهدوء والسكينة ) خطيئتى الفقر........... اقصد هروبي من الفقر......... لا انكر اننى سلبت البعض حقوقهم ..........وسرقت البعض الاخر.... وسطوت على بعض الافكار ........وبعض النجاحات لاناس على الهامش الاجتماعي ...........لا يعرفهم احد............. لكن لا تطلب منى بعد العودة من هنا ان كان مكتوبا لنا النجاة ان اكون منصفا معهم
حسن : لما ؟
عصام : ( يسكت ويشير بيديه وكأنه لا يملك الجواب ثم يقول ) لما
حسن : لماذا لا تفعل...... وترد الحقوق الى اصحابها ؟
عصام : وضعي الان .....سمعتي..... حيثيتي الاجتماعية يا رجل إيه
حسن : والعقاب ؟
عصام : اى عقاب ؟ انا اتصدق عليهم سنويا .........وامنحهم جزءا من زكاة مالي
متكى : ( يتكلم وهو جالس فتسقط عليه بؤرة ضوء ) تسرق نجاحاتهم وتتصدق عليهم بارك الله فيك .......والله ما قصرت ( تنطفئ بقعة الضوء )
عصام : ( للجمهور ) نعم لاريح ضميري......... كفارة عن ذنبي
حسن : والنساء ؟
عصام : انا اكره النساء
مراد : ( على طريقة الردح الشعبي فى مصر مراد يقوم من مكانه مستفزا ومعه بقعة ضوء متحركة ويتجه الى عصام ) نعم يا عمر
حسن : ( لمراد ) اسمه عصام
مراد : اعد حياك الله انت ماذا
حسن : ( يشير الى مراد بالصمت والرجوع الى مكانه فينفذ على الفور وتنطفئ بقعة الضوء عليه قبل ان يجلس )
عصام : اقصد انه ليس لي علاقات نسائية البتة
مراد : ( وهو جالس لمن حوله ) ان كان يقصد خارج الوطن العربي......... فقد صدق
حسن : تكلم يا رجل خطيئتك
عصام : امرأة
مراد : ( بدون اضاءة ) احم احم
عصام : ثلاثة
حسن : احم احم ( ويتظر للجمهور مشيرا اليهم بمعنى اتصدقونه )
عصام : اربعة خمسة انا لا اذكر لكن صداقة فحسب .....على سبيل التعارف وكلهن عفيفات شريفات ........يبوح بعضا لبعض
حسن : إن أسوأ ما في الرجل الشرقي انه يتعامل مع المرأة كما يتعامل مع المرحاض.......... يتخلص فيه من الاذي فحسب ...........كلكم تشكون فحسب ..............وكلكم تعشقون فحسب ........ونسائكم حلائلكم لا نصيب لهن من شيئ ...............ولو قدرتم المرأة حق التقدير الذى منحها الله اياه.................. لعلمتم ان لكل امرأة عالم مستقل لا ينبغي ان يتزاحم الناس عليه................ لان في هذا انتهاك لأدميتها .... ما علينا ألديك اسرة ؟
عصام : نعم واطفال لدي امنة وروض وفاطمة ليلى .............وزوجة صالحة تنام في التاسعة وتقوم عند اذان الفجر .............ترعى شئون البيت ..........وانا لا ابخل عليها بمال قط
حسن : وهل المال فقط هو كل ما تحتاجه المرأة من زوجها ؟
عصام : انا رجل اعمال ناجح.......... ولا وقت لدي
حسن : شارك زوجتك وقت صداقاتك النسائية ........واقتسم بينهما بالعدل
عصام : زوجتي لا تعرف الحب .........ولا تعرف كيف تعبر عنه ......انا احب ان اسمعها دائما .....احبك احبك احبك
توفيق : ( يقوم من مكانه ومعه بقعة ضوء ) وزوجتك تقدمها لك فى مأكل وملبس ومشرب ورعاية لاطفالك ونظافة لبيتك وحفظ لسمعتك واحترام لغيبتك تعسا لها خيبها الله............... اما من تقولها لخمسين رجل في اليوم الواحد................ فهى الشريفة العفيفة الطاهرة................. أيهلكنا الله بلا ذنب ؟.......... والله انه لأقبح ذنب ما نفعله بأنفسنا وبيوتنا فكيف نضمن التربية السوية لابنائنا
حسن : ( لتوفيق ) كفي ( فيسرع بالقعود مع الباقيين وكأنه يعتذر وتنطفئ بقعة الضوء قبل ان يجلس ثم يلتفت الى عصام ) كنت مؤيدا ومتحمسا لتغيير مسار الرحلة .............وتمسكت بقوة بالديموقراطية واحترام رأي الاغلبية فهل كنت مدركا للعواقب ؟
عصام : نحن شرائح مختلفة من المجتمع العربي ...........وكلنا ناجحون فى اعمالنا حتى الفقير منا وعودتنى حياة البيزنس الا انظر الى صغائر الامور .............. والا ارجع فى قرار اتخذته ..حتى وان كان خاطئا ..........فعالم البيزنس دولة مستقلة بذاتها............. بعيدا عن اى صراع مجتمعي او سياسي .................ثم اين دور الدولة..... واين رعايتها للمواطنيين ........ألسنا رعايا دولة عظيمة
حسن : بلى دولتنا عظيمة بالفعل ( جزء من السلام الوطنى دقيقتين لفصل الجمهور من حالة الركود او التوهة او السرحان وتأكيدا على الرسالة الاصلية للنص ودمجا لها فيقف جميع الممثلين على خشبة المسرح وسيقف الجمهور بالتبعية )
عصام : فاين رجال الشرطة او رجال الاسعاف ؟ ( ايقاع ثانية )
حسن : منذ متى كانت الدولة معنية بحماية رعاياها من الخطايا ؟ ( ايقاع ثانية ) ثم ان السلطات ان ابلغها احدهم .......ستتحرك على الفور ليست الشرطة او الاسعاف ............فحسب بل والجيش ايضا ( ينظر الى الجمهور ) لكننا عودنا نسائنا على الاهمال .......وعلى عدم السؤال عنا خاصة اذا تأخرنا فمن سيشعر بغيابنا او ما نحن فيه ؟
عصام : نحن رجال اعمال واصحاب مؤسسات...... وحتما سيشعر احدهم بغيابنا
حسن : ولماذا لم تسمع النصح من توفيق عندما انفرد بك وقال لك ( توفيق يقف ويتكلم مع عصام على طريقة الفلاش باك ) يا عصام ...جئنا لنسري عن انفسنا ......ولسنا بحاجة الى البحث عن المتاعب.... ونحن لم نميز هذه الاصوات بعد .......ولم نقف على حقيقتها .....نحن في الصحراء........ وفي منطقة تدوسها اقدامنا للوهلة الاولي...... ولا خبرة لنا بهذا المكان يا اخي (تنطفئ بؤرة الضوء من على توفيق )
عصام : توفيق فقير ...............وقديما علمنى احد الساسة الا اثق في اختيار الفقراء والعامة .............لانه قائم على العوز........... محكوم بالحاجة نابع من الفاقة............. ثم ان يد الله مع الجماعة
حسن : أي جماعة ؟
عصام : محبوب ومراد وشاكر .............كما اننى رأيت روح المغامرة والرغبة فيها فى عين متكى
متكي : ( من مكانه ) انا سائق سيد عصام ......سائق ....( يشير بيده كأنه يمسك بالديركسيون ويدور يمينا ويسارا وكأنه يقود سيارة على طريقة الاطفال او طريقة البانتومايم ) شمال..... حاضر..... يمين ....حاضر...... ابطء .....حاضر .....اسرع ........حاضر .......ثم اننى لم يكن لي الحق فى التصويت اصلا......... انتم صوتتم وامرتمونى ....وانا طوع امركم
حسن : ( للجمهور ) ان رغبات العامة والاغلبية......... تحتاج الى معجزة ..........فلا سلطة تنفع.............. ولا ضحايا العامة الفقراء تشفع ...............وان لم يكتب الله لنا الخلاص.......... لهلكنا جميعا
شاكر : ( يقف متجها الى عصام ) لم اكن يوما ما طموحا لشيئ بعينه... او راغبا فى شيئ بعينه.... ولا يشغلنى الغد القريب ........انا اعيش يومى فقط ........يومى وكفى يا سيد عصام ( عصام يتركه وينصرف الى جوار الباقين وينظر شاكر الى حسن فيكمل ) أهذه محكمة ؟ فلتكن ........انا اريد ان تحاكمنى الان ..........لم احلم يوما ما ..........ولم اشغل بالى بمن مات ومن عاش........... لا يعنينى من غاب او من حضر ................او من صان او من غدر............. يومى اعيشه وكفى ................كامل اللذات والالم....... والغد بالنسبة لى مستحيل ...........الى ان يأتى ..........فكيف افكر فى المستحيل ؟
حسن : لماذا تشق على نفسك هكذا يا رجل ؟ ( ايقاع ثانية )
شاكر : اشق عليها كيف ؟
حسن : واى شقاء تجلبه لنفسك ............ان تخليت عن حلمك ....او لم يكن لك حلم اصلا
شاكر : وما فائدة الاحلام ان كانت لا تتحقق ؟ ( ايقاع ثانية ) وما فائدة الحرب من اجلها ان كنت لن تنتصر ؟ ( ايقاع ثانية ) وما فائدة الاهتمام بالناس ان كانوا غير عابئيين بك ؟ ( ايقاع ثانية )
حسن : لكنك لست وحدك في هذا العالم........ بدليل اننا أصدقاؤك
شاكر : انتم اصدقاء الطفولة .............لم يكن لي غيركم يوما ما ..................وقبلتمونى كما انا.............. كما انكم لا تذكروننى الا في المناسبات ..........وكأنكم تبخلون عليّ باتصال يسأل عنى......... ثم اى عالم تتحدث عنه .............ان ما رأيته في هذا العالم يجعلنى اسقطه من وجودى ........ودائرة ذاكرتى....... وحتى من ذكرياتى ..........عالم كذب ونفاق وانتهازية وخيانة ..............ثم احتيال عليك بانك غير مقصود بما حدث .............فيعتذرون فتقبل وتعود مرة اخرى الى رحابهم فتذوق الامرين ...........ولا هم يكفون ولا انت تمتنع
حسن : فلما صوتت اذن بنجدة النساء المستغيثات............. اللاتى خلقن من خيالكم......... ووافقت على تغيير مسار الرحلة ؟
شاكر : وما الفرق لديك في ان اصوت بنعم ........او اصوت بلا ..........كلكم اصدقائي..... ورأيت الرغبة لدى البعض فى الذهاب......... قلت فليكن ما يريدون .........لنذهب ....خوفا من ان يغضبوا منى .........ثم اجعلنى عارضتهم .........وقلت لا ........ما الذى كان سيحدث ؟ ...........ان رأيي لا قيمة له ..........ولم يكن يوما ما يشغل احدا .......او يهم احدا ........اصوت بنعم........ اصوت بلا......... انا رجل لا وزن لرأيه دائما .........ثم انه القدر............... ( ايقاع ثانية ) القدر فحسب ( ايقاع ثانية ) القدر ولا شيئا الا ( ايقاع ثانية )
حسن : كم عددنا يا شاكر ؟
شاكر : ( يعد على اصابعه ) ستة
حسن : وكم مننا صوت بنعم ؟
شاكر : ( يعد على اصابعه ) اربعة
حسن : وكم منا صوت بلا ورفض تغيير مسار الرحلة ؟
شاكر : اثنان
حسن : فلو انك صوتت معنا بلا ما الذى كان سيحدث حسبما اتفقنا قديما
شاكر : كانت النتيجة ستتعادل وننزل على رأى الاكبر سننا
حسن : وانا وانت وتوفيق نكبر عصام ومراد ومحبوب......... فهل كنا سنقف مثل هذا الموقف
شاكر : لا
حسن : فكيف تقول ان صوتك لا قيمة له يا رجل حرام عليك ؟
شاكر : ( مندهشا ) ها ..........كيف ؟ ... بلى ..صدقت... نعم صدقت
حسن : ثم انك الوحيد فينا ..........الذى نعلم عنه جميعا.......... انه يخجل من النساء ..........خاصة وانك مكثت اسبوعين بعد الدخلة......... حتى استطعت ان تقرب زوجك وهى حلالك ..........وكنت اعول عليك ان تقول لا......... كنت ستمنعنا من هذه المهلكة........... التى لا يعلم نهايتها الا الله لذا الومك مرتين
توفيق : ( وهو جالس ) وليته ينفع الندم ( ايقاع ثانية )
شاكر : معك حق لكنى خشيت ان اكون عائقا امام احدهم فى الاستمتاع بالسفارى
توفيق : تقصد ان تكون عائقا ضد هلاكنا ليتك فعلت يا رجل
( يقوم حسن من المنصة اثناء كلام توفيق وشاكر ويتغير الديكور ويعد الى التشكيلات الصحراوية التى كانت فى بداية المشهد ويضاء المسرح وقد قام الجميع يتحركون ببطء وتعب وقد اهلكهم الجوع والعطش وتصحب حركتهم الاستعراضية نوعا موسيقي ايقاعية لمدة ثلاث دقائق وكأنهم يبحثون عن شيئ ما او عابر ما وينزلون الى الجمهور اثناء ذلك ويعودون مرة اخرى بعد ما يجوبون حول الجمهور بحيث من نزل من يمين المسرح يصعد من اليسار وهكذا )
حسن : ( ينادى توفيق وقد جف حلقه فيقول هامسا ) توفيق
توفيق : ( بنفس الحالة والهمس ) نعم يا حسن
حسن : ماذا فعلت ؟
توفيق : ( يهز رأسه يمينا ويسارا دليل الفشل ) لا فائدة
حسن : ماذا ؟
توفيق : طوفنا مد البصر........ يمينا ويسارا ...........وشمالا وجنوبا ...........وشرقا وغربا .......لا اثر لانسان .....او زرع......... او دور
حسن : لما اين نحن ؟
توفيق : نحن فى حضن الربع الخالي من الناحية الشرقية
مراد :( يصرخ فيهم وقد بح صوته ) لا .......انا اكره الموت......... لا ...........لن اموت هنا ..........لا اريد ان اموت هنا..... ( فيحتضنه حسن وعصام والبقية يلتفون حولهم )
محبوب : هل اصبح خلاصنا مستحيلا ؟
توفيق : اى خلاص......... ونحن الذين اهلكنا انفسنا بانفسنا ؟
متكى : سامحكم الله يا سادة .........كنت عاشما ان ادفن مع ابى فى قبره
( ويبكى فيمسك به توفيق ويضمه الى صدره ويبدأون فى اداء استعراض الموت مع مصاحبة الاستعراض بمارش جنائزى حزين جدا يجسد مأساة الجميع وينتهى الاستعراض بسقوطهم تباعا على الارض وقد فاضت الاراواح واخر من يموت حسن وتتوقف الموسيقى بموته ويضا المسرح بالضوء الابيض وكأن النهار قد شقشق علي جثثهم ويدخل رجال الاسعاف والشرطة والجيش )
الطبيب : ( يفحص الجثث واحدة واحدة ثم يقول للضابط ) البقاء لله
الضابط : ( متحدثا في جهاز اللاسيلكى ) عثرنا عليهم لكن بعد فوات الوقت نعم يا سيدى هلكوا جميعا لم يبق منهم احد
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق