صبري رضوان

أجولة الهم
فوق راسي
طحن للجسد
طحالب تحت قدمي
وسماد روحي
او بكتريا ارضي الضيقة
كافكار المساء الخبيثة
اجولة الهم
تشتري مسامي
فتبخس الثمن
لاصير نشازا
ومجرما
كلصوص الغسيل
او لصوص الملامح
حين سرقوا وجهي
لم اكن سوي وسيم وحيد بالقرية
أزيّن النخيل بالبهجة
وأرمّم الجدران بالغزل العفيف
اغرس السنابل في عنق الشوارع
في عمق الثكالي
لم اكن لصا عاديا
حين نهبت من عين الصبايا المواجع
وسطوت - مسلحا - علي عادات قديمة
كوأد الزهر في الحدائق
ونزع البراءة من فروع الشجر
................................
لم اكن سوي ارهابيا كبيرا
يمارس التمرد
يمارس تفجير الضوء في حانات الظلام
يمارس - بوحشية - نشوة التئام الجرح
في جسد البيوت
لم اكن مفخخا ذاتي سوي بالقصائد
وبالحروف " التي تشبع الصغار في المساء "
اطلق البهاء من مسدسي
صوب العتمة
................................................
قد يقصدك الموت قريبا
يبتغي رضاك
يتمني ان تتفق معه
اتفاقا مريحا
ويبرم صفقة
بلا رأس مال
او ارباح محددة
بل شراكة واضحة
لكنه
قد يقصدك قريبا
فمن الاصلح
ان توافق علي شروطه
كالمرض
او سيارة فارهة
او قطار سريع
او ... قشرة موز
وربما لا شئ من هذا كله
المهم
ان الموت سيقصدك قريبا
فلا تحتال
ولا تتلكأ كثيرا
لا تخبره بشئ يزعجه
اطفالك مثلا
اشغالك
اصدقائك
واخيرا
حبيبتك
التي اطلت عليك
علي هيئة ملك الموت
لتتم الصفقة
.....................................................
1
الهوي وجع
2
العشق فجيعة
3
الهجر موت
1
الهوي وجع ... والروح متعبة
اصابة القلب
بلحظة طائشة
علي ضفاف الاغنيات
الشاطئ ...
يمتد
واللحن .. صبا
شد اوتار عودك علي الموج وغنّ
لاسماك الغرام
نبئ الرمل برؤياك
ونبئ التي زارت منامك
ثم تاهت بين الصخور
سل كهف المحبين
كم آوي من القبلات
وكم لاذ به متعانقان
............
2
العشق فجيعة
اذ تغيب في الشتاءات شمسك
فلا تبين في التيه .. عيناك
3
الهجر ... موت
ومن يحيا بهجر فلا بد ان الدم في العروق
ضباب
...........................................................
روحي
شماعة اخطاء الجسد
روحي لا تعرف الكذب
لا تعرف الفارق بين حرارة الشمس
والجليد
روحي ليست مريضة بأمراض خطيرة ومزمنة
ولا تشتهي النساء
لا تشتهي أطعمة لذيذة
أو سيارة فارهة
هي فقط شماعة أخطاء الجسد
جسدي بلا جناحين
كعصفور كسيح
في براءة طفل يلهو
قبل ان يتخلص من الحبل السري
جسدي قارورة ملقاة علي قارع طريق
او شيئا غامضا يعثر عليه العسس
متلبسا بالفضائح
او جائعا
او عاريا
او عاشقا احيانا
....
روحي بريئة من كل هذا
سعيدة بالحيرة
وبالشقاء
وبالخسارة دائما
في كل الحروب
....
روحي لا تتلاشي
ولا يستطيع التراب
ان يخفي ملامحها
.............................
هاهنا
أحزان مستبدة
وقلب تصطفيه الفجيعة
ثمة قصائد جديدة سوف تولد في هذا الصراخ
ثمة ديوان اخير
يغلفه النرجس
وجدار غرفة خاوية
ثمة ذكريات ملعونة
تطل من الرأس عنوة
علي مائدة صغيرة
كوكتيل من الخديعة
وكأس يملؤه الغبار
والهواء المسموم
لم تكن سوي بطة تسبح في ترعة
ثم فقدت جناحيها
فاستقرت بقاع لا يلائم بياضها
....
للدوان في التيه لهفة الحياري
واشتياق الجوع
وطمأ الفراغ لرشفة من ندي
أنا متيم بالفقد
بخسارة الاسماء
كنت القابض علي كل الملامح
في عداد البخس ابتاعتني الهواجس
أطفأت شكوكي كل الاصابع
أطفأت برامج الاطفال في تلفازي
وبرامج الطبخ
...........................
هاهنا
كل الضجيج
مشاكسات الظهيرة
معطر الجو
وصوت " وائل جسار "
.......
من هذا الذي لوّن الجدران بالكحل
واختطف النهار بزيف ابتسامته
وبعثر العقد في ردهة
بكل وداعة ؟
10 سبمتبر 2013
...............................................
مقاطع " ها هنا
هاهنا
مئذنة
أناس يغسلون الحياة بدمع الوضوء
وصوت ينادي
للفلاح
لكننا في الغالب
لسنا سوي
جرح ينزف علي سجادة
تعرف القبلة جيدا
2
هاهنا
ليل يفرّ
وصبح يطل ّ
كعادة كل يوم
لا شئ يتغير
سوي قلوب البشر
3
ها هنا
ضباب اسئلة
وحيرة اجابات
مشاهد تمر بسرعة
في مقلتين مغمضتين
من ذا الذي يلوذ من حرقة القلب
بالكوابيس
4
ها هنا
يصنعون المعابد
ويصنعون العبادة
ويصنعون علامات الصلاة
ويصنعون شرنقة
للوطن
5
ها هنا
بشر
يموتون كل لحظة
بالصمت
وينكفئون فرادي
علي احزانهم
كشمعة
..
والفراشة لا يهمها
علي اي ضوء
تحط
...
الفراشة خانت
عشق الفتيل
واطلقت جناحيها
في عتمة
للغرام
بينما استنكرت السماء
ان تكون مسرحا
للمشهد البغيض
6
............هاهنا
صحبة بباحة
جميعا يغردون ويرقصون
امام عيني
يستقلون الباص
واحدا تلو واحد
ثم لا يعودون في المساء
تحت الهرم المقلوب
لم يعد للجمال
جمال
ولم يعد
صلاح حامد
يحذرني من شراهة التدخين
7
.................
التي اشترتها من السوق
في يوم طبيعي :-
ملعقة خشبية طويلة
لزوم تقليب الطبيخ في الاواني
لسعات متعددة علي الرسغين
كانت كفيلة باتلاف خلايا جميلة
طبعتٌ عليها - منذ فترة - وشم فمي
نصحتها مرارا
بالحفاظ علي قبلاتي
ورائحة تبغي
ومكتبتي
لكنها اصرت
علي استعمال مزيل قوي
وحذفت اثار شفتّيا
من مسامها
.....................
في مساء يوم ما
وبشكل مفاجئ
وعلي غير المعتاد
أشعلت التلفاز
وصنعت كوب شاي
وجلست اتابع
المسلسل العربي

...........................................
في المرآة
شخص غريب
عيناه
غريبتان
وجاحظتان
لابد انه شخص اخر
لكنني عندما ادقق في حوائط غرفتي
اراه ايضا
علي هذه الهيئة
..........................
علي صدرها
عقد فلّ
صنعته بنظراتي الثاقبة
.............................
بالعقل نصنع القصائد
الفكرة القديمة اصبحت غير صالحة
فكرة الالهام
وفيض المشاعر
ووادي عبقر
بالعقل والتخطيط المحكم
والتجربة
كما نصنع كوبا من الشاي
او فنجان قهوة
او كما تصنع امراة طبخة لذيذة
بالعقل ايضا
يمكن ان نحب
ان نختار الزوجات
ونختار الاطفال
ونختار المدرسين الثقاة
لتعليم ابناءنا الميكانيكا والفيزياء
في الثانوية العامة
لهذا سنختار الصور الشعرية
والمفردات الطازجة
حتي نصنع القصائد
ونصنع ديوانا
ونخطط بعقل لاختيار الغلاف
ونختار نقادا في ندوة للمناقشة
ونختار وسائل الاعلام الشهيرة
لتغطية الحدث
بالعقل
نختار كل شئ
عدا
انواع المرض
التي تصيبنا
قبل ان نموت
بلا اختيار طبعا
...........
1
بجكم الهذيان
وسن التقاعد
سأعلق عقلي علي سارية
واقف انتباه
وحدي بوسط البلد
واحييه بصوت جهوري
عندما لا اجد اشخاصا يهتفون خلفي
سوف ألعن الشوارع الصامتة
وألعن العقلاء
وألعن الطبيب النفسي
الذي نصحني بتجنب الحوارات المهمة
والقضايا الحيوية
التي اصابتني بالهذيان
في سن مبكرة
2
عندما تقف في منتصف الفراغ
تنتظر امراة مخبولة
تحضن ظلك في الجانب الاخر
ظلك ايضا
سوف يحتويها
يتذوق الفستق كلما رصّعت ثدييها
ظلك الماجن
يختلف تماما عنك
يتحرك بعشوائية شديدة
بينما انت
مشنوق علي جدار
.......................................................
نحن كأطفال
نتذكر مواقف كثيرة
عندما كنا نلهو في شرايين الكون
ونعبث في خصلات الشجر
نتذكر ألعابنا البسيطة
ومعلمينا ذي الخط المنمق
الذين يحتفون علي السبورة
بضبط الحروف
وزوجة جارنا الريفية
التي لم تكن تعبأ
بثديها المتدلي
من جلبابها كلما كنست الشارع
صبيحة شم النسيم
نحن كأطفال
استهوتنا حكايات النساء
عن العفاريت التي تظهر قبيل الفجر
يشعلون السجائر للفلاحين في الحقول
لم يكن ثمة عفاريت
كنّ يرغبن في نومنا المبكر
كي لا نزعجهنّ ليلة الخميس
ولا نتلصص من فتحات الشبابيك
نحن كأطفال
كنا نتسلق أشجار التوت في أبريل
ونملأ جيوبنا برائحة الياسمين
لنعبق بها الرسائل الغرامية
بأسلوبنا الركيك
لبنت الجيران التي كانت مشغولة طول الوقت
بلعبة نط الحبل
بينما كنا نمارس سخافاتنا
ونركل الكرة في مؤخراتهنّ عن قصد
......................
كأي نادل
أستجيب لمطالب الزبائن
لأحصل آخر النهار
علي بضع جنيهات
وبعض الابتسامات
لكنني
قدمت لرواد قلبي
كل المشاريب
وبسرعة شديدة
وفي الأخير
لم أجد
كوبا من الماء
في صحراء الوقت
لم أجد
سوي الكلام الماسخ
والكلاب
التي تخرج لسانها
وتترك المقهي
قبل دفع الحساب
بعد ان تمتعوا بصوت ثومة
وتابعوا مباراة الكرة
علي جثتي
لن أدفع من رئتي
هواءكم
ولن أكون الأوكسجين النقي
لامثالكم
مرة أخري
....
لم يعد ثمة مكان للقصيدة
هنا اوبئة
والشعر هالة الطرقات
كيف يلتقي
الذئب بوداعة أرنب
ثم نفتش عن قافية سعيدة
أو نغوص
بكل حروفنا
ومجازاتنا
في بحر الطويل
...
لم يعد ثمة مكان أيضا
لفيروز
كلما غنت " أنا لحبيبي وحبيبي إلي "
لان يوتيوب اكتظ الآن
بمقاطع الاغتصاب
فكيف ننام - هادئين -
والاغصان تبتلع الوردة
وتغتصب الفراشات
وندي الصباح ....
....
لم يعد ثمة مكان هنا
للحياة
......................
....................
لم أكن أقصد ذلك
أن نتبادل القبلات هكذا
وأن نتبادل الهتاف في المظاهرات
أو حتي نتبادل اللعنات وقت الذروة
كنت أقصد
أن نعيش قصة حب فاترة
لا احتفظ بهاتفك
ولا تحتفظين بوجهي
كوشم علي ضلوعك الندية
كنت أقصد أن نتهيأ في مراحل ما
أن نفقد كل شئ
أن نفقد اطفالنا الذين نبتوا
في ملامحنا وبنينا لهم غرفا
علي رمال شاطئ " ستانلي "
البشر الذين تجمعوا حولنا
كانوا منافقين
كانوا يرغبون في تبادل الصور
 لقلوبنا العارية
عبر البلوتوث
لذا
قررت ان يكون
وجهي  عاقلا
ووقورا
لا تدفعه الفاتنات الي المغامرة
وجهي صار ملكي وحدي
لا احد يخطف بريقه
لا احد بغريه بابتسامة

وجهي تخلي فجأة
عن عفويته
ومراهقتة القديمة
.....................

واستباحت زهرتي
قطفت أنامل المساء
وكسّرت عودي
فلم اعد اغني
ولم اعد رومانسيا
كلما جلست خلف السائق في الباص
لا استجيب بشكل كبير
لاي مؤثر خارجي :-
الاشجار علي الجانبين
باعة حمص الشام
ام كلثوم
المراكب الشراعية
العاشقين علي ضفاف النيل
رائحة الياسمين
.......................
العته ليس منغوليا فقط
ربما اصبحت الاشياء
لا تستفزني
الخوف .... ليس سوي لحظة تافهة
الموت .... الابدية الكبري
الحب .... مدعاة للامراض المزمنة
......................
الان
اتبني فكرة برجوزاية
لذا سابني عشّا
بالحروف
وأعمل صانعا للامنيات
كمشروع اقتصادي ناجح
استورد القهقهات
وابيعها للموتي
بأعلي الاسعار
........................
من يتفقد الضحايا هنا
سيري حرائق النمل
سيري فعلتي الخسيسة
التي كنت اتربح منها
طيلة اربعين عاما
سيراني اصنع كوبا من الشاي
ثم اجلس بنقاهة
في قاعة مكيفة
احاول فهم العناد
الذي في الاخير
لا يؤدي الي شئ
سوي .... الايمان
بضرورة الانتحار علي وجه السرعة
.............

نحن متعلقون في الملح
نعشق النعاس بين زهرتين
في حديقة يابسة
ونفتح النوافذ في المساء للشمس
علي أظافرنا آثار نبيذ
كان يحتسينا قبل أن نثمل
وعلي صدرونا نمل
يرشف - في المخابئ - سٌكّرنا
ويأكل دروعنا في الحرب
بالملح
نصنع الخبز
والجبن
والحب
لأننا غير واثقين
أن الحياة
تحتمل كل هذة الميوعة
وأن الأرض ستدللنا أكثر من ذلك
تمنحنا القمح
والأرز
والحكومات العادلة
..............
      
كقناص
أو كفارس رخيص
أو كسائق متهور
يدهس النهار في عرض الطريق
ويأسر النور في خيمة
هو الملل
أو اليأس
أو الغرام الفاشل

بطريقتي هذه في التفكير
سأنجب كل ليلة
ألف قصيدة
مجهولة النسب
من ناحية الأم.
...........
تشتهيني زهرة فأمنحها عطري وتتركيني ذابلا علي غصن حتي أسقط كلما هبت رياح ، تمتص الكاسات خمري فتثمل علي الموائد ، ويشتهيني التمرد . يصلب الانحناء عودي .
أنا كالبهاء والبهاء مثلي ، حين يجاوز حد السماء المطر يغلف الكون بالفطريات العتيدة
تنبت الاثام علي أكف الزاهدين بصمات التوهج ، ستمّحي برودة الروح
.............
لا يكفي ما يحدث الان
يجب ان تتمزق الحروف تماما
يجب ان تبدأ معركة الاستسلام الاخيرة
لأفر من ساحتك
راضيا بالهزيمة
....
أنت لحظة مشتهاة
لكنك علمتني الصمت
فلا فارق الان
بين انبجاس الظلام
وهطول الفراشات
من سماء قاسية
....
اخطائي الاعتيادية
أستطيع أن امحوها ببعض التأني
لكن اندفاعي المفاجئ
جعلني أمام خطيئة كبري
...
كأنسان مغامر
سأعلن انسحابي
من كل جولات الحب
التي لا تستحقها
...
عندما تخدعني المساءات
أستيقظ علي فجيعة
................
تعالي لشفتيّا
اضم ثغرك
وانفث صهد احتراقك
كسحابة تمطر
الهوي
ووجد المساء
..
تعالي
بين أصبعين من يدي
اضم ساقك النحيف
وخصرك النحيف
ايتها ال
سيجارة الاخيرة
في علبة التبغ
.....
أشن عليها مشاعري
فتطلب الهدنة.
..............


رغم ان كل شئ لا يوحي يذلك
رغم ان المساء يحلق في قصائدي
وينكزها بابتسامة
رغم انني " مثلها "
لا استوحش الصمت
ولا يغريني البوح
لكنها
لا تدرك قيمة الموت
بين يدي عاشق

............
سأتركها
تحتل أضلعي
وتملأ كفيها
بأناملي
وتسفك دم برتقالي
علي سفح نهديها

ثم ... كان أن جئت مباغتا
لوحة
تشبهها تماما
لأتجرأ علي صمتها
حين لا ارد التحايا
مدعيا تجاهلها
غير اني في أمس الحاجة
لقبلة تطبعها
علي حائطي
......

هي داعبتك قليلا
هزت ذيلها لتبهجكك
وضحكت كالغواني
لكنها كانت الحيلة الوحيدة
كي تخطف منك سمكة
.....
القطة الشرسة
...............
10:00 مساءً
حين تهب الريح العفية
تشتهي السفن النوات
لابد أن نعيش ها هنا
بعمق الموت
ان نموت أيضا
بعمق الحياة
ان نفيق من سكراتنا
او ان نسكر بعدما نحتسي يود الميادين
ودهشة عينيك البارعتين
في الايحاءات
كأن قلوبنا " التي في مهب العشق "
سوف تتطاير
كذرتي اكسجين
يسبحان في يم الذكريات
..
حين تهب الريح العفية
سأتجه " علي الفور" الي البحر
وألقي علي الموج حصوات التأمل
أتهب لعاصفة
ليست متوقعة
.....................
02:04 مساءً
في شفتيها
اعصاب حسية
تتأوة بشدة
كلما تمتص حروف قصائدي
..............................
تحميه المتاريس
...........................
كالعادة
نعيد الكرّة
ونكتسبُ اعداءَ جدد
فلا نخرجُ من اي معركة
الا بعد نفاذ طاقتنا
من السُباب والهتافات
وبعض من الحصوات الصغيرة
لكنّ الشيطان الرابض خلف قلاعه
تحميه المتاريس البشرية
وتحميه الصلوات المنافقة
ومرارة الاسلاك الشائكة
وعاشقو الفضائيات
بعدما تساقط الزهور
في بقع الدم
ومقولات الزعماء الكاذبة
عن الحرية
بين جدلية "التنوريين "وفاشية" الثيوقراطيين الجدد"
تتلاشي الشرفات المطلة علي الحياة
جراء همجية ال cr
فلا عاشقان بمقدورهما التوقف قليلا علي الكورنيش
ولا احاديث جانبية إذن
لا قبلات متبادلة عبر الهاتف
بين أب مسافر وطفل يشتهي لعبة
صبيحة الجمعة دائما
يتوخي اليمام الحذر
فلا يحطّ علي اي نافذة
في وسط القاهرة
.........................
في عداد الموتي
أو غرفة الانعاش
قلوب
توقعت أن من حقها
اقتناص الاوكسجين
والاستمرار في الحياة
لكن اللصوص
لوثوا الكون
بالغازات المسيلة
وحقنوا الحقول
بالخرطوش
فسقطت الفاكهة مبكرا
وتعلمت الازهار
طعم المرارة
.............
في عداد الاحياء
بيض يفقس
يغرس في الجباة وردة
ويبني فوق الجماجم وطنا
فيه الذئاب لا تغتصب أحدا
ولا تأكل القطط صغارها
ولا تسحل الاقدام
نملة
..............
رأس واحدة في جسد
شئ مريب
أن تكون الاشياء طبيعية بهذا الشكل
والاغرب جدا
أن بهذه الرأس
كل الاشياء المعروفة
عينان وانف وفم
كل هذا فيما ينفي المسؤلون
كون هذا المخلوق انسان
يستحق الحياة
.
......
قاتلو الغرس
ليسوا الاطفال ...
لم ار هم من شرفتي
في الطريق العام يعبثون
بزهرة
او يحطمون الحكايات
لكنه الاله الحقير
يعبّد الياسمين له عنوة
ويركّع الفل ّ
كالشوك في طريق الرضيع

قاتلو الغرس
كانوا يستحلون دم القصائد
ويزجون راقصات البالية
في سجن الفتاوي
يشنقون - سيد درويش -
علي مقام الحجاز ...

قاتلو الغرس
كارهو الحمام
وكارهو الفضاء الطلق
وكارهو المراهقات
حين يخرجن من المدارس
يخفين نهودهن بالحقائب
وكارهو الشيخ امام
حين يشدو :
يا مصر قومي وشدي الحيل "
.......
قاتلو الغرس
لا يحملون اسلحة بيضاء
او قلوبا بيضاء

للتو رأيتهم من شرفتي
بأنياب حادة
يمرون علي الحدائق
كالجراد
............................
هَذَا السَّرَابَ
وَهَذَا الْخَوْفَ الْمُسْتَحَبَّ
وَالْمَسَافَاتُ الطَّوِيلَةُ
بَيِّنُ قُلَّبِ أضناه الْمَنْفِيَّ
وَقُلَّبُ
كَدَفَاتِرِ الاطفال
' عِنْدَ اللّهِ '
بَيْضاءُ
بَلَا اثام بَرِيئةَ
او فَصِيلَةَ دَمِ مُلَوَّثَةٍ
...........
كَلُّ هَذِهِ الْمَسَافَاتِ
لَنْ تَحْرِمَ اورتي
عَنَاقُ شَرَايِينِكَ
فِي وَقْتِ مَا
..................
حول قوامها
يطوف القلم
وتنتصب القصيدة
دون الحاجة
الي منشطات
لنشوة مفتعلة
...............
انا لا احتاج اليك كثيرا الان
لقد انتهت القصيدة
كنت أتأملك
واكتب
......................
الوجع
لا يكون كل مرة
سلما للموت
نستطيع ان نتوقف قليلا
علي درجة ما
نستطيع أن نحقن قلوبنا
بالصبر
...............
لم تعد مدعاة للبكاء
أو مجرد تنميل الروح
كلما مرت من هنا
أغمض عيني بقوة
كي لا أشم رائحة الذكريات
سنستمر قطعا في الصعود
الي اخر سلم
ثم نلقي بالوجع
في الببدروم
ربما يتذوق
مرارة الموت
وحينئذ لن نقيم له سرادق العزاء
........................
هذه المرة
لن اسجن روحي في ذكريات وائل جسار
او معطر الجو
او لحظات الرومنتيكية
الذي يجول بخاطري الان
الانتريه الجديد
وسيراميك المطبخ الروز
وساعة الحائط
فأي يد ستمتد كل فترة
لتمسح التراب
وترتب المطبخ الالو ميتال
بالدقة نفسها
..................
كانوا يرصفون الشوارع بدموعنا
وينثرون رمل الذكريات علي شاطئ الطريق
الطريق لم يعبأ بأعمدة الإنارة
التي كشفت نوايا المارة جميعا
المارة كانوا عشاقا جميعا
يغنون مع ام كلثوم " يا مسهرني "
ويدخنون القبلات القديمة
البحر كان بعيدا جدا
عروسته لم تتجلي بنهدين عاريين
وبارزين في الظهيرة
وليس ثمة عاهرة اخري في المدينة
تضاجع الموج
..........................
أقدم رجلا
وأؤخر أخري
ليس علي طريقة العبارة المشهورة في " واأسلاماه "
التردد يا عزيزي أيبك
الترددات واحدة تقريبا
والفكرة القديمة عن الحرية
كانت ترتبط بامراة حبست هرة
التررد
علي قناة فضائية أصبح مدعاة للتوتر والتهور أيضا
المذيعون لا يقرأون نشرة أخبار
المذيعون - في القناة الفضائية - يطلقون الثعابين
بوجه المتخمين بالظمأ
والممتلئين بخواء المعدة
لن أفكر مطلقا في شغل هذه الوظيفة
ررغم أنني اتمتع بطلاقة وفصاحة
وقليلا جدا
وفي غيبوبة السكري
انصب جمع المؤنث السالم بالفتحة
ورغم أنني أحيانا
أكون وسيما
وأحيانا أمتلك بذلة أنيقة
واستطيع ان اتصرف في شعري المجعد
وجبهتي التي ضربتها الخطوط العرضية
ببضعة اضواء في الإستديو
ساكون مبهرا جدا
واغرس الفتنة
ببراعة
ثم أجلس أضحك
كلما أري اطفالي يتقاتلون
من أجل فردة جورب قديم
............................
أظن أننا نرهق أنفسنا كثيرا
بلا جدوي
ستظل الازهار بشوكها
وتظل القصائد تافهة
لا تمنح المعذبين قبلات المساء
ستظل الفجيعة
كلما مررنا بأروقة التاريخ
الدامية
تقريبا
كل الأشياء لا تتجه في تقارير التنمية البشرية
إلي معدل أفضل
نظل ندخن بشراهة
ولا نستجيب لاستغاثات الحدائق
نرهق أنفسنا
كما لوكنا انبياء يكتسبون الشهرة العالمية
يمحون من ذهن البشرية
مشاهد وأد الصبايا
ومشاهد الكقار
في الافلام العربية
الذين يلتهمون ذراع شاة بكل وحشية
برائحتهم النتنة
نرهق أنفسنا
دائما
بادعاءات باطلة
فنطّّير النوارس
من فضاء ارواحنا الشريرة
وندعي التزامنا بإشارات المرور
بينما نحن
نقتل كل يوم فراشة
في الطريق العام
.....
لا فائدة تذكر

.......................
انت مخادع
اوهمتني
ان صفحتك بريئة
لم اتخيل كم هذه الفيروسات
التي تعشش في قلبك
يالله
كيف تعيش هكذا ؟
بلا فورمات قوي
وبلا سيستم نظيف
يسمح لي بقراءة
ملفات الطيبة
في ملامحك الرقيقة
.................................
قالب بلوجر الذي يستهويني
يمتلئ بالأخطاء
الأكواد تحمل كما هائلا
من الوجع
تبدو في واجهة المدونة
بائسة
كفتاة
هربت إلي شاطئ
لكن الموجة لم تكن هناك
ولم تجر وراء الموجة
ولم يكن ثمة قلب يكتظ بيود العشق
أو ملح الصباح
الفتاة
راهنت الأصداف
والقواقع
ان ربما تصادف صيادا ماهرا
يختطف قنديل البحر
قبل أن تخوض التجربة
الفارس
ليس علي هيئة " عنتره"
ولا يغني لوائل جسار
ولس الذي يرسم لوحات " بيكاسو "
علي خديها
قبيل الغروب
واجهة المدونة الآن
بلا وجهي
الذي ملأته الفيروسات
رغم جدار الحماية القوي
لكن اللصوص
الأغبياء
خنقوا الياسمين
وغرسوا البكاء
في فمي
لينبت اشجارا
من اللا مبالة
والضحك الهيستري
لأصبح
عند الشاطئ ايضا
كفسيفساء
اخر قطعة من الشجن
ليكتمل المشهد
......................................

لم أكن أقصد أن أبكي
لكن القصة مؤثرة جدا
حكيت لها
بحكم العمل واكتساب الرزق
عن طومان باي
لم تكن تعرف أن العباسية كانت صراء
أن باب زويلة كان أحد مداخل المحروسة
عندما تخيلت المشهد
وفرسانه تسقط تباعا بالقرب من الريدانية
والحامية الغشيمة تسحبه إلي الموت واقفا
معلقا
تتخثر رقبته بدون عزاء
أو نعي في أفواه المنادين
...
1517
علقوا الحقول في مكتب موظف بريد
وعلقوا المساكين
بلحية أرعن
وظيفته في الحياة سرقة الابتسامة
يرقد في قلعة صلاح الدين
ببطن منتفخة
الطفلة أشفقت عليّ مرارا
لكن الحصة كانت
شيقة
ذلك السفاح
الذي قتلته جمرة الجثث
...الخبيثة
......
عصير الليمون
كمهدئ طبيعي
لن يمحو آثار ذلك
ربما اظل لساعات
أستدعي المقطم
وأفرش القاهرة
بالدموع
التي غرستها سنابك الإنكشارية
مقر الخلافة الجبرية
....................................

لماذا لا أكون متطفلا
أسال العصافير
كيف تحط علي نافذة غامقة
فلا تري البهاء
في غرفة
ولا تري فتاة ترقص أمام مرآة
عارية
لاتري يدين ملتصقين
في لوحة زيتية علي حائط قديم
تعانق البرواز
لماذا لاأكون متطفلا؟
أفتش في الشوارع
عن رصيف يبتسم
لا ينافق المارة
ولا يبيع شرائط الكاسيت التافهة للمراهقين
أنامتطفل فعلا
 أدشن حملة كبري
لاإفشاء أسرار المساء
سيتحدثون عن القبلات في الحانة... لم تكتمل
.......................
..........................
مهترئة...
الصورة أقصد
كيف نعلقها هكذا
علي صدورنا
كيف نغني لها في الصباح
وننشد
بكل أسف ؟؟؟؟؟
لكننا
لن نمزق الألوان
ولن نبتاع بالبخس
حدائقنا
التي نقصدها
في الظهيرة
نحن
مغلوبون
علي أمرها
لأنها عشيقة
عارية
كتمثال في بهو العاهرات
الذين يعبدون أعضاءهم التناسلية
الله سيمحو بصمتي
القذرة
علي مسبحة راهب
لم يشأ أن يفر من الحانة
قبل أن يحستيه الخمر
قبل أن يدقق في ملامح صبي
يشبه المسيح
ويشبه قبة السماء
التي تحتوينا
بكل رعونة
.....
مهتزة أيضا
الشوارع
تحضن الرصيف المقابل
المكتظ بألعاب الأطفال
والملابس الداخلية المثيرة
وتداعب الباصات
فتحرق التوت
في الحقول
ولا تبني عشا
للعصافير المهجّرة
،،،،،،،،،،،،،،
لم أعد أحتمل
موسيقاك الصاخبة
ورقصك المستفز
لم يقنن هكذا -المساء - العشق
لم يدعُ رب َّالقصائد ٍ
كي يسقط في وله الخليل
بينما الأشياء هنا
تتناثر بشكل منظم
وعفوي
دون الاستعداد المسبق
لقيادة سيارة في طريق مزدحم
تلقائية القبلات
أفضل جدا
من تجهيز خدين - بالتفاح -
أو رسم حبتي فراولة
علي وجه غير وسيم
...
الحدائق لاتعرف كيف تغطي شهوة الأشجار
حين يضاجعها النسيم
ـــــــــــــــــــــــــــ
كدت أن أترك البحر رهوا 
وأمضي
لكنني ألقيت أحجارا صغيرة 
صنعت موجا طريا
للمصطافين 
صنعت أسماكا
تقفز من النافذة
تزين الشوارع
بالفسفور
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مقاطع
الشعر كائن مقامر
حيثن نجلس سويا
علي مائدته
ونتناول النرد
فنكسب مرة
ونخسر مرة
لكننا رغم ما يفعله بنا
من افتقار دائم
نتعاطاه كمدمنين قدامي
لا نستطيع الفكاك
من شهوة السطور
.
حاتم حواس في الخمارة
يحتسي دموعه
في كأس خدية المنهكين
ويحقن صفحته
بأنسولين القصائد
ثم يشتهي الغيبوبة
في حضن الاصدقاء
علي بعد أمتار من قصر ثقافة الفيوم
.
علي مقربة من روحي
حسناوات عالقات
ينتظرن الهبوط الاضطراري
في مطار جسدي الهزيل
.ـــــــــــــــــــــ
الموتي الهادئون
يتراصون حول مدفأة في الشتاء
ويرتلون أفراح الصبا 
ويسهرون سويا
علي شاطئ كيلوباترا
يحتسون التواريخ
بجوار مكتبة اسكندرية
قبل ان يتجهوا الي محطة مصر
في موكب مهيب
القطار
يسحب المحطات
وينده فؤاد حداد
كي يسحّر الابنودي
بأغنيات رمضان
قبل ان يصدح رفعت
بفجر جديد
الموتي
لا يعبأون بأحاديث الساسة
عن علاوة يونيه
والعدالة الاجتماعية
الموتي
يفتشون في الغياب
عن لوحة جريئة
تمنح الشوارع
بعض النكات الحديثة
فلا يشتكون الي الله
سخافة الوحد
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نخسر إحساسنا بالطمأنينة 
كلما مررنا دون قصد
أمام غرفة مغلقة 
كانت من ذي قبل
مركز قيادة البدن
ومقرا للحكايات المسائية
بلا نميمة
الصورة المعلقة علي باب الغرفة
لوجه عتيق
كان يغزل في الشتاء
دفء الاصدقاء
ويرتق ثقوب الحائط
بابتساماته الناضجة
احساسنا بالطمأنينة
كان مدعاة للخروج الي العمل
في وقت مبكر
بكل ثقة
أفقدنا الموت
طعم الحياة
ـــــــــــــــــــــ

أنا لص
سارق ابتسامات خفيفة
أتسّمر أمام محلات الملابس 
الملابس الرجالي والحريمي
وأحيانا الأطفال
أحيّي المانيكان
ثم أغافله
لأسرق ابتسامته الطبيعيةـــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ

رابطة عنق أنيقة
لا تصنع رجلا انيقا
القلب الأنيق
يدقق في المشاعر
في الحواس
لا يعنيه
ملمس الرداء
لا تهمه عبارات المدح
في لحظه حضوره الطاغي
القلب الأنيق
يعرف جيدا
كيف يحب
بدون
منشطات العشقــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
سأبيع الياسمين 
في ميادين مزدحمة بالحدائق
كالذي - يبيع الماء في حارة السقايين -
أطارد المارة حتي يشتروا عقدا 
وأرسم فوق شفاههم خرائط الدهشة
وعلامة تعجب واضحة
لماذا أبيع الياسمين ؟
لماذا افتتح متجرا للكتب القديمة
وصور الزعماء والفلاسفة
وأناقة القاهرة
ونساء الاربعنيات
بقصات الشعر الحديثة
والميكي جيب
وافلام اسماعيل يس
سابيع الياسمين
ربما تتعود الشوارع
علي الوقار
وتقارن بين
خطوات العابرين
فلا تفضح خطايانا
بهذا الحد
ــــــــــــــــــــــــــ

أنا قصيدة عفوية قديمة 
لا تحتفي بالرمزية
لا تحتفي بغرور المفردات
أو براعة المجاز عند المستهل
لا تحتفي بأكلات طازجة 
قبيل الختام
لا تبحث عن حالات إغراء مناسبة
للعابرين في بهو السطور
أنا قصيدة غير منمقة
لا تهتم باصطفاف الجماليات
أو كتلة التضاد
أنا أصلا مهمَل
ومهمل
تعتريني دائما
سطوة الغيابـــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ

قصائدي العميقة
ليست من قبيل الرفاهية
أنا شخصيا لم أمارس الرفاهية
منذ أربعين عاما
أنا مدجج بالقطيعة
أقاطع الجسناوات
والفنادق 5 نجوم
وغراميات الكورنيش
والحدائق الأنيقة
يكفيني
كوب شاي في غرزة
تجمع الحرفييين
والمتسولين
والقرويين الذين هبطوا العاصمة
فضلوا الطريق
بعد نقل تمثال رمسيس
.
قصائدي العميقة
لا تدهش السطحيين
والمباشرين
لا تدهش المراهقات
اللاتي يحتضن ّحقائب المدرسة
كلما نضجت نهودهن
مع مرور الأيام
لا تدهشني راقضة بدينة
في فرح أموال
لم تتدرب علي فنون الرقص
لكنها تشغل المعازيم
المخمورين
باللحم البض
حتي يمتلئ كيس النقوط
بذلة الرقص
فعلا مثيرة
فعلا
مثيرةــــــــــ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نسيت كوب الشاي حتي صار باردا
ونحن لم نتعود أن نشربه باردا
ربما كنت مشغولا باشياء أخري 
في الحقيقة أنا الذي صنعت الشاي بيدي
انتظرت أمام البوتجاز طويلا
لكي يغلي الماء
ثم وضعت ملعقة شاي في الكوب
وسكبت الماء المغلي فيه
ثم حملته معي
ووضعته بجوار شاشة الكمبيوتر
وأشعلت سيجارة
هل كنت مشغولا
بإمرأة تحدثني علي الهاتف
أم كنت أكتب لها قصيدة
رغم أنني لا احتفي بالنساء
منذ تناثر الشعر الأبيض في سوالفي
ورأسي
وتملكت التجاعيد من منطقة واسعة
أسفل عيني
...
لم أعد أهتم بملابسي
كفيلسوف قديم
يترك شعره دون أن يمشطه في الصباح
قبل أن يتجه إلي المقهي
يتفحص هزائم القرويين
ويتأمل نقرات العصافير علي شباك محطم
يسمع النميمة في المناطق الشعبية
ويبحث عن تفسبير منطقي
لانطواء الفنانين الحقيقيين
...
لم أعد أطمح في استعادة وسامتي
الزهرة التي كانت تنبت علي وجهي
أصبحت ذابلة
لابد أن أبحث عن تفسير منطقي
لانطواء الفنانيين الحقيقيين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونحن في الهامش
نتأمل المركز جيدا
نتأمل هيمنته 
وسطوته 
وأرصفته العاجية
نقعد نتحسر علي ما أوهمنا به أنفسنا سنوات طويلة
لم تكن هذه فكرة قصيدة ناجحة علي الإطلاق
لكنها انتابتني وأنا في صالون حلاقة
عندما عنفني الحلاق بشدة
علي إهمالي
لم يكن يقصد أن يرتزق من سوالفي البيضاء
لكنني كزبون دائم عنده
دائما يطالبني بالصباغة
كأي كهل يحاول أن يبدو في صباه
.
جلست أتأمل المرآة
لم أكن اعترف بنصائح فتاة في العشرين
بضرورة السفر إلي العاصمة
وشرب كانزات البيرة المركزة
لأكون جديرا بالتجول بعد منتصف الليل
في شارع جامعة الدول العربية
.
أنا سعيد بحالي
أن اتقوقع داخل غرفتي
ضاربا بعرض الحائط
أي نصيحة
من شأنها
الإطاحة السريعة
بالمقعد البلاستيك
وحاسوبي الاستيراد 
لماذا لا اكون ملحنا بارعا
لماذا لا اجعل أصابعي بيانو باردا
ولا اجعل ذراعي عودا حزينا 
ربما كان صوتي سيئا
لكنني سأغني 
وربما تنصتون لغنائي 
ستضحكون بعض الوقت 
في بادئ الأمر 
وتلقون في وجهي أكياس الشيبسي الفارغة
وتتوقعون أنني سأنفعل 
وأنسحب من المنصة
أو أرد سخريتكم بسخرية مماثلة 
لكنني سأظل أغني 
وعندما أصل إلي مقطع مؤثر 
سأبكي بحرارة
سأبكي بحرارة لأنكم طوال الوقت 
لم تمنحوني فرصة أبدية 
ولم تصفقوا - ولو بنفاق - بعد كل كوبليه 
في الحقيقة سأبكي لأن صوتي غير مناسب للمذهب 
صوتي لا يتناسب مع مقام نهاوند علي الراست " دو " 
صوتي يشبه ضفدعة بطيئة ومملة 
أقفز بين الصبا والبياتي 
بدون دراية مسبقة 
.
لماذا لا أغني 
وأنا حمل وديع أذرف ابتساماتي كلما قرأت جريدة
كلما تجولت في الغابات كإستوائي يروض العشب 
ويروض حنجرته علي فحيح الثلوج 
أنا متفائل علي كل حال
أربي الدجاج فوق سطحي
وأصنع حظيرة للقصائد
ثم أترك الشوارع 
واستمر في غنائي 
بصوت نشاز 
فلا تزعجوا العناكب التي تدرك قيمتي 
واتركوني 
أغني كما أشاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسيت أن أسحب القصيدة ل may kombuter
ذهني مشتت لا يحتفظ بمقطع قصير حذفته بالخطأ 
بعد ثوان قليلة 
نسيت المقطع 
فقدت ابنا ربما سيكون بارا 
علي ما اظن 
كنت أكتب قصيدة مطلعها 
"لتهشيم ذاكرتي 
لابد أن أسقط شجرة الأسئلة التي تطعم رأسي بتفاح الفقد 
ورمان الصخب "
المقطع الثاني تقريبا كانت سترفضة الرقابة رغم أنه لا يتخطي حدود الأدب
كانوا في ندوات الورشة يتحدثون عن التابو واليوتوبيا
كنت مراهقا ما زلت أدقق في نهود صغيرة 
نهود بنات إعدادي التي لم تلوثها آثار الغزوات 
-المقطع الثاني 
"الرب ليس مخلوقا عاديا
عندما منحنا يدين قويتين 
كمنشار حديدي 
لم يكن يقصد أن نشتغل في الحقول أو نكسّر الأحجار 
فلماذا منحنا يدين إذن 
لنمسح التراب الذي تكوم فوق كتفيه الصلبتين 
لنذبح أطفالنا تحت قدميه الثابتتين 
لنصلب الحارس الوحيد للعدل 
الرب الذي هرب من ساحة المحاكم مرتديا زي بصاص 
مرتديا خطاياه التي اقترفها 
وظل يتسول من أجسا د نا الصحة 
يتسول رئتين سليميتين لم يضربهما السعال
كان مريدوه ينصحوننا بالخضوع
كي يجنبنا أخطار الطرق السريعة
ويجنبنا الأمراض المزمنة 
ويجنب أطفالنا الحصبة والشلل الرباعي
والفشل في التعليم قبل الجامعي "
تخوفا من ظرف مفاجئ
سوف انسخ القصيدة بسرعة 
قبل أن يغضب الرب
ويفصل الكهرباء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا حاجة إذن لإطلاق شاربي
الأوضاع لا تحتمل عبئا جديدا 
ما الذي يدعوني 
لترك بعض الشعيرات تنمو أسفل أنفي 
هي لا تمنح الوجه وسامته
لا تمنحه العنفوان
ولا تجعله محط أنظار الحسناوات 
شاربي سيكون أبيضا 
ينشر الشيخوخة في ملامحي 
فكيف أربيه
ولم أتعود صباغة أيامي 
بطفيليات الخديعة 
ولم أرتكب قط 
جريمة السعادة المؤقتة
أنا حين خضت معاركي
كنت اعترف بالهزيمة 
كأي جندي أجبره اللصوص
علي الفرار 
كنت أفر من الحدائق 
قبل أن يعتقلني الصفصاف
قبل أن تقتنص العصافير أجنحتي
..
شاربي وخز في المسامات 
رغم هذا
لم يزعجني شئ 
لم يزعجني موسي الحلاقة
عندما كنت ماهرا 
في اقتلاع كل شعرة 
من جذورها
بكل بساطة 
كبستاني شرير
يفتك بالفراشات 
.....
من الأفضل 
أن أغرس الزنابق 
أن اغرس نهرا 
علي خدي
هل يزورني المصطافون كل عام
في مواسم النوارس ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد نتفق قريبا
علي شئ لا علاقة له بالعقل 
قد يكون مرتبطا بالمشاعر
في سن متأخرة
علي إثر قذيفة مفاجئة
كزيارات المسؤولين لمواقع الإنتاج 
نحن لم نعد لذلك سلفا
كل ما في الأمر
أننا تبادلنا الأغاني في المساء
وتبادلنا الرسائل العادية
تبادلنا أيضا القبلات الشفوية 
والقلوب الحمراء 
عبر الفيس بوك
وأسسنا لثورة غير مألوفة 
بلا ميدان يكتظ برجال الأمن 
أو هتافات مناهضة 
لنظام العشق 
في وضعه الحالي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس فعلا فاضحا في الطريق العام
القبلة
ليست سوي عناق زهرتين 
كيف توبخ العطر كلما فاح
واحتضن الرضاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أظافري طويلة
لا أستعملها في شئ
سوي خدش كارت شحن قيمة 2 ج
عندما أقصها 
تنبت سريعا 
رغم نقص الكالسيوم 
ساقاي هزيلتان 
في الغالب أنا أتعب من السير مسافات طويلة
لا أستطيع التنقل من غرفتي بسهولة
الكرسي البلاستيك يحتويني تماما طول الوقت
في أوقات الفراغ أستعيد شبابي 
حين أسمع أغاني التسعينات علي اليوتيوب 
هل تسطيع أظافري الطويلة أيضا
أن تخدش ثمانية وعشرين عاما 
من دفاتري 
وتخمش أصدقائي الذين تركوني وحيدا 
بعد أن تآكلت جبهتي وسقطت ملامحي سقوطا مدويا 
صوت حنان ماضي لن يعيد لي الآن حبيبتي 
التي قتلتها بيدي 
منذ بداية القرن الواحد والعشرين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــيا لتفاهتي 
كيف أصدق الفلاسفة
وأصحاب الأراء النطرية
الذين يحتسون القهوة بحساب . ويخصصون أركانا في بيوتهم للكتب وللورود . الفلاسفة الذين قالوا أن الثمار ستسقط علي كفوفنا عندما نشاء ذلك . ونحن سحال ضئيلة لا مشيئة لنا . ولا نستطيع أن نصعد الأشجار كي نطال برتقالة .. 
كنت أصدق الشعراء أيضا .. رغم أنهم مهاويس يضاجعون الحروف في المساء . كي ينجبوا قصائد رقيقة تشبه الأطفال . وكنت أصدق أن الملذات جميعا تخضع لقانون من يستطيع المغامرة .
يا لتفاهتي . هذ ما آلت إليه الأمور . غابة كثيفة من الملحـــــــــــــــــــ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سافعل ذلك كل يوم
في الصباح 
أتناول حبوب السكر
ثم أبحث عن ساندوتش 
وافكر بجدية 
في امكانية الحصول علي اول سيجارة 
ربما كان الامر صعبا 
لكن بمقدرتي 
الاتفاق مع احد الاصدقاء 
ان يوفر لي ذلك 
او اتجه لاقرب بقال شعبي 
يسجل دخاني في دفتره لاخر الشهر
سافعل ذلك كل يوم 
واقتنص بعض الاوقات السعيدة 
والمتميزة جدا 
عندها اشعر بالنشوة 
فلا أسب الحكومة 
ولا أفكر مطلقا 
في العصيان المدني 
يكفي انني 
امتلك رئتين 
ما زالتا قادرتين 
علي التنفس بنفس القدر
الذي يمتلكه الاثرياء 
العظماء والساسة 
كانوا ايضا 
يفعلون ذلك كل يوم
جيفارا 
كان عمالا 
أرسلوا جثمانه بمروحية 
علي طابع بريد
"لا تصل لرب قاس 
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
أتسلق شجرة
كي أرص ّ بعض ثماري
علي أغصانها 
بدقة متناهية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أحد يعرف أنني حزين
لا أحد مسئول عن صمتي 
ولا أحد انتظره 
كي يخرجني من صومعتي 
إلي ميدان فسيح
جسدي نفسه
صار ضيقا جدا 
كقطعة جاتوه 
لا تحتمل حرارة الشمس
ولا تحتمل أفواه المرفهين 
الذين يقضمون ذراعي بكل شراهة
في حفلاتهم الخاصة
جسدي صار مريضا بالخمول
والهذيان 
ولما أحتسي بعد
كئاس الشيخوخة 
ابتسامتي محددة الهدف
ومحددة الوقت
عندما اريد ان اجامل صديقي
علي نكتة تافهة 
..
لا أحد يفكر بجدية
كيف يسحبني إلي بهائي 
منذ عدة سنوات
لم يرن هاتفي 
رنات ناعمة 
ولم تداعب نحلة 
خليتي 
بعدما غرست لها آلاف الزهرات 
وملأت جسدي بالسكر 
عن طيب خاطر
ــــــــــــــــــــــــــ
مقاطع
الشعر كائن مقامر
حيثن نجلس سويا 
علي مائدته
ونتناول النرد 
فنكسب مرة 
ونخسر مرة 
لكننا رغم ما يفعله بنا 
من افتقار دائم 
نتعاطاه كمدمنين قدامي 
لا نستطيع الفكاك 
من شهوة السطور
.
حاتم حواس في الخمارة 
يحتسي دموعه 
في كأس خدية المنهكين 
ويحقن صفحته 
بأنسولين القصائد 
ثم يشتهي الغيبوبة 
في حضن الاصدقاء 
علي بعد أمتار من قصر ثقافة الفيوم 
.
علي مقربة من روحي
حسناوات عالقات 
ينتظرن الهبوط الاضطراري 
في مطار جسدي الهزيل
ـــــــــــــــــــــــــــ

حقيبتي 
التي امتلات بالاصدقاء
والذكريات
اصبحت خفيفة
كريشة ضعيفة
كانت علي ظهر عصفور 
ماهر في الطيران
اصطاده الحزن
فسقط صريعا
فوق هضبة من المواجع
حقيبتي أيضا
بلا جناحين 
او جلد قوي
لذا 
لن تكون مفاجاة أبدا 
عندما افتش داخلها 
عن ليلة قديمة
علي شاطئ بحيرة قارون
فلا أشم رائحة قبلات 
او عبارات غرامية
لا اعثر علي 
هاتفي 
الذي كان يضج بارقام العشيقات
لا أجد صورة عبد الكريم عبد الحميد
او قهقهات محمد عبد المعطي 
في الطريق الي حفل زفاف 
قبل ان يخطفه الاسفلت .
.
حقيبتي كهنوت كبير
يرتل المشاهد 
ويقتل الآلهة الحجرية
في مدخل قصر الثقافة 
منذ 25 عاما
كانت لحيتي ناعمة
وعقلي يتأرجح بين صواب الله
ومقولات نيتشه
ودجال مخضرم
يخوض جدلا واسعا 
حول الإلحاد
كلما فتحت حقيبتي
تتطاير لقطات واضحة
لشحاتة ابراهيم وعصام الزهيري
بميدان السواقي 
ظهيرة 28 يناير2011
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
لموتي الهادئون
يتراصون حول مدفأة في الشتاء
ويرتلون أفراح الصبا 
ويسهرون سويا
علي شاطئ كيلوباترا
يحتسون التواريخ
بجوار مكتبة اسكندرية
قبل ان يتجهوا الي محطة مصر
في موكب مهيب
القطار
يسحب المحطات 
وينده فؤاد حداد 
كي يسحّر الابنودي 
بأغنيات رمضان 
قبل ان يصدح رفعت 
بفجر جديد
الموتي
لا يعبأون بأحاديث الساسة
عن علاوة يونيه
والعدالة الاجتماعية
الموتي
يفتشون في الغياب
عن لوحة جريئة 
تمنح الشوارع
بعض النكات الحديثة 
فلا يشتكون الي الله
سخافة الوحدة
وظلمة الاغتراب.
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
نخسر إحساسنا بالطمأنينة 
كلما مررنا دون قصد
أمام غرفة مغلقة 
كانت من ذي قبل
مركز قيادة البدن
ومقرا للحكايات المسائية
بلا نميمة 
الصورة المعلقة علي باب الغرفة
لوجه عتيق
كان يغزل في الشتاء
دفء الاصدقاء 
ويرتق ثقوب الحائط
بابتساماته الناضجة
احساسنا بالطمأنينة 
كان مدعاة للخروج الي العمل 
في وقت مبكر 
بكل ثقة 
أفقدنا الموت
طعم الحياة
ــــــــــــــــــــــــ
أنا لص
سارق ابتسامات خفيفة
أتسّمر أمام محلات الملابس 
الملابس الرجالي والحريمي
وأحيانا الأطفال
أحيّي المانيكان 
ثم أغافله
لأسرق ابتسامته الطبيعية
ــــــــــــــــــــــــ
سأبيع الياسمين 
في ميادين مزدحمة بالحدائق
كالذي - يبيع الماء في حارة السقايين -
أطارد المارة حتي يشتروا عقدا 
وأرسم فوق شفاههم خرائط الدهشة
وعلامة تعجب واضحة
لماذا أبيع الياسمين ؟
لماذا افتتح متجرا للكتب القديمة
وصور الزعماء والفلاسفة 
وأناقة القاهرة 
ونساء الاربعنيات 
بقصات الشعر الحديثة
والميكي جيب 
وافلام اسماعيل يس
سابيع الياسمين 
ربما تتعود الشوارع 
علي الوقار
وتقارن بين
خطوات العابرين 
فلا تفضح خطايانا 
بهذا الحد
ـــــــــــــــــــــ

قصائدي العميقة
ليست من قبيل الرفاهية
أنا شخصيا لم أمارس الرفاهية
منذ أربعين عاما
أنا مدجج بالقطيعة
أقاطع الجسناوات
والفنادق 5 نجوم
وغراميات الكورنيش
والحدائق الأنيقة 
يكفيني 
كوب شاي في غرزة
تجمع الحرفييين
والمتسولين
والقرويين الذين هبطوا العاصمة 
فضلوا الطريق
بعد نقل تمثال رمسيس
.
قصائدي العميقة
لا تدهش السطحيين
والمباشرين 
لا تدهش المراهقات 
اللاتي يحتضن ّحقائب المدرسة
كلما نضجت نهودهن 
مع مرور الأيام
لا تدهشني راقضة بدينة
في فرح أموال
لم تتدرب علي فنون الرقص
لكنها تشغل المعازيم
المخمورين
باللحم البض
حتي يمتلئ كيس النقوط
بذلة الرقص
فعلا مثيرة
فعلا
مثيرة
"
ـــــــــــــــــــــــــ
سيلفي"
غرفة قديمة
وبعض أثاث قديم
ووجه تملؤه البثور
في الكهولة 
جيوب أنفية
غير مخصصة للعملة
ا"لكادر"
شارع جانبي
زقاق تقريبا
وطفل شوارع
أجرب
يبيع التمول
ثم يفتش في القمامة 
عن قشرة موز
"كراهية"
بدون أساس سليم
نؤسس 
دارا ...
للأحياء 
ومصحة
للعقلاء

ــــــنسيت كوب الشاي حتي صار باردا
ونحن لم نتعود أن نشربه باردا
ربما كنت مشغولا باشياء أخري 
في الحقيقة أنا الذي صنعت الشاي بيدي
انتظرت أمام البوتجاز طويلا
لكي يغلي الماء
ثم وضعت ملعقة شاي في الكوب
وسكبت الماء المغلي فيه
ثم حملته معي 
ووضعته بجوار شاشة الكمبيوتر
وأشعلت سيجارة
هل كنت مشغولا
بإمرأة تحدثني علي الهاتف
أم كنت أكتب لها قصيدة
رغم أنني لا احتفي بالنساء
منذ تناثر الشعر الأبيض في سوالفي
ورأسي
وتملكت التجاعيد من منطقة واسعة
أسفل عيني
...
لم أعد أهتم بملابسي
كفيلسوف قديم
يترك شعره دون أن يمشطه في الصباح
قبل أن يتجه إلي المقهي
يتفحص هزائم القرويين
ويتأمل نقرات العصافير علي شباك محطم
يسمع النميمة في المناطق الشعبية 
ويبحث عن تفسبير منطقي 
لانطواء الفنانين الحقيقيين 
...
لم أعد أطمح في استعادة وسامتي
الزهرة التي كانت تنبت علي وجهي
أصبحت ذابلة 
لابد أن أبحث عن تفسير منطقي
لانطواء الفنانيين الحقيقين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستيقظون علي قفزات مرتبكة 
لم يتدربوا علي فنون السيرك
لم يتدربوا علي ترويض الخبث حيال الطيبين 
فقط احكموا صياغة الكراهية
احكموا ربط الحبال الذائبة 
حول اعناق المكاتب 
وتسربوا من الأدراج
يحاولون الغناء 
لكن أصواتهم النشاز 
كان مدعاة لإفشال الفقرة الأولي
وكانت مدعاة للأعراض الإنسحابية 
كمدمني البغضاء
الذين لا يكتفون بنصف حبة 
من مخدر مضروب
سيتناوبون حتما 
علي أنفسهم 
كرد فعل طبيعي 
بعد خسائرهم الفادحة
التي يدبرون لها ببراعة 
كل مرةالحقيقيينأعلى النموذج
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هل يمكن أن أغير نمط حياتي بضغطة زر . بطغظة زر واحدة . أنتقل إلي ذات أخري . وأغير أثاثات قلبي .أضع حبيبتي في غرفة أخري غير التي هيأتها لها منذ أعوام . وأدهنها دهانا جديدا متمعنا في صياغة الديكورات . لابد أن أجعل حبيبتي تعيش في رفاهية . واشتري لها الوصيفات من سوق كبير يبيع الغلمان الصناعية . ويبيع المراهقات ببضعة ليال . سوف أصبح عنصريا طاغيا . أقطف كل زهرة في طريقي وأغرسها في بلوزتها 
بضغطة زر سأجلب مساحيق التجميل . وأصفف خصلات شعرها . وأترك وظيفتي الأساسية كتاجر أبتسامات . ثم أجلس أهندم قلبي ليليق بها . حبيبتي من طراز فريد . لا تسير في زحام الموالد . ولا تنتظر علي شباك المترو كي تحصل علي كارت ممغنط . 
سوف أنتقل إلي ذات أخري . ذات عفوية لا تنتظر الراتب آخر الشهر . ولا تستدين من السوبر ماركت الجبن الفلمنك.. 
هل تليق بها كل هذه الميتافيزقية 
غرفة جميلة في قلب خمس نجوم تطل علي جسدي الميت
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يا لتفاهتي 
كيف أصدق الفلاسفة
وأصحاب الأراء النطرية
الذين يحتسون القهوة بحساب . ويخصصون أركانا في بيوتهم للكتب وللورود . الفلاسفة الذين قالوا أن الثمار ستسقط علي كفوفنا عندما نشاء ذلك . ونحن سحال ضئيلة لا مشيئة لنا . ولا نستطيع أن نصعد الأشجار كي نطال برتقالة .. 
كنت أصدق الشعراء أيضا .. رغم أنهم مهاويس يضاجعون الحروف في المساء . كي ينجبوا قصائد رقيقة تشبه الأطفال . وكنت أصدق أن الملذات جميعا تخضع لقانون من يستطيع المغامرة .
يا لتفاهتي . هذا ما آلت إليه الأمور . غابة كثيفة من الملح
ــــــــــــــــــــــــــ
سقط الوندوز يا حبيبتي 
.. قبل أن أقول لك سرا خطيرا ...
قبل أن أعلمك الطيران في حقيبتي
قبل أن اخطف شفتيك واحتفظ بهما
في كتابي كوردة
كالعشاق في الافلام العربية
عندما يختتمون المشهد ختاما سعيدا
فألعن رامبو .
الذي علمني السفسطة والصعلكة والكحول
نعم . أحبك
وانت تنسحبين مني كرخام ناعم
يفر من أرضية الغرفة
وتذهبين إلي قصائدك بينما أنت قصائدي
.. كل شئ ليس علي ما يرام ...
الحمام لم يعد يحط علي نافذتي
هل ستفضي اللامبالة إلي نيران صديقة
عندما أطلق قبلاتي من فوهة صهدي 
... ستدركين حينها كم كنت عطوفا علي قلبك
قبل مراسم العزاء
ـــــــــــــــــــــــــــ
ماهذا الصباح . أين العصافير التي ملأت غرفتي بالقمح ؟ العصافير التي كانت ترقص باليه في غرفتي تنظف النافذة كي تدخل حبيبتي إلي فضاءاتي الشاسعة .وتعلن إحساسها بالوله . 
ماهذا الصباح .. كيف تركوا كل هذه الغربان علي الشجرة . كيف تركوا جروا صغيرا جائعا يفتش - واقفا- عن عظام موتي . وغرفتي ليست القبر المناسب للمواعيد الغرامية .
ـــــــــــــــــــــــ
ما نكتبه الآن ليس هزلا 
وليس هزيلا 
ساعة الحائط القديمة لا تتغير تلقائيا عندما تقرر الحكومة العمل بالمواقيت الصيفية . لابد أن نقف علي كرسي لنخلع ساعة الحائط . ونحرك عقرب الساعات .. نغيره حسب التعديل الجديد . إن لم نفعل ذلك سوف نتأخر عن العمل . وربما يفوتنا القطار المتجه إلي الحياة الجديدة .. أو قد نترك أشغالنا قبل المواعيد الرسمية فنتعرض للمساءلة ولا ندخن السجائر في الأوفات التي حددناها لذلك .
ليس هزلا وليس هزيلا ما نكتبه الآن . المدن الحديثة لا تحتفي برص المقاعد بانتظام في الحفلات الصاخبة . ولا تعلق ميزانا حساسا لدي تجار المجوهرات . المدن الحديثة تصنع حضارات في الأماكن العشوائية ولا تمانع أن تضم المزهريات نبات الشوك وملامح الصبار الآسن .. 
لابد أن نتدخل فنزيح المفردات من موائد الوحدة .. ونصنع الضغينة بين قبايل الحروف فتبدو اللوحة في أبهي لحظات التشرذم والتفكك . 
ما نكتبه الآن لتثوير أثاث البيوت .. وعناد الأطفال الذين برعوا في تركيب الصور علي الفوتوشوب .وانتحار المطابخ الخشبية أمام طغيان صناعة الألوميتال . حركة ناقمة علي كنه قوالب الثلج وتحطيم لفريزر الغرائز الذي يعاني الشيخوخة
،،،،،،،،،،،،،،،،
لماذا لا أغني 
لماذا لا اكون ملحنا بارعا
لماذا لا اجعل أصابعي بيانو باردا
ولا اجعل ذراعي عودا حزينا 
ربما كان صوتي سيئا
لكنني سأغني 
وربما تنصتون لغنائي 
ستضحكون بعض الوقت 
في بادئ الأمر 
وتلقون في وجهي أكياس الشيبسي الفارغة
وتتوقعون أنني سأنفعل 
وأنسحب من المنصة
أو أرد سخريتكم بسخرية مماثلة 
لكنني سأظل أغني 
وعندما أصل إلي مقطع مؤثر 
سأبكي بحرارة
سأبكي بحرارة لأنكم طوال الوقت 
لم تمنحوني فرصة أبدية 
ولم تصفقوا - ولو بنفاق - بعد كل كوبليه 
في الحقيقة سأبكي لأن صوتي غير مناسب للمذهب 
صوتي لا يتناسب مع مقام نهاوند علي الراست " دو " 
صوتي يشبه ضفدعة بطيئة ومملة 
أقفز بين الصبا والبياتي 
بدون دراية مسبقة 
.
لماذا لا أغني 
وأنا حمل وديع أذرف ابتساماتي كلما قرأت جريدة
كلما تجولت في الغابات كإستوائي يروض العشب 
ويروض حنجرته علي فحيح الثلوج 
أنا متفائل علي كل حال
أربي الدجاج فوق سطحي
وأصنع حظيرة للقصائد
ثم أترك الشوارع 
واستمر في غنائي 
بصوت نشاز 
فلا تزعجوا العناكب التي تدرك قيمتي 
واتركوني 
أغني كما أشاء
ـــــــــــــــــــــــ
نسيت أن أسحب القصيدة ل may kombuter
ذهني مشتت لا يحتفظ بمقطع قصير حذفته بالخطأ 
بعد ثوان قليلة 
نسيت المقطع 
فقدت ابنا ربما سيكون بارا 
علي ما اظن 
كنت أكتب قصيدة مطلعها 
"لتهشيم ذاكرتي 
لابد أن أسقط شجرة الأسئلة التي تطعم رأسي بتفاح الفقد 
ورمان الصخب "
المقطع الثاني تقريبا كانت سترفضة الرقابة رغم أنه لا يتخطي حدود الأدب
كانوا في ندوات الورشة يتحدثون عن التابو واليوتوبيا
كنت مراهقا ما زلت أدقق في نهود صغيرة 
نهود بنات إعدادي التي لم تلوثها آثار الغزوات 
-المقطع الثاني 
"الرب ليس مخلوقا عاديا
عندما منحنا يدين قويتين 
كمنشار حديدي 
لم يكن يقصد أن نشتغل في الحقول أو نكسّر الأحجار 
فلماذا منحنا يدين إذن 
لنمسح التراب الذي تكوم فوق كتفيه الصلبتين 
لنذبح أطفالنا تحت قدميه الثابتتين 
لنصلب الحارس الوحيد للعدل 
الرب الذي هرب من ساحة المحاكم مرتديا زي بصاص 
مرتديا خطاياه التي اقترفها 
وظل يتسول من أجسا د نا الصحة 
يتسول رئتين سليميتين 
كان مريدوه ينصحوننا بالخضوع
كي يجنبنا أخطار الطرق السريعة
ويجنبنا الأمراض المزمنة 
ويجنب أطفالنا الحصبة والشلل الرباعي
والفشل في التعليم قبل الجامعي "
تخوفا من ظرف مفاجئ
سوف انسخ القصيدة بسرعة 
قبل أن يغضب الرب
ويفصل الكهرباء
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لا حاجة إذن لإطلاق شاربي
الأوضاع لا تحتمل عبئا جديدا 
ما الذي يدعوني 
لترك بعض الشعيرات تنمو أسفل أنفي 
هي لا تمنح الوجه وسامته
لا تمنحه العنفوان
ولا تجعله محط أنظار الحسناوات 
شاربي سيكون أبيضا 
ينشر الشيخوخة في ملامحي 
فكيف أربيه
ولم أتعود صباغة أيامي 
بطفيليات الخديعة 
ولم أرتكب قط 
جريمة السعادة المؤقتة
أنا حين خضت معاركي
كنت اعترف بالهزيمة 
كأي جندي أجبره اللصوص
علي الفرار 
كنت أفر من الحدائق 
قبل أن يعتقلني الصفصاف
قبل أن تقتنص العصافير أجنحتي
..
شاربي وخز في المسامات 
رغم هذا
لم يزعجني شئ 
لم يزعجني موسي الحلاقة
عندما كنت ماهرا 
في اقتلاع كل شعرة 
من جذورها
بكل بساطة 
كبستاني شرير
يفتك بالفراشات 
.....
من الأفضل 
أن أغرس الزنابق 
أن اغرس نهرا 
علي خدي
هل يزورني المصطافون كل عام
في مواسم النوارس ؟
ـــــــــــــــــ
بين القصيدة 
والقصيدة
فجوة صغيرة
تلتهم الشعراء 
الذين لا يغادون أماكنهم
ولا يبدلون أمتعتهم البسيطة في حقائب الظهر
الشعراء الذين تصلبوا في الكنائس 
وانكمشوا في الزوايا الجانبية من القري 
بين القصيدة 
والقصيدة
فارق سن
وفارق شعر
وفارق كالذي بين 
الشوارع في ظهيرة يوليو 
ومنتصف ليلة شتوية 
في الزحمة نكتشف اللغة 
ونكتشف الباعة الجائلين 
قبل الإفطار في غرة رمضان 
أليس ما يبتغيه الشعراء 
أن يكونوا شعراء لا أكثر
ان يبتهلوا إلي الله - كل حين - ليصبحوا مشاهير 
ليصبحوا بصاصين جدد 
ثم يهتفون في الصوامع 
وعندما يطعون في السن
يمتنعون عن الكحوليات
والنساء اللاتي يصاحبوهن في الأمسيات الشعرية
يمتنعون عن الإلحاد 
ويذبحون نيتشه
علي الملأ
.. 
بين شاعر وشاعر
ذوات ناتئة
وانهيارات انسانية 
وليال ملاح
كمعزوفات بيتهوفن 
أو كفاصل إعلاني 
بين عدة مشاهد تاريخية
في مسلسل ديني مصطنع
ــــــــــــــــــــ
أشتري دجاجة بسعر هاتف قديم ..هاتف بلا كارت موموري. وبلا بلوتوث . بلا كاميرا أمامية لالتقاط اللحظات المهمة . كالتي أشتري فيها دجاجة . هل كان يمكن أن أسمي الله وأسلّ سكيني الصدأ . ثم أذبح الهاتف . وألطخ يدي بأرقام أصدقائي
ــــــــــــــــ
وبينهما 
منذ البدء 
صرخة الروح التي تطل من روح
كأننا نوافذ مصنوعة بدقة 
ليس مهما أن نتفهم الموقف 
أو نتعرف اسم الحداد الماهر الذي صنع النوافذ 
أو ربما كان نجارا يدق في عرين الأرض أنيابها المجوعة
الأرض التي تبتلع ذكرياتنا
ودفاترنا 
ورفات أحلامنا 
مجهضة هذه الأحلام 
هكذا وضع طبيعي في القصائد الكلاسيكية
كانوا يحفظوننا أن نكتب عن لوعة العشق 
وسقوط الحلم . الكوابيس 
شهوة التدخين للتفكير الدقيق 
وتهيأة الأجواء لصباغة الشعر بصورة ومجاز 
ما علاقة الله الذي مهد الطرقات السريعة للسائقين 
ومهّد الأطفال للموت في باصات المدارس الخاصة
لم يكن مدخنا شرها لفعل كل ذلك بحرفية ودقة
فيروز التي تغني لم تعلق القصائد في حنجرتها 
صرخة الروح التي تفرّ من جسد متخم ومكتظ وصارخ 
صارخ بالسعادة وصارخ باحتفالية الحضور ونضحك 
ما علاقة الضحك هنا 
الضحك أو الرقص كشهوة التدخين عندما يفاجئ الكون حدائقه بشجرة صغيرة
بجنين كان هادئا ووقورا يلتقط حلمتين ليتعلم رشف رقعة السواد كهالة 
لم أسأل احدا عن هذه الكارثة 
هي ليست كارثة بالمعني المحدد لذلك .لكنها مأزق مفتعل كمشاحرة بين لصين وسط ميدان مزدحم . بينما سرقا بياض خدين كانا يفضانها بالعرق 
العرق المتبادل بين جسدين صانع اللذة الكامنة 
منذ البدء 
خسارات فادحة . كل المشاريع من هذا القبيل لا تنجب الأصدقاء المخلصين . ولا تنفض الغبار عن ماكينات الانتاج
مأزق كبير أن يصطفيك الله لتكون رجيما أو تكون رحيما بينما لك الحق في اختيار اسمك وجنسيتك ونوع ملابسك 
الوضع الطبيعي أن تكون سعيدا لكنك تصرخ في بهائك الاصطناعي . كبلاستيك اعاد الكهنة تدويره في قوالب الزهر 
صنعة أبدية تنتهك حرمة البدايات 
وفي النهايات تصرخ في قبو صغير
ــــــــــــــ

لذلك أعيتني حبوب الضفط 
..............
ولذلك أعيتني حبوب السكري
........
......
أنا 
....

من يغذي حروفي لتشبع ؟
؟
؟
ولا تأكل السطور في نهمها المعتاد
الوصفة الجديدة 
هي وصفة خاصة 
لأصحاب الأكلات سريعة التجهيز 
لشيفات القصائد 
الديلفري
..
...
سيدات الأعمال 
غير ربات البيوت 
الطبقات الكادحة 
تطبخ قصائدي 
بملح البروليتاريا 
ووتناول وجبات ماركس 
في مطعم شعبي
لعنات طيبة
ألعن الحديقة
نتبادل السباب في الحديقة
وأغرس حبوب الضغط والسكري 
في حفرة عميقة
الطبيب اللئيم نهرني 
لماذا ؟
تموت برفق 
....
1
س " غادرت مكتب البريد
لم تترك لي رسالة سعيدة
ص " غادر الكوكب الذي استأحره ببضعة مواقف سخيفة
غادره 
في موقف سخيف أيضا
خراج القصائد كلها
سوف يأتيني 
ولو كنت في عمق رئتيك 
يا أرض
ـــــــــــــــــــــ

لأن هناك بعض الأشياء ليست سليمة . وليست منتظمة . أجلس بطريقة غير مريحة وكل لحظة أغير هيئتي . لم تعد هناك لحظة فريدة واحدة تستدعي أن أكون واضحا
الوضوح يستدعي أن تكون في رفاهية بنسبة ما . أن تشغل التكييف ولا تعبأ بتبعات ذلك . تكسير العظام لن يكون مشكلة كونية . صيدلي علي قدر من الجرأة يستطيع أن يمنحني حبة واحدة مدرجة في الجدول بسعر متواضع 
لكن التكييف قد يتسبب في تبعات أخري مادية . كفاتورة الكهرباء الباهظة .
لابد أن أستند علي ذراعي الأيسر 
ذراعي الأيسر مصاب بكسر تقريبا . لم أذهب إلي طبيب مختص . دائما أهمل في صحتي ولا أحرص علي تناول العلاج بانتظام 
ربما يرجع هذا الكسر إلي واقعة لا أنساها . أو واقعتين 
كان ابني يهتف في مظاهرة . وكان قصيرا .هل كنت أترك صوته حبيسا بين ألفي شخص علي أقل تقدير
عندما حملته علي كتفي . هتف الجميع خلفه 
وعدت بألم شديد في ذراعي
وكنت أحاول أن أقود دراجة بخارية . فسقطت علي ذراعي الأيسر 
وتضاعف الألم 
لم أتعلم طيلة حياتي أن أقود دراجة بخارية أو سيارة . لكنني - علي كبر - أطلقت لرغباتي العنان . تعلمت التدخين بشراهة . وتعلمت أن أشرب الخمر . لكنني لم أتعلم كيف أنسي سنوات السذاجة 
قدمت كل شئ لأصدقائي . كالوفاء . والخيانة . والكذب . والصدق في حالات كثيرة
فيسولوجيا . أنا طبيعي . 
كأي رجل في العالم 
يتشظي أحيانا 
ويتحول إلي شرير طيب 
يكتب القصائد بلا قوانين 
ولا يحافظ علي الصلوات الخمس 
في مواقيتها 
أعبئ كلمات الشعراء في مدونة 
وحدي اتحمل تكاليف أن أكون نبيا
أتحمل نتيجة المشاهد العنيفة علي شاشات التلفزيون
وأجلس أبكي 
ثم أؤلف كتابا مقدسا 
للعابرين علي أسلاك روحي الشائكة
ـــــــــــــ
لا أمتلك بيانو وأفكر أن أعزف . سوف أوفر مبلغا من المال كي اشتري بيانو .نعم لم أمل أصابعك لكنني أريد أن اكون أكثر واقعية ولا أعيش في تهيؤاتي . نعم العزف راق وقلبي يستطيب الرقاد بين أناملك . بين مفاصل أناملك . بين بصماتنا حين تعانقت كفانا في فسحة من الليل . 
الليل الذي حاصره خوذة رجل ضرير لم يشأ أن يقتلنا بضربة فاشلة 
لأنه لم يفكر أن يمتلك بيانو . ولم يعزف علي شاطئ بحيرة لسمان هارب من مجزرة الجمال النائم
لا أمتلك أصابعي كي أعزف . أصابعي كتفاحة معطوبة . لا تتعاطي الرقص . لا تستطيع أن تطارد الأوبئة 
فكيف أشتري بيانو 
بينما غادر راقصو البالية خلفية المشهد ؟
؟
ــــ
ـــــــــــــــــــ
ـالله حين خلق الكون
غرس أزهارا وابتسامات 
وخلق الحب 
العصافير تعانق الغصن 
والغصن يعانق شجرة
والشجرة تعانق ملح الأرض
والندي اللطيف
يقبّل زجاج سيارة 
يخبئ عاشقين 
الله حين خلق الكون
لم يخلق قنبلة
أو حزاما ناسفا
أو يدين تحملان بندقية 
فلماذا تقتل الأزهار
والابتسمات
والعصافير
والندي
وفنجان القهوة 
في الصباحـــــــــ
ـــــــــ

ألا تلاحظون ذلك
حين كنت أغرس صبحا في أجسادكم
وأغرس خبزا 
كفاعل خير مجهول 
يرسل شيكات علي بياض
للحدائق 
علي باب كل حديقة
كنت أدق الباب 
واختفي خلف شجرة
تاركا بعض الملح
وبعض اليود الذي كان يستحم في شاطئ
وعندما يفتح العشب 
أكون في طريقي لحديقة أخري
لم أكن ثريا كما تعتقدون
لكنني اجتزأت طعامي 
وثيابي 
وبعض ابتساماتي 
لأصبح فاعل خير حقيقي
ــــــــــــــــــــ
لماذا تدفنون الموتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا تدفنون الموتي
الذين كانوا يحبونكم 
كانوا يقدمون لكم الهبات
والأطعمة الشهية 
ما هذه القسوة التي أدركتكم فجأة 
كيف تتخلون هكذا عن ذويكم وأصدقائكم المخلصين 
الذين كانوا يتعبون جدا 
كي تستكملوا دراستكم الجامعية 
الذين واجهوا انتكاساتكم بكل رضا
لعن الله الغراب الذي علمكم هكذا فعل 
ليتنا تعلمنا سر التحنيط 
لنحتفظ بالغربان في كامل هيئتها 
فلا نفتقد التشاؤم 
ولا نفتقد صراخها المزعج
عندما تحوم حول أنفاسنا 
عندما تقلب دفاترنا السعيدة
وتطارد العصافير الصغيرة 
التي حاصرت بيوتنا 
أسطح بيوتنا 
كلما أصبحت مرتعا للجثث 
وموقعا مناسبا 
لنصب فخاخ اللصوص 
الذين مولوا معاركنا البسيطة
.
الشجرة 
عندما تموت
هل تصبح جثة 
تتفشي رائحتها 
فنحفر لها مقبرة 
نكفنها بالفاكهة
ونغرس جريد النخيل علي شاهد جذعها 
لم يكن ثمة شجرة تقتل جارتها 
أو تطمع في عشيقها
لم تكن ثمة شجرة تواري سوءة شجرة 
لذا لن تصبح تكلفة المأتم باهظة
.....
قطتي اللطيفة 
ملقاة في الطريق 
عارية من المواء 
ومن قطع اللانشون 
وحليب المساء 
لم تجد قطة مقاربة لها في السن
تلتقط السيلفي 
في ذكري أليمة
ـــــــــــــــ
هدي
بنت الثالثة عشر
لم يكن أبوها يحب تعليم الفتيات 
وكان أبي - رغم كثرة العيال - حريصا علي أن نتعلم السباحة
والقراءة في كتب المطالعة
كنت أخاف من موج الترعة القريبة
وصوت السواقي في المساء 
كنت أخاف ماكينة الطحين 
الأطفال مثلي كل ليلة يذهبون إلي هذا المكان النائي من القرية 
لكنني كنت حذرا فاتهموني بالتخاذل 
أما هدي فكانت تقول لي دعهم يذهبون عند ماكينة الطحين 
كي نلعب وحدنا 
لم نكن نلعب ألعابا عادية
كنت حريصا في كل مرة يغيب فيها الأطفال أن أسألها عن البروزين المفاجئين الذين أطلا في منطقة الصدر
كنت لاأعرف أنهما نهدان يتهيأن للخروج من صمتهما 
يتهيأن للصراخ علي كفي الصغير
هدي لم تكن تعرف أن ثمة أبناء سوف يلتهمون هذين النهدين 
وأن الله عندما أنبتهما في هذا المكان كان يقصد أن تحتضن رضيعا 
هدي التي لم تتعلم مثلي فك الخط أو الحصول علي جمع عددين عشريين بسرعة مذهلة .. كانت بارعة في اكتشاف رغباتي . أناملي الدقيقة تركت آثارا إيجابية علي حلمتيها اللتين دفعتا عباءتها كحبتي عنب لم يذبلا من تناول شفتي الجائعة
يالله
ماتت هدي منذ 20 عاما
ــــــــــــــــــ
تقريبا 
كلنا في اللحظة نفسها
نتابع شيئا واحدا
بعد تناول الطعام نشاهد برامج واحدة 
علي سبيل التسلية 
أو علي سبيل خداع أنفسنا 
نحن علي قناعة أن الممثلين 
يؤدون أدوارهم ليس أكثر
خلف كاميرات حديثة
وأماكن تشبه ما يرغبون في إقناعنا به
الحدائق . استديو
والمترو . قضبان حديدية في غرفة شاسعة
القبلات .. بلاستيك ردي الصنع 
الدم .. أكياس كاتشب 
ومحمود المليجي لم يسحبه المحتلون في فيلم الأرض
كلنا تقريبا
نميل لذلك 
نستمرأ السقوط في التفاصيل 
والبحث عن علاقات لم تنشأ في الأساس 
ثم نشتكي علي الفيس بوك
بعد كل حلقة 
بينما المصور والمتج والمخرج
يخرجون ألسنتهم 
بعد أن تدور بيننا المعارك الساخنة
ــــــــــــــ
سأرسم رأسا
علي هيئة علامة تعجب 
وأرسم قلبا 
علي هيئة علامة استفهام
ثم أمضي بين الناس 
مندهشا ومتسائلا
لماذا نلتقي في الطرقات 
في عيوننا 
ألف رأس
وألف قلب
ــ
ـفِي مَنْظُومَةِ الرُّوتِينِ الْيَوْمِيِّ
ي مَنْظُومَةِ الرُّوتِينِ الْيَوْمِيِّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِعُدَّةِ سنوَاتِ وَأَنَا أَتَابَعَ إعْلَاَنَاتُ الْعَمَلِ فِي الْخَارِجِ
لَا أَقَصْدُ خَارِج الْبِلَادِ
خَارِجُ مَنْظُومَةُ الرُّوتِينِ الْيَوْمِيِّ
أستيقط فِي الصَّبَاحِ كَأَيُّ شَخْص فِي الْعَالِمِ
رُبَّما يَتَوَقَّعَ الْبَعْضُ أَنَّ مِنَ السُّهولَةِ بِمَكَانٍ أَنْ أَسْتَيْقِظَ فِي الصَّبَاحِ
وَرُبَّما يَتَوَقَّعَ الْبَعْضُ أَنَّ ذَلِكَ أَمرَّا طَبِيعِيَّا
هَلْ تَتَوَقَّعُونَ أنني كَأَيُّ عَصْفُور يَنْهَضُ مَنُّ بَيْن أَعَوَّادِ اللَّيْلِ
وَيَهْدِمُ فتحةُ الْقَشِّ
لِيُطَيِّرُ فِي عُدَّة اِتِّجَاهَاتٍ طُوَّالُ النّهَارِ
يُطَيِّرُ فِي عُدَّةِ اِتِّجَاهَاتٍ
فِي هَذَا الإتجاه بُعْثِرَتْ الرّيحُ قَمْح الْغَيْطَانِ
وَبُعْثِرَتْ الْعَصَافِيرُ فِي اِتِّجَاه مُغَايِر..
. مَنْظُومَةُ الرُّوتِينِ الْيَوْمِيِّ
تَجْعَلِنَّي لأ سَهِرَ كَثِيرَا كَمَا كُنَّتْ عَاطِلَا
حِينَ كُنَّتْ عَاطِلَا
كُنَّتْ أَعَمَلُ فِي مَجَال النَّمِيمَةِ
أَسَهِرَ لَيَالِ طوبلة أَمَارَسَ أَفِعْلَا شَائِنَةُ
وَأُتَابِعُ صَوِرَ الْحَسْنَاوَاتُ
وَلَا تَمْرُ سَاعَةِ حُتِّي أَبْتَسِمُ لِأُلِفَّ وَجْهُ عَلِيُّ الْحَاسوبِ
وَأَدَّعِي أنني أَعِشْقَهُمْ جَمِيعًا
لَا يَشْغَلَنِي السَّاسَةُ
الَّذِينَ يَتَحَدَّثُونَ عَنِ الْفسَادِ
وَمَحْدُودُي الدَّخْلِ أَوْ زِيَادَة 5 فِي المائة أَوَّلَ يُولْيه
عَنْدَمَا هَنَأَنِي زَميلِيُّ بِفَوْزِ الزَّمالِكِ
اِبْتَسَمَتْ سَاخِرَا...
رُبَّما يَتَوَقَّعَ الْبَعْضُ
أنني فَرَاشَةَ
أَدُوِّرَ حَوْلَ أَفُرَّعِ الْمَصَابِيحِ الْمُلَوِّنَةِ فِي الأفراح الشَّعْبِيَّةَ
ثَمَّ أَقْتَنِصُ زَهْرَة مِسْكِينَةَ
تَسْتَيْقِظُ فِي الصَّبَاحِ لِتُؤَدِّي وَظِيفَتُهَا
فِي مَنْظُومَةِ الرُّوتِينِ الْيَوْمِيِّ
JJJJJJJJJJJJJJJJJ

اصمتوا للأبد
ألا يملؤكم الخجل 
أصمتوا يا أصحاب رابطات العنق 
والقمصان الفخمة
والسيارات الفخمة
يا هؤلاء 
الذين يسكنون خلف لوحة مفاتيح 
بينما إبط البراءة يزدهر 
وتتعري فخامة عظامه النحيفة
هذا الذي يغسل أوساخكم بفوطته الصغيرة
لا يعنيني في أ ي مشهد كان هذا الشبل يتدرب علي الوطنية
هذا الطفل الذي يختلف عن أطفالكم
لا يذهب إلي الحدائق العامة
ولا يستجم في الغردقة
ولا يشاكس القطط الثمينة 
عند حمامات السباحة
اصمتوا للأبد
ــــــــــــ
كيف تثير الجدل ؟
عندما يرتدون جميعا ملابس الحداد
غنّ 
سر في هيام بين جثث الجنود
وغن ّ
للقمر 
غن للأفعي التي تتلوي بداحلك
كأحشاء جائعة
ـــــــــــــ
كيف تثير الجدل ؟
ترقص باليه في قرية
تقف علي ناصية شارع يعبره فلاحون ساعة الغروب 
وترقص باليه
ــــــــــ
أريد أن أجرب الموت
لأعرف من سيكون حزينا 
عندما يحملون حثماني علي طاولة
سأغمض عيني
وأكتم أنفاسي 
مثل ذئب ماكر 
أو طفل يخدع أبويه عندما يمارسان الحب
بعد الفجر تقريبا
عندما أجرب الموت
سأفاجئ أصدقائي المنافقين
وأفاجيء جيراني الذين يعرفون أنني طيب 
لأنني ألقي عليهم السلام كلما مررت من بينهم 
كالشعرة 
أنسل من الحياة
من حصة اللغة العربية
من الباعة  الذين يحاسونني حسابا قاسيا في السوق علي تفاحة معطوبة
أنسل من حبيبتي
التي وعدتني أن ترتدي الأسود 
أنسل من الدائنين 
مستغلا سذاجة هؤلاء 
الذين سوف يسامحونني جميعا
علي ما أقدمت عليه
من فعل برئ
عندما جربت أن أموت
ـــــــــــــــ
ـالتابلت به عطب 
كانت كل قصائدي علي التابلت بصيغة bdf
كيف أقرأ قصيدة في أمسية 
ومعي هاتف عقيم لا يفعل شيئا غير الثرثرة 
أضاعة الوقت في كتابة بعض القصائد في دفتر 
عادة قديمة
التكنولوجيا جعلتنا كسالي
والتابلت الذي لا يحتمل الشخبطة
أو تغيير بعض المفردات 
أفضل من مشقة التدقيق بقلم جاف
أرجوكم 
لا تقلقوا صفحتي الآن بالكومنتات علي منشور سابق
لأنني مشغول بكتابة هذا النص
ولا يمكن أن أبادلكم اللايكات
أو أتابع ذكرياتي في مثل هذا اليوم
كتقنية جديدة علي الفيس
مارك دائما يجعلنا من مدمنيه الخلص
عندما يجذبنا من المسلسل العربي
لنتابع أزهارنا التي نرصها علي حائط مشروعه الربحي 
التابلت 
لكي يعود قادرا علي العمل
كما أكد لي محل الصيانة بوسط البلد
يحتاج لشاشة أخري
بسعر مرتفع
لا يقل عن 100 ج
ياللخسارة
ليتني ما صعدت السرفيس بسرعة
عندما تجنبت الدخول وسط السيدات في ردهته الضيقى
خبطته أمرأة بدينة
لم اهتم لذلك في حينها
شغلتني الأغاني التي كان يشغلها السائق
وأحاديث الركاب التافهة 
عن ارتفاع الأسعار 
عن كيلو اليمون 
الذي تخطي ثمن بطيخة ضخمة 
حوارات العشوائيين
تجعلني أدعي أنني مثقف 
ينأي بنفسه عن الخوض في أعراض المسئولين 
كمؤيد قوي لمنظومة الخبز الجديدة

يا للخسارة
كان يمكن أن أقرأ هذا النص الجديد في أمسية اليوم
دون الحاجة إلي ورقة شاسعة 
لكن التابلت به عطب 
عندما خبطته أمرأة بدينة في السرفيس
ــــــــــ

كيف أترك هزائمي هكذا
معلقة علي جدار
يمرون عليها 
ويكتبون تواريخ كل غزوة
فوبيا عينيك الشاهقتين
تجعلاني أكبر خاسر 
لم أقصد أن أكون مريضا نفسيا
أو طفلا يفتش عن ثدي أمه
في جسد ضحل
الساعة 2 م
تحاصرني بأسئلة
هات كفك العجوز
لأقرأ فداحة ليلك
وأفسر كيف تتناثر روحك 
كدمي صغيرة
تدهسها الأزقة
وتعتنقها نزوة مغلفة بتابوت المشاعر
....................
سأقتلك 
وفي يدي زهرة
كأنك ربوة خصبة
تربي علي خدها القبلات
وتدهس شفتيك 
شيخوختي 
وعبثي
من أين تطل الزواق التي تحملك
إلي نهري المالح
يا أيتها الوله المباغت 
و التراتيل في باحة
صوتي 
المخنوق 
..
في كل الحروب 
ثمة خاسر
ثمة إماء يسحبهم القائد المظفر إلي غابة 
ثم يقيدهم في أغصان الفراش
في كل الحروب
ثمة نكبات متوالية 
تصبح سببا 
لاستعادة النصر
لكنني
تركت - في كل مرة - ساحتي
بلا جنود
بلا رماة يطيعون الأوامر
ويحمون ظهري 
عندما أنشغل بجمع الغنائم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهذه البقعة البيضاء الصغيرة
في اللوحة السوداء
هل النهار صغير إلي هذا الحد
وهل هذا قلبي الأبيض
يتوضأ في العتمة
ويصلي في أقصي اليمين
البقعة البيضاء الصغيرة هل هي قمر يأخذ في الغياب
أم يسقط
من ريشة فنان بائس
كان يرتوي من نصف الكوب الفارغ
دائما أعارض فكرة نص الكوب الفارغ
إذ ليس فراغ عندما يمتزج الحزن بقاعات الهواء 
كل ما ندعيه عن فكرة الفراغ 
مجرد هزل 
هل البالونة فارغة
وهي تداعب الأطفال في الأعياد
والمناسبات السعيدة
فما هذه البقعة البيضاء الصغيرة
في أقصي يمين اللوحة ؟؟
ـــــــــ
حليب القصائد لم يعد يكفي قطة تموء في زقاق القوافي 
القوافي خديعة كبري
سيبويه كان مجنونا يؤسس منظومة البخس 
والخليل مارق علي تفاصيل القبيلة 
القبائل لم تكن تحتفي بالرقص المنظم 
القبائل كانت تتاجر في السلم الموسيقي 
وكانت تموت في الفوضي 
انا مجنون 
او هكذا اريد 
لا شعر ولا نيلة
المبادئ أحذية قديمة
واللغة العربية ... 
صفحة صفراء في تاريخ النهود والمؤخرات والغلمان 
الشرف استعارة مكنية 
دلالة علي الارتزاق الحرام 
لافتات في وسط ميدان 
لا تلبث أن يصنعها الفقراء ملايس داخلية لأطفالهم 
النقاء 
والبراءة
والمروءة 
مفردات كاذبة 
الله خلق الكون عبوسا
وعبثيا 
خلق زلازل وبراكين
وخلق حيوانات مفترسة
أطلقنا عليهم لفظ " بشر "
صدقوني 
هذا ليس نصا شعريا
لأن الشعر كائن مريض
لا يستطيع أن يتعايش بسلمية 
وسط غابات شاسعة مليئة بالقاذورات 
لابد للشعر أن يستلح بالحقارة 
بالقتل
لابد أن يكون سفاحا 
هذا الشعر المخلوق الرقيق " أهبل "
نعم " أهبل "
لابد أن يموت قبل أن يفتضح أمره
قبل أن يفضوا بكارته عيانا 
في الطرقات
ـــــــ
تعالوا نتوقف عن الشعر
نتفق جميعا
نحن كسحرة بلهاء
ألا نقترف هذه الجريمة ولو ليوم واحد
أو ساعة واحدة
ثم لنراقب الكون
هل سوف يظل مطرزا بالورد 
هل ستظل ثيابه مهندمة
وهل سيشبع الأطفال اللاجئون
الذين هجّرتهم الحروب؟
ـــــــــــ
أنسنة الأشياء
الليل . شعر طويل علي ظهر حسناء 
صدعوا رأسنا كثيرا
عندما جعلوا القمر فاتنا
ثم زالت الأفكار الباهتة
بتوالي العلوم اكتشفنا أن 
القمر جسم معتم يعكس ضوء الشمس الساقط عليه
المجازات .
افتح في قلبي حانة للرقص والخمور
قطط المستشفيات العامة سمينة
ما علاقة ذلك بأنسنة الأشياء
لتفكيك القصيدة أقتل دريدا
وأستدعي رامبو مرة أخري
الشواطئ
ليست مكانا جميلا فقط
الطفل الذي غرق في رأس البر أمام عيني قبل سنوات
غير فكرتي عن الشواطئ 
كما مات صديقي في حادث دراجة بخارية 
صديقي كان يضحك قبل أن يرتبك سائق الدراجة 
كان يقول له نكتة إباحية 
الشواطئ تحصد المصطافين كل عام
ورامبو قتله صديقه الغيور
التدخين قبل الإفطار قد يتسبب في جلطة مفاجئة
هكذا قالت لي زميلتي في العمل 
الأشياء ليس لها نفس
ليست بني آدم تنطبق عليه خصائص الكائنات الحية
كرسي المكتب لا يتحرك من تلقاء نفسه 
لا يتغذي أو يتكاثر
بينما الإنسان بدأ واحدا
ثم كان تعداد الصين ١٫٣٥٧ مليارا حسب إحصائية (٢٠١٣)
هل تصبح كراسي مكتبي 1000 كرسي بعد تسعة أشهر 
في معظم القصائد الفصيحة كان من الصعوبة كتابة الأرقام بطريقة الحساب
" حد الجنون . روحي تشرئب . حن سقطت في غرام الملائكة . أعطاني الله صفقة رابحة .. الحب . شوط من مباريات لا تذاع مباشرة علي قناة فضائية "
القصيدة انبهار باختلاف الطقس . درجة الحرارة لا تلبث أن ترتفع دون ارتباط بفصل
تهشيم الأمس . كي لا يظل محفورا في الذاكرة . 
فورمات قوي لمحو كل الفيروسات القديمة التي اخترقت الكتابة قبل خلق الإنسان "
ــــــــــــــــــــ
وأنا الذي قلت . أزقة تشتهي قطعة سكر 
الآن تشتهي ابتسامة
ورئتين صالحتين للعشق 
في زمن القحط
ــــــــــــ
قفصي الصدري
ليس مملوءا بالفاكهة 
لا تستجديني هكذا
فلن أسمح لك مرة أخري
بالأحضان المجانية
ــــــــــــ
ياه 
انت هنا
منذ زمن لم تقم معارك
ولم نتفقد قبلاتنا المفقودة 
أو الجنود الذين قضوا
عندما كنت أحيط قلبك 
بكتيبة الحراسة
ياه
أخيرا 
ثمه وريد ينقل السلام بيننا
هذا الذي 
كان ينقل الدم أيضا
ـــــــــــــــــ
علي حمالة صدرها
عصفورة جائعة
هل ستهبط إلي الحديقة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
تنظير
ـــــــ
نظريا
عيناك تصلحان للحب
والكلام المعسول
عمليا
أنا مشغول معظم الوقت في نقذ النطريات
ــــــــــــــــــــ
مع مرور الوقت
لابد أن نفكر في أشياء كنا نفعلها بمحض الصدفة
هواجس تحتل عقلي الذي كان سفيها
مقولات مغلوطة
اصرف ما في الجيب .
ولم يأتي شئ يجعل المثل دقيقا
الجيب فارغ من كل شئ
القميص الذي اشتريته خصيصا بجيب علوي صغير 
كي يظهر النصف العلوي من علبة السجائر علي الملأ
ركنته علي الرف 
بعد أن تآكلت ياقته جراء العرق الغزير
كأي عامل في مصنع
راتبه الشهري يندرج تحت بند المقولات المغلوطة 
العقل الاشتراكي ضربه الخلل
ضربته الرأسمالية في مقتل 
لذلك لا تستغرب 
عندما تجد فأرا صغيرا
يهرب من شقتك
ليس لأنك تربي قطة شيرازي في ريسبشن واسع
القطة الأنيقة التي تمشط شعرها بعناية 
وتخرص علي تطعيمها وقائيا من الأمراض الخطيرة 
تحظي بالرفاهية
بينما ثمة طفل يقلب صندوق قمامة
بحثا عن ساندوتش فول 
المقولات المغلوطة صنيعة رجل مستبد
صنيعة فاشيين قدامي
حاولوا مرارا قتل ماركس 
وطبقوا حد السرقة
علي فراشة حاولت اقتناص الضوء
قبل أن تحط علي قبر برجوازي عتيد 
....
الرفاهية
كائن أحادي 
خلقه الله خصيصا 
لطبقة واحدة
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
لم أقتنص فرصة واحدة سنحت لي بها الأيام
حين كنت أمر أمام متجر 
يمنح الملابس مجانا
فقدت القدرة علي الدخول
أرهقني المسير حتي مدخل المتجر
رغم أن الشارع كان هادئا
وليس ثمة سيارات تعبر الطريق 
كنت عاريا علي ما أتذكر
كنت الوحيد العاري
وكان بإمكاني الحصول علي عدة جواكت ثقيلة
جواكت من الجلد الطبيعي أو الشمواه
وعدة بناطيل 
وفي رواية أخري بنطلونات 
حسب المعاجم
المهم . أنني ظللت عاريا
لم تستطع قصيدة واحدة أن تستر عورتي في الشتاء
وهي التي سحبت دمي في سرنجة 
لتحليل ال DNA
لإثبات نسب الحروف 
وأنا الذي لم أسرق لفظة 
أو أقترض قبلة 
من مصرف شفتيك
الذي يتعامل بالنظام الربوي
KKKKKKKKKKKKKKKKKKKKKK
ليس كائنا صيفيا
لا يرضي أن يبلله العرق 
أو يسير في الطرقات محشورا بملابسه المكرمشة
الشعر وديع كما قلت سلفا
الشعر رغم أنه بروليتاري
لكنه أنيق 
لا يرتدي البالة
ولا يرتزق من الرقص في بلاط 
في الربيع ينتشي
يرتدي بنطاله الجينز 
وقميصه المشجر
بلون الحقول 
ولون البحر
عند الشاطئ 
يجلس يتأمل العابرين
الأسماك الصغيرة التي تنطلق إلي حقيبته
هربا من الموج
يا تري
كيف تفر الأسماك الصغيرة من الموج
هل كان الموج يجرف ذكريات المحار 
ويجرف العلاقات العاطفية بين قوقعتين 
يجلس يتأمل السماء الأخيرة
كيف يمكن أن تكون شيئا آخر غير دخان كثيف
وبعض الحلوي 
في السماء الأخيرة 
بشر يرسمون بحرا 
ويرسمون طيورا مهاجرة
ونوارس جريحة
...
في الصيف 
يفتش عن طقس معتدل
عن ساحل مناسب
للطبقات الكادحة
الشعر كائن كادخ
يشتهي أن يقيم عدة ليال 
في ملهي ليلي
ولا يكون مهمشا طوال الوقت
ليلة واحدة 
بلا حظ تعيس
أو نحس لازمه سنوات طويلة 
منذ هبط إلي الأرض
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
الذين تركونا بالأمس 
وغادروا إلي الله
أفضل من الذين يعيشون إلي الآن
علي ظهر هذا الكوكب 
عناء شديد 
هم هناك
لا يحسبون الساعات 
ولا يتحسرون علي شبابهم الذي ضاع بلا فائدة
هناك علي الأقل 
تراب ناعم
وبعض الفطريات 
التي تسليهم وتقضي أوقات فراغهم
بينما نحن
لا نمتلك رفاهية أن نترك الهجير
ونسافر إلي بقعة معتدلة 
وقت القيلولة
ــــ
ـــــــــــــــــــــــــ
من الطبيعي 
أن تكون سعيدا معظم الوقت
من الطبيعي 
أن تجد ما يكفيك من يود
دون أن تتجه إلي بحر
أو تأكل وجبة غنية بالتمثيل الغذائي 
من الطبيعي أن تكون عاشقا تسجل أرقام قبلاتك في دفتر خاص
القبلات تنفس طبيعي 
شفتاك رئتان تضخان اللحظات السعيدة
وتستنشقان الأوكسجين العاري بشهوة مفعمة 
الأوكسجين المتشبع بصهد الاحتراق
في الحقيقة
القبلات لا تنتج سوي أجنة ناقصة التكوين
فاجعلي شفتيك حضانات عامة
لأطفال الشوارع
وملاجئ للمركبات الكيمائية الناقصة
.واملأي النهر بنشوة الزوارق
قبل أن تتماثل الشواطئ للشفاء
وارجمي بحجر
كل أعمالي الصالحة
التي مارستها بكل قصد

                             /  مشكلة الضمائر لن تجعل النص خارجا عن إطار القانون كي تحاسبونه حسابا عسيرا /
 (عندما استدعي الصوفيين في مبخرة
مولانا العارف 
فتصبح الأرض مخضرة )
تعويذة روحي الميتافيزيقية 
قنوات مسابقات لفروق بين صورتين
حاشا لله أن أتصل ب 0900
............................. 
سوف أشعل السيجارة 
وأخلد إلي اليقظة ـــــ
ــــــــــــــــــ
النظام فوضوي
كأي قصيدة نثر
لا يعترف بأيقونات مرتبة ترتيبا أبجديا 
أو حسب حجم الملف
أو حسب أولوية الحضور
في قصيدة النثر 
نرقص بلا قوانين محددة سلفا 
ونغني بأصوات ناشزة
كأنثي مغبونة 
رفضت وصاية رجل بشارب كثيف
النظام علي ما يبدو 
لا يحتفي برص أيقوناته علي سطح المكتب
ماي كمبيوتر في أقصي اليسار
 برنامج الحماية  في مركز متوسط
الفيروسات لعبة القراصنة
القراصنة المحترفون يسطون علي حقول القمح
ويقيدون أوكسجين الشوارع بالصور الملغومة
.ــــــــــــ
بشعري المجعد 
أجدل الذكريات
قبل أن تختفي الغمازة 
عندما كنت أبتسم
كانت تبدو كوسم 
وعندما تحولت إلي تجعيدة بارزة
امتنعت عن الابتسام
.
 بلا تدريب في مدارس الرقص
أجسادنا تصنع كل حركة عفوية
دون الرجوع إلي متخصصين
ونرسم لوحة لكائنات مبعثرة
نحفر في وجوهنا 
رتوش المواويل
.
"أبكي بدمع الندم .. ولا بدمع العين
والصبر يا ولداه ..... الصبر هنعمل إيه "


وكانت المرارة 
بطعم التفاح
.
ما هذا الصباح
لماذا لم تستيقظ الطيور
ــــــــــــــــــ
صانع ماهر
كان لديه وقت فراغ كبير
قرر أن يصنع قفصا حديديا ضخما
علي سبيل شغل وقت الفراغ
لكنه لم يرض أن يظل القفص بلا أسري
فصنع عصافير 
ثم نسي
أن يصنع قمحا وأرزا 
وبعض الأوكسجين 
غير الملوت بدخان سيجار
يلازمه
وهو يراقب العصافير الأسيرة
في نشوة سادي عتيد
يدّعي الرحمة
ــــــــ
لا فكرة جديدة في ذهني الآن تصلح أن تكون قصيدة
رغم أن الأفكار ملقاة في الطريق
كما قال الأقدمون
لذلك نزلت إلي الشارع أفتش عن فكرة
أفتش عن شئ يدعو إلي التأمل في الطريق

يقيني أن الأفكار المرتبة تصلح في موضوعات التعبير 
نهندم اللغة ونكتب في سياق واحد 
مثلا :- 
تطبيق عملي علي موضوع تعبير عن " حب النظافة "
الأفكار :-
النظافة من الإيمان
أهمية نظافة الثوب والمكان والبدن 
أسباب تلوث البيئة
الأفكار تعتبر دليلا مع الطالب في مراحل التعليم المختلفة 
يبدأ الطالب بكتابة مقدمة محفوظة سلفا تصلح لكل موضوع 
" أنه من دواعي سروري أن أكتب في هذا الموضوع ......."
ثم يبدأ الطالب بطريقة ركيكة لا تتوخي الحذر من استعمال مفردات عامية .....
هكذا يفعل المتشاعرون في المسابقات التي تقع تحت طائلة المناسبات 
كالقصائد في المولد النبوي . عيد الجلاء . العيد القومي . عيد الأم 
وتفوز القصيدة بالمركز الأول 
//
الأفكار في تقديري ليست ضرورة في الشعر
الشعر شئ من مخزونات الأرق . وتأملات كونية كبري . و انحيازات ذاتية رقراقة كغدير صاف 
منظومة الفكر لا تهشم حافة الواقع . ولا تطرق الصلب في أرواحنا . نحن الذين همشتهم إشارات المرور . فلم نستطع السير نحو الشمس في عز الزمهرير 
الأفكار إشارات مرور ولم نقد سيارة قط . نحن في عبث الكون . نترك لسيقاننا عنان التألق في وهج الليل 
/// لم يعد في علبة السجائر الكثير 
التلفزيون مغلق فلا جديد يمكن أن نتابعه في نشرة التاسعة

قال لي زميلي:-
الضمير موجود في النحو فقط
وأسماء الإشارة
هذا 
ما يمكن أن أهذي به ليلة الجمعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقربون يعرفون كيف أقضي وقت الظهيرة والمساء
لم يعد ثمة وقت للقصائد
رغم أن بذورها في الطرقات 
لكنني أدهسها بقدمي
أجلس علي رصيف أتناول ساندو تش كبدة محمدة 
كأي مهمش لا تعرفه الصحف الإلكترونية 
ماذا جنيت منك يا حديقة 
عشرون عاما أشتغل في هندسة الفاكهة
أقلم الفروع الزائدة
التي ضربتها الآفات 
وأبذر سماد القصائد في تربة صفراء
كي ينبت الرمان والتوت 
تعلمت نظام الري بالتنقيط
رويت الأغصان بحكايات الحرفيين 
توجت رقاب الفاتنات بعناقيد العنب 
...
المقربون 
الذين اهتموا كثيرا لأمري في الآونة الأخيرة
روّعهم ما آلت إليه أحوالي
سليل رضوان الأكبر
تلتهمه فجأة قصص النميمة
وتعتقله ألسنة العاهرات 
يستبد به الأمر
ليوزع عليه المارة 
بقايا ابتساماتهم 
ويمنحوننه - من قبيل الرأفة - فكرة جديدة 
الذين اهتموا لأمري 
كانوا أصدقاء طيبين 
يدركون حجم مأساتي 
ويبتهلون ألي الله
أن تنتابني قهقهات مفاجأة 
بعد أن نفذت مناديلهم الورقية
عندما شاهدوا العرق يغطي روحي
وأنا في المفرمة اليومية 
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
جثتي 
ستكون فاسدة
مطروحة علي زهرة
أو علي عقد فل 
لكنها ستكون فاسدة
لا تصلح كي تنهشوا لحمي
أو تعلقوني علي مشنقة 
لانني مذبوح من رقبة ذكرياتي
التي تخر أحداثا كثيرة
تخر صورا 
ولقاءات عاطفية
وملابس أنيقة
وحصص لغة عربية
تخر غازات مسيلة
وهرولة خلف بعض اللصوص 
.
توسوس لي نفسي
أن أستكمل الحياة
بمواقف طريفة
أن أهادنها
وأبتسم في كل الأحوال
أن أسخر من الباعة الجائلين
الذين ينادونني في السوق
فأضحك بقسوة
وأضرب كفا بكف
.
سأبتسم في كل الأحوال 
ثم أفكر في اختتام صفحتي 
وأنا أستقل سفينة مثقوبة 
.
جثتي فاسدة
فاشبعوا
ثم اخرجوا في الهواء الطلق
وتناولوا المياة الغازية
كي تهضموا ابتساماتي الدسمة
التي أطلقتها 
كرصاصة أخيرة
كانت في سلاحي 
قبل أن أعطي لروحي
الأبدية والخلود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفكر في الترحال
أن أرتدي ملابس بالية
كبدائي لا يعرف الطرقات
لم يجرب أن يتلقي مكالمة هاتفية
من أصدقائه الأسري في كهف
الذين  لا يغطون عوراتهم البارزة 
كما خلقهم الله يتجولون ليقطعوا الأشجار
ويتناولون الغصون الخضراء
والأوراق الخضراء
قبل أن يناموا بعض منتصف الليل
كما خلقهم الله 
جوعي
 يلتقطون ثمرة وحيدة
ثم يتدربون في مساحة شاسعة
علي تربية العضلات
أفكر في الترحال
أن أترك أطفالي هنا
ثم أهيم في المدن
أعمل ساعيا للبريد
أطرق أبواب العشاق لأسلمهم خطابات سرية 
وأعمل متسولا في منتجع سياحي 
فأحتفظ بالشواطئ 
وأنقع  جلدي في الملح الخشن
هكذا قالت لي سوزان
عندما شكوت لها ارتفاع السكر
طاقتي في الصبر
باهظة
لكنني مستعد أن أبتسم 
إبتسامة إيجابية
عندما يحدثني جاري
جاري البدين
عن رغبته في النحافة
باتباع نظام غذائي خاص
لا يتعاطي خلاله 
سيرتي 
التي أصبحت علي كل لسان 
ـــــــــــــــــــــــــــ
.متيم بالفقد 
أفقد أصابعي ولم يطبق حد السرقة بعد
أصابعي كانت تتناول الشقوق 
وأبواب الشوارع 
أحاول رغم كل شئ
أن أكتب قصيدة سعيدة
وأضعها في مزهرية 
في أول ساعات المساء
أشغّل في غرفتي أم كلثوم
وأجلس أتسلطن مع خيال امرأة حسناء 
ترقص رقصا خفيفا
بينما تقول الست
" لو كل حب في كل قلب اتجمعوا أنا حبي أكتر "
فأشعر بالنشوة جدا
وأشعل سيجارة 
ثم أنظر في سقف الحديقة
الحديقة التي صممتها في جانب علي حائط الغرفة
بوستر كبير لأزهار ملونة
تطلق الروائح من مسامات الطوب
وتصبغ بالموف جبهتي
أنا سعيد علي الأقل الآن
لن تجتاحني موجة الحزن مجددا
كل شئ تقريبا يدعوني للسعادة
كل شئ يدعوني أن أحرك جسدي يمينا ويسارا
أن أتمايل كصوفي أو راهب في صومعة 
أن أحذف كل قصائدي السابقة 
من حقيبتي 
كل قصائدي كانت تميل إلي السوداوية
كما قال أحد النقاد الإنطباعيين 
أو كما ادعت عرافة عجوز
عندما خطفت كفي
وظلت تشير إلي خط طويل
كطريق مزدحم بالمارة
ادعت عرافة عجوز
أن سماواتي لا تقبل خاصية الطيران
وأنني لست خارقا للعادة
فلا تسقط شهبي علي الأرض 
كي تنيرها في يوم من الأيام
لكنني سعيد
ولن تجتاحني موجة الحزن مجددا 
لذلك اقتلعت كفي
وتركت العرافة تهذي 
ثم دخلت حديقتي التي رسمتها 
علي الحائط 
ـــــــــــــــــــ
علي اتساعهما
عيناي نافذتان يهربان من العصافير
كلما بنت عشا من رموشي
هدمته نظرة من فوهة الحدقات
وقلبي ضرير
يتعكز علي عظام قفصي الصدري
قبل أن يحط - كيمامة - علي غصن ذراعي المزهر
عيناي في الخريف 
شجرتان ذابلتان يستلقيان في ملل الحدائق
يسّاقطان في جب الفصول
فتغرق المشاهد 
ويغرق شريط الذكريات 
الذي كان اللاصق المناسب لعينين يغنيان 
علي اتساعها الحياة
ال 
حي
اة
 مقاطع صوتية ضيقة 
لا تصلح للعزف
لا تصلح لرقص رفيع
أرتدي ملابس بهلوان
أخدع الأطفال بألوان خدي الحمراء
ولساني الطويل
والتفاحة الصغيرة
التي أفاجئ بها المهرجين القدامي
الذين علموني رسم نهدين علي شجرة
ثم خطفوا يدي قبل أن أتحسس لوحتي 
قبل أن تنبت الأغصان أطفالا جوعي 
من المفترض أن يصعدوا إلي حليب المجازات 

ثم يشبعوا - مجازا - 
ويناموا في هدوء بعد أن تضمهم وريقات خضراء 

بلا كاميرات هواتف 
تلتقط المشهد العاري 
لكون حنون ليس مزدحما بالباصات 
ولا يعاني التهتهة

قلبي ضرير 
لكنه يستطيع أن يصعد السلم
ولا يصطدم بشهوة الهبوط 
JJJJJJJJJJJJJJJJJ
هل يمكن استبدال القهوة 
في قصيدة النثر
بالنسكافية ؟
ما قانون القهوة 
أنا لا أحب فيروز
ولا أشرب القهوة 
لكنني لست مجرما علي كل حال
سوف أكون داخل السياق
متصنعا التأمل القوي في الفنجان 
وأحفظ نصر حامد أبو زيد
أقف علي ناصية شارع صاخب
أكسر رجلي كلما مرّ شيخ 
وأقنع جيراني العشوائيين 
أن يسمعوا معزوفات بيتهوفن 
ويرقصوا - علي المصطبة - رقصا رفيعا 
أشبه بالبالية 
قانون القهوة مرغما يقتحم الفاترينات الأرستقراطية
ويدجّن الجمال في معامل التحاليل 
.
الرمزية كمفر من الواقع مشروع فاشل إذ لابد من تنظيف المرآة قبل أن نقف علي أبواب الله .
لابد أن نكون عرايا تماما
قبل أن ننطلق في الطرقات
كيرقات ذباب ضعيف الذاكرة 
كلما أرتدي وجها مصابا بالرمد
..

كيف نمارس الفاحشة في الخفاء
ونمارس الطيبات علي شاشات التلفزة
الرمزية تمنح الأرداف منطق الحقيبة البضة 
وتمنح الفاكهة  شهوة السقوط علي حقيبة 
بينما نمتلك القدرة علي قطف النهود في الشوارع الجانبية 
وأسفل الكباري العلوية 
وفي زحمة الباصات 
ثم ننظر بشكل طبيعي في المرآة 
ونصفف قلوبنا المجعدة بشكل طبيعي
وبأصابعنا نفسها التي ارتكبت الهزيمة 
لكنني في كل مرة أنتصر 
رغم كاميرات التجسس 
التي ملأت غرفتي الخاصة
وانطلقت من درج مكتبي إلي حواسب المتخصصين في الهاكرز 
كم هي رائعة تلك اللقطات المتوالية 
لجسدي وهو يغوص في رعشتة
 بورقة رسمية
وشهود عدول 
وفنجان قهوة 
سادة 
JJJJJJJJJJJJJJ
ما لهذا الليل يتنفس الملل ؟
كل القصائد في سلة واحدة 
رغم أن احجام الفاكهة علي الأشجار ليست في مقاس واحد
كيف تتلاطم الأمواج في شط وحيد 
وكيف تسقط كل البنايات فجأة
وكيف ينهار عاشق أناركي 
لمجرد إنه  يطرح قوانين جديدة للبكاء 
في قصائده
بكائيات سعيدة
طيور تبكي علي الغصن 
وبيوت تبكي في الشوارع
وقري تفتح الهدوء القديم للزحام 
وصخب المهمشين 
ما لهذا الليل يتنفس الملل ؟
وتتوقف المنشورات قبل أن تفك شفرات المدن الأسيرة 
ولم يتناول الأطفال نكهة النثريين الجدد
كعشاء طبيعي أو منوم يفجر الأحلام السعيدة قبل النوم 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
شباك مرتفع
وأنا قصير
أحاول أن أشاهد العالم
العالم الذي يتغير كل 50 ثانية
وأنا ما زلت قصير
لا يمتد طولي عدة سنتيمترات كل 50 ثانية
فكيف أري العالم
هل أتطاير مع المد
ثم يقذفني الجزر إلي موقعي 
حيث الشباك المرتفع 
وحيث أنا قصير 
لم يكن بوسعي أن أحطم الجدار 
لأنني أنفقت كثيرا في بنائه 
أنفقت عدة سنوات أؤسس له 
كمعبد بوذي 
أو راقضة تفرد ذراعيها علي الآخر ثم تتلاشي في الضباب 
يا بنّ المقاهي 
يا لحظة العصر 
يا بطل الحكايات 
افتح الضلفتين بساعديك القويتين 
واهبط أيها الشباك كي لا أشرئب أكثر من اللازم 
اهبط أيها الجدار قليلا 
واترك الاغنيات تنزل في غرفتي 
الاغنيات التي تنطلق من ضلوع البحر وتفرز الفسفور
..
يا شباكي المرتفع
كن في محازاة قلبي 
لأمنح الكون نظرة أخيرة
كن في محازاة عقلي 
لأجعل الكون فيلسوفا عفويا
لا يجتفي بتنظيرات راديكالية 
تقتلع كل الشبابيك 
وتحجب الرؤية 
في وضح النهار 
.
ذوو القامات الفارعة
أيضا
لا يستطيعون الإنحاء 
عند شباك منخفض 
ولا يتفادون الأسقف الساقطة
التي تحطم أفكارهم 
.
يا شباكي المرتفع
كن في محازاة فمي 
كي أقبل خديك 
المفتوحين 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا فارق كبير بين الصاد والثاء
فمي أصبح مرتبكا 
كشاحنة فؤجئت بزقاق 
أو كضفدعة أرات أن تمارس الطيران
أعي ترعة مليئة بالأجنحة الهالكة 
مخارج الحروف بعد فقدان عدة ضروس وأسنان 
أصبحت سداحا مداحا
فيما لا أجد وسيلة أخري للتعبير 
ولا أجد فما بديلا 
الأصدقاء الذين كنت أثق في عطاياهم 
وهباتهم الجائزة شرعا
قرروا أن يتخلوا عني جميعا
ويلغون فكرة أن يساعدونني لوجه الله
قرروا أن يكتفي كل منهم بفمه لنفسه
وبلسانه لفمه
وبأسنانة الكاملة السليمة لقضم قصائدي الطرية 
فلا تلوموني عندما أصمت 
خجلا من ضحكاتكم علي طريقة كلامي 
أنا لا أجيد فن التمثيل 
ولم أفكر أن أكون معتوها في فيلم عربي قديم
ثم أفاجئكم في اللحظات الأخيرة 
أنني رجل شرطة 
كنت أمثل دور أبله وخادم مطيع
لأتمكن من مساعدة العدالة 
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
في الزحام 
يمضي الشعراء 
لا يعرفهم احد 
المارة في الطرقات
لا يعترفون بالشعراء 
ولا يتوقفون أمام تمثال لقصيدة فريدة
المارة في الشوارع
يذهلهم فاترينات الملابس الأنيقة
وأحذية الموضة
يسيرون بعينين اثنين 
لا تأويل عندهم لنادل المقهي
الذي يتحسس ابتسامات الزبائن البرجوازيين
ويتحسس بكاء الزبائن المهمشين
ويجمع حكايات الدخان 
دوران الدخان في بهو الياسمين
يمضي الشعراء لا يلقي عليهم الناس التحية 
ولا يلتفون حولهم كمشاهير كبار 
فلا يسألونهم عن المجاز 
ولا يستفسرون عن التفكيكية
فقط يسخرون من شعرهم الطويل الرث
وملابسهم العشوائية
بعينين اثنين يمضي الناس إلي أشغالهم 
يتسابقون في لحاق مقعد فارغ بالمترو
ويتسابقون لاستخراج بطاقات التموين الحديثة
ويستابقون لتسجيل المواليد 
الشعراء فصيل طبيعي 
لكنهم في بعض الأوقات 
يتسابقون إلي حائط الفيس بوك
لنشر قصائدهم 
فيصبحوا بعينين اثنين 
كالمارة في الطرقات
واحيانا 
يستبدلون عيونهم الحقيقية
بعيون أخري
لا تضغط نظراتهم علي زهرة 
خشية أن تأن 
JJJJJJJJJJJJJJJJJJ
ماذا تفعلون عندما أعيش
هل سترحبون بي علي وجه البسيطة
كنت طيلة ثماني وأربعين عاما في باطن الأرض
أكتب قصائد عن جيراني في المقابر المجاورة
عن الكوكب الذي لا تعرفونه إلي الآن
عن لقاءات عاطفية جمعتني بعظام فتاة جميلة
كانت عظامنا سويا تتفق علي الإخلاص 
وتتعاهد علي الاختفاء وراء شجرة 
كلما زار ذوو الموتي مساكننا الفارهة 
ومقاعدنا الوثيرة
أكتب عن تظاهرات يومية 
وثورة عارمة 
لم أك سوي قائد لبعض المجموعات التي تعتتني بحقوق الإنسان 
حقوقه في موت كريم 
وعمل مناسب لطبيعة الدراسة
وطبيعة المؤهل العلمي 
وعلاوة مناسبة لغلاء المعيشة
كان عملي هناك
مناسبا تقرييا 
و ماهرا في تصنيف الجثث 
فاختارني رئيسي في العمل كمدير عام لهيئة تصنيف الجثث
.القتلي في المعارك 
.الشهداء في الانتفاضات الشعبية
.المرضي بالكبد الوبائي
وكنت أتقاضي راتبا معقولا 
يمكنني من شراء الدخان
ومن تناول اللحوم بقدر كاف كل أسبوع
ومن التجول في المتنزهات أيام العظلات الرسمية
كنت لا أتعلق علي باب الأتوبيس الحكومي
أو ألهث في محظة المترو 
من راتبي المناسب 
استطعت توفير مبلغ كبير 
فاشتريت سيارة ملاكي لازمتني طوال شغلي 
عندما كنت أمر علي المقابر 
فأصنف الجثث بتلقائية شديدة
بعد أن اكتسبت خبرة في هذا المجال
فماذا تفعلون عندما أعيش
هل سترحبون بي فعلا 
وهل سأجد عملا مناسبا أيضا بينكم
هل سأصنف الأجساد
التي ستعيش معي 
أنا بارع في ذلك حسب مهنتي السابقة عندما كنت جثة 
سأفعل ذلك هنا أيضا
.الأغنياء الذين لا يحتفون بساكني الأزقة
.الفقراء الذين يشتهون لحوما ظازجة
.العاملون في مجال البناء
.الفلاحون أصحاب السراويل الطويلة 
فهل سترحبون بي كمصنف يحدد الفئات المستهدفة بدقة 
كمدير عام لعموم الأحياء 
لأكتب تقارير تنموية للجهات المسئولة 
عن ثمة فوارق طبقية 
بالحصر والمستندات
ثمة جوعي هاهنا
وثمة عراة
وثمة أشجار تسقط
وثمة أغذية منتهية الصلاحية
فوارق طبقية كبيرة
بين الجثث التي كنت أصنفها في مقبرة
وبين أحتياجات مفتوحة الأمد
لسكان الأرض 
الذين يدّعون أنهم 
أحياء 
فماذا تفعلون عندما أعيش
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ماهي شفرة الحلاقة
هي حد مسلول وجارح
نزيل بها سنوات طويلة
وذكريات كثيرة
كل عدة أيام نفعل ذلك
باستخدام ماكينة متحركة
تتجه صوب الشعر الذي يخرج في أماكن غير مناسة
كالعشب الشيطاني 
الذي يتجول في أجسادنا
في المنطقة التي أسفل الفم
وحول الخدين
ونطلق عليها " الذقن "
الدور الحقيقي لشفرة الحلاقة
أن تمحو آثار الطفولة 
وتبدأ مع إرهاصات النمو 
مثل بذرة حنون
تعانق المزهرية 
وتشرب ماء الصنبور 
كان عندنا بذرة عنب
تسعي نحو حوض المطبخ
كقطة رقيقة
تفتش عن كتكوت رقيق
لتسبع 
ثم نفقد الكتكوت الذي كان يغني في الصباح
وكان يمنح البيت طعم البراءة
شفرة الحلاقة
فاسلة بكل المقاييس 
لا تسطيع أن تجزم جزما قاطعا
علي اجتزاز رقاب الشعر الزائد
بحيث لا ينمو مجددا
محملا بكل هذه الذكريات
وبكل هذا الوجع 
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
بماذا أغطي طبق الكشري العاري
بعد أن أكله شخص آخر غيري
طبق الكشري المكون من خلطة مدهشة
وكمية كبيرة من الشطة
أحيانا نتلذذ بطعم الشطة
فنملأ بها وجه الأرز . والمكرونة . والعدس . وحمص الشام
الأرز ليس معادلا موضوعيا للتعبئة العامة
وليس دلالة - في هذا النص - عن الشعبوية
المكرونة ليست رقاب دجاج مذبوح
كما خدعت حبيبتي - مازحا - قبل سنوات
ومستغلا سذاجتها 
حبيبتي صدقت - في وقت صفاء - أن مقولاتي صحيحة 
أنه بإمكاني أن أكون بارعا في الخطاب العاطفي 
ببعض كلمات . أو شعارات للرعية
لم أكن أقصد أن أكون ديماغوجيا 
لكنني دائما أسير مع الرعاع 
في أحراش الإكوادور
لذلك كان من واجبي
أن أغطي طبق الكشري
لأن المطبخ كبير
ملئ بالصراصير الأنيقة
والسوس المتطفل 
الذي يهشم أسنان البُروليتاريا
ولا يترك شاشات العرض المنزلي
حتي يعطي " جوبلز " أشارة البث 
.................. هل كان من الأفضل أن أترك القصيدة تمضي في اتجاه الكشري العاري ثم أشعل سيحارة وأنفخ الدخان بقوة  صوب الإشارات والإيماءات التي خطفتني من المباشرة الفجة التي استهوتني في الآونة الأخيرة كمخبأ من حشرات المطبخ التي تتابع خطواتي بشكل ملحوظ ومقلق 
بماذا أغطي طبق الكشري العاري 
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
خذلتني الصراصير الأنيقة
بشاربها الطويل
ورجولتها المفتعلة
تناولت ما تبقي من زهرة صناعية
كانت تعطر الجو 
بعد طهي الطعام 
الصراصير الأنيقة
أرّقت نوم الأواني
ورفعت غطاء علب السكر والتوابل 
كيف أصنع كوب شاي الآن 
ولم يعد ثمة شئ 
لم تطأه أقدام الصراصبر
الأنيقة
يارب
لماذا خلقت هذه الكائنات الطفيلية 
التي تموت تحت أقدامنا 
عندما ندهسها كالصراصير
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ
في جملة رتيبة وعادية
وركيكة أحيانا
يكون الفاعل 
واو الجماعة
 الفعل المضارع 
عندما يسبقه 
ناصب 
سينصب بقوة 
أو يجزمه بحدة
وتتلاشي النون الأخيرة
هل ثمة معارك محتدمة
بين أدوات النصب والجزم 
ونون التثبيت 
ومن ثم
تنتصر صهوة لا
وديومة لن 
وماضي لم
لا دائما تكون مدعاة للنصر
ترفرف في سماوات كمطر 
أو علم بلد يرفعه العارفون بالوطنية
بينما واو - الجماعة -
ستبقي وحيدة 
تنزل عن السطر 
تنحرف عن الوسادة 
التي تستند عليها 
رأس الحروف
واو الجماعة 
فشلت مرارا في إحداث ضجيج لا يتناسب مع هيئتها
حتي هذا الألف الذي يليها
لم يعد حارسا وفيا
أو نخلة سامقة
تطرح الرطب
واو الجماعة 
تساقطت كما يسقط أكاديميون قدامي
أرّخوا للكلاسيكية
ولم يستطيعوا أن يطوّروا  علم النحو
فلعنوا سيبويه 
ولعنوا الشرطي الذي كان ينقل تاريخهم بحذافيره للعامة والدهماء 
لا (تندهشون)
فأنا في منجز جديد
أستطيع أن أقنع النحاة 
بثبوت النون 
وأنتم عراة
لا مكان هنا مجددا

لواو ( الجماعة )الذي اشتريته بالتقسيط المريح
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ

لا أتذكر الأصل لصورتي التي في البروفايل 
لا أدري أين هي 
كل ما أتذكره 
أنني تركت الزمن يعبث بألوانها التي كانت زاهية ربما
فعلا كنت أضع يدي علي خدي 
وكنت أتأمل شئيا لا أتذكره
كما لا أعتقد أنني كنت في المنزل
تشوهت أيضا الخلفية
فليس هذا جدار غرفتي
ولا أدري إن كان الشعر الأبيض غطي سالفي الأيمن الذي يقع علي مسافة قريبة من يدي
التي اضغط بها علي خدي
هل كان يومها منهكا
هل كنت أدقق في صورة لامراة عارية في الطريق العام
وهل في الطرق العامة صور لنسوة عاريات
ثم هل هذه الصورة الوحيدة التي لم تحتضن فيها سبابتي وإبهامي سيجارة شعبية
لم اعتقد أن لدي قميص أبيض
لا أتذكر أيضا كم كانت الساعة عندما التقط أحد هاته الصورة
ولا أعلم من الذي التقطها
قبل سنوات كنت معافا من داء السكري
كنت يافعا كحصان أجوب الشوارع فاردا طولي
ألتقي الناس واقفا بلا تجاعيد في روحي
بلا قامة منحنية
لا يحرجني البنطال الذي يسقط من خصري
ثم لا يضحك الجميع حين أجرّ ساقي
التي أكلها النقرس
فماذا فعل الشعر لتجاوز محنتي
وماذا فعل الليل الذي زوجته للعشاق علي سنة الله ورسوله
وماذا فعلت حبيبتي الأصلية
عندما أعطيتها عدة سنوات
عدة سنوات أتغزل في جمالها باسم الحب
حين وقفت بين الأعيرة النارية جذبني صديقي
وكان يحبها أيضا
وقال لي صديق آخر . أنها مهلكة
وكان يحبها أيضا
وعلق آخر . إنها لنا
وكان يحبها أيضا
وكنا نحبها أيضا
كل هذه الحشود
ثم انتهي بنا المطاف أن نلعنها أيضا
نلعنها جميعاـ

هناك تعليق واحد:

علاء عبد الرحمن يقول...

من أجمل ما يمكن قراءته من إبداعات قصيدة النثر