الشاعر سعد عبد الرحمن
من سعيد شحاته
في 24 فبراير، 2012 في 09:28 مساءً ·
الحمل ثقيل بالفعل وإعادة هيكلة المنظومة الثقافية كان بمثابة الأمل ونافذة (الخروج إلى المطلق) الذى نحلم به، ولكن العراقيل التى توضع فى منتصف الطريق تثقل الكواهل وتضعضع العظام وتجمد الدماء فى العروق،،، حلمنا كثيرا بإعادة الهيكلة بالشكل الذى يجعلنا أقرب إلى هدفنا وبالأسلوب الذى يضع سن الرمح فى دائرة النشان، كنا نحلم بأن يصبح سرب الأدباء والمثقفين والفنانين -الذين تعاقدت معهم الهيئة وما زالت تتعاقد معهم بحجة تطوير الأداء وتوجيه الدفة- فى مقدمة الصفوف وبيمينه راية المبادرة للوصول إلى المبتغى الذى نحلم به فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ بلد أصابها الشلل وقضى عليها الكساح ووصل بها جهل النظام الذى خرجنا للقضاء عليه إلى هذا الحد من اللا شيء
حلمنا كثيرا وبعد أن قامت الثورة حلمنا أكثر وسعينا للحاق بتلابيب هذه الأحلام، وشعرنا بأننا الفاتحون الجدد، ولكن صدمة الواقع وما يحدث الآن يجعلنا نقف لنتأمل الأمر وأعيننا تبحث فى اللا نهائى على اللا منتهى
أشعر أن الثورة قد وصلت إلى هيئة قصور الثقافة وأشعر أن هيئة قصور الثقافة لم تسع للوصول إلى الثورة بأى حال من الأحوال، حيث تمكن المجهضون من القضاء على ما كنا نسعى إليه قبل أن نبلغه، لذا قررت أن أقف على أعتابكم فى هذه المرة وأنا أحمل الراية البيضاء، دون أن أحنى جبهتى لأحد ودون أن أتخلى عن فرد واحد من أفراد الخلية، أتقدم إليكم وكلى أمل فى أن تنظروا إلى كتيبة الأدباء الذين يرفعون أصوات الاستغاثة من كل شبر كتب على لافتته (هنا الثقافة الجماهيرية مصر) أتقدم إليكم وأعلم جيدا أن ثقل الحمل يحتاج إلى التكاتف، والتكاتف يحتاج إلى المحبة، والمحبة تحتاج إلى القلوب الرحيمة، والقلوب الرحيمة يجب أن تتميز بالعدل وعدم المجاملة وألا تحابى وترفع من قدر من لا قدر له على حساب من لا يمكن للذهب أن يضاهى قدره، هذا ما يحدث بالفعل، فتهميش الأدباء الآن وإغراقهم فى أعباء الأعمال الإدارية والبحث عن أخطائهم غير المقصودة بالفعل هو القتل بعينه، الهيئة لم تتعاقد مع هذه الكائنات الملائكية لهذا الغرض وأنت تعلم ذلك جيدا، فالهيئة تعاقدت معهم للنهوض بها وللوصول إلى أغوار الشارع المصرى الذى أصبح فى أمس الحاجة إلى كلمة صادقة من جهة حياد لا علاقة لها بأطراف الصراع وليست لها أى أغراض أو مكاسب سوى تقديم المنتج الروحانى الذى يرتقى بكل ذرة من ذرات الشارع المصرى،،،، لذا أرجو منكم أن تتركونا نتعامل مع هذا المكان باعتباره جنة نسعى للإضافة إليها لا للانتقاص من شأنها، أتقدم إليكم ليعلم القادة الذين جاءوا ليضعونا حملا ثقيلا على قلوبهم أن هذه الهيئة أنشئت من أجل من تجربون قتلهم بكافة الوسائل القذرة وأهمها البحث عن أخطائهم لتقديم أوراق التهميش اللازمة لذبحهم وعدم الاعتراف بهم، أتحدث إليكم ليعلم النبلاء أنهم غايتنا وقدوتنا وليعلم الذين جاءوا ظانين أنهم الأباطرة الجدد أنك تنتمى إلينا أولا وأخيرا لا إليهم، أتحدث إليك لأننى عرفتك جيدا لذا فضلت أن أذكرك أنك سعد عبد الرحمن الشاعر وأن هذه هى الثقافة الجماهيرية (بتاعتنا) نحن (الأديب، الرسام، الموسيقى، الفنان .....) ولو كره الحاقدون المدّعون الذين غرتهم المناصب الزائفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق