الدوحة - رويترز
تستضيف العاصمة القطرية المؤتمر الدولي "العرب بين البحر والصحراء" الذي يناقش آثار الرحالة العرب والمسلمين بمشاركة 85 باحثاً من العرب والأجانب المهتمين بأدب الرحلة العربية خلال ألف عام.
ويشارك في المؤتمر باحثون من الهند وإيران وتركيا وماليزيا وإندونيسيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وألمانيا وجنوب إفريقيا وكينيا والصين وأعلن منظمو المؤتمر أن مترجمي الرحالة العربي الأشهر ابن بطوطة الذي ترجمت رحلاته لأكثر من 50 لغة آخرها الصينية يجتمعون في المؤتمر "لأول مرة" لتقديم شهادات حول تجاربهم في نقل الرحلة إلى لغاتهم.
وعرض في الافتتاح الفيلم التسجيلي "على خطى ابن بطوطة" لتيموثي ماكنتوش وهو من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
يعقد المؤتمر بالتعاون بين "الحي الثقافي" في الدوحة و"المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق" الذي يرعاه الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي.
وقالت الشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي في حفل الافتتاح إن الرحلات التي قام بها عرب ومسلمون هي صوت الثقافة العربية لدى الغرب بل إنها "تكاد تكون المصدر الوحيد لمعرفة تاريخ وعادت بعض الشعوب ولاسيما في روسيا والدول الاسكندنافية" في إشارة إلى رحلتي أحمد بن فضلان وأبي دلف المسعري.
وناشدت وزارة الثقافة القطرية أن تترجم ثمار "هذا المؤتمر النادر من نوعه" والذي أصدر نحو 200 كتاب كان بعضها مجهولا.
وشددت الجيوسي وهي مؤسسة مركز "شرق غرب" في الولايات المتحدة على أن أدب الرحلة إنجاز حضاري يكشف "الوجه المشرق" للعرب والمسلمين بدلا من الصورة التي قالت إن بعض المستشرقين في السابق وبعض المثقفين في الغرب حاليا يحاولون ترسيخها عن العرب والمسلمين.
وقال الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على المركز إن الرحلة جسر للتفاعل الثقافي وإن هذا المؤتمر "يرى في الثقافة قيمة في عصر سقط في فخ الاستهلاك ويراهن على التواصل الحضاري بين الأمم والهويات ويأمل في إنسانية الآخر بديلاً عن الانغلاق". ونبه إلى أن ابن بطوطة أصبح سفيرا ثقافيا إذ "تحول إلى أيقونة عالمية فريدة ولا مثيل لها" بفضل رحلاته التي جعلته رائدا في مجال الرحلة.
وشدد الجراح على "أهمية الفضاء الشرقي بوصفه أفقا طالما بلغه الرحالة العرب والمسلمون وعبروا عن عالميتهم من خلاله وهذا المؤتمر فضاء مفتوح للثقافة العربية للتعبير عن ذاتها بكفاءة وندية في حوارها مع العالم شرقا وغربا". وحث على أهمية ترجمة الرحلات العربية وبخاصة الى اللغات الآسيوية نظراً لوجود "عوامل ثقافية وحضارية مشتركة "بينهم وبين العرب" لكي يتمكنوا من تجاوز جدران العزلة فيما بينهم عن طريق الرحلة التي تعد جسراً بين الثقافات".
وقال إن المؤتمر القادم 2011 سيعقد في مدينة شرقية غير عربية "ربما اسطنبول أو كوالا لامبور أو أصفهان هناك اتصالات مع رموز في النخبة الشرقية ليس في مقابل الغربية ولكن من باب خلق تكتل يجمع القوة الشرقية تحت راية الثقافة".
وتناول وزير الثقافة المغربي الأسبق محمد الأشعري دور ابن بطوطة وقيمته الحضارية وكيف أن جهداً فردياً لرجل مثله أصبح له هذا الصدى العالمي بعد أن كرس إمكاناته وحياته لأدب الرحلة. وحث على مزيد من الاهتمام بأدب الرحلة تحقيقا ودراسة "حتى يصبح لهذا الأدب الخطير كيان متكامل".
وقال وزير الثقافة الإيراني الأسبق سيد عطاء الله مهاجراني إن للرحلة أكثر من مستوى منها الرحلة الجغرافية والرحلة في الذات والرحلة في اللغة ضاربا المثل بآلة الجيتار الموسيقية موضحا أن اسمها في اللغة الفارسية "السيتار" ثم انتقلت الى لغات أخرى وعادت إلى العالم العربي باسم "الجيتار".
ويسلط المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام الضوء على مضيق هرمز والشواطئ العربية والآسيوية والإفريقية والرحلات عبرها والغزوات البرتغالية والهولندية والبريطانية للمنطقة وانعكاس الوجود العثماني في نصوص السفر ودور العرب في تاريخ العلوم البحرية والفلكية وريادتهم في التأسيس لعلم الجغرافيا ولأدب الرحلة ودور رحلات الحج في نقل العلوم والمعارف والأفكار الجديدة إضافة الى تناول العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين العرب وكل من الصين والهند وفارس وتركيا وإفريقيا وأوروبا.
ومن محاور المؤتمر "التواصل التجاري والدبلوماسي والثقافي بين العرب والشرق الأقصى من خلال نصوص الجغرافيين والرحالة والتجار والعلماء القدامى والمحدثين"، و"نظرة العرب إلى أوروبا وانطباعات النخب العربية المثقفة عن أوروبا من خلال نصوص المندوبين والعلماء والرحالة وأدباء الشرق إلى الغرب" و"تأملات ونظرات وأفكار في ملامح ومعالم القارة الأمريكية من خلال الرحالة والمندوبين والمغامرين العرب مشرقا ومغربا" و"البحرية العربية وعلاقتها بالبحريات التجارية والعسكرية الأوروبية والآسيوية" و"أوروبا في الخيال الجمعي للرحالة العرب".
lموقع العربية نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق