يموت منا واحد سنذهب إلى الحرية ... يموت منا اثنان ؛ سنمر نجمع قطرات الدماء بأهدابنا ، وندلف إلى الحرية ...
يموت ثلاثة
نحن بلا حقائب ،نغني الأهازيج ،
و نتوجه كإعصار إلى الحرية ...
يموت عشرة ،
نصلب اليأس في الطرقات ،
ونفتح في الجدر العازلة
ممرا نرسل منه أحلامنا
إلى الحرية ...
يموت جيل كامل
ذلك لا يساوي الزهرة التي تنبت
من الدم ؛
إن شوكها الذي يفقأ التاريخ
حول وزارة الداخلية
يجعل اليد الواهنة كنظرة من يرضع الخواء
تجر الأمل خلفها كقاطرة ،
وتمضي بنا أو بأشلائنا
إلى الحرية ...
يموت منا شارع ،
سوف نعبر الحياة من كوة لا تكفي لإله،
لنبني البيوت التي حصدتها الحرائق ،
و العصافير التي أحترقت ،
وظلت عالقة بالهواء ،
بمجرد أن ندفنها في قلوبنا ،
سترفرف ، وتحط على الأشجار التي
في عيوننا ،
عندئذ سنكون ذاهبين إلى الحرية ...
نخسر ميدانا ،
وتنهض مدن ضد هتافاتنا ،
وتتخلى عنا أنظمة ،
ويشوهوننا عبر الـ ' توك شو'
تلك إذن المصابيح الكابية التي بدونها ،
لا يمكن الوصول إلى الحرية ...
نصنع - بعد الخيام التي أحرقت ،
خياما من الجلد ،
وأوتادا من العظم ،
وأربطة من الصوت المبحوح ،
يكون مصيرنا العراء،
و مستقبلنا يتدلى متشبثا بآخر يابسة
في المجرة ،
وأحلامنا بين مدرعة من هنا
وبلطجية من هناك ،
هذا هو الشيء الذي يجعلنا لا ننكسر ،
و يمنحنا كلمة المرور إلى الحرية...
نمشى على الدم ،
نتحطم كالزجاج المتشظي ،
نتناطح كاحتراق الغابات ،
هذه هي طبيعة أحوال
السائرين إلى الحرية ...
معنا كل شيء
الإبر لخياطة الذاكرة ،
الضمادات لمواساة العصافير ،
الأكفان مضت قبلنا ،
وسبقتنا إلى الحرية ...
نتخندق في الميادين الغائمة ،
نرتوي من العرق المملح ،
و نحيا على كسرة خبز ،
ومصباح ضيق .
نشدو وشفاهنا مكسورة
كفازة أثرية تنكفئ
على درج
وحيد :
' يموت منا واحد
سنذهب إلى الحرية ...
يموت منا
اثنان
سنذهب بأقدامنا المبتورة ،
بما يشبه الخطوات المبحوحة ،
إلى الحرية ... '
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق