كتب / احمد طوسون
في مكتبة الطفل بسنورس، وبحضور عدد كبير من الأدباء والكتاب والنقاد تمت مناقشة المجموعة القصصية «الذي كان» ، للروائي والقاص والناقد د.جمال التلاوي.
المناقشة أدارها الروائي والسيناريست أشرف نصر وناقشها كل من الأديبين أحمد قرني محمد وأحمد طوسون.
حيث قدم الشاعر والروائي احمد قرني محمد دراسة عن التشكيل السردي في قصص المجموعة حيث وصف قصص المجموعة بالخروج عن متن السرد التقليدي للحكاية للتحليق في أجواء ولغة شاعرية مع حرص الكاتب على تقديم الشخصيات بلا أسماء أو ملامح خاصة دليل على المشترك الإنساني الذي يجمع بين شخوص القصص والمتلقي مع ميل إلى أنسنة الحيوانات وطرح الهم الوطني العام من خلال الخاص وبخاصة في قصة (عيناها)، ويعمد الكاتب إلى تخطي حواجز كثيرة في الكتابة في نصوص تحتفي بالماضي وترصد التغير الذي حدث في الحاضر لكنها لا تحاول أن تستنطق المستقبل وإن كان الكاتب حريصا على الدفاع عن المستقبل من خلال حرص الأب على التضحية من أجل الابن الذي يمثل المستقبل في قصة (زلزال).. وتنفتح الدلالة في قصة ( الصفعة) ليتماس الفتوة في القصة مع فتوة العصر الحالي الذي يتلقى صفعة تجعله يطيح بصورة عمياء جبروتا وعنفا ضد أبرياء، كما حرص الكاتب في قصة أغنية رمادية على تثبيت اللحظة واستنطاق الزمن، ووصف الشاعر والروائي أحمد قرني لغة الكاتب باللغة الشاعرية الشفيفة التي تجنح بعيدا عن الغموض.
أما القاص والروائي أحمد طوسون فقدم دراسة تحت عنوان الزمن وبنية التحول في مجموعة الذي كان رأى فيها أن المفارقة الزمنية بين الماضي / الآني تمثل العامل المشترك الجامع بين نصوص المجموعة، لكن هذا لا يتعارض مع اختلاف المعطى الزمني و فضاءات الزمن من نص إلى آخر، وقسم دراسته للزمن في قصص المجموعة إلى عدة أشكال منها، الزمن المفارقة ويعد من أبرز صور الزمن في نصوص المجموعة والذي يرصد التحول ما بين زمنين، الماضي/ الآني، كما في قصص (الطائر الذي كان)، (الصفعة)، ( البالونة)، (حكاية الحصان الذي خسر السباق)، (نهاية). أما الصورة الثانية للزمن فتمثلت في الزمن النفسي وهو زمن داخلي بامتياز اتخذ منحى صوفي في قصة الياسمين يتشابه مع الزمن (الأنفسي) عند ابن عربي، واتخذ منحا وجوديا في قصص (حكاية القطة التي أكلت أولادها) و(أشواك الورد) حيث اللحظة الثابتة والمتحول /الزمن النفسي من خلال الطرح لأسئلة الذات.
الصورة الثالثة تمثلت في صورة الزمن النسبي حيث التحول يحدث وفقا لنسبية الرؤية ولا يرتبط فقط بتغير الزمن الماضي/ الآني، فمع تغير الزمن يكون حال الشخوص أقرب إلى الثبات لكن التحول ينتج لنسبية الرؤية من زمن إلى آخر.. ودلالات الزمن النسبي تحضر بوضوح في نصوص:(عبث)، (قراءة في نص حجري)، (أغنية رمادية)، (الطفل الذي كان).
وأخيرا رصد الروائي أحمد طوسون العلاقة ما بين السرد والزمن في مجموعة (الذي كان) ورأى أن الكاتب يعتمد في أغلب نصوص المجموعة الحكي الشفوي بسياق رواية القص مما يحيل مرجعية النصوص إلى مرجعية تراثية تتماس مع تاريخ القص العربي في حكايات ألف ليلة وليلة، أو الحكايات الشعبية، وقد حرص صراحة على عنونة القسم الثاني من نصوص المجموعة ب(حكى يحكي حكاية) استعاضة عن استخدام مفتتح في بداية كل نص كمفتتح (يحكى أن).. وبخاصة في نصوص (حكاية الحصان الذي خسر السباق)، (حكاية القطة التي أكلت أولادها والفأر الذي لعب بذيله)،و(حكاية البالونة).كما حرص الكاتب أن يواكب التحول الزمني في نصوص المجموعة تحول سردي.. خاصة في استخدام الراوي(الحاكي) لضمير الغائب (هو) والتحول إلى (الأنا) الساردة مع التحول من الزمن الماضي إلى الزمن الآني
شهدت المناقشة مداخلات من الأدباء، محمد حسني إبراهيم، د. محمد سيد عبدالتواب، أحمد الأبلج، عماد عبد الحكيم، مصطفى عبد الباقي،محمد جمال الدين، هالة قرني.
نقلا عن / ابيدوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق