الجمعة، أكتوبر 08، 2010

محمد علاء الدين يكتب : نوبل والشعراء العرب





منذ فترة طويلة وأنا أتسائل لماذا لم ينل شاعر عربي جائزة نوبل حتى الأن , وأنا هنا لا أتحدث عن أدونيس فحسب , بل أتحدث عن كل الشعراء العرب , لماذا لم يفز شاعر عربي واحد بهذه الجائزة , هل لأنهم أقل تجديداً في الشعر , أم لأنهم أقل أنسانية , أم لأن قدرات الشعراء العرب الفنية والأبداعية أقل من قدرات نظرائهم في العالم أجمع .

في البداية يجب أن أقول أن الأنسان واحد , وأن متطلباته واحده , فهو يبحث دائماً عن الحرية والأمان , يبحث عن الغذاء , يبحث عن حقه في الأيمان بكل ماهو صادق وحقيقي , لكن النظريات المختلفة التي حاولت أن تفهم الأنسان جعلت منه أجناساً مختلفه , تلك النظرة الشيفونية للأمور , هي التي جعلت جائزة نوبل تذهب في بعض الأحيان الى كل من يؤمن بالنظرية الغربية للأنسان , فليس من حق الشعراء العرب أن يقاوموا الأحتلال بكل قطرة حبر , كما يقاومه أبناء الأراضي المحتلة بكل قطرة دم , ليس من حقهم ان يقاوموا التبعية الثقافية والسياسية والأقتصادية للغرب , ليس من حقهم أن يقولوا لا في وجه أسرائيل , ثم يطالبوا بعد ذلك بالحصول على جائزة نوبل .

أما القضية الثانية التي يجب الحديث عنها هي قضية التجديد في الشعر , قد يقول البعض أن التجديد في الشعر العربي جاء نتيجه للتجديد في الشعر الغربي , قد يكون هذا صحيح , ولكن هل كتب العرب الشعر الحر مثلا ً كما كان يكتب في الغرب , أستطيع أن أجيب بثقةٍ تامة لا , حتى قصيدة النثر العربية تختلف تماماً عن قصيدة النثر الغربية ( بغض النظر عن الأشكاليات المطروحة الآن بخصوص قصيدة النثر العربية ) ما أريد ان أقوله أن العرب لم يجددوا في الشكل , لكن هذا لا ينفي أن هناك بعض الشعراء العرب الذين أستطاعوا ان يجددوا في المضمون , وأعتقد أن النقاد يمكنهم أن يستخرجوا مدارس شعرية ( أن جاز التعبير ) لها خصائصها المميزة كالواقعية السحرية مثلا ً في الرواية والقصة من كتابات هؤلاء الشعراء , وهنا يجب أن أتسائل هل العيب في الشعراء أم في النقاد , أم في بعض الشعراء وبعض النقاد , أم في بعض المترجمين الذين لا يترجمون أعمالاً شعرية مهمة جداً لأن كتابها غير معروفين بالقدر الكافي .

أما القضية الثالثة التي يجب الحديث عنها هي قضية الشعراء العرب ومكانتهم الأبداعية بالنسبة لنظرائهم في العالم أجمع , أعتقد أن الشعراء العرب لا يقلون في القدرات الفنية والأبداعية وحتى في العمق الأنساني داخل قصائدهم عن نظرائهم في الغرب , لكن الجائزة لم ترد أن ترى امام عينيها محمود درويش وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل على سبيل المثال لا الحصر , والأن لا تريد أن ترى أمام عينيها الكثير من الشعراء العرب , أما بالنسبة لأدونيس فأعتقد أنه لن ينال الجائزة بسهولة وذلك لعدة أسباب الأول يتمثل في حالة العداء المنتشرة الأن في الغرب تجاه العرب والمسلمين والثاني أن الشعوب العربية أنفسها لن تقبل حصوله على الجائزة بسبب تصريحاته المتعلقة بالثقافة العربية والأسلامية

في النهاية يجب أن أقول أن هذه الجائزة لاتريد ان ترى مالاتريده الأن لكنها في يوم من الأيام قد تصبح عمياء تماماً , وفي هذه الحالة سوف تفقد قيمتها الأدبية والعالمية الى الأبد .
الشاعر محمد علاء احد اهم الوجه الشابة التي استطاعت ان ترسخ اقدامها علي طريق الشعر في الاونة الاخيرة
وهو عضو منتسب بنادي ادب الفيوم ومن المنشغلين بقضية الكتابة الجديدة وقصيدة النثر وله اراء جادة في هذه التجربة الشعرية

ليست هناك تعليقات: