وزير الثقافة :
المصريون بحاجة لثورة داخلية ضد الفوضى
محيط
السبت: 10 ديسمبر 2011 , الساعة 2:23 مساء
أكد وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد أن الوعي الثقافي ، واعلاء قيمة الابداع والابتكار أمر متشعب يرتبط بالمجتمع ككل ، وبالأفراد والمؤسسات معا ، وأنه من الصعب أن يتحمل شخص بعينه تبعات التأخر الثقافي لدى الشعوب ، وأن الشعب المصري يحتاج إلى ثورة داخلية على الأخلاق السلبية والسلوكيات المتسببة في الفوضى وحالة الانفلات الأخلاقي .
وعما تمر به مصر أوضح أن هناك جانبين ، الأول ايجابي والآخر سلبي ، والأمور الايجابية تتمثل في ثورة المجتمع المكبوت والمقموع ، أو كما كانوا يقولون "المغلوب على أمره" طوال ثلاثين عامًا مضت هي فترة حكم الرئيس السابق مبارك ، لقد ثاروا بعدما كانوا لا يستطيعون التحدث وبعد خوف وقهر واستبداد الا أن ارادة الله جعلت هذا الشعب ينتفض ويتحرك ويتفاعل من أجل الرغبة في التنفس والعيش الكريم والاحساس بالأمان بدلاً من الخوف الداخلي ، وبالازدهار والنمو الاقتصادي بدلا من الفقر والاحتكار .
اما الجوانب السلبية فتتمثل في المطالب الفئوية التي لا تتمهل ، وفي حالة الفوضى الأخلاقية للأسف ، والتي أرى أنها تحتاج من الشعب الى ثورة داخلية لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وعلينا أن نعلم جيدًا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
واعتبر أن الايجابيات والسلبيات لا يتوازيان مع بعضهما ، وهو ما تسبب في حالة الخلل ، والاضطراب الحالي ، وهو ما نسميه في علم النفس حالة من الفقدان الموقت في الاتزان الوجداني الجمعي ، ولكي يعود هذا المجتمع متزنًا مرة أخرى فلابد من الحوار والتشاور ، والتركيز على النظرة المستقبلية ، بعيدًا عن الماضي ، وعن المصالح الشخصية، فالكثير من القوى تسعى لاقتسام غنائم الثورة، والاستيلاء على السلطة.
وأشار فى حديث لصحيفة " السياسة " الى أن الفترة منذ قيام ثورة 25 يناير حتى الآن قصيرة جدًا ، لم تتجاوز العشرة أشهر ، ومن الصعب أن نصدر حكمًا على حركة الترجمة أو الكتب والمؤلفات فيها ، ومن الطبيعى فى اى ثورة أن يقل الابداع والتطور ، والأمر يحتاج الى وقت حتى تعود تلك الحركات لسابق عهدها ، وتنضج أكثر مما كانت.
ووصف الدكتور شاكر عبد الحميد المجلس الأعلى للثقافة بانه مجمعً لعقول الأمة في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، وهو يضع الخطط والبرامج لتطوير المجتمع ثقافيًا، واكتشاف المواهب والمبدعين ، وبث روح الاتحاد والتعاون والديمقراطية ، واعلاء ملكات الابداع والتذوق الجمالي ، مطالبا بانشاء ، ومد جسور الثقافة بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والاعلامية .
وأشار الوزير إلى أننا نمتلك شبكة من القنوات المتخصصة "شبكة النيل" الا أنها واحدة فقط بين أربعين قناة هي التي تهتم بالثقافة ، فلا توجد بالتلفزيون أي خطط للاهتمام بتقديم الوعي الثقافي المناسب في الشكل والأسلوب ولا يوجد تشجيع ثقافي حقيقي للشباب من أجل تنمية ابداعاتهم ، في الوقت الذي لا يحظى المبدعون والمبتكرون أنفسهم بالدعم والاهتمام اللازم لاستمرارهم ، أو بالتكريم المناسب والمكانة اللائقة ، على العكس تمامًا من لاعبي الكرة والممثلين والمغنيين ممن يحصدون الجوائز والملايين ، ويحظون بالشهرة والتغطية الاعلامية المكثفة لذلك فمن الضروري أن تكون هناك وزارة للشباب ، يتولاها أحد أبناء هذا الجيل وتعمل على نشر الوعي والتثقيف وترعى الأنشطة التي تزيد من وعيهم وثقافتهم ، فالثقافة لا تعني فقط الأدب أو الفن التشكيلي ، الثقافة ترتبط بالكثير من مناحي الحياة .
وشدد على أن الثقافة هي أسلوب حياة يتسم بالرقي والتهذيب ، وهذا الأسلوب يرتقي بنا، ويعمق من مشاعرنا وأفكارنا ، ويدفعنا نحو الأفضل ، ويستمد الانسان ثقافته ويكتسبها من القراءة ، والفن التشكيلي ، والشعبي ، ومن السينما ومن البيئة التي ينشأ فيها ، والتي يتواصل معها عن طريق وسائل الاتصال الحديثة ، والثقافة هي التي تهذب أخلاقنا ، وتجعلنا نرتقي في تعاملاتنا مع كل الفئات العمرية المختلفة، كما أنها تمنح الانسان القدرة على الابتكار والابداع، فالقراءة لا تكون لمجرد جمع المعلومات فقط، وانما للاستفادة من المعلومات المجموعة، والبناء عليها.
وعن تراجع دور المسرح في نشر الوعي المجتمعي ، واحجام الجماهير عنه ، قال وزير الثقافة إنه توجد أسباب داخلية متمثلة في قلة الامكانيات فالانتاج المسرحي يحتاج إلى مبالغ كبيرة وطائلة ، والمسارح تحتاج إلى نفقات لتطوير أجهزتها وأدواتها ، ومن الصعب توفير هذه الأموال ، كما أن المسرح عانى خلال السنوات الأخيرة من عدم وجود مؤلفين مسرحيين كبار كما كان في الماضي ، من أمثال توفيق الحكيم، ومحمود دياب، وأبو العلا السلاموني ، بالاضافة إلى التطور الرهيب في مجال الميديا ، والمتمثل في السينما ، والتلفزيون ، والانترنت فالناس تذهب الى هذه الوسائل أكثر مما تفكر في المسرح.
وأشار وزير الثقافة المصرى الدكتور شاكر عبد الحميدالى أن هناك تقدما في الوعي الثقافي ، وخاصة في دولة الكويت التي أصدرت سلسلة "عالم المعرفة" التي توزع في أنحاء الوطن العربي كافة ، كما يوجد فيها مجلس وطني للثقافة والفنون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق