سيد البحراوي |
عمار علي حسن |
محيط – سميرة سليمان
شهدت نقابة الصحفيين الأسبوع الماضي الجلسة التحضيرية الثانية لمؤتمر المثقفين المستقلين والذي يعقد بالتوازي مع المؤتمر الرسمي الذي أعلنه وزير الثقافة نهاية العام، وركز المجتمعون على ضرورة إنقاذ وضع الثقافة المتردي وسد الهوة بين المثقف والجماهير وكسر عزلة هذا الشعب ومبدعيه.
عمار علي حسن الباحث السياسي والكاتب أشار إلى أن الإجتماع خلص إلى أن الإصلاح الثقافي لا يتطلب فقط عقد مؤتمر مواز للمؤتمر الذي يعتزم وزير الثقافة تنظيمه، ولكنه يمتد للبحث عن بدائل للمسارات الثقافية المطروحة من قبل السلطة، بدائل تنحاز إلى الناس والمستقبل، وهذه البدائل لكي تكون ناجعة علينا أولا تشخيص الداء .
يواصل عضو اللجنة التحضيرية حديثه لـ"محيط" قائلا أن المثقفين دورهم وضع علاج لهذه الحالة ، لا تستهدف تبصير وزير الثقافة بالواقع؛ فهو يعرف الحق من الباطل ولكنه يركن إلى تنفيذ تصور معين يخدم السلطة، لكن الهدف سد الفجوة بين المثقف والشعب.
يضيف حسن : نريد العودة لزمن كان الناس يعولون على المثقفين كمشاعل للتنوير وقادة للرأي وحراس على المصلحة الوطنية أكثر فهما للواقع وقدرة على رؤية المستقبل، لكن هذه الرؤية جُرحت في العقود الأخيرة حين رضي أغلب المثقفين أن يتحولوا إلى أبواق في يد السلطة لذلك يحاول المستقلون أن يعيدوا الثقة إلى الجمهور من جديد في منتجي الثقافة المصرية.
والإصلاح الثقافي برأي الكاتب يتم في أكثر من مسار؛ فبداية يجب أن نتعامل مع الثقافة بما يقتضيه تعريفها الواسع بمعنى أنها أساليب الحياة وطرائق العيش وليس فقط إنتاج الكتب وعقد المؤتمرات والندوات، والتعامل معها أيضا باعتبارها مسار لانتاج منظومة قيم متماسكة تعبر عن ثقافة شعب في ظرف تاريخي محدد.
كما يجب أن نتعامل مع الثقافة باعتبارها أحد ركائز القوة الناعمة للأمة المصرية لمحو الأمية الثقافية ورعاية الموهوبين في كافة المجالات، فالحرص على تشجيع القامات الفكرية فرض عين على الدولة ولا فكاك في ذلك.
مضيفا : لو تعاملنا مع الثقافة من هذه الزوايا سنضع أيدينا على الوسيلة المثلى للإصلاح الثقافي، أما النظر للثقافة باعتبارها وسيلة لتبرير سلوك السلطة والنظر للمثقفين باعتبارهم أدوات في يد الحاكم يستخدمها في الخداع والتمويه والتلاعب بالجماهير هو الخنجر المسموم الذي تطعن به الثقافة المصرية في الوقت الحالي، ولا إصلاح إلا بغياب هذا التصور والخروج عليه
30 مليون مبدع
من جهته قال دكتور سيد بحراوي أستاذ الأدب العربي وعضو اللجنة التحضيرية لـ"محيط" : الثقافة موقف من الحياة مع القدرة على تجديدها، فكل إبداع هو ثقافة، وليس كما يراه التاريخ الحديث الذي يتعامل مع المثقف باعتباره مجموعة مرتبطة بالأجهزة الرسمية للدولة، حتى أن الوزير فاروق حسني في احدى حواراته السابقة حدد المثقفين بأنهم 643 فقط هم أعضاء المجلس الأعلى للثقافة وهو مفهوم ضيق ومغلوط.
وأضاف أن ورش العمل تضم المثقفين بالمفهوم الواسع للكلمة الذي يأخذ في الإعتبار كافة التخصصات، ولا يركز على النخب ولا مثقفي العاصمة بل يفتح الباب للجميع .
كما أشار البحراوي إلى أن المؤتمر كان هدفا في ذاته، ثم تحول ليصبح وسيلة من أجل تحقيق هدفا أوسع وهو تشكيل حالة ثقافية مصرية مختلفة عما هو سائد الآن. حالة ثقافية ترتكز على توسيع مفهوم المثقف ؛ فهو ليس مجرد النخبة من المفكرين والكتاب بل هو كل من يبدع في الحياة بشكل عام، وهؤلاء يتم تقديرهم بحوالي 30 مليون مصري.
وبشئ من الإيجاز يشرح الناقد الأدبي هدف مؤتمر المثقفين المستقلين الذي يطمح إلى التواصل مع المثقفين بكافة إنتماءاتهم، والوصول لأكبر عدد منهم عبر اللقاءات المتعددة، ليصبح المؤتمر بذلك خطوة أولى لإنشاء حالة ثقافية مختلفة عن السائد، قائلا: "إذا استطعنا أن نصل للثلاثين مليون مبدع مصري ليعبروا عن تفكيرهم النقدي من أجل إيجاد حلول مختلفة لكافة المشكلات على الأصعدة المتباينة، سنكون نجحنا".
من جهتها أثنت الروائية سلوى بكر على الورشة التي تراها أسلوبا لربط الثقافة بالنهضة، قائلة: "لسنا معنيين كثيرا بنقد المؤسسة الثقافية المتمثلة في وزارة الثقافة، لكننا نناقش أساليب تحويل سياسات المؤسسات الثقافية لكي تعمل لصالح البلد ودفعها تجاه النهضة .
ومحاور إصلاح الواقع الثقافي برأي بكر تتمثل في ربط الثقافة بالتعليم، وعودة المسرح المدرسي والقراءة الحرة كأحد برامج المؤسسة التعليمية وتفعيل المكتبة المدرسية.
يذكر أن اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين المستقلين الأول تشكلت من د. علاء عبد الهادى منسقا عاما للمؤتمر، ورفعت سلام وعمار على حسن ومحمود قرنى وسهام بيومى وأحمد بهاء شعبان وأبو العلا ماضى وأمين اسكندر وجمال فهمى وسيد البحراوى وعلاء الأسوانى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق