صدرت حديثا رواية "شبه دولة" للروائي والإعلامي محمد جراح التي يرصد فيها ما وصفه بعملية إفساد الإعلام التي بدأت مع مطلع السبعينيات لتصبح ممنهجة، وترصد تسلط أناس من غير ذوي الخبرة والكفاءة والموهبة على شأن الإعلام في شتى صوره.
والرواية،الصادرة عن دار وعد للنشر ، ترصد أيضا تلك الفترة التي تم فيها تهميش وإبعاد أصحاب الفكر والرأي لحساب من هم على استعداد لإراقة ماء وجوههم من أجل المنصب.
و قد جعل المؤلف الراوي الرئيسي في الرواية يعمل مذيعا وقارئا للأخبار وكان دائما على الحياد ،ؤ يرى الظلم ولا يتكلم، بل ويرتبط بعلاقات شائنة مع بعض الفاسدات ممن أشار هو إليهن ، ورغم ذلك يظن أن كفاءته ستكون مؤهله للترقي والتقدير فتذهب أحلامه سدى وهو ممزق بين عمله وبين ما يدور حوله وبين الفساد الذي يشارك فيه بشكل ما ، فلا يستيقظ من أحلامه وهو يرى تلاميذه قد صاروا رؤسائه ، وعندما يؤلمه أن احد العمال قد صار من الرؤساء عندما تنشر الصحف صورته يجد نفسه متلبسا بالسلام عليه ، ولما يقرر فعل شيء يجد أن أكثر من ثلاثة عقود قد مرت عليه وهو لم يغادر مكانه ، فيدخل على الوزير شاكيا لكن لسانه يعجز عن الكلام، فيستدير عائداً تلاحقه عاصفة من الضحك والسخرية من الوزير، فيهبط من ماسبيرو يسير مع النيل لا يدري كم من الزمن قد مر عليه حتى يجد نفسه وسط أعداد لا حصر لها يمتلئ بها ميدان التحرير، يلتحم بهم ويعود معهم إلى ماسبيرو لتحريره.
و محمد جراح روائي وإعلامي مصري يشغل وظيفة كبير مذيعي إذاعة الشباب والرياضة المصرية وهو عضو اتحاد كتاب مصر وقد صدر له من قبل ثلاث مجموعات قصصية هي (الشونة - الإيقونة- قراءة لرأس قديم ) وأربع روايات هي (العابدة -الذيل -تى -صوب مياه دافئة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق