‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياحة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياحة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، ديسمبر 12، 2014

«تونس» من قرية مغمورة إلى قبلة لصناعة الخزف





المصري اليوم
كتب  / محمد فرغلي 
فى أحضان الطبيعة الخلابة تقع تونس، إحدى قرى مركز يوسف الصديق بالفيوم، أعلى هضبة مرتفعة تنحدر تربتها المليئة بأشجار الزيتون على شكل مدرجات مستطيلة، حتى تستوى مع سطح مياه بحيرة قارون، لترسم لوحة فنية اكتملت فيها عناصر الطبيعة من خضرة ومياه ورمال صحراوية ومناظر بديعة تخطف أنظار زائريها.
وتحولت قرية تونس التى كانت مغمورة إلى قبلة لصناعة الخزف ومقصد سياحى، بعدما جابت منتجاتها الخزفية دول أوروبا، ومثلت مصر فى معارض دولية، فلم ينتظر أبناؤها الوظيفة الحكومية، واتجهوا إلى تعلم فن صناعة الخزف وإحياء هذا التراث المصرى الأصيل، ورسموا بأناملهم أشكاله وألوانه من الطبيعة حولهم، فكان لجودته أن أوفد الاتحاد الأوروبى إليها لجنة لتنفيذ مشروع «سويسرا الشرق فى مصر»، لإنشاء أكبر مشروع سياحى بالقرية على مساحة 5 آلاف فدان، بمشاركة وزارة الإسكان، لصناعة الخزف والحجر الفرعونى.
فى مدخل القرية تنتشر لافتات «البورتريهات» المكتوبة باللغة الإنجليزية، المعلقة أمام ورش صناعة الخزف «بورتريه عبدالستار» «بورتريه راوية » وغيرهما من لافتات الدعاية للمعارض الصغيرة التى أقامها العشرات من أبناء القرية الماهرون فى صنعتهم.
وفى الناحية الغربية، تقع المدرسة الأم التى أنشأتها سيدة سويسرية تدعى «إفللين»، أو «أم أنجلو» كما تحب أن يناديها أبناء القرية، فيها تعلم فن الصناعة جيلان من الشباب استقلوا بعد ذلك وأنشأوا ورشا خاصة بهم، تنتج أجود أنواع الخزف الذى أصبح علامة يقتنيها كل عاشق لهذا الفن من الأوروبيين، فلم يقتصر نجاح أبناء القرية على إنتاج الخزف فقط بل والترويج له بالمشاركة فى معارض عالمية بدول أوروبا، فساهمت هذه الصناعة فى الترويج السياحى للقرية، وأصبحت أحد أهم المعالم التى يضعها سائحون أوروبيون على أجندتهم السياحية عند زيارتهم مصر.
على دولاب خشبى أمام ورشة تصنيع صغيرة، يقوم عبدالستار عبدالسميع، أحد أوائل خريجى مدرسة «إفللين» بتشكيل جسم المنتج من الطين المخمر، يدور بين يديه، وأنامله ترسم منه الأطباق والكاسات، وأشكال حيوانات وحُلى لزينة المنازل، وكل أنواع الخزف، التى يعرضها بعد ذلك داخل معرضه، الذى تشير إليه لافتة مكتوبة باللغة الإنجليزية.
يقول عبد الستار: «بدأت أتعلم فن صناعة الخزف، وأنا فى الثامنة من العمر كنت وقتها ألعب مع أنجلو وماريا أولاد إفللين، وبدأت مهارتى تنمو مع الوقت حتى تمكنت من عمل ورشة صغيرة خاصة بى لإنتاج الخزف وأشارك به فى معارض دولية»، مؤكداً أنه يجيد اللغة الإنجليزية رغم خروجه من المرحلة الابتدائية، ما يساعده بشكل كبير فى التعامل مع السياح لتسويق منتجاته.
ويؤكد المهندس حسن جودة، أحد أبناء عزبة الأبعدية الملاصقة للقرية، أن الشاعر عبدالرحمن الأبنودى اكتشف القرية بالمصادفة عندما كان يشارك فى أمسية شعرية، وبصحبته الشاعر سيد حجاب وزوجته السويسرية «إفللين»، التى عشقت العيش فيها منذ زيارتها عام 1963، وبعد انفصالها عن زوجها سافرت إلى بلدها سويسرا، وعادت إلى القرية فى عام 1975 تنتوى البقاء بين أهلها البسطاء، وأسست مدرسة لتعليم فنون صناعة الخزف والفخار.
وتحلم «إفللين»، خريجة الفنون التطبيقية السويسرية، أن تصل بأبناء قرية تونس إلى العالمية.
وتحولت قرية تونس مع مرور الوقت إلى مقصد سياحى يزوره سياح من سويسرا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا ودول أخرى من هواة اقتناء المنتجات الخزفية.