على مسرح قصر ثقافة الفيوم قدمت فرقة الفيوم القومية عرض مسرحى منمنات تاريخية تأليف سعد الله ونوس واعداد واشعار محمود عبد المعطى ومن اخراج احمد البنهاوى العرض يقف بنهايته على بداية اللحظة الراهنة والالتفاف حول الكرسى لحكم مصر او تونس او اى كرسى كان فى اى وقت وفى اى زمن ويضع كل الصراعات الدائرة فى نقطة الضوء كى ينتبه لها كل من يشاهد ويتأمل بشكل كبير
مقدمة لابد منها قبل الدخول الى جو النص المسرحى او على الارجح العرض الذى تناغم بشكل كبير فى سيمفونية عزف منفردة تقدم بكل الاهتمام اجمل ماتم وتناغمت كل أليات العرض من ديكور وملابس وموسيقى واداء الممثلين الذى كان له دورا كبيرا فى توصيل المعنى المراد منه ومن وراء عنوانه وتفسير معنى الكلمة منمنمات فهى مرة تكون نميمة ومرة اخرى تكون حكى لقصة بسيطة من التاريخ الماضى كى تقوم بعمل مشاهدة ومقارنه بين ماحدث ومايحدث الان وماسوف يحدث استغل المخرج كل أليات المسرح لتوصيل فكرته وفكرة العرض نفسه وقد لجأ الى الاسلوب السينمائى بما فيه من مونتاج ليصل الاحداث بعضها ببعض وجعل الجوقه او الكومبارس يمثلوا دائما عامة الشعب متصلين بالاحداث وحتى بين الفواصل او بين المنمنمات كان يقوم بوصلها باسلوب سهل وبسيط واعتمد ايضا على اسلوب بريخت فى كسر الحاجز مابين الممثل وبين الجمهور وكثيرا جدا ماكنت اشعر اننى داخل العرض انا المشاهد الذى لا املك سوى عينى كى يجعلنى افكر واعيش مايحدث وقد وضح هذا من تأثير الجمهور فى كل مشهد والاحداث كانت تتلاحق بشكل عجيب حتى انك لاتشعر بمضى الوقت لانك تتابع الاحداث وتبحث عن الحل او ماسوف يقدمه المخرج او المؤلف وليس غريب ان يحدث هذا هنا او هناك فأن العرض عربى واحداثه عربية وكلماحدث من التفاف حول السلطة لازال يحدث ومستمر يخرج لنا تنبؤات لما سوف يكون وماهو حادث بالفعل
الروح المسرحية داخل النص تتحدث بكل بساطة لتجعلك تشعر فى اغلب الاحوال انك امام نص شعرى متجسد بكل ابعاده وكل متعته ديكور العرض بسيط جدا ومستغل بشكل هايل فهو متحرك يصلح لكل المشاهد ويجعلك لاتشعر بفواصل تغيير الديكور هو متحرك لكى يبقى المتفرج فى تواصل مستمر وملابس العرض موفقة جدا فجاءت على شكل حروف يرتديها الممثلون كى تعطى لك دلالة ان التاريخ هو الذى يحدثك ويحكى لك وينقل ويستمر فى الحكى عنك اما الموسيقى والاغانى فهى بحق رائعة تفوق الملحن ايهاب حمدى على نفسه وقدم موسيقى متميزة جدا واداء متميز للاغانى الذى كتبها محمود عبد المعطى بنفس روح النص ولم تجىء غريبة عنه فهو نسيج واحد يعزف لنا الجمال فى قالب مسرحى بديع وقد جاءت لغة النص نفسه لغة متميزة فهى مرة بالفصحى كى ومرة بالعامية ومرة ثالثة مختلطة مابين بين وهذا ايضا من جمال النص فالعامة كانوا يتحدثوا ببساطة شديدة بعيدا عن كل تعقيدات اللغة الذى كانوا يتبنوها الصفوة كى يضع بين يدينا الفارق مابين الكلام من القلب ودون مواربه او خوف والكلام بدقة وحرص كى يكون كلام له اكثر من معنى كل هذا الجمال واكثر قد زانه اداء الممثلين الرائع ونجح به وبكل الادوات المسرحية المخر3 المتميز احمد البنهاوى اهنىء كل اصدقائى بالعرض على تميزهم دمتم بكل حب وابداع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق