الاثنين، نوفمبر 29، 2010

ألمانيا تحتفل بميلاد صلاح جاهين



تحتفل أوساط ثقافية ألمانية بذكرى ميلاد الشاعر وفنان الكاريكاتير والصحافي المصري صلاح جاهين، وذلك بإقامة وزارة الثقافة المصرية أسبوعاً ثقافياً في مدينة برلين، وذلك بدءاً من اليوم وحتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل .

المصدر / ديوان العرب

دار الكتب المصرية تعيد نشر مطبوعات تاريخية



أعادت دار الكتب والوثائق القومية “الكتبخانة” في مصر طباعة مجموعة من الكتب التاريخية المهمة وهي: “الشهنامة، عيون الأخبار، أصول نقد النصوص، تاريخ المساجد الأثرية، ومحاضرات في أوراق البردي العربية”، وذلك بمناسبة مرور 140 عاماً على إنشائها . وبهذه المناسبة تقيم الدار مساء يوم السبت المقبل احتفالية دولية، يعقبها في اليوم التالي ولمدة يومين مؤتمر يشارك فيه عدد كبير من المفكرين والمؤرخين والمبدعين في مصر والبلدان العربية والأجنبية.

«قلة أدب» للشاعرة حنان بديع




وقعت الشاعرة حنان بديع مساء أمس ديوانها الشعري الجديد "قلة أدب" الصادر عن "دار هلا" للنشر والتوزيع في القاهرة 2010، في جناح "دار هلا" للنشر.

حضر حفل التوقيع، الكثير من المهتمين بالشعر والمتابعين للشاعرة بديع، يذكر ان ديوان (قلة أدب) قد تعرض للمنع في معرض الكتاب الأخير بالكويت ودول اخرى بسبب غلافه، الذي يحمل عنوان احدى قصائد الشاعره.

يحتوي الديوان على 66 قصيدة في 220 صفحة كانت قد كتبتها ونشرتها الشاعرة خلال عشر سنوات من مشوارها الأدبي. و "قلة أدب" هو الديوان المطبوع التاسع بعد عدد من الدواوين المطبوعة والصوتية كان آخرها الديوان الصوتي (السالف الابيض) الذي صورت منه قصيدة بطريقة الفيديو كليب.

يذكر أن حنان قد حصلت مؤخرا على ميدالية مهرجان العنقاء الذهبية الدولي الرحال عام 2010".


نقلا عن ديوان العرب

معرض لوحات الفنان المصري في المركز الروسي للثقافة والعلوم



اقيم يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في قاعة المعرض بالمركز الروسي للثقافة والعلوم في القاهرة المعرض الشخصي للوحات فنان الشعب المصري عادل مطوية تحت عنوان "دور حسني مبارك في تاريخ مصر" والذي نظمه المركز بالتعاون مع الجمعية المصرية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفيتية والروسية.

وقد جسد الفنان في لوحاته احداثا تاريخية لعهد الرئيس حسني مبارك ، والاعياد والمناسبات والحياة اليومية لفلاحي الصعيد وطبيعته الخلابة. ويتضمن المعرض ايضا لوحات البورتريه لرئيس الدولة والناس البسطاء.

وألقى الكسندر بالينكو رئيس ممثلية التعاون الثقافي في مصر كلمة اكد فيها للحضور ان ابواب المركز الروسي للثقافة والعلوم في القاهرة مفتوحة دوما ليس للفنانين فحسب بل وللاصدقاء المصريين ككل.

واعرب ابراهيم غزالة رئيس جمعية الرسامين المصريين الذي حضر الفعالية عن امتنانه لرئاسة المركز على امكانية تقديم ابداع الفنانين المصريين لعشاق الفنون الروس. واشار في هذا السياق الى ان ولع المصريين بالثقافة الروسية يتوطد من يوم الى آخر. وقال ان هذا الامر له علاقة بنشاط المركز الروسي للثقافة والعلوم.

نقلا عن / روسيا اليوم

الاعلان عن الفائزين بجائزة آغا خان للعمارة



اعلن في العاصمة القطرية الدوحة عن فوز 5 مشاريع معمارية بجائزة أغا خان للعمارة وهي مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة في الرياض، وإحياء التراث الحديث لمدينة تونس، ومدرسة الجسر في الصين، ومصنع نسيج إيبيكيول في تركيا، ومتحف مدينة الزهراء في إسبانيا.

فقد شهد متحف الفن الإسلامي في الدوحة فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لتوزيع هذه الجائزة التي تعنى بالعمارة الإسلامية والتي تنافس عليها في هذا العام 400 مشروع من شتى أنحاء العالم.

ومن المعروف أن الجائزة التي أسسها ومولها آغا خان الرابع عام 1977 لتكريم الجهود المتميزة في المجال العمراني تهتم بالتصاميم الحديثة والاسكان الاجتماعي ضمن إطار الحفاظ على الموروث التاريخي للمنطقة، بالإضافة إلى تنمية البيئة المحيطة

المصدر / موقع روسيا اليوم

الأحد، نوفمبر 28، 2010

عصفور ينتقد احتفالية عبد الحكيم قاسم


انتقد الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومى للترجمة احتفالية لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بالروائى الراحل عبد الحكيم قاسم، ووصفها بـ"الهرجلة"، مؤكدًا على أنه كان ينبغى لهذه الاحتفالية أن تستمر ما لا يقل عن ثلاثة أيام، ولا يتم اختزالها فى يوم واحد.

جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التى عقدت مساء أمس فى نهاية احتفالية لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الروائى خيرى شلبى، والتى أوضح خلالها عصفور أنه كان من الضرورى أن يشارك فى الاحتفالية أصدقاء الراحل عبد الحكيم قاسم ليشاركوا بشهاداتهم فى الاحتفال به، بالإضافة إلى وجود الأعمال الكاملة له وببلوجرافية عنه.

وأضاف عصفور أن قاسم لا يقل أهمية فى مجاله عن أمل دنقل الذى احتفى المجلس به خير احتفاء، ولذا فكان ينبغى أن يشارك فى الاحتفال أكبر عدد ممكن من النقاد؛ لأن عبد الحكيم لا ينتمى لجيل واحد من المبدعين".

الأمر الذى دفع الروائى خيرى شلبى إلى مغادرة القاعة معترضًا على رأى جابر عصفور، مضيفًا أثناء خروجه من القاعة "ده يوم من أجمل الأيام وأنا مختلف معك.. واعمل اللى تقدر عليه"، وهنا تدخل الروائى فؤاد قنديل موضحا أن لجنة القصة ناقشت خلال اجتماعاتها للتحضير للاحتفاء بقاسم عقد الاحتفالية على مدار ثلاثة أيام، ولكنها توصلت إلى استحالة ذلك فى ظل غياب الأعمال الكاملة والببلوجرافية، مضيفًا "هذا اليوم أشبه بحجر ألقى فى مياه راكدة أظهرت ما ينقصنا تمهيدًا لعقد فاعلية أكبر تليق بقدر عبد الحكيم قاسم".

كما علق الروائى يوسف القعيد قائلا إن اللجنة فشلت فى الاتصال بعدد من أصدقائه واستحال مجىء صنع الله إبراهيم لتقديم شهادته، وجمال الغيطانى مريض، ومحمد البساطى أيضًا استحال وجوده"، وأضاف سعيد الكفراوى "أرسلنا دعوات لأصدقاء جيله ولكنهم لم يحضروا، ولو كانت الاحتفالية على مدار ثلاثة أيام لما شاهدنا هذا الحضور الكبير".

من جانبها علقت الناشرة كرم يوسف صاحبة مكتبات "الكتب خان" يؤسفنى أن وزارة كبيرة بحجم وزارة الثقافة تدعى أنها تنظم للاحتفال بأحد رواد مصر قبل موعدها بشهر، فمن الواجب أن تكون هناك أجندة سنوية على الأقل للأموات من روادنا، ويتم التجهيز على مدار السنة، وللأسف الشديد فإن أناساً كثيرين لا تعرف عبد الحكيم قاسم، ولهذا فلا يمكن الاحتفاء به فى يوم واحد، وإذا استحال حضور عدد من أصدقائه فكان أولى أن يرسلوا شهاداتهم وتقرأ فى الاحتفال به.

وأشارت يوسف إلى أنها سألت دار الشروق عن أعماله فلم أجد إلا "أيام الإنسان السبعة"، وقالت الأعمال الأخرى لا تباع ولهذا لا ننشرها.

وفى نهاية الندوة دعا القاص سعيد الكفراوى إلى إنهاء الجلسة واللحاق بخيرى شلبى لاسترضائه حتى لا يتسبب رأى جابر عصفور فى إحداث فرقة بينهما.

وفى خارج القاعة التقى عصفور بشلبى، وأكد له أن رأيه لا يعيب جهد لجنة القصة، مضيفًا "أقول فيما نرجو مسبقاً لأن المحتفى به قيمة كبيرة جدًا، والدليل على صدق كلامى هو أن الحاضرين مازالوا مستمرين من الصباح حتى النهاية، وغالبية النقاد الحاضرين من الشباب".

كتب بلال رمضان

المؤتمر الدولي الخامس للنقد الأدبي 14ديسمبر 2010

تنطلق في العاصمة المصرية 14 ديسمبر المقبل، فعاليات «المؤتمر الدولي الخامس للنقد الأدبي»، الذي تقيمه الجمعية المصرية للنقد الأدبي تحت عنوان «التأويلية والنظرية النقدية المعاصرة»، بمشاركة أكثر من 30 باحثا عربيا وأجنبيا من دول «المغرب، وتونس، والأردن، والعراق، والسعودية، والبحرين، وسورية، وأميركا، وفرنسا، والمجر، والتشيك، وكينيا، وسنغافورة وأستراليا»، إلى جانب نخبة من الباحثين والأساتذة المصريين.
ويناقش المؤتمر 4 محاور هي: «التأويلية والتاريخ»، «التأويلية والنظرية الأدبية»، «التأويلية في الخطابات المختلفة» و«اتجاهات جديدة في التأويلية».

فى الاجتماع الأخير لمؤتمر أدباء مصر د. أحمد مجاهد: مؤتمر الأدباء فى النصف الثانى من ديسمبر القادم



عقد الاجتماع النهائى لأمانة مؤتمر أدباء مصر بقصر السينما بحضور د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ود. احمد زايد رئيس المؤتمر ود. جمال التلاوى أمين عام المؤتمر وأعضاء الأمانة العامة للمؤتمر والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية.
فى البداية عرض د. جمال التلاوى ما أنجز من أبحاث المؤتمر مشيراً الى انه تم رفض بعض الأبحاث لعدم توافقها مع موضوع المؤتمر إضافة الى انجاز 70% من كتاب المصطلحات المصاحب لكتاب الأبحاث وتم الاتفاق على تعديل لائحة أندية الأدب ولائحة النشر الإقليمى وصرح د. التلاوى بأنه لأول مرة فى هذه الدورة يتم ترجمة 3 كتب فى شعر الفصحى وفى القصة القصيرة وشعر العامية وهذه الخطوة هى انجاز كبير للهيئة، وتعد لبنة أولى ونتمنى أن تشترك فيه الهيئة مع هيئات أخرى بوزارة الثقافة.
ووجه د. أحمد مجاهد الشكر للدكتور جمال التلاوى أمين عام المؤتمر ود. أحمد زايد الذى شرفنا قبوله رئاسة هذا المؤتمر، وصرح د. أحمد مجاهد بأن المؤتمر سيقام فى النصف الثانى من شهر ديسمبر على مسرح قصر ثقافة الجيزة، وأوضح د. أحمد مجاهد أن لائحة المؤتمر هى شأن داخلى خاص للأمانة تفعل بها ما تشأ، أما ما يتعلق بالنشر الإقليمى هو شئون إدارية وما تتوصل إليه الأمانة من اقتراحات تأخذ على أنها توصيات يجب مراعتها فى اتخاذ القرارات الخاصة بهم، أما فيما يتعلق بالترجمة فعبر عن تحفظه بهذا الموضوع لأن الترجمة الى اللغات الأخرى لابد أن يقوم بها ناشر أجنبى لعدة أسباب منها أنه يعرف اختياراته ويعرف السوق الذى يوزع فيه هذه المادة وقد وافقت على ترجمة هذه الأعمال ايماناً بالديمقراطية فى التعامل بين الهيئة والأدباء مشيراً إلى أنه قد وافق فى البداية على ترجمة كتاب واحد فقط بما يتناسب مع الميزانية المخصصة له.
وعبر د. أحمد زايد عن سعادته بالمشاركة فى هذا المؤتمر والثقة الكبيرة التى منحتها له أمانة المؤتمر لرئاسته، وحى الأمانة على اختيار عنوان المؤتمر مشيراً الى أنه من الموضوعات الهامة لأن كثير من العلماء يطلقون على هذه الحقبة "حقبة الثقافة" مشيراً الى أنه قد حدثت نتيجة مؤثرات داخلية وخارجية تغيرات حديثة فى بنية القديم وأساليب الاتصال، وأساليب الاستهلاك هذه التغيرات أدت الى تغير معنى كثير من المفاهيم نتيجة التطور التكنولوجى مثل مفهوم العمل قلم يعد المفهوم القديم بما يشمله من الذهاب إلى مكان ما وأداء مهام ولكن نتيجة التطور التكنولوجى واستخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة لم يعد يتطلب العمل الذهاب إلى أى مكان فققد يقوم به فى أى مكان، ومفهوم الجماعة فلن يعد تعريفها بأنه المجموعة المترابطة العلاقات، ولكن الجماعة الآن قد تكون مجموعة غير مترابطة ولا ترتبط فيما بينها بعلاقات تعارف ولكن من خلال الشبكات.
وأوضح أن العلاقة بين الأدب والواقع لابد من إعادة النظر فيها فى ظل المتغيرات الحالية وطالب بالتدقيق فى اختيار الأبحاث لضمان الجودة حتى لاتكون مجرد تسديد خانات فارغة، لأننا نحتاج الى تعميق الفكر النظرى.
فى مداخلة تساءل الكاتب فؤاد مرسى عن الجائز التى أعلن عنها الوزير بإسم المؤتمر فى الدورة السابقة، كما تساءل عن عدم إصدار سلسلة وصف مصر الى الآن.
عقب د. أحمد مجاهد قائلاً بأنه سيتم عقد لجنة عليا لهذه الجائزة وسيفتح باب الترشيح لها قبل انطلاق المؤتمر وستعلن جوائزها قبل 1/7/2011، أما فيما يخص السلسلة فهى تقع على عاتق د. صلاح الراوى رئيس تحريرها وميزانيتها موجودة ولكن لم يأتى الى الآن أعمال لها.
وعلق الكاتب الصحفى يسرى السيد على موضوع ترجمة ثلاث كتب الى اللغات الأخرى متسائلاً عن كيفية اختيار هذه النصوص وهل تم عمل لجنة علمية لاختيار هذه النصوص، كما تساءل عن كيفية توزيع هذه الكتب.

السبت، نوفمبر 27، 2010

أمسية شعرية لملتقي الصفوة بقصر ثقافة الفيوم 3/12/2010



يشارك ملتقى الصفوة السادسة مساء الجمعة 3 / 12 بقصر ثقافة الفيوم وأمسية شعرية غنائية جميلة ستشمل الامسية القاء شعر من مجموعة متميزة من شعراءالصفوة
الشاعر الدكتور / سليمان عوض
الشاعر / محمد مصطفى الهلالى
الشاعر / أشرف عزمى
الشاعر / أحمد الببلاوى
وفقرات الغناء ستشمل الآتى
فقرة لفرقة ( شوية فن ) بقيادة الفنان جو
فقرة للفنان الدكتور / ايهاب فهمى
فقرة طربية للمطربة الصاعدة / جيهان طلبة
بالاضافة الى حضور مجموعة كبيرة و متميزة من أعضاء ملتقى الصفوة
يسعدنا حضوركم ويشرفنا .. و أهلا بكم
..................................................
تقديم الشاعر / محمد حسنى شحاتة
تصوير الفنان / أيمن خطاب
اعداد واشراف الاعلامى / سيد الحاج
................................................


مقتنيات وسط البلد ......بالكتب خان



تقام في الثامنة مساء الاحد 28/11/2010 مناقشة كتاب الشهر - مقتنيات وسط البلد - للكاتب مكاوي سعد وذلك بالكتب خان والدعوة عامة

مسابقة شهرية للتصوير الفوتوغرافي بموقع فوبيا

صورة فائزة في مسابقة فوبيا


مسابقة التّصوير الفوتوغرافي
مسابقة شهرية تشجيعية للتّصوير الفوتوغرافي

يطلق موقع فوبيا للأدب والجنون مسابقة تشجيعية شهرية للتصوير الفوتوغرافي، وسيعلن كلّ شهر عن الفائز أو الفائزة.

يرجى اٍرسال صورة شخصية مع الاٍسم واللقب والعنوان ورقم التلفون اٍن وجد .

يستطيع المتسابق(ة) أن يشارك بأكثر من صورة شخصية كانت أو من الطبيعية .

الصور التي تصل الموقع لا ترد.

يرجى ذكر معلومات عن الصورة كتاريخ تصويرها واٍسم مكانها أو مناسبتها.

أية صورة منقولة من النت لن ينظر فيها.

سيعلن عن الفائز(ة) كل أوّل شهر.


يرسل موقع فوبيا للأدب هدية خاصة للفائز(ة) عن طريق البريد الجوي.

ستنشر جميع الصور الفائزة و الأخرى المقبولة في موضوعها وأبعادها الضوئية في سلايدشو خاص بالموقع.

راسلونا على ايميل الموقع:
admin@fobyaa.com

الجمعة، نوفمبر 26، 2010

قصص روسية مترجمة في ملف القصة بموقع ألف ليلة ولية


قصص مترجمة لعشرين كاتبةً وكاتباً من الروسيا الجديدة


سيرغي كرافجينكو -
ثـــلاثــــة كــــونـــتـــــــــات
. أضجرت النساء الكونت العجوز ليف نيكولاييفيتش تولستوي حتى فرّ هارباً من البيت. لكن كونتين آخرين – أندره وبيار- كان سبق لهما أنّ حذّراه من مخالطة هاته النسوة كثيراً قبل أن ينجز مهمته الرئيسية في الحياة.


لكن ليف العجوز لم يقرأ هذه التحذيرات. من حيث الكتابة، كتب، لكنه لم يعزم على القراءة بعينه السليمة. لم يكن قادراً على القبول بمجاملات من قبيل Excusez moi و mademoiselle أن تكون دليله إلى فكرته الخاصة...
فلنقرأ بدلاً من الكونت. ولنستفد من حكمة الشيخ العظيمة، على رغم أنّ هذا لم يعد يفيده في شيء.
الطبيعة والروح تعارضتا.
اختلقت الروح كمّاً هائلاً من التبريرات المناقضة لطبيعتها.
الطبيعة تنتقم من الروح، لقاء ذلك، عبر إذلالات قاسية متواصلة.
التقى سيدان مهذبان، في سنّ الزواج، في مساء ربيع رائع، على محدّب جسر آنيجكوف. استأجرا حوذيّاً وتوجها إلى الجزر عبر شارع نيفسكي. لم يكونا على عجلة من أمرهما، والفرس، عارفةً بذلك، راحت تخطو بتمهّل. وكان الحوذيّ يحلم بقريته.
أحد السيدين، وهو شخص بدين طيب القلب، يلقّب نفسه بالاسم الأجنبي بيار، كان يتذمّر بغنج من سوء فهم غريب نشأ بينه وبين قاطنات صالونات العاصمة الرائعات. كان رفيقه أكثر منه شباباً بعض الشيء، ويتمتع بمظهر نبيل مبالغ فيه بعض الشيء، وكان اسمه اندره. كان أندره صامتاً كصنم؛ وكان يهزّ رأسه فحسب على وقع خطى الفرس بحيث كان في الإمكان الظنّ بأنه شخص جامد، أو الاشتباه بأنه يدخّن الممنوعات، لولا أنّ هذ الشاب كان معروفاً بشكل مؤكّد بأنه أمير ومن فرسان البلاط.
- لعلّ هذا يحدث لي يا صديقي، أصرّ البدين، لأنّ أخلاقي قد أفسدتها العادة الباريسية المتمثّلة في الانخراط في الحديث مباشرةً من دون القيام ببعض المقدمات الإيحائية؟
- هكذا إذاً!، وافق الحوذيّ مقاطعاً، وهو ينعش الفرس بضربة خفيفة بسوطه.
تحدّث البدين كثيراً وبسرعة مُطَعِّماً لغته الفرنسية المكسّرة بلغة روسية أكثر خراقة، وفجأةً، حين ارتجّ الحنطور أثناء عبوره الجسر من إحدى ضفتي نهر نيفا إلى الضفة الأخرى، عاد الأمير إلى الحياة، وبدأ الكلام بلغة قائد عسكريّ قاس:
- لا تتزوج أبداً، أبداً، يا صديقي، هذه نصيحتي إليك، لا تتزوج إلى أن تقول لنفسك إنك قد فعلت كلّ ما كان في استطاعتك، وإلى أن تكفّ عن حبّ المرأة التي اخترتها، بحيث تراها بوضوح، وإلا فستخطئ خطأً غير قابل للإصلاح. تزوّج فقط حين تغدو شخصاً هرماً لا نفع فيه... وإلا فسيضيع كل ما هو جيد وسامٍ فيك. سيُهدَر كلّه على توافه الأمور...
كان الأمير، طوال هذا المونولوغ، ينظر إلى سماء بطرسبورغ الرمادية تارةً، وإلى مؤخرة الفرس تارةً أخرى. يبدو أن تأليه الجنس اللطيف كان يقاوم بقسوة، في أعماق الأمير، حقيقة الوجود الفيزيولوجية...
قُطِع السير الرتيب للحنطور، وقُطِعت الوصايا العسكرية، عند الجسر الخشبي المؤدّي من الضفة اليمنى لنهر نيفا إلى جزيرة زاياجي. في هذا المكان المخيف، عند أساسات قلعة بطرس وبولس، كانت مجموعة من الضباط السكارى في حالة من الهيجان المرح.
- قف وإلا سأطلق النار!، صرخ، وهو يركض نحو قوائم الفرس المذهولة، عسكريّ من الخيّالة، ضئيل الحجم، مهلهل الثياب، بيده سيف من سيوف الفرسان الضخمة، بوقاحة، على رغم أنه لم تكن هناك مؤشرات الى وجود سلاح ناري في يده.
- آ!، إنه الملازم بيساييف، محبوب فوجنا، قال الأمير مُطَمْئِناً، هو ملازم جيد لكنه ثمل بالتأكيد...
حُمل الملازم إلى العربة من دون مقاومة، وبدأ يحاول، بعجالة وإخفاق، إصابة السكاكين بنصل السيف؛ فيده، التي كانت في قفاز أبيض قذر، كانت تمسك بالمقبض الضخم بخراقة، لكن هذا لم يزعج قطّ في المناسبة، حديث الأمير الذلق المنتظم الانسياب:
- نعم، نعم، نعم! لا تنظر إليَّ بهذا الاندهاش. لا يُعقل أن تتوقع أن تحقق شيئاً في المستقبل؛ ففي كل خطوة ستشعر أنّ كلّ شيء منتهٍ بالنسبة إليك؛ كل شيء مغلق باستثناء غرفة الضيوف التي ستقف فيها إلى جوار فرّاش البلاط وأبله... ماذا تعتقد؟
- في هذه النقطة بالذات أنت مخطئ قطعاً يا عزيزي، قاطع المونولوغ شخص مزعج يرتدي صديرية ناتئة من تحت سترته وقبعة غريبة الشكل تخفي صلعةً كبيرةً بوضوح: المرأة ليست وحدة قياس الكينونة! المرأة، في نهاية المطاف، هي أداة العصر والعلاقات الطبقية الملائمة لهذا العصر!
التفت بيار مصعوقاً إلى هذا الشخص الذي فقط الشيطان يعرف كيف ظهر في العربة. بيساييف، الذي أنهى أخيراً تدريباته بالسيف، بدأ يحاول، محاولات غير موفقة، لرسم علامة الصليب... صعّر الأمير خدّه بنفور، ومن دون أن يتيح المجال للواعظ المتفلسف بالردّ، واصل كلامه:
- زوجتي امرأة رائعة. هي من تلك النساء النادرات اللواتي يمكن المرء معهنّ أن يكون مطمئناً على شرفه، لكني، يا إلهي، سأبذل الغالي والنفيس على ألاّ أكون متزوجاً الآن! أنت الشخص الأول والوحيد الذي أقول له هذا الكلام، وهذا لأني أحبك.
يبدو أن بيساييف والأصلع والحوذي لا يُحسَبون عند الأمير.
- أنت لا تفهم لماذا أقول هذا الكلام. إنها حكاية حياة كاملة... أنت تتحدث عن بونابرت، وعن ترقّيه السريع في المناصب، لكنّ بونابرت، حين كان يعمل، كان يتوجّه نحو هدفه خطوة تلو الأخرى، كان حراً، ولم يكن هناك ما يشغله، فكان يبلغ غايته. لكن اربط نفسك إلى امرأة، فستفقد حريتك كمسحور مقيّد. وكل ما فيك من أمل وقوة، كل ذلك سيثقل عليك، وسيمضّ بك الندم... لو أنك عرفت فحسب ماذا يعني toutes les femmes distinguées والنساء بشكل عام! أبي محقّ. الأنانية، التكبّر، الغباء، والخسّة في كلّ شيء، هكذا هنّ النساء عندما يظهرن على حقيقتهنّ. تنظر إليهنّ في الضوء وتعتقد أنّ فيهنّ شيئاً ما، لكن لا شيء، لا شيء، لا شيء! أجل، لا تتزوج يا روحي، لا تتزوج.
أنهى الأمير كلامه.
- متى جئتُ على ذكر نابوليون؟، فكّر بيار مغتمّاً...
- يا أيها السافل! سيتذكر الشعب تآمرك هذا ضد النساء الكادحات، همس الفيلسوف الأصلع لنفسه...
- mon amour madame Belliac…،- بدأ بيساييف بالغناء دونما تكلّف، لكنه تلعثّم باحثاً، من دون جدوى، عن قافية روسية للكنية الفرنسية المريبة.
- لا يمكن نزع الملابس على الإطلاق، أرادت الفرس أن تقول لكنها شعرت بالخجل. هكذا إذاً. أنتم الكونتات يمكنكم ألاّ تتزوجوا حتى، ولكن ماذا عنّا نحن؟! فكّرت الفرس بكآبة ناظرةً إلى شمس بطرسبورغ الساطعة وهي تغوص في مصبّ نهر نيفا المتلاطم.
بذلت الفرس جهدها وعادت بالأشخاص الخمسة إلى الخفاف والفطائر والأرائك المنزلية، إلى الأحاديث المنزلية الخاملة حول فوائد الزواج وأضراره.
وواصل الحوذيّ، بقوة مضاعفة، الحلم بالقرية... ¶
يوري كوفال -
إبـــريــــق الـــشــــــــــاي
إبريق الشاي لا يحبّني. إنه يلاحقني طوال اليوم من ركنه، بعينه النحاسية الكامدة.
في الصباح، حين أضعه على السخّان الكهربائي يغلي ويحتدّ غضباً أو يبصق البخار والماء المغليّ من الفرح. وحين يبدأ بالرقص والقرقعة أطفئ السخّان، أضيف الشاي، وينتهي الأمر نهاية سعيدة.
يأتي بيتروفيتش. يستند بكتفه إلى الخزانة. ثم يقول:
- الأجرة!
تبقى هذه الكلمة المزعجة معلَّقةً في الهواء بين الإبريق وبيني وبين بيتروفيتش.
ردّ فعل الإبريق ليس مفهوماً لي. هل تعجبه هذه الكلمة أم لا؟ إلى جانب من هو: إلى جانبي أم إلى جانب بيتروفيتش؟
- لم تدفع منذ مدة طويلة، يقول بيتروفيتش.
يقذفني الإبريق بنظرةٍ باردة ويتنحّى جانباً. إذا لم يكن إلى جانب بيتروفيتش فهو ليس إلى جانبي أيضاً. لا تقلقه الكلمة المعلَّقة في الهواء. مشكلاتي لا تهمّه؛ فهو حتى من دوني سيعيش.
- متى تدفع؟، يسأل بيتروفيتش. فأشرح له:
- إِفهم. إبريق الشاي لا يحبّني.
- مَنْ؟ الذي جاء البارحة؟ ما لكما كنتما تصرخان هكذا؟
- إبريق الشاي يا بيتروفيتش، هذا الذي هنا، هذا النحاسيّ الأصفر.
- وأنا أفكّر، ما لهما يصرخان؟ ربما ظهر المال. فكّرت: سأذهب إليه لطلب المال، فقد حان وقت دفع أجرة الشقّة.
- علاقتنا غريبة ومتوتّرة جداً، رحت أشكو، إنه يراقبني دائماً، ويطلب أن أتركه يغلي من دون توقّف، ولا يمكنني ذلك. إِفهم! لديَّ أعمال أخرى.
يقول بيتروفيتش مندهشاً وهو ينظر إلى الطاولة التي لم تُنظَّف منذ البارحة:
- وما زال هناك سجق، ظللتما تصرخان حتى الساعة الثانية. فكّرت: أخشى أن يذبحا أحدهما الآخر.
أُشعل السخّان الكهربائي، فيبدأ الإبريق بالغنغنة فوراً. أقول لبيتروفيتش:
- هل تسمع؟ هل تسمع؟ انتظر، هذا ليس كل شيء.
لكنّ بيتروفيتش لا يسمعني. إنه يصغي إلى صوته الداخلي، وصوته الداخلي يقول: "أسمع ماذا؟ لقد سئمت! ادفع أو ارحل!"
لسببٍ ما يصمت الإبريق، يكفّ عن الغنغنة، يطأطئ رأسه ببلادة حَرِناً، ويتنصّت على حديثنا.
أنا أستأجر من بيتروفيتش زاويةً فيها زوايا عديدة: الزاوية حيث أنا، والزاوية حيث علب الألوان، والزاوية حيث إبريق الشاي، والزاوية حيث الخزانة، وحيث يقف بيتروفيتش الآن مع صوته الداخلي الذي يصبح خارجياً بسهولة:
- من أجل السجق، هناك مال! سجق، خبز، خدمة ممتازة، يصرخون حتى الساعة الرابعة صباحاً! ويؤخّرون عليك الأجرة الواجبة!
لماذا الإبريق صامت؟ إنه يتظاهر بأنه لم يسمع يوماً بالغليان. أُوضِّح لبيتروفيتش:
- إنه صامت. إنه يصمت عامداً، يحبس أنفاسه. وسيبقى صامتاً لفترة طويلة، هكذا هو طبعه.
يقول بيتروفيتش مُلمِّحاً:
- وإلا فسنفعل كما فعلنا في المرة السابقة.
يا لقدرة إبريقي على ضبط النفس! لقد توهّج السخّان الكهربائي وهو لا يغلي قصداً. إنه يعضّ على أسنانه، يتحمّل، ويصغي. لا يَفلت من أنفه خيط بخار واحد، لا تنسلّ من تحت غطائه همسة أو "بقبقة" واحدة.
ما صُنِع في المرة السابقة كان سيئاً جداً. بسبب عدم دفعي الأجرة لثلاثة أشهر حمل بيتروفيتش لوحاتي الزيتية ورسوماتي إلى الفِناء، بنى منها كوخاً وأحرقها. قيل لي إنّ اللوحات الزيتية لم تحترق جيداً، وخصوصاً لوحة طبيعة صامتة تُصوِّر إبريق شاي كنتُ قد ثبّتُّ ألوانها بالرمل ومسحوق القرميد، فطرحها بيتروفيتش جانباً حتى لا تعوق احتراق الورق. ناقماً ومذروراً بالرماد رحتُ أتسكّع في المدينة على غير هدى لا أعرف ماذا أفعل. كان هناك مخرج واحد: قتل بيتروفيتش.
يقول بيتروفيتش:
- إسمع، ما له إبريقك؟ لماذا لا يغلي؟
أعصاب الإبريق مشدودة إلى أقصى حدودها، ينزّ من أنفه صوتٌ دقيق كلسعة زنبور. أتحرّك مبتعداً. أعلم أنّ الأفضل عدم مشاكسة إبريقي فهو لا يعرف حدوداً يقف عندها: قد يُلقي أيّ "نكتة".
يقول بيتروفيتش وهو يدنو من الإبريق:
- أم أنّ السخّان الكهربائي قد احترق؟
أصرخ به:
- حذارِ، احترس!
يسحب بيتروفيتش يده لكنّ الوقت كان قد فات.
يطير غطاء الإبريق. تندفع قطع البخار الساخن والماء المغلي طائرةً نحو بيتروفيتش. يولول بيتروفيتش مَعميّاً ويسقط على أرض المطبخ. يضع رأسه تحت صنبور الماء.
الإبريق يلهو، يبصق في جميع الاتجاهات، يتراقص، يتقافز ويهتف منتصراً.
يجب، طبعاً، إطفاء السخّان، والجلوس والتفكير كيف أعيش لاحقاً. كيف أعيش لاحقاً؟ لا أدري، أما الإبريق، حسناً، فليظلّ يغلي الآن ¶
أركادي كايدانوف
Tombe la neige…
يدحض حلول رأس السنة الجديدة الفلسفة القائلة بالحركة الحلزونية للحياة، هذه الفلسفة تُدحض بصورة عادية وبشكل دامغ.
عند حلول رأس السنة الجديدة يكمل كل شيء دورته ويعود إلى نقطة البداية، ويدور دوران أسطوانة موسيقية قديمة لأنّ الثلج يهطل، يهطل، يهطل...
حتى إذا لم يكن الثلج يهطل الآن، فإنه، في الأحوال كلّها، يهطل في ذاكرة سنوات الصفاء حين لم يكن التقويم هو الذي ينبئ عن قدوم الشتاء بل المنظر خارج النافذة.
Tombe la neige…
الثلج يهطل...
إبرة حاكٍ من طراز "يوبيلييني" تحصي، متعثرة الخطى، الأخاديد في "مينون" [رقصة باليه روسية] رديء النوعية، مسجّل على صفحات مجلة "كروغوزور".
لكنك لا تعلم بعد أنّ هذا اللحن سوف يبقى إلى الأبد، طوال حياتك، في كلّ ليلة من ليالي رأس السنة.
وهذا البلجيكي، بتسريحة شعره الملساء المائلة و"الفراشة" البورجوازية في رقبته الرفعية، هو أيضاً سيبقى إلى الأبد.
كيف أمكنه ذلك؟
كيف نجح في ذلك؟
فهو لا يقول سوى: "الثلج يهطل. لن تأتي اليوم مساءً. الثلج يهطل. لن نرى بعضنا. أعرف أنّ..."
وإن كان يغنّي بالفرنسية.
وإن كان يغنّي ببحّةٍ خفيفة ويلثغ بالراء.
ما المميّز في ذلك؟
أيّ ساحرةٍ خرافية لوّحت بعصاها السحرية فوق رأسه حين قام بتسجيل هذه الأغنية في ستوديو مغمور في باريس؟
Tombe la neige…
وكم هو لذيذٌ الشجن عندما لا تكون هناك أسباب للشجن...
وكم هو لذيذ الحزن على الحب الضائع ما إن تحزر أنه موجود؛ أنه موجود في مكانٍ ما؛ وأنه سيحدث حتماً...
Tombe la neige…
وأنت طوال حياتك، طوال حياتك كلها، سوف تحبّ امرأة واحدة فقط.
هي ستتخذ هيئات مختلفة، وأنت ستعامل الأخريات، العابرات، على أنهنّ هي، وستحترق، وستدخّن بنهم في الليالي الرطبة، وستنتظر اتّصالها، وستتصل بها، إذ ليس هناك سواها في هذا الكون الفسيح برمّته، وإن كانت لها أسماء مختلفة.
ولا وجود لسواها في روحك، مع ندف الثلج على رموشها ومع عينيها الكبيرتين الحزينتين، وكذلك في هذه الأغنية التي ليس فيها شيء مميّز سوى هذا الضوء الصافي المنعش لانتظارٍ، خفيفٍ كالثلج، مقدَّرٍ للفقد.
آخ، "مسيو" سالفاتوري آدامو، ما الذي اقترفتَه؛ ما الذي أبدعته في الستوديو الباريسي المغمور!؟
الثلج يهطل...
Tombe la neige…
وهذا ليس كل شيء.
Tombe la neige…
بل هذا أكثر مما يمكن احتماله!
وليس مهمّاً أنّ الأسطوانة لم تعد تدور، منذ زمنٍ بعيد، بسرعة ثلاثٍ وثلاثين دورة ونصف دورة في الفونوغراف الذي يعود إلى ما قبل الطوفان بإبرته المثلَّمة.
ليس مهمّاً أنّ ذاك الفونوغراف لم يعد له وجود منذ زمنٍ بعيد، ولا تلك الأسطوانة، ولا مجلة "كروغوزور" مع صورة المغنّي صاحب "الفراشة" البورجوازية في رقبته الرفيعة.
لا شيء يهمّ سوى هذا الثلج المتساقط؛ سوى هذه المرأة الوحيدة التي لن تأتي أبداً؛ سوى الحياة التي يصدر فيها هذا اللحن، متألّماً من تبرير كلّ ما حدث وكلّ ما لم يتحقق، هذا اللحن الذي يترجم إلى بكرةٍ سينمائية السنوات المنقضية التي كان الثلج فيها يهطل، يهطل، يهطل...
وإما أنها دمعة حمقاء تنحدر على خدّك، وإما هو ببساطة ثلجٌ يذوب محترقاً بذاكرتك.
أيّ تفاهة... أيّ عطالة.
Tombe la neige… ¶
قصص مترجمة لعشرين كاتبةً وكاتباً من الروسيا الجديدة
رسلان نوروشيف -
انــــتــــــظـــــــــــــــــــــار
أولغا لاريونوفا. هل حدث لكم يوماً أن استيقظتم وأنتم متأكدون، بهدوء لكن بصلابة، من أن شيئاً، هائلاً وبالغ الأهمية، لا بدّ أن يحدث اليوم، مع شعور مسبق بسعادة قريبة وحتمية؟
كنت مستلقياً في السرير. لم أكن قد استيقظت تماماً بعد، وكنت أنظر نظرةً مغبشة إلى السقف الذي كانت تنساب عليه بقع أشعة شمس الصباح الخريفية الباهتة. كنت مستلقياً وأبتسم لشيء ما. قد أكون شخصاً غريب الأطوار؛ فحتى أنا لا أفهم نفسي أحياناً، لكني – لسببٍ ما - كنت أعرف يقيناً أنّ شيئاً مذهلاً، لا يُصدَّق، لا بدّ أن يحدث هذا الصباح، هذا اليوم، ويقلب حياتي ويعيد تشكيلها بأكثر الأشكال غرابةً. كان الخريف خارج النافذة يصخب بهدوء، وكذلك كانت تصخب أشجار الحور في حديقة الجيران، والأوراق المتساقطة في الفناء، ولسبب ما تذكّرتُ طفولتي، والصباح الذي يسبق عيد رأس السنة، وأمي التي تقرقع في المطبخ ورائحة الشوح الكثيفة في الصالون، وذاك الشعور، الذي يسبق العيد، بأعجوبة الحكايات التي تقترب وستتحقق لا مناص؛ فيبدو اليوم التالي هائلاً، بلا حدود، قادراً على احتواء ما لا يحصى من الأشياء والأحداث؛ حاجباً ما سيعقبه بنوره، بفرحه، المتلألئ والمشعّ كالثلج تحت الشمس، واللامتكرر كالزخارف على الزجاج في الصقيع. قد أكون شخصاً غريب الأطوار؛ فالطفولة قد انقضت منذ زمن بعيد وأنا ما زلت أنتظر شيئاً ما، كما في السابق. لكن ماذا أنتظر؟ الحكايات؟ "كان يا ما كان، في سالف العصر والأوان، كانت هناك مدينة في أقصى أطراف الكون، وكان يعيش في تلك المدينة...". من قد يعيش هناك؟ أنا فقط، ربما.
بعد الفطور توجّهت إلى المدينة، للتسكّع فحسب.
- مرحباً تريزوريتش!، جلست القرفصاء وربتُّ ظهر تريزور الهرم، محبوب الحيّ، الذي كان جاثماً على صفائح طلباً للدفء. كيف هي الحياة الكلبية؟
تريزور، الذي كان يزوّر عينيه اتقاء شمس الخريف، بالكاد فتح إحدى عينيه، ولوّح بذيله بكسل من دون أن يرفع رأسه: شكراً، ماشي الحال. ضحكت. عجوز كسول! وتابعت طريقي.
- مرحباً تيموفييتش!، أومأت الى القط الأشقر البدين الذي كان يتسكّع على العشب تحت أشجار الصنوبر: كيف الحال؟
لكنّ هذا لم يحرّك لا ذيله ولا أذنيه. آخ، أيها اللعين! ورميته بحجر صغير. قفز تيموفييتش في مكانه وطار إلى الشجرة، حتى من دون أن ينظر. هدّدته بقبضتي.
- مغترّ بنفسك يا أشقر؟ سأريك في ما بعد!
لعلي كنت كلباً في حياتي السابقة؛ فأنا أحب كثيراً مضايقة أخي ذي الشاربين.
- صباح الخير "ليدي أند جنتلمِن"!، انحنيتُ باحترام للنصب الثلاثة المتجمّدة في الحديقة المقابلة، التي تذكّر بالعهود السابقة: كيف الطقس الآن في ستوكهولم.
الكمسموليان الحجريان شبه المتعانقين مع بندقيتين، والفتاة ذات الضفيرة الواقفة خلفهما بسكينة، الذين يلقّبهم الناس "العائلة الأسوجية"، كانوا صامتين بحزم واعتزاز، ضاغطين شفاههم الحجرية، ومركّزين نظراتهم الجامدة على المستقبل المشرق الذي لا يراه سواهم. ضحكتُ ساخراً: انتبهوا حتى لا تحطّموا أعينكم! أوثان! واتّجهت إلى موقف الحافلة. على رغم أنّ الفتاة، بصراحة، أعجبتني، ولسببٍ ما يشعر المرء نحوها بشيءٍ من الشفقة؛ فهي تلوح كشيء تائه وزائد على الحاجة في خلفية البنادق والوضعيات البطولية. جليّ أنّ الكمسموليين منشغلان عنها. ابتسمتُ لها، لها فقط. لا تحزني؛ فلا بدّ أن تنتهي الحرب يوماً...
كان الناس قلائل في الحافلة. قاطعة التذاكر، التي كانت تغفو بهدوء في المقعد الأمامي، كانت تريد مواصلة نومها حين لوّحتُ لها بيدي. تصبحون على خير! وانهرتُ على المقعد. أحبّ الحافلات شبه الفارغة، حيث يهبّ البرد من النوافذ المفتوحة، وترسل الشمس دفئها عبر الزجاج المغبرّ من دون أن تلفح المرء، حيث يمكن الشخص الجلوس حيث يشاء، ومدّ رجليه من دون ان يصطدم بهما أحد. خارج النوافذ تلوح المناظر المألوفة لمدينتي الأم، ويفرّ بعيداً شريط الطريق المعبّد الرمادي من تحت العجلات.
بعد موقفين، ركبت الحافلة فتاة ترتدي فستاناً رمادياً فاتحاً، وعلى كتفها حقيبة صغيرة أنيقة، وكانت هناك نظرة شاردة تحت رموشها المزيّنة. مقرقعةً بعقبي حذاءيها الدبوسيين، وناثرةً موجة من العطر الرخيص، جلست قبالتي ومباشرةً تناولت علبة أدوات التجميل من حقيبتها، وبدأت "تبودر" أنفها. كانت الفتاة صغيرة جداً في السنّ لكنها كانت منهمكة بـ"البَوْدَرة" بمنتهى الجدية، بل حتى إنها كانت ترفع حاجبيها قليلاً وتقطّب جبينها. كان واضحاً أنها لم تبدأ باستخدام أدوات التجميل إلا منذ فترة قريبة. ابتسمتُ قليلاً. لطالما أحببتُ مراقبة الفتيات وهنّ يتبرّجن ويتبودرن ويتزيّنّ، أو يدرن حول أنفسهن أمام المرآة وهنّ يقسن شيئاً ما جديداً؛ ففي لحظات كهذه يبدو لي أنّ المرأة تُظهر جوهرها الأنثوي بشكل أوضح وأكثر بروزاً.
بعدما أنهت زينتها وأعادت أدوات التجميل إلى الحقيبة، مرّت الفتاة عليَّ بنظرة ساهمة توقّفت على النافذة. لاحت خارج النافذة حروف مزخرفة ومقطّعة بشكل قبيح، وأوراق الأشجار المصفرة، ولوحات الإعلانات، والأعمدة – الشموع. لقد وصلنا إلى مركز المدينة إذاً، وطوال هذا الوقت كنت أرمق جارتي خفيةً. هل لاحظتم يوماً كيف يركض ظلّ شخصٍ جالس في حافلة تسير؟ أنا أيضاً لاحظت. إنه يبدو مضحكاً. كان ظلّ الفتاة يتحرّك بشكل متواصل من دون أن يتوقّف للحظة واحدة، إلى اليمين... إلى اليسار، ولا يبطئ من حركته إلا عند المواقف. مذهلٌ كيف تستطيع عين الإنسان التنقّل على هذا النحو، لكنّ الفتاة لم تلاحظ شيئاً بالطبع. نزلتْ من الحافلة في الموقف التالي، وأنا في الموقف الذي يليه. إلى أين؟ لماذا؟ لم أكن أدري.
تسكّعتُ في المدينة حتى وقتٍ متأخّر، ليس لأني أحبها كثيراً، ولا لأني أستطيع التجوّل فيها لساعات – فهذه ليست بطرسبورغ، ولا موسكو- لكنّ التفكير والتأمل والحلم تكون أسهل بهذه الطريقة. قد أكون شخصاً غريب الأطوار؛ فقد انتهت الطفولة منذ زمنٍ بعيد وأنا ما زلت أحلم. بِمَ؟ آخ، لو أني أحلم بشيء جدير حقاً!
تسكّعتُ حتى وقت متأخر ووصلت الى البيت بالقطار الكهربائي الأخير. كان مدخل المبنى فارغاً، وكان المصباح الكهربائي المعلّق يومض بصورة باهتة. نظرتُ إلى صندوق البريد. فارغ كالعادة؟ وتسمّرتُ مكاني؛ فقد لاح عبر شقّ الصندوق طرف ورقة بيضاء. برقية؟ خفق قلبي بشدّة. أيُعقل أن تكون برقية؟ بعد موت والديّ لم أعد أشعر بالفزع من هذا النوع من المراسلات، لكنّ اضطراباً لا يوصف استحوذ عليَّ، وكان السبب أمراً آخر؛ فقد انتقلت إلى هنا منذ فترة قريبة جداً، ولم يكن أحد يعرف عنواني الحالي سواها! أجل، أجل، هي بالذات – فلنسمِّها هكذا؛ فاسمها لن ينبئكم بشيء في كلّ الأحوال، أليس كذلك؟- كتبتُ من هنا فقط إليها! خفق قلبي، والتصقتُ بالحائط. كنت أشعر منذ الصباح أنّ شيئاً ما سيحدث اليوم! "أنا قادمة! استقبلْني". هززتُ برأسي، لكنّ ماذا يمكن أن يُكتَب غير ذلك في البرقيات؟ هرعتُ إلى الشقة لإحضار المفاتيح.
أين المفاتيح؟ ورحت أبحث في الصناديق والخزائن بشكل هستيري لأنيّ لم أستطع تذكّر المكان الذي وضعتُ فيه المفاتيح. لم يراسلني أحد إلى هنا! أين هي؟ اللعنة، واندفعتُ نحو الشقّ. فليذهب القفل إلى الجحيم! سأسحب البرقية بواسطة سلك. أدخلتُ سلكاً داخل القفل، وبحركة واحدة فتحته. سقطت عند قدمي ورقة صغيرة. هل هكذا تكون البرقيات؟ فضضتُ الورقة بسرعة. "بسرعة، بأسعار رخيصة، بنوعية عالية، نركّب الأبواب المعدنية والإطارات والنوافذ...". سقطت الورقة من يدي. وقفت لدقيقة مصعوقاً. أحمق! أحمق ثلاث مرات! لماذا قد تأتي إلى هنا؟ وإليّ! أضحكني الأمر وأحزنني. لكني كنت أنتظر! هل الحياة برمّتها ليست سوى انتظار؟ التقطتُ ورقة الإعلان وجعّدتها، أغلقتُ باب الصندوق المتأرجح، وتوجّهتُ متعباً نحو البيت. لكني كنت أنتظر...
لم أستطع النوم طويلاً، وفي النهاية، منهكاً، ارتديتُ ملابسي وخرجت إلى الشرفة. كانت المدينة الليلية نائمة، غارقةً في الصمت والسكون، وفقط في البعيد، خلف محطة القطار، كان هناك بائع ينادي. هبّت الريح فجعلت كلّ شيء يصخب، أشجار الصنوبر وأوراق أشجار الحور. ملأتُ صدري بهواء الليل الخريفي البارد النقي المنعش، وضحكتُ لشيء ما.
لعليّ شخص غريب الأطوار: الحياة تمضي، سأبلغ الثلاثين قريباً وما زلت أحلم. فقط لو أني أعرف: بماذا؟... ¶
النها

زيدان تعليقا على مصادمات الكنيسة : لا أحد فوق القانون






علّق دكتور يوسف زيدان على أحداث الشغب التي شهدتها منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة صباح أمس ونتج عنها وفاة شاب مسيحي وعشرات المصابين بين صفوف الأمن المصري والمسيحيين ، بأنها أمر مؤسف وسيتكرر كثيرا ، ونتج عن تصور البعض الخاطيء بأن مصر بلدهم وحدهم وأنهم فوق القانون .


جاء ذلك في حلقة برنامج "الحياة والناس" لمقدمته الإعلامية رولا خرسا، والتي تطرقت لقضايا الساعة وأحدث روايات يوسف زيدان بعنوان "النبطي".


ووقعت مصادمات المسيحيين والأمن بعد رفض محافظ الجيزة تحويل مبنى خدمي إلى كنيسة بمنطقة العمرانية، واعتراضه على البدء في إنشائها بدون ترخيص .


وقال د. زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية أن الشاب المسيحي قتله الغوغاء الذين تظاهروا باسم الصليب، وشبههم بمن قتلوا الفيلسوفة هيباتيا منذ أكثر من 1500 عام وهو ما عبرت عنه رواية "عزازيل" الشهيرة، وهؤلاء يعتقدون أنهم ينطقون باسم الإله ويقنعون جموع البسطاء بذلك ، وهم يرددون مزاعمهم بأن المسلمين ضيوف عليهم في مصر .


وأشار زيدان إلى أن المسيحيين الذين قاموا بهذه الأفعال لا ينتمون لروح الديانة التي تقول بالمحبة حتى محبة الأعداء.


كما أعرب زيدان عن احترامه لدعوى رئيس الجمهورية بالالتزام بعدم إثارة الفتنة الطائفية، منتقدا المعالجة الحكومية للمسألة القبطية التي تقوم على فحص الحالة الجزئية دون النظر للمدى البعيد.


يندهش زيدان من التظاهر لبناء كنيسة، وضرب المثل بـ"دير الست دميانة" بالبراري حيث أن مساحته أكبر من كل مساجد مصر، وفي وادي النطرون منطقة أديرة لا توجد في العالم نظيرة لها في مساحتها.


تطرقت رولا خرسا إلى رواية "النبطي" أحدث روايات زيدان، والتي تتحدث عن العشرين سنة قبل فتح مصر، وتشير إلى أن المصريين رحبوا بالفاتحين المسلمين، وقال المؤلف أن عدم قراءة التاريخ هو من يفتح الباب للتلاعب بالعقول، وإلا كيف فتح عمرو بن العاص مصر بجنود لا يتجاوزون 3500 شخص، في حين أن الحامية البيزنطية بمصر يبلغ عددها بأقل التقديرات 30 ألفا .


كما تحدث صاحب "عزازيل" بشئ من التفصيل عن التركيبة السكانية لمصر قبل الفتح الإسلامي، مشيرا إلى أنها تتكون من العرب في شرق الدلتا وشرق الصعيد، وفي سيناء كانت هناك القبائل العربية من قبل الفتح بمئات السنين أيضا، ويقول المؤرخون أنه أثناء فتح مصر لم يتجاوز مجموع شهداء المسلمين 21 شخصا، نافيا أن يكون عمرو بن العاص حاصر الإسكندرية التي كانت تحصيناتها هائلة فضلا عن أن العرب كانوا يخشون المياه فكيف سيحاصرها؟.


وعن شكل العلاقة بين المسلمين الفاتحين وسكان مصر بعد الفتح، أعرب زيدان أنها كانت تتسم بالود، ولم يكن الجنود العرب يحتكون بالناس أو يعاملونهم معاملات تجارية في البداية، فدخول المصريين في الإسلام كان في الزمن الفاطمي عام 358 هـ، لأن الحكام الفاطميين كانوا معنيين بالناس وأحوالهم وبنشر المذهب .


قائلا أن ما أخذه المسلمون من جزية من المسيحيين كان أقل مما يحصل عليه الروم الأرثوذوكس من المصريين، فلا يجب أن ننظر للأحداث الكبرى بتلك السطحية والبساطة، بل أن نفكك عناصر الظاهرة وندرسها ونعيد تركيبها من جديد.


وفي نهاية الحلقة ناقش زيدان عددا من مقالاته الاخيرة المنشورة بصحيفة "المصري اليوم"، وفي واحدة منها يشكك في الرسائل المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخاطب بها الملوك، ودلل على ذلك باختلاف الأختام، ومضمونها الذي يشير إلى أنها كتبت بعد الانتصارات والفتوحات، مؤكدا أن لا أحد يحمل الحقيقة التاريخية كاملة . وأن الكاتب تقع عليه مسئولية تربية الوعي النقدي لدى القراء إعمالا لما قاله بن خلدون "ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر" وخاصة أننا في عصر التدفق المعلوماتي.


ورفض زيدان مقولة فصل الدين عن السياسة أو المجتمع، متسائلا : ألم تؤثر أحداث كنيسة العمرانية على حركة المرور؟. 
عرب نت 5

اتحاد الكتاب ينظم مؤتمرا موسعا للكتابة الجديدة

  


ينظم اتحاد الكتاب يوم السبت الموافق الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول القادم مؤتمر "تيار الكتابة الجديدة" بمشاركة عدد من النقاد والروائيين وكتاب القصة وشعراء العامية والفصحى الشباب من مختلف محافظات مصر.

وبحسب صحيفة "الشروق" يتم خلال المؤتمر أيضاً تكريم عدد من الحاصلين على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2010، ومنحهم درع الاتحاد.

وينقسم المؤتمر لثلاثة جلسات تنعقد الجلسة الأولى في تمام الخامسة مساءً، يفتتح خلالها الكاتب محمد سلماوي رئيس الاتحاد المؤتمر، ويقوم بتوزيع دروع الاتحاد على الحاصلين على جوائز الدولة، وهم مسعود شومان، د.حسام عقل، إيهاب البشبيشي، ويدير الجلسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف.

وتحمل الجلسة الثانية عنوان "تيار الكتابة الجديدة في الرواية والقصة"، ويشارك فيها د.شريف الجيار، د.محمود الضبع، عمر شهريار، أحمد أبو العلا، ويديرها رفقي بدوي، أما الجلسة الثالثة فبعنوان "تيار الكتابة الجديدة في الشعر"، يتحدث فيها د.حسام عقل، مسعود شومان، عبده زراع، صبري قنديل، ويديرها د.مدحت الجيار.

كذلك سيتم خلال المؤتمر مناقشة أعمال عدد من الكتاب مثل، الطاهر الشرقاوي، نهى محمود، رباب كساب، مراد ماهر، محمود أبو عيشة، ياسمين مجدي، محمد علي النجار، عبد الرحيم يوسف، مؤمن سمير، غادة خليفة، محمد خير، محمد منصور، إبراهيم رفاعي، سعيد شحاتة، سعيد المصري، وآخرين. 

المصدر / محيط . القاهرة

مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمى للطفل




تقيم مكتبتا الطفل والنشء بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع روتارى المنتزه، حدثًا رياضيًّا ترفيهيًّا يوم الاثنين المقبل الموافق 29 نوفمبر، احتفالاً باليوم العالمى للطفل.

وقالت لمياء عبد الفتاح، القائم بأعمال رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، إن الحدث يتخلله العديد من الأنشطة الرياضية والترفيهية التى سوف يتم تقديمها لعدد من طلبة المدارس المشاركة، حيث يقوم المشاركون بالجرى فى سباق ماراثون على طريق الكورنيش، يتبعه عرض "الاستعراض الحر بالكرة" فى ساحة المكتبة، على أن يختتم اليوم بمجموعة من الألعاب الرياضية الترفيهية.

وأشارت عبد الفتاح إلى أن الأنشطة التى يتضمنها الحدث تهدف إلى تنمية مهارات التواصل والعمل الجماعى وزيادة الثقة بالنفس لدى الأطفال والنشء.

يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد أوصت فى عام 1954 بأن تقيم جميع البلدان يومًا عالميًّا للطفل يحتفل به بوصفه يومًا للتآخى والتفاهم على النطاق العالمى بين الأطفال، وللعمل من أجل تعزيز الأطفال فى العالم
اليوم السابع

مسئولة أمنية بريطانية ترأس لجنة تحكيم البوكر 2011




محيط - مي كمال الدين

لندن: أعلن قبل يومين عن القائمة التي تضم أسماء أعضاء لجنة تحكيم جائزة "مان بوكر" للرواية لعام 2011، وضمت القائمة الأسماء التالية :

الكاتب والصحفي ماثيو دي انكونا، الكاتبة سوزان هيل، الكاتب والسياسي كريس مولين، جابي وود رئيس صفحة الكتاب بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية.

وسوف يرأس لجنة التحكيم المدير العام السابق لجهاز الأمن البريطاني MI5 ستيلا ريمنجتون، والتي لم تبدأ عملها الأدبي إلا بعد تقاعدها عام 1996، وصدرت لها رواية "في مهب الريح" بعد تجاوزها الستين.

من جانبه علق المدير الأدبي لجوائز مان بوكر ايون تريوين على لجنة التحكيم قائلاً " كل عام نبحث عن مزيج مختلف من أعضاء لجنة التحكيم" معرباً عن سعادته باتساع وتنوع مجالات فريق تحكيم الجائزة لعام 2011.

كذلك أعربت ستيلا ريمنجتون عن سعادتها برئاسة لجنة تحكيم الجائزة في دورتها الجديدة قائلة " إنني أتطلع لرئاسة هذا الفريق المميز من المحكمين الموهوبين" مؤكدة على وجود العديد من المناقشات التي سوف تدور بينها وبين أعضاء لجنة التحكيم لتحديد المستحق للجائزة في العام المقبل.

يذكر أن جائزة مان بوكر قد توج بها لعام 2010 رواية "سؤال فينكلر" لهوارد جاكبسون الصادرة عن بلومزبري وتم اختيارها ما بين 138 رواية.

ومن المقرر الإعلان عن القائمة الطويلة لبوكر 2011 والتي تضم 12 أو 13 عنوان في يوليو/ تموز المقبل، بينما تعلن القائمة القصيرة والتي تضم 6 أعمال في سبتمبر/ أيلول، أما الفائز بجائزة مان بوكر 2011 سوف تعلن بواسطة الـ بي بي سي بلندن في احتفالية يوم 18 أكتوبر / تشرين الأول 2011.

الاسبانية آنا ماريا ماتوتي تفوز بجائزة سيرفانتس


بقلم: فوبيا

فازت الروائية الإسبانية آنا ماريا ماتوتي بجائزة سيرفانتس للعام 2010، وهي اهم جوائز الأدب الإسباني. وأعلنت هذا الفوز وزيرة الثقافة الاسبانية انخيليس غونزاليس سيندي. آنا ماريا ماتوتي البالغة من العمر 85 عاماً والمتحدرة من برشلونة هي ثالث امرأة تنال هذه الجائزة بعد الإسبانية ماريا ثامبرانو (العام 1998) والشاعرة الكوبية دولثي ماريا لوينيث (العام 1992).

وستقدم اليها جائزة سيرفانتيس البالغة قيمتها 125 ألف يورو في نيسان (ابريل) المقبل، في ذكرى وفاة ميغيل دي سيرفانتيس، احد أبرز الادباء الاسبانيين وصاحب رواية «دون كيخوتي».

وكانت ترجمت اعمال آنا ماريا ماتوتي الى 23 لغة، وهي تتناول موضوع الطفولة وفقدان البراءة والظلم الاجتماعي وتبعات الحرب الأهلية الاسبانية بين العامين 1936 و1939.

وتقدم جائزة سيرفانتيس كل سنة وتعطى بالتناوب لكاتب اسباني ولكاتب من اميركا اللاتينية.

ومنحت الجائزة العام الماضي، للشاعر المكسيكي خوسي اميليو باشيكو. ومن بين الفائزين السابقين الارجنتيني خورخي لويس بورخيس، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا الفائز ايضا بجائزة نوبل للآداب هذه السنة، والمكسيكي كارلوس فوينتيس.

الكويت: المؤتمر الإقليمي للتعلم الإلكتروني مارس 2011



كلمات ذات صلة: المؤتمر الإقليمي للتعلم الإلكتروني، مؤتمرات علمية، التعلم عن بعد، أنظمة وأدوات التعلم الإلكتروني، ذوي الاحتياجات الخاصة، المناهج الإلكترونية، إدارة عملية التعلم الإلكتروني مؤتمرات علمية 2011

ينعقد في الكويت مؤتمر إقليمي للتعلم الإلكتروني في الفترة الفاصلة بين 28 و 30 مارس 2011 برعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

أهمية انعقاد هذا المؤتمر:

حيث أننا نعيش في عصر تغلبت عليه الابتكارات التكنولوجية ويعتبر فيه التعليم هو الموجه الأساسي لرقي المجتمعات، لذا فلابد من تهيئة الأجيال القادمة وتدريبهم بما يتناسب ومتطلبات هذا العصر مع الاحتفاظ بالقيم والمبادئ الإسلامية والهوية الوطنية.

إن اقتصاد المعرفة الذي يستند في ظهوره كمصطلح حديث على هذه الثورة المعلوماتية لا يعتمد على إنتاج المعرفة فحسب بل أيضاً على وسائل نشر وتداول هذه المعرفة، وهذا يتطلب بنية تحتية متكاملة وأدوات تقنية فاعلة للوصول إلى كل المعارف بشكل أكثر سلاسة وتفاعلية، ومن خلال تقديم خدمات تعليمية حديثة مواكبة لمستحدثات العصر آخذة بمستجدات التكنولوجيا، للانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم المطور الذي يتخذ من التعلم الإلكتروني أسلوباً للتعليم والتعلم.

وحرصاً من المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية على تطوير التعليم في المنطقة من خلال دعم وتعزيز الاستخدام الفاعل لتقنيتي الاتصالات والمعلومات في النظام التعليمي، وفي متابعة آخر المستجدات التقنية وتوظيفها في الارتقاء بمجالات التعليم والتدريب، فقد ارتأى المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية الأخذ بزمام المبادرة من خلال عقد هذا المؤتمر الهام لتحقيـق جملة من الأهـداف .

فوائد انعقاد هذا المؤتمر:

* نشر ومشاركة المعرفة.
* تفعيل الاستفادة من خلال تبادل التجارب العالمية في التعلم الإلكتروني.
* حفز التفاعل المتبادل بين الطلبة والمدرسة وأولياء الأمور.
* المساهمة في توفير بيئة تعليمية أكثر تشويقاً وإثارة للانتباه.
* إتاحة فرص التعلم والتدريب عن بعد.
* توفير المؤسسات التعليمية للأدوات والوسائل التكنولوجية المتقدمة لزيادة فاعلية العملية التعليمية.
* تنمية الفهم والتطبيق عن طريق الوسائط المتعددة التفاعلية.
* تعزيز دور المشاركة المجتمعية.

الهـدف العـام:
تطوير وتحسين العملية التعليمية والسعي نحو مجتمع معلوماتي جامع من خلال الاستخدام الفاعل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيق التعلم الإلكتروني بالمؤسسات التعليمية والأكاديمية.
أهداف المؤتمر:

* تبادل التجارب والخبرات العالمية في مجال التعلم الإلكتروني.
* تطوير المؤسسات التعليمية والتدريبية الحكومية والأهلية للوصول إلى أفضل الحلول لإدارة نظم ومحتوى التعلم الإلكتروني.
* تحفيز إنشاء بيئات تعليمية إلكترونية متكاملة ذات معايير وضوابط عالمية.
* التعرف على الأساليب والأدوات التعليمية الإلكترونية الحديثة.
* تهيئة الأبناء للتفاعل مع وسائل وخدمات التعلم الإلكتروني.
* تهيئة المعلمين للتعامل مع أساليب التعلم الإلكتروني وتطوير دورهم في إثراء المحتوى الإلكتروني.
* تشجيع أولياء الأمور على الاندماج والاستفادة من نظم إدارة التعلم الحديثة والتفاعل معها.
* الاطلاع على أحدث التطلعات والاتجاهات والتحديات التي تواجه التعلم الإلكتروني.
* إذكاء روح المنافسة في تقديم أفضل الحلول المبتكرة في التعلم الإلكتروني.

محـاور المؤتمـر:
1 – تصميم وتطوير المناهج الإلكترونية:

* المعايير والضوابط العالمية في التعلم الإلكتروني.
* تحويل المناهج الورقية إلى مناهج إلكترونية.
* التصميم التعليمي للأنشطة: نظريات ونماذج.
* مناهج التعلم الإلكتروني.
* التعلم الإلكتروني: تكتيك واستراتيجية.
* تطوير وتكامل المحتوى الإلكتروني.
* القضايا التربوية في تطوير المحتوى الإلكتروني.
* واجهات التطبيق الذكية.
* دور المعلم في تطوير المحتوى الإلكتروني.

2 – أنظمة وأدوات التعلم الإلكتروني:

* بيئات التعلم الإلكتروني.
* الوسائط المتعددة في التعلم الإلكتروني.
* معدات وبرمجيات التعلم الإلكتروني الحديثة.
* التوجهات المستقبلية لتقنيات التعلم الإلكتروني.
* التعلم باستخدام الشبكة العنكبوتية.
* أدوات تأليف وإعداد الدروس الإلكترونية.
* الحماية والخصوصية في التعلم الإلكتروني.
* أنظمة التعلم الإلكتروني التفاعلية.
* استخدام الأجهزة المتنقلة في التعلم الإلكتروني.
* الفصول الذكية وأدواتها.
* المكتبات الرقمية.

3 – التعلم الإلكتروني لذوي الاحتياجات الخاصة:

* حلول التعلم الإلكتروني لذوي الاحتياجات الخاصة.
* مواصفات أنظمة وبرمجيات التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة.
* موائمة تطبيقات المحتوى الإلكتروني لذوي الاحتياجات الخاصة.
* التقنيات الحديثة لذوي الاحتياجات الخاصة.
* معايير رصد وتقويم صعوبات التعلم.

4 – مجالات التعلم الإلكتروني والتجارب العالمية:

* تجارب التعلم الإلكتروني بالمدارس ومؤسسات التعليم العالي.
* التعلم الإلكتروني المنزلي.
* تجارب في التعلم عن بعد.
* من التعلم الإلكتروني إلى التعلم المتكامل.
* الخبرات العالمية في مجالات التعلم الإلكتروني.

5 – إدارة عملية التعلم الإلكتروني وتأثيراتها الاجتماعية والتقنية:

* السياسات والتشريعات المنظمة للتعلم الإلكتروني.
* التوعية بثقافة التغيير نحو التعلم الإلكتروني.
* التحديات الاجتماعية والثقافية للتعلم الإلكتروني.
* تأثير تكنولوجيا التعلم الإلكتروني في العملية التعليمية.
* سلوك المتعلمين في الفصول الذكية.
* جاهزية الهيئة التعليمية.
* تفاعل المعلمين، أولياء الأمور والطلاب.
* معايير تقييم وقياس الأداء لأنشطة التعلم الإلكتروني.
* المسؤوليات والأخلاقيات المهنية.
* المعايير والإدارة.

إرشادات تقديم الأوراق العلمية:

ترحب اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر بالبحوث الأصيلة التي تمثل إضافة جديدة لم يسبق نشرها من قبل، حيث يجب اتباع النموذج الخاص بكتابة الورقة العلمية الموجود على الموقع الإلكتروني، مع مراعاة الشروط التالية:

* يكتب ملخص البحث (500 كلمة) والورقة العلمية كاملة باللغة الإنجليزية على صفحة قياس A4.
* يجب أن تكون عدد أوراق البحث في حدود (8-10) صفحات (A4) بما فيها الأشكال والصور ,والجداول مع طباعتها مسافة منفردة.
* يرسل ملخص البحث والورقة العلمية الكاملة إلكترونياً عن طريق الموقع الالكتروني للمؤتمر أو إلى البريد الإلكتروني الخاص باللجنة العلمية (scientific@redsoft.org) في موعـد أقصـاه 20 نوفمبر 2010.
* يتم إشعار الباحثين بقبول بحوثهم والملاحظات عليها في موعد أقصاه 20 ديسمبر 2010.

جائزة علال الفاسي لعام 2011




يسر مؤسسة علال الفاسي أن تعلن لجمهور الباحثين المهتمين داخل المغرب وخارجه، عن موضوع جائزة علال الفاسي لعام 2011، كما قررته اللجنة العلمية للمؤسسة وهو:
الوطن والدولة وأسس تماسك المجتمع في مغرب اليوم
ويمكن للراغبين في المشاركة ببحوثهم في هذه الجائزة أن يتناولوا الموضوع مستأنسين بالورقة التوضيحية المرفقة، وذلك وفق الشروط التالية:
1 ـ أن تكون المساهمة إنتاجا جديدا لم يسبق نشره أو المشاركة به في جائزة أخرى
2 ـ أن لايكون المشارك (أو المشاركة) ممن حصلوا على الجائزة نفسها في الدورة السابقة
3 ـ أن يراعي المشارك/ ة موضوع الجائزة كما حددته اللجنة العلمية في الورقة المرفقة
4 ـ أن يقدم البحث في أربع نسخ مرقونة خالية من الأخطاء إلى اللجنة المشرفة على الجائزة قبل نهاية مارس 2011، ولا تعاد النسخ لصاحبها سواء فاز المشارك/ ة بالجائزة أم لم يفز/
5 ـ سيتم الإعلان عن الفائزين بالجائزة في شهر مايو 2011
6 ـ يمكن أن يشترك في الترشيح للجائزة شخصان في بحث واحد
7 ـ تتكون الجائزة من ثلاث درجات، تحصل كل منها على مكافأة مالية على النحو الآتي:
ـ الجائزة الأولى: 30.000 درهم
ـ الجائزة الثانية: 20.000 درهم
ـ الجائزة الثالثة: 10.000 درهم
وتتكفل المؤسسة بطبع النص الفائز إذا قررت اللجنة العلمية ذلك
8 ـ تقدم البحوث إلى مقر المؤسسة بالعنوان التالي:
مؤسسة علال الفاسي، شارع محمد السادس الكلم 6. الرباط
ص .ب 5175، السويسي الرباط
الهاتف الفاكس: 0537750845
الوطن والدولة وأسس تماسك المجتمع في المغرب/مغرب اليوم
من شأن التغيرات السياسية والفكرية والاقتصادية والتكنولوجية التي طرأت في الفترة الأخيرة من تاريخ العالم أن تحث على التفكير من جديد في مفاهيم ونظريات كانت قد استقرت في الأذهان على نحو معين اختلف من مجتمع الى آخر، تبعا لوزن التراث الثقافي المتراكم في كل مجتمع، وبحكم التجربة التاريخية التي اجتازها كل بلد، وفي سياق التطور الطارئ هنا وهناك تحت ضغط مؤثرات شتى.
إن فكرة الوطن التي قادت حركة التاريخ طيلة قرون قد أخضعتها للمراجعة إيديولوجيات ذات منحى أممي أو طبقي. وتحت مفعول مفاهيم العولمة والهجرة وكذا ظهور اجتهادات تخص الهوية، وتقترح مقاربات جديدة، إما باسم الاندماج في مجموعات جهوية أو بفعل بروز دعوات تفتيتية، فإن هذه الفكرة تخضع حاليا للتدقيق أو لإعادة النظر.
كما أن فكرة الدولة من حيث صلاحياتها وهيكلها قد اخترقتها بدورها تيارات جلبتها اجتهادات ذات طبيعة كونية، وحتى مواقف تدعو الى مراجعة وظيفتها وطبيعتها.
والمغرب منخرط في إعداد مقاربة جديدة لهيكلة الدولة وذلك باسم تلبية حاجات التنمية والحكامة وتدبير الإدارة الترابية، وحتى بدافع التجاوب مع مفاهيم متعارف عليها دوليا.
وأخيرا فإن أسس تماسك المجتمع قد اهتزت تحت وقع التغيرات التي أحدثتها العوامل الاقتصادية والديموغرافية والتواصلية، وشيوع المفاهيم المرجحة لحقوق الفرد.
فكما هو معلوم فإن التغيرات الديموغرافية وخاصة حجم العائلة ودورها، ونمط الاستهلاك الذي أحدثته الدورة الاقتصادية وتلقنه وسائل الإعلام، قد أحدثت تأثيرا جعل القيم والتقاليد تتبلور في شكل جديد، مختلف عما كان عليه الأمر في مغرب الأمس القريب.
إن المغرب يتأثر إيجابيا وسلبا بكل ما يعتمل في العالم من تحركات في كل مناحي الحياة. ولا يسع الفكر المغربي إلا أن يتفاعل مع المتغيرات الحالية وهو الذي جعل نصب عينيه منذ العقد التاسع من القرن الماضي، الاندماج في الاقتصاد العالمي كاختيار استراتيجي يكيف تبلوره كوطن ودولة ومجتمع.
وهذه حركية يجب أن يساهم في تحليل صيرورتها باحثون من مختلف المشارب والاختصاصات، والموضوع كما هو مقترح في عنوان الجائزة مفتوح على كل الأسئلة.
ولكن يبقى هناك سؤال مركزي يتمحور حول ما يلي: إن المغرب، ومغرب اليوم بوجه ملح، بلد له تاريخ طويل، وهو موضوع في وسط جغرافيا نشيطة، وهو بلد ذو شخصية قوية جعلته طيلة التاريخ كيانا راسخا.
وهو في خضم المعاصرة، مدعو إلى الرد فورا على تحديات آنية جلبتها التطورات الفكرية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية والتكنولوجية، وهي تطورات تتحرك بسرعة ولاتكف عن وضع أسئلة جديدة ومتلاحقة. فكيف له أن يلاحق المتغيرات، وأن يحفظ توازناته التي صاغها دائما عبر تاريخه الطويل، وصنعت منه هذا الكيان المتين الواثق من نفسه، كوطن ودولة ومجتمع.
بكلمات أخرى، في زمن المراجعات، ما هو المضمون الجوهري الذي يبقى من تلك المفاهيم، الوطن والدولة وأسس تماسك المجتمع.

فتح باب الترشيح لجوائز العلوم والآداب 2011

اضفط علي الصورة لتكبيرها

جمال الغيطاني في حوار للشروق : التجربة الناصرية مليئة بالقمع لكنها تستحق الدفاع عنها أمام خسة ما بعدها




حوار ـ علا الساكت -

مع جمال الغيطانى تشعر أن لكل مرحلة جمالها الخاص، فهذا الشاب الذى عاش منذ ألف عام ليحكى ويواجه القمع فى أولى مجموعته القصصية، آثر أن يقف (بعد مرور نحو 40 عاما من صدورها) على لحيظات حاسمة فى مجموعته القصصية الأخيرة «ساعات»، لا يخفى على القارئ أن الغيطانى ابن القصة القصيرة مضى وراء الرواية كسائر أبناء جيله فكتب رائعته «الزينى بركات» وخرج إلى مغامرات عدة فى أشكال فنية وسيطة تذيب السيرة مع الرواية والقصة واليوميات فكتب «دفاتر التدوين» و«التجليات»، عاد أخيرا إلى القصة بعد أكثر من عشر سنوات من الانقطاع.

يقول الغيطانى إن كتابة القصة بالنسبة له «تأتى بين عملين كبيرين، فهى كالنشارة التى تتساقط بين يدى النجار»، واحتفت هذه (النشارة) بالكهولة وحكت قصة ذوات تذوب فى الفوارق بين زمن مضى وآخر قادم بلا هوادة.

سألته عن المسافة بين (أوراق شاب عاش منذ ألف عام) أولى مجموعته و(ساعات) التى صدرت مؤخرا، رد: «أوراق شاب صدرت فى ظرف تاريخى حيث تصدرت قضايا الهم العام والقمع السياسى ومرارة الهزيمة المشهد، أما (ساعات) فذاتى هى محورها، وانطلقت منها إلى كل شىء، فأنا أصبحت أنظر لداخلى وأتأمل تأثير الزمن علىّ أكثر من أى شىء آخر».

انشغل الغيطانى بذاته فى كتابات طويلة على مدار سنوات بدأها مع كتابه «التجليات» لكنه اختار الآن القصة القصيرة، قائلا: «عندى شعور أن القصة القصيرة ما زالت قادرة على التقاط مواقف ومعانى حاولت التعبير عنها، والتركيز على لحظات مدببة وحادة تنقل جوهر الواقع (لكن ليس فى قضية سياسية أو اجتماعية) بل قضية جوهر الوجود نفسه، حاولت الاستفادة من التراث الصوفى حيث تحيلك الأحداث العادية إلى مدلولات ومعانى أكبر».

• الهم العام والقمع دفعاك فى بداية مشوارك للكتابة بلغة التراث كوسيلة للتحايل، فهل القمع الآن أقل؟
ــ الحقيقة لم أستخدم هذه اللغة حتى أخدع الرقيب كهدف فى حد ذاته، فنحن كنا ننشر الأعمال الممنوعة فى بيروت، ملاذنا فى ذلك الوقت، فالنظام السياسى لم يكن يهتم بالأدب كثيرا، وحفلت كثير من النصوص بنقد عنيف جدا ومع ذلك لم يتم التعرض لها، لكن هذه اللغة منحتنى حرية فى استيعاب ما أريد أن أعبر عنه، فقد كنت مشغولا بتطوير لغتى، وكانت الكتابة الأدبية فى ذلك الوقت أسيرة نمط معين وكيلشيهات لم أحب الاستجابة لها، أما خدعة الرقيب هدف رخيص جدا.
فلا يمكن ارتداء أقنعة أثناء الكتابة، وإذا كان لديك هدف آخر دون ما تدعيه يظهر فى الكتابة.
وعلى الرغم من أن التجربة الناصرية كانت تعج بالقمع، وأنى كنت ضد السياسة الناصرية فإنى دافعت عنها أمام انقضاض السادات عليها بخسة سياسية شديدة.
أما عن القمع الآن فهو أنعم، إذ إنه من السهل أن تكتب وأن تقول ما تريد، لكن القمع الحقيقى ألا يهتم أحد بما تقول، وهذا أذكى، فما لا ينشر ورقيا ينشر على الانترنت لكن من يسمع؟، هذا أصعب من أن يكون هناك رد فعل سلبى، فمشاكل الحياة السياسية انتقلت للحياة الأدبية.


• يعد البعض كتابتك المتمحورة حول الذات حالة ملل وهرب من الهم العام؟
ــ أشعر أنى مشيت طريقا طويلا، ووصلت إلى مرتفع، وأن علىّ النظر إلى ما انقضى من الطريق وأن أحاول الوصول لخلاصة الرحلة.
لم يغب عنى الهم العام، فأنا متورط فيه يوميا بعملى فى أخبار الأدب، أما بالنسبة للكتابة فأنا لا أنكر أنى منذ كتبت دفاتر التدوين، والذات هى المركز، لكن علينا هنا أن نسأل أى ذات تلك، هى ذات مرت بخلاصة كل التجارب العامة والسياسية السابقة وتلقى نظرة على كل ما فات، وحتى الكتابة المتمحورة حول الذات تلك، تحمل قضية عامة وهى الحفاظ على الذاكرة، فهناك ذاكرة أمة تمحى بالكامل وأنا أحاول الدفاع عنها.
فى مشروعاتى القادمة من المحتمل أن أعود وبشكل مباشر إلى الهم العام، فالمغامرة موجودة طوال الوقت، لكن أظن أنه آن الاوان لالقاء نظرة أكثر تفحصا للحياة التى تقترب من نهايتها من فوق.

• لغتك فى (ساعات) محافظة ولا تقبل التنازل فلم تستخدم العامية فى الحوار، وهذا مختلف عن تجاربك فى التجليات والزينى بركات؟..
ــ أنا أحاول الهرب من فخ التكرار طوال مشوارى، وهناك كتّاب يستكينون إلى شكل صنعوه ونجح، فيظل الكاتب يستخدمه طوال عمره، لكن أنا مصاب بقلق التجديد فلا يمكننى أن أستمر فى الكتابة بلغة القرن الـ18 لأنها نجحت مثلا، أحاول التجديد حتى لو كان النص قصيرا جدا، أُقدم على كتابته وكأنى أكتب للمرة الأولى.
وفى مجموعة (ساعات) الحالة تدور حول كهل ينظر فى ذاته أكثر من العالم وكان أهم شىء بالنسبة لى أن أخرج من هذا الشعور الوقتى، برؤية جديدة وتقنية جديدة.
كثير من أبناء الستينيات صاروا يكتبون بأسلوب محدد، حتى إن البعض فرغت كئوسهم ومازالوا يكتبون بنفس اللغة والطريقة..
هذا ما أحاول الهرب منه دائما، فالأسلوب طريق مرصوف تقطعه ذهابا وايابا، أما الحالة تتغير فى كل مرة تكتب فيها.

• كتبت فى المجموعة كتابة وجودية تليق برواية لكنك آثرت أن تستخدم قالب القصة، فهل لديك حالة خصام مع الرواية؟
ــ لا ليس لدى خصام مع الرواية، لكنى دائما ما أكتب القصص بين عملين كبيرين، فأنا أشعر أنى مثل نجار يعمل وأثناء عمله تسقط نشارة الخشب، وهذه النشارة هى القصص القصيرة.
خامرنى شعور لوقت طويل أن القصة القصيرة تنقرض، لكن فى الفترة الاخيرة هناك عودة قوية للقصة القصيرة، فكثير من أبناء الستينيات نشروا مجموعات قصصية جديدة.

• بعد مرحلة معينة من الكتابة يفارق الكاتب حالة الالتزام الشديد بالشكل الفنى للقصة والرواية، فتظهر مصطلحات مثل دفاتر أو متوالية قصصية؟
ــ منذ كتاباتى الأولى وأنا أحاول تجاوز ما هو مألوف، وكسر هذا الشكل الفنى، فالمسافة بين الزينى بركات وبين التجليات ودفاتر التدوين كبيرة جدا.

• فى مرحلة وصل هذا التجريب إلى حد تدمير الشكل الفنى؟
ــ لا علاقة لى بذلك، فأنا طوال الوقت أنظر لما كتبت أكثر مما يكتب حولى، وأرى أن هذه المرحلة تحديدا عزلت الفن الروائى الجاد عن القراء، رغم أن الرواية حققت شعبية بعد ذلك، فالتجارب التى عادت للشكل التقليدى استعادت القارئ لكن دون أن تقدم المستوى الفنى المطلوب، فهناك مستوى معين يجب عدم التنازل عنه.

• اتهمك البعض بالتعالى على القارئ، بسبب تمسكك بكتابة وصفت بأنها صعبة؟
ــ فكرة النزول للقارئ تؤدى إلى تنازلات فنية مدمرة، ورغم أنى تربيت على الفكرة الاشتراكية وكنت مهموما بالوصول إلى قاعدة عريضة من الناس، لكنى اكتشفت أنى لابد أن أكتب لمن يفهمنى، ولا أنشغل بأن أبسط للقارئ أو أتنازل له حتى يفهم.
ويضيف ساخرا: لست من كتاب البيست سيلر وإن كنت أطمح.

• فى كلامك قلت إن الفوضى السياسية انتقلت للحياة الأدبية، فما السبب فى رأيك؟
ــ هذه نتيجة مباشرة لغياب النقد، فالقضية لم تعد التخديم على النص الأدبى بالكتابة لكن بالإثارة، فقد يسبب أحدهم فتنة طائفية أو أخلاقية حتى تبيع روايته.

• لكن قضايا الفتنة الطائفية والأزمات الأخلاقية موجودة فى المجتمع المصرى ولم تختلقها هذه الأعمال الأدبية؟
ــ لا أقصد تجاهلها، لكن أنا ضد توظيفها من أجل الشهرة، ولا ننسى هنا أن ما يلعب الدور الأساسى فى انتشار الأدب هو الإعلام لا النقد، وكنا فى الماضى نقرأ مقالا لنقاد كبار فنشترى الكتاب، أما الآن فلا يوجد ما يفوق أصابع اليد الواحدة من النقاد الذى يمكن أن تثق فى كتاباتهم.


فى نفس الوقت أصبح من يروجون للكتابة ليس لهم علاقة بالأدب، فتجد طبيبا يكتب مقالا عن روائى ويمتدحه دون أن يذكر لنا السبب الفنى لمدحه العمل، أو يكفى الكاتب أن يظهر فى برنامج توك شو ويكتب تحت اسمه الكاتب العالمى فيعامل على أنه عالمى.


هناك الكثير من الأدباء متعجلون، ولديهم رغبة فى إزاحة من قبلهم، وقد رأيت كاتبا موهوبا وهو صديقى، سئل عن كتّاب الستينيات فأجاب (هؤلاء ماتوا ولم يعد لهم وجود)، ولا أقصد هنا تسييد كتّاب الستينيات، فما يستحق التسيُّد هو النص الجيد لكن الظروف الحالية لا تساند النص الجيد، تساند النص المثير.


هناك أدباء ضد التوريث السياسى، لكنهم يمارسون التوريث الأدبى، فبعد أن مات محفوظ وجد بعض الكتّاب فراغا فى قمة، وصار كل منهم يتصور أنه سيملأ مكان نجيب محفوظ عن طريق تصدير صورة إعلامية، فتجد من يستخدم الإعلام والمواقف السياسية.


نجيب محفوظ لم يعلن عن مواقفه السياسية إلا مضطرا، فهو ترهبن للنص وتجويد كتاباته، ولم يستخدم التصريحات والمواقف السياسية للتخديم على كتاباته.
أسأله من تقصد؟ فابتسم وقال: «أنا رجل مريض ولا أحب أن أدخل فى مزيد من العراك».

• طوال الوقت تكتب عن بطل يشبهك، وقد استخدمت هذا الاسلوب منذ «دفاتر التدوين» وكذلك فى «ساعات» حتى إن البعض يظنها سيرة مقنّعة..
فى دفاتر التدوين تعمدت أن أعطى القارئ انطباعا أنها سيرة ذاتية، لأن القارئ يحب أن يتلصص، لكنها ليست سيرة ذاتية, هناك جزء كبير منها متخيل، فأنا طوال الوقت مشغول بالحفاظ على ذاكرتى، وأحاول إعادة بنائها من خلال فنية مختلفة عمن يكتبون السيرة الذاتية.

• لكن أليست لديك جرأة كتابة السيرة الذاتية؟
- أحسبنى من أكثر الكتاب جرأة فى كتابة الذات، فهناك الكثير من التجارب كتبتها، وظن بعض القراء أننى بطلها، لكن نحن أمام حالتين إما كاتب لا يستطيع أن يكتب تجربته الذاتية بالكامل ــ ولا أنكر أنى من كتاب هذا الصف ــ فيموه بكتابة مواقف متخيلة تمتزج مع ما عاشه، وهذا ما فعله نجيب محفوظ، فكنت أسأله لماذا لم تكتب سيرتك، فيقول إنه كتبها فى روايات كثيرة، ضاحكا (طبعا الروايات لن تؤخذ عليه).
وهناك من يكتبون السيرة بمبالغة فى فضح الذات، وهذه موجودة عن بعض الكاتبات والكتّاب حتى إن بعضهم يذكر أمورا لم تحدث لأسباب لا علاقة لها بالنص الأدبى، فالعين أصبحت على البيست سيلر - ساخرا (اللهم اجعلنا من أهله).

• فى سلسلة مقالاتك الأخيرة كتبت عن رفاق الحرب القدامى وهى فترة لم تكتبها بالكامل فى عمل أدبى سابق، فهل تنوى الافصاح عنها أخيرا؟
ــ حتى الآن لم أكتب ما يجب أن يكتب عن هذه الفترة، تعمدت أن أكتب عن معركة السويس فى غير ذكرى السويس لأنى اُستفز جدا من طريقة الاحتفال بذكرى أكتوبر كأنه احتفال مدرسى، تستيقظ صباحا على أناشيد تافهة وتستضيف برامج التوك شو مجموعة ممن حضروا الحرب ليحكى كل منهم قصته فى التليفزيون وانتهى الأمر عند ذلك الحد، ولا أحد يسأل نفسه ماذا سيحدث بعد أن يموت كل من شارك فى الحرب، هنا القضية تعود لأزمة الذاكرة، وأساليب الحفاظ على الذاكرة الوطنية.

• ما هو أكثر ما تريد أن تقوله عن هذه الفترة؟
- الكثير، فأنا قضيت 6 سنوات كاملة مراسلا حربيا فى الجبهة، لدرجة أنى أشعر أنى أعيش مصادفة وأعتقد أن الحرب ستكون موضوع أحد دفاتر التدوين.
هناك مشكلة فيما يتعلق بمسار الحرب نفسها وخططها، فليس لدينا ناقد ــ عسكريا ــ واحد، ونعانى حساسية مبالغا فيها من الكتابة عن الحرب، وكذلك لا وجود للوثائق المصرية للحروب بداية من 48 كلها لم تودع فى دار الوثائق القومية، بالتالى يعتمد الباحثون على الوثائق الاسرائيلية، وينتهى الأمر إلى تسييد الرؤية الاسرائيلية لأحداث الحرب.

• ما هو أكثر ما يكدر صفوك فى المرحلة الجديدة تلك؟
ــ كان ممكن الوصول لنتائج أفضل، فما رأيته لا يؤدى لما حدث، على كل حال ليس هناك «لو» فى التاريخ، المهم ألا ندع الذاكرة الوطنية تتآكل، فجهادى لا يزال مستمرا مع محو الذاكرة.

• مؤخرا أعلنت عن رغبتك فى ترك عملك كرئيس تحرير لاسبوعية أخبار الأدب، وطرأت الكثير من التغييرات عليها، كيف تشعر تجاه هذا الاختلاف هل هو مكمل لمشوارك فى الجريدة؟
ــ هذا الاختلاف استجابة للواقع، فأخبار الأدب تطورت فى اطار، لا يمكن أن تظل الصحيفة ثابتة، خاصة فى ظل التطــــــورات السريعــــــــة للحياة الأدبية، فأن نخصص بابا على سبيل المثال لمناقشة الأدب العبرى كان استجابة لمطلب أساسى فى الحياة الثقافية، ونتيجة مباشرة للجدل الدائر حول فكرة التطبيع الثقافى.
نحن للأسف نستنيم لشعارات من نوع «لا للتطبيع»، بدلا من إعادة التفكير فى كلمة تطبيع دون التخلى عن الثوابت الوطنية والقومية.

• لكن البعض يتخوف من فكرة دس السم فى العسل، فمن يستطيع وضع معيار لفكرة ترجمة أدب العدو؟
ــ إذا كنت أثق فى نفسى وأعرف مواقفى، فهذا لا يحتاج أن أقلق، لكن نحن فى المؤتمرات الدولية ننسحب بسبب المشاركة الاسرائيلية، ويجد الكاتب نفسه أمام سؤال (هل أذهب وأعبر عن القضية أم أترك مقعدى خاليا)؟، لابد أن نذهب وأن نعبر عن مواقفنا دون حسابات صغيرة.

• لكن هذه المواقف لا تمر بسلام، فهناك الكثير من التابوهات يصعب كسرها فأنت لا يمكنك أن تتجاهل يدا إسرائيلية امتدت لك بالمصافحة ولا يمكنك أن تتحمل نتيجة هذه المصافحة..
ــ المهم هو ما يعلنه الكاتب ويتبناه فى مناقشاته، والموضوع يحتاج مناقشة أكثر عقلانية وأكثر رحابة، لا أهدف هنا إلى تسهيل التطبيع، لكن نحن فى مرحلة المعرفة، لابد من معرفة هذا الكيان.

• رحلتك العلاجية كانت أطول المرات التى غبت فيها عن مصر، فما أثر هذه الرحلة فى رؤيتك؟
ــ أنا انقلبت رأسا على عقب، فهذه الرحلة جاءت فى إطار محنة أسرية خاصة بزوجتى، أنا كنت أموت على الهواء فى برنامج (مصر النهارده)، وحين شاهدت الشريط شعرت أنى كنت أحتضر، فقد سقطت بعد أن انتهى التصوير مباشرة وانقطع عنى النفس.
أشعر بكرم الله فى أننى وهبت فرصة ثانية، فخروجى إلى التليفزيون فى هذه الليلة هو ما أنقذنى، إذ إن الجراحة تضمنت تغيير صمامين من ضمنها الصمام الأوردى وأربعة شرايين وامتدت لـ 12 ساعة متواصلة.
وهبت فرصة جديدة وهذه الصمامات لها عمر معروف، ولا أريد أن أضيّع الوقت، لدى الكثير من الموضوعات للكتابة.

• كثير من الكتّاب يعودون من محنة مشابهة بكتابة تجاربهم، فهل كتبت ما مررت به؟
ــ أجريت جراحة سابقة فى القلب أيضا، وكتبت عنها، أما هذه المرة لابد أن أهب وقتى كله لكتابة ما أجلته من المشروعات، أنا منتظر قرار مجلس الشورى لأنهى علاقة العمل مع أخبار الأدب فلدى ما هو أهم.