نقلا عن المصري اليوم
أقام نادى القصة ندوة عن الأدب النوبى والتى كان من المفترض أن يحضرها عدد من الأدباء النوبيين البارزين أمثال: حجاج أدول والذى لم يأت بسبب وجوده بالإسكندرية، وأيضا إدريس على الذى أقعده المرض عن المشاركة بالندوة.
قال الأديب أحمد محمد عبده الذى أدار الندوة :إننا نهتم بالسرد الأدبى فى هذا الجانب، ونريد أن نبتعد عن السياسة وتقسيماتها، كما أننى أؤمن بأن هناك إقليمية للكتابة كوجود الأدب السيناوى.
أما الدكتور مدحت الجيار فقال: يوجد فى مصر مشكلة فى التصنيف، بسبب تداخل السياسى مع الأدبى ،وأحيانا يكون هناك غرض من هذا التصنيف كأن تحسب كتابات محددة على عرق معين، والنوبة جزء عزيز جدا على مصر جغرافيا، فالنوبة كانت جزءاً أساسياً من الحضارة المصرية القديمة، وفى مقدمة كتابى «السرد النوبى المعاصر» ذكرت أن النوبة أرض مصرية وأهلها يكتبون باللغة العربية، وهم لديهم خصوصيات لا ننكرها عليهم وأبطال شعبيون خاصون بهم.
وعندما كتب خليل قاسم روايته الرائعة «الشمندورة» عبر عن أدب خاص بالنوبة والنوبيين، فهو لديه ذاكرة تحتفظ بملايين التفاصيل كأنه يكتب عن أرض النوبة قبل الفيضان، ففى روايته نجده كأنه دخل كل البيوت النوبية ورصد كل تفاصيل حياتهم قبل الطوفان، وبرغم فجاجة بعض الروايات النوبية فى السياسة يظل خليل صاحب الموقف السياسى العاقل، ومن بعده أخذ الأدب النوبى استراحة، ولكن فجأة أولاد قاسم خليل من أمثال حسن نور وإدريس على وحجاج أدول استيقظوا وبداخل قلوبهم الشمندورة، ليحدث بعد ذلك تطور شديد فى الأدب النوبى.
فأدول استوعب الخط الأسطورى عندما بدأ يكتب المطولات بعدما استقال من وظيفته وبدأ يتفرغ للكتابة، ونرى ذلك بوضوح فى روايته «الكشر»، وفى مجموعاته القصصية كأنه يؤرخ بها لتاريخ النوبة، وحسن نور تعددت أعماله وتجاوزت جغرافيا وإنسانيا النوبة، ويتقدم الآن فى القاهرة، وأيضا إدريس الذى تجاوز دنقلة، رغم أن الحنين إليها يعاوده من آن لآخر، وهو الذى كشف بإحدى رواياته طريق تهريب السلاح بين مصر والسودان، كما أن هناك شعراء مهمين جدا فى النوبة لا تقل جودة شعرهم عن الرواية فى النوبة ونحن مقصرون فى حقهم، لأننا نركز على السرد فقط. كما يجب أن أشير إلى التميز الخاص بالسلم الموسيقى النوبى، الذى يستمد من التراث الشعبى القديم لهذه الجماعات، التى عاشت فى هذه المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق